عربي21:
2024-11-23@11:56:39 GMT

القدوة.. والخيانة/ الإلحاد

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

الصدارة السامة

هذا المصطلح هو تصحيح لمصطلح القيادة السامة؛ فالقيادة عرفناها في مقالات سابقة وبها عناصر الإبداع الفكري والوجداني، وهي عقلانية فؤاديه إنسانية متواضعة تفعل المهم من أجل الهدف المدروس وصولا الى الغايات، سواء في حرب أو سلم أو ما بينهما من تفاوض، فهي تسعى للنتائج بنوعية العمل ومراميه بما يجلب المصلحة، ويضاف في الإسلام أخلاقيته.



الصدارة تختلف عن القيادة بأنها تسعى للبروز موقعا ومكانة وجاها، والصدارة غالبا مسمومة قاتلة لصاحبها ومدمرة لمن يتصدرهم، فهي تسعى للبقاء حتى لو تضحي بالمعلن من أهدافها وبالشعب وبكل شيء، وهي لا تتصور أنها تفعل سوءا بل من لا يطيعها فهو خائن ومجرم، هي ذكية جدا تجاه هذه المصلحة، لكنها في منتهى الغباء في حساب المآل، والغالب هو عدمي أو تحييد للشخص في أفضل الأحوال ووفق الظرف ومرونته ودرجة خطورته في صدارته وإمكانية ارتكازه، ليفكر ويتحول الى أن يكون قائدا.

الصدارة تختلف عن القيادة بأنها تسعى للبروز موقعا ومكانة وجاها، والصدارة غالبا مسمومة قاتلة لصاحبها ومدمرة لمن يتصدرهم، فهي تسعى للبقاء حتى لو تضحي بالمعلن من أهدافها وبالشعب وبكل شيء، وهي لا تتصور أنها تفعل سوءا بل من لا يطيعها فهو خائن ومجرم
كل أمر في مسار حياة الآدمي ينطلق من الإنسان ومآله الى الإنسان ومنظومته العقلية وغرائزه وحاجاته، ومدى قدرته على إدارة الأمور وموازنتها ودرجة الحاجة أو الاستثارة والإشباع للغريزة؛ التي إن تمكنت واستعمرت المنظومة العقلية وبنت مخيلات بقائها فإنها ستستمر إلى الانتحار الذي يغلَف بعبارات الانتصار وإلقاء لوم الفشل على الآخرين؛ من ضمنهم الناس الذين يتصدر عليهم ويزعم أنه يتزعم قضيتهم ويفكر لهم كقائد، ولعل نموذج نتنياهو مثال حاضر تسبب في جرائم حرب واندفعت الكراهية لتتحول إلى ماكينة قتل للمدنيين، وهذا ينطبق على من ساعده في إتمام هذه الأمور خوفا على كرسيه ومكانته أو أسراره.

سلوكيات عكسية

الصدارة استجابة لحالة غريزية، ويمكن أن تتميز عن القيادة بغياب البرنامج أو الفهم الإداري وفقدان وسائل المراجعة والتغيير والتطوير.

الغريزة ليست أمرا سهلا أو أن السيطرة عليها شعوريا سلسة أو أن سيطرتها على الإنسان لا تظهر بشكل مؤثر سلبيا على المجتمع والحياة بشكل عام.

تصور الإنسان أنه يمتلك الحقيقة في أي أمر كان ولا يحتاج المزيد، هذه الحالة ستتفاعل مع غريزة حب السيادة والتملك فتجده ينعزل اجتماعيا لسوء سلوكه وفرضه الأمور بدون نقاش أو تصوره الوصاية على الآخرين. ذات الشيء يحصل مع المتمسكين بالدين غريزة وعندهم كم من الحافظة وربما مواظبون على دقائق العبادة، لكنه ينفّر الآخرين من تعامله ونزقه.

ونلاحظ أن أغلب هؤلاء ممن قفل عندهم المصدر والتطور وأنه وصل الحقيقة وغيره تائه مبدد مبدل مؤول، وما إلى غيرها من الأوصاف؛ يأخذ الأمور بحرفية حتى آيات الكتاب وهي مثاني، ويعتبر اجتهاد بشر لعصرهم مقدس، بينما لا يسمح بالاجتهاد في هذا العصر لهذا العصر، يستخدم كلمات جارحة، وربما القوة، ولا ينتبه إلى أن سلوكه مخالف للنص والتفسير، ويأخذ بمعايير الدولة على الفرد ومعايير الفرد على الدولة ولا يأخذ بالواقع والظرفية، ويقول إن الإسلام صالح لكل زمان ومكان وهو يريد أن يعود الناس بالزمن، ولا يحس بسلبية فيه ويراها في غيره، يبني الحياة على الصراع، قاس في العقاب للآخرين لخطأ فيه لا يراه، يظن الصلافة جهرا بالحق، وهو ذات المنهج في بناء المدنية الغربية والعدو الضرورة.

إنه صراع مع الآخرين وأن الحقيقة هو يملكها، لهذا فأي مخالف يحسه خطرا على نمط حياته ولقناعته بأنه الأفضل، وآن الآخرين يتلقون منه ويطيعون فقط، فهم يتعامل كناصح ولا يصغي إلا وفق قواعد النفعية ولإيجاد مواطن الاختراق، بل يُظهر كرهه للآخر عندما يرفض ضحالة طرحه.

المشكلة اليوم واضحة، أن المنظومة الآدمية في خطر وأن عليها أن تستخدم منظومتها العقلية للإصلاح وفق قواعد ومنطق العصر بحساب متغيراته نتيجة أي حدث أو مستجَد.

القدوة والخيانة/ الإلحاد

أي فساد في الإنسان هو نتيجة خلل بناء معلومة المنظومة العقلية للإنسان، هذا الفساد في المنظومة العقلية يصل الى الإلحاد والتعصب الأعمى في كل دين وما يتبنى الإنسان حتى لو كان متبنيا للعلمانية أو الليبرالية، ويظن أنه ملك الحقيقة وأنه سيدعو لها كحقيقة مطلقة وكأنها نهاية العالم في سردية فوكو.

فساد في الإنسان هو نتيجة خلل بناء معلومة المنظومة العقلية للإنسان، هذا الفساد في المنظومة العقلية يصل الى الإلحاد والتعصب الأعمى في كل دين وما يتبنى الإنسان حتى لو كان متبنيا للعلمانية أو الليبرالية، ويظن أنه ملك الحقيقة وأنه سيدعو لها كحقيقة مطلقة
الإلحاد والذهاب الى ما يسميه الناس خيانة بينما يصفه المنحرف عن قيمه ومبادئه وعي ويقظة النفس والخلاص من القيود والخرافات. كلها إحباط وغياب السلوك القيادي في دعم هؤلاء وتفهم مشاكلهم النفسية وتجاوزها حدود طاقتهم، ووجود تأثير الصدارة السامة، فهم ضحايا الأنا وطغيان الغرائز عند المتصدرين ممن لا يملكون شخصية القائد.

القدوة مهمة لتأطير أي مسار يوصل الإنسان ليختط مساره الخاص بأمان، فإن فقد الثقة بالقدوة أو انهارت نتيجة السلوك الخطأ، سواء كانت هذه القدوة أبا أو مدرّسا أو أحد الموجهين أو الوعاظ؛ تلاشت القيم أمامه ككلمات مبعثرة وأضحى هو بحاجة أن يجمع شتات نفسه فيلقي كل ما كان يشكل حملا أو واجبا نتيجة التديين ونقص فهم الدين -أي دين- فيذهب لإنكار كل شيء بقوة بقدر قوة تمسكه بها، لأن القدوة التي تصدرت المشهد لم تك ذلك القائد الذي يهتم بهؤلاء المحيطين به.

إنكار القيم ينحرف بالسلوك ولكن ليس بالمطلق حتما، ففرعون ناقش موسى عليه السلام ولم يعدمه مثلا رغم أنه عذب زوجته وكانت قد تبنت موسى عليه السلام، فعلاج الملحدين إصلاح فكرهم بالقدوة لأنه عنصر التوازن في المنظومة العقلية.

وعلى الآباء أن ينتبهوا لسلوكهم في أسرهم ولا ينبغي لواعظ أو سياسي؛ التصدر ما لم يك قدوة ويكون قائدا وزعيما، وأن لا يتراجع إلا أن يشرح أسباب تراجعه أو يعترف بأسباب هزيمته دون لوم الآخرين.

إن التصدر السام بلبوس القيادة سبب كبير في انهيار الأمة التدريجي وتكوين منظومة تنمية التخلف.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الإلحاد السلوك القيم الخيانة القيم الإلحاد التدين السلوك مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حتى لو

إقرأ أيضاً:

شباب قسنطينة يقتنص الصدارة بعد الفوز أمام سوسطارة

تمكن فريق شباب قسنطينة من تحقيق فوز مثيرة أمام الضيف إتحاد العاصمة بهدف دون رد من إمضاء المدافع اشرف بودرامة في الدقيقة 34 من عمر الشوط الأول.
وألحق المدرب خير الدين مضوي و لاعبيه أول هزيمة بالنادي العاصمة هذا الموسم، ليقتنص بذلك السنافر صدارة البطولة الوطنية بشكل مؤقت.

وجرت المباراة بملعب الشهيد حملاوي وسط حضور جماهير غفير، في لقاء عرف المدرب مضوي كيفية الحفاظ على النقاط الثلاث، و الرفع من رصيد النادي إلى 18 نقطة كاملة، في حين تجمد أبناء البهجة رصيدهم في الدقيقة 16 رفقة نادي مولودية الجزائر.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
  • «ثلاثية النصر» تمنح الصدارة لـ«الشارقة»
  • 3 أبراج فضولية وتطفل على خصوصية الآخرين..«بيحشروا نفسهم دايما»
  • شباب قسنطينة يقتنص الصدارة بعد الفوز أمام سوسطارة
  • شومان يحذر ممن يكتبون الميراث للبنات ويحرمون الورثة الآخرين
  • حاسي مسعود.. توقيف شخص وحجز 6900 كبسولة من المؤثرات العقلية و419 غراماً من المخدرات
  • حاسي مسعود.. توقيف شخص وحجز 6900 كبسولة من المؤثرات العقلية و419 غرام من المخدرات
  • برلمانية: مشروع قانون المسؤولية الطبية يعزز استقرار المنظومة الصحية
  • كريم رمزي: تصريحات أحمد سليمان تعني التقليل من لاعبي المنتخب الآخرين
  • هل تغير صواريخ أتاكمز قواعد اللعبة بين أوكرانيا وروسيا؟.. تعرف على المنظومة