«مأساوية تُلخص قصة حزينة».. ما لا تعرفه عن الصورة الشهيرة لطفل المجاعة
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
في عام 1993 جذبت صورة لافتة جميع أنظار العالم، نُشرت في صحيفة New york Times صورها المصور كيفن كارتر.
سطر لنا كيفن قصة مليئة بالمأساة والآلام، وذلك عندما انطلق إلى السودان لتغطية المجاعة الدامية التي حدثت هناك.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي شهد فيها المصور الشهير المعاناة البشرية لأنه كان في فريق «بانج بانج» وهو فريق مختص في توثيق جرائم الفصل العنصري في دولة جنوب أفريقيا.
كانت تلك الرحلة المأساوية بالتأكيد الأكثر تأثيرًا في حياته المهينة، والتقط كيفن كارتر الصورة التي أُطلق عليها «النسر الجاثم والفتاة الصغيرة»، فكانت تلك الصورة تُظهر طفل صغير ذاهب في طريقه إلى أحد مراكز التغذية التابع للأمم المتحدة وفجأه توقف الصبي الصغير لإلتقاط بعض الأنفاس من الجوع الذي تركه بمعدة خاوية وجسد هزيل.
ونظراً إلى أنه من المحتمل أن والديه قد تقدما عنه ببضع أمتار لجمع الطعام من نقطة إغاثية قريبة، إلا أن الطفل الهزيل كان ضعيفاً ومستلقياً على الأرض بشكل جذب انتباه النسر.
ما بين تقديم المساعدة والرغبة في توثيق ذلك المشهد عبر إلتقاطه إياه، إلتقط كارتر الصورة برغم كل شيء.
واظهرت تلك الصورة ما كان يجري في السودان بدقة شديدة وكأن كل شبراً من التراب يحكي قصة لا تُصدق عن الكفاح من أجل البقاء.
ماذا حدث لكيفين كارتر؟عاد كيفن من رحلته إلى جنوب إفريقيا محملاً بالجوائز والتقديرات، لكنه مع ذلك لم يكن سعيدًا، فانقسم الجمهور إلى نصفين نصف يبارك له على هذه الصورة دقيقة الوصف لمجاعة السودان، والنصف الآخر ينتقده بسبب عدم الفزع لمساعدت الطفل قبل فتك النسر به.
وقال كيفن كارتر إنه انتظر حوالي عشرين دقيقة كاملة حتى يتسنى له إلتقاط صور أكثر دقة لهذا المشهد المميز، وأضاف أنه ساعد الطفل وأبعد النسر عنه.
ولاق المصور الشهير الكثير من الانتقادات الدولية فحينها قالت صحيفة سان بطرس بيرج تايمز أن «الرجل الذي يعدل عدسته ليأخذ الإطار الصحيح لمعاناة الطفل، قد يكون بدوره حيواناً مفترساً، وهو نسر آخر في المشهد».
لاحق هذا الوضع كيفن كارتر أينما حل، مع عذاباته الداخلية التي لا تتركه لحظة حتى عندما حصُل على أكبر جائزة مرموقة وهي جائزة «Pulitzer»، ومع ذلك لم تكن الشهرة والنجاح سبيلًا للتخفيف من الآلام الذي يشعر بها، بل كانت عبئا ثقيلًا يجعله يشك في كل لقطة إلتقطها وفي كل خطوة خطاها.
نهاية القصة بوفاة الشخصياتأعلنت الأمم المتحدة حينها أن الطفل لم يمت إلا بعد عدة سنوات من إلتقاط هذه الصورة بسبب مرض.
ودخل كيفن كارتر في موجه من الاكتئاب وإدمان المخدرات وهو ما جعله مديونا بمبالغ ضخمة، وأقدم كارتر على إنهاء حياته بإستخدام بأول أكسيد الكربون الذي جعله يتسسم ويغادر عالمنا في الحال.
ليتوفى كيفن كارتر في 27 يوليو عام 1994، تاركاً ورائه رسالة كشف فيها عن ديونه المتراكمة وصراعه الطويل مع الاكتئاب، وأنهما كانا سببين رئيسيين لقراره بالانتحار، بحسب صحيفة New York Times.
موضحاً في رسالته الأخيرة أن الصدمة والشعور بالذنب والتقصير الذي عانى منه بشدة بسبب حياته المهنية في التقاط صور الحروب والكوارث والجرائم، كانت أكبر مما يحتمل.
اقرأ أيضاًفي ذكرى ميلاده.. أبرز المحطات في حياة الفنان مظهر أبو النجا
بعد انتحار روبوت في كوريا الجنوبية.. خبير تكنولوجي يكشف تفاصيل تقنين حقوق الروبوتات
شقيقة مايكل جاكسون تفاجئ محمد رمضان.. وتعلق على منشوره لهذا السبب (صورة)
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: حزن
إقرأ أيضاً:
الإمارات تدعم أهالي غزة لمواجهة المجاعة
غزة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةتواصل الإمارات، ضمن عملية «الفارس الشهم 3»، تقديم دعمها الإنساني للأسر النازحة في منطقة «مواصي خان يونس»، جنوب قطاع غزة، وسط ظروف إنسانية غاية في الصعوبة.
وفي ظل استمرار إغلاق المعابر وتعثر وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، أطلقت عملية «الفارس الشهم 3»، مبادرة جديدة لشراء مستلزمات تكيات الطعام من السوق المحلي، مما أسهم في توفير وجبات غذائية يومية إلى ما يقارب 50 ألف نازح.
وتأتي هذه الجهود الإنسانية، في لحظة بالغة الخطورة، إذ يواجه سكان غزة خطر المجاعة نتيجة النقص الحاد في الغذاء والاحتياجات الأساسية.
وأكدت عملية «الفارس الشهم 3»، أن هذا التحرك يأتي في إطار التزام دولة الإمارات الثابت بمساندة الشعب الفلسطيني، ودعم الجهود الإنسانية الرامية إلى التخفيف من معاناة سكان القطاع في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية.
وتواصل المبادرة تنفيذ برامجها الإغاثية الشاملة، بما يشمل توفير المواد الغذائية والمياه والرعاية الصحية، لضمان وصول الدعم إلى أكبر شريحة من الأسر المحتاجة في المناطق المتضررة.
وفي السياق، أطلقت عملية «الفارس الشهم 3» مشروعاً عاجلاً لحفر آبار مياه بدائية في جنوب قطاع غزة، في ظل تعطل معظم محطات المياه نتيجة نقص الوقود، وإغلاق المعابر، حيث يعاني مئات الآلاف من السكان أزمة مياه خانقة وصعوبات شديدة في الحصول على المياه الصالحة للشرب والاستخدام اليومي.
يأتي ذلك في ظل استمرار النزوح وتدهور البنية التحتية، ما يفاقم الأعباء الصحية والإنسانية على الأهالي.
وأعلنت عملية «الفارس الشهم 3» خلال مؤتمر صحفي، بدء تنفيذ المشروع الإنساني الذي يسعى إلى توفير مصدر مياه للنازحين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
الجدير بالذكر، أن مشروع حفر آبار المياه ممتد في عدد من مخيمات النزوح في جنوب قطاع غزة، ويستفيد من أكثر من 200 مخيم للنازحين، حيث تسعى عملية «الفارس الشهم 3» من خلال مشاريعها الإنسانية إلى إيصال المياه للسكان في مختلف المناطق المنكوبة، ومواصلة تنفيذ مشاريع التكيات والمخابز اليدوية، لإسعاف الوضع الكارثي في القطاع.