أعاد قرار الحكم الصادر ضد المواطن السعودي أسعد الغامدي بالسجن 20 عاما، بسبب تغريدات قديمة له عبر موقع "إكس"، التذكير بتصريح سابق لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وفي أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، وجه المذيع الأمريكي بريت باير، سؤالا لابن سلمان خلال ظهوره على شاشة "فوكس نيوز"، حول رأيه بحكم الإعدام الذي أصدرته المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب، ضد المواطن محمد الغامدي، بسبب تغريدات تنتقد الأوضاع في البلاد.



وقال ابن سلمان حينها "للأسف هذا حقيقي، وهو أمر لا يعجبني"، وتساءل المذيع: "ألا يمكنك تغييره؟"، ليجيب الأمير محمد بن سلمان: "نحن نقوم بأفضل ما لدينا لفعل ذلك لقد أضفنا بالفعل بعض القوانين وغيرنا عشرات القوانين الأخرى وهناك في القائمة أكثر من ألف قانون ولدي 150 محاميا في مجلس الوزراء لذلك أحاول إجراء التغييرات حسب الأولويات بشكل يومي".

واستدرك بأنه لا يستطيع إجبار قاض ما على تغيير حكمه، لأن ذلك يعد تعديا على سيادة القانون.
" الصمت أصبح قاعدة والحقيقة جريمة "
في #لقاء_محمد_بن_سلمان مع قناة فوكس:
أقر بشعور الحرج والخجل من إصدار حكم الإعدام على "محمد الغامدي" نتيجة تغريدته..
نعم، في عهد بن سلمان كل مَن تجرأ على التعبير عن رأيه ضد الظلم والفساد أصبح هدفًا للعقاب. #التطبيع_خيانه pic.twitter.com/HXMQjWLdZS — روان منير (@Rouan_Monir) September 21, 2023



ما الجديد؟
بعد نحو 10 شهور من تصريحات محمد بن سلمان، أصدرت ذات المحكمة حكما بالسجن 20 سنة ضد أسعد الغامدي، الشقيق الأصغر لمحمد الغامدي.

والأخوان الغامدي هما شقيقان للمعارض البارز في لندن، سعيد بن ناصر الغامدي.

ويظهر الحكم على أسعد الغامدي، وعدم مراجعة حكم الإعدام ضد محمد الغامدي، تجاهلا لتوجيهات ابن سلمان للقضاة، بحسب صحيفة "الغارديان".

وكانت السلطات السعودية اعتقلت أسعد الغامدي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 في مداهمة ليلية لمنزله في حي الحمدانية بجدة، أمام أعين زوجته وأطفاله. وصادرت قوات الأمن الأجهزة الإلكترونية ونهبت كل غرفة في المنزل.

ولم يتم إخباره بأسباب اعتقاله أو بالتهم الموجهة إليه لمدة عشرة أشهر على الأقل، كما حُرم من الاستعانة بمحام لمدة عشرة أشهر. وقضى ما يقرب من ثلث تلك الفترة في الحبس الانفرادي. وهو يعاني من الصرع وتعرض لإغماءات عديدة في السجن.

وبعد ثماني جلسات، أُدين في 29 أيار/ مايو من هذا العام، أي بعد عشرة أشهر من صدور حكم الإعدام على شقيقه.


"جرائم ضد الإنسانية"
في تقرير صدر هذا الأسبوع، أبلغت مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة المعنية بالاحتجاز التعسفي السلطات السعودية أن الاحتجاز على نطاق واسع أو ممنهج قد يشكل جرائم ضد الإنسانية.

وقالت المجموعة إن محمد الغامدي احتجز لممارسته حقه المشروع في حرية التعبير، وأن اعتقاله "يتعارض تماما مع قانون حقوق الإنسان".

وقالت المجموعة إنه ينبغي الإفراج عنه فوراً ودفع تعويض له. كما أوصت الحكومة السعودية بمراجعة قوانينها لمكافحة الإرهاب واستقلال القضاء.

"فتنة ونشر فوضى"
وقالت الحكومة السعودية في ردها على فريق العمل، إن محمد الغامدي مذنب بالتحريض على الفتنة ونشر الفوضى والإخلال بالأمن العام، وقد نظرت محكمة جنائية متخصصة في قضيته في محاكمة عادلة وعلنية.

وقالت السعودية إنها تتمتع بالحق بموجب قوانين مكافحة الإرهاب في احتجاز المشتبه به في الحبس الانفرادي.

وقال سعيد الغامدي شقيق محمد وأسعد، "إن قرار مجموعة العمل المعنية بالاحتجاز التعسفي بشأن محمد الغامدي جيد للغاية وأنا أقدره بشدة، لكن الحكومة السعودية لديها تاريخ في تحدي القانون الدولي".

وتابع "أعتقد أن اعتقال إخوتي والأحكام الجائرة التي صدرت بحقهم جاءت بسبب نشاطي، فقد طلبت مني السلطات السعودية عدة مرات العودة إلى السعودية، ولكنني رفضت ذلك، ومن المرجح جدًا أن يكون هذا الحكم الذي صدر بحق إخوتي انتقامًا لنشاطي، وإلا لما كانت هذه التهم تحمل مثل هذه العقوبة القاسية".

"لا نية للإصلاح"
قالت منظمة سند لحقوق الإنسان إن السعودية ليس لديها أي نية لإصلاح سجلها في مجال حقوق الإنسان.

وتشير الوثائق إلى أن أسعد الغامدي متهم بـ"الطعن في دين وعدالة الملك وولي العهد"، والسعي إلى الإخلال بالنظام العام، و"نشر أخبار وشائعات كاذبة ومغرضة"، وتنص الوثائق على أنه تم اعتقاله "لنشره منشورات تضر بأمن الوطن على مواقع التواصل الاجتماعي".

وانتقدت التغريدات التي استخدمت كدليل ضده مشاريع تتعلق برؤية 2030، برنامج الأمير محمد لتنويع اقتصاد البلاد، بما في ذلك الافتقار إلى الاستثمار في جدة.

ومن بين التهم، نعي الغامدي في تغريدة للإصلاحي والحقوقي البارز عبد الله الحامد، أحد مؤسسي جمعية الحقوق المدنية والسياسية السعودية "حسم"، والذي توفي داخل السجن عام 2020.

وشنت السلطات السعودية منذ أيلول/ سبتمبر 2017 حملة اعتقالات وملاحقات استهدفت العشرات من العلماء والمفكرين، والدعاة البارزين والأكاديميين وغيرهم.

????بيان:
أطلقوا أسعد الغامدي وأسقطوا الحكم ضده بالسجن 20 عاماً

انضموا إلينا من خلال التوقيع على البيان للمطالبة بإطلاق سراح أسعد الغامدي من خلال الرابط التالي: https://t.co/z94ubHVcEI#أطلقوا_أسعد_الغامدي pic.twitter.com/OPEjP5uKHK

— منظمة سند الحقوقية (@sanadUK) June 22, 2024

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية محمد بن سلمان السعودية سعيد الغامدي السعودية محمد بن سلمان سعيد الغامدي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطات السعودیة محمد بن سلمان محمد الغامدی

إقرأ أيضاً:

تفاصيل نجاة أحد المتهمين بـ11 سبتمبر من الإعدام.. «صفقة الإقرار بالذنب»

رغم أن هجمات 11 سبتمبر مر عليها 23 عاما، إلا أن المتهمين في القضية ما زالوا قيد التحقيق، ولم يتم الحكم عليهم حتى الآن، بينما فاجأت وزارة العدل الأمريكية أسر ضحايا 11 سبتمبر بأنها اتفقت مع خالد شيخ محمد، المتهم في الأحداث، بصفقة الإقرار بالذنب مقابل موافقة الادعاء على عدم السعي إلى فرض عقوبة الإعدام عليهم.

خالد شيخ محمد سيقر بالذنب في أحداث 11 سبتمبر

وبحسب «القاهرة الإخبارية» فإن أجهزة العدالة الأمريكية العسكرية أجرت مفاوضات مع المتهمين بتنفيذ هجمات 11 سبتمبر 2001، وعلى رأسهم خالد شيخ محمد، وذلك للتوصل إلى صفقات إقرار بالذنب، ما يؤدي إلى إزالة عقوبة الإعدام عنهم والاستمرار في احتجازهم في معتقل جوانتانامو العسكري بكوبا، ووليد محمد صالح مبارك بن عطاش، ومصطفى أحمد آدم الهوساوي، في القاعدة البحرية الأمريكية في خليج جوانتانامو بكوبا منذ سنوات دون أن يحالوا إلى المحاكمة.

وأعلنت وسائل الإعلام الأمريكية أن خالد شيخ محمد ووليد محمد صالح مبارك بن عطاش، ومصطفى أحمد آدم الهوساوي، المتهمين بأحداث 11 سبتمبر سوف يعترفون بالذنب مقابل موافقة الادعاء على عدم السعي إلى فرض عقوبة الإعدام عليهم.

أسر الضحايا أبدوا غضبهم من الصفقة مع خالد شيخ محمد المتهم بـ11 سبتمبر

وأعلن بريت إيجلستون، رئيس المنظمة التي تمثل الناجين من هجمات 11 سبتمبر وأقارب الضحايا، في بيان نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن العائلات منزعجة بشدة من صفقات الإقرار بالذنب هذه، معتبرًا أن هذه الصفقة تفتقر إلى الشفافية.

بينما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في إعلانها إن الشروط والأحكام المحددة لاتفاقيات ما قبل المحاكمة غير متاحة للجمهور في هذا الوقت.

ويُعتبر خالد شيخ محمد مهندس الهجوم الذي استولى فيه الخاطفون على طائرات ركاب وصدموها ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى البنتاجون خارج واشنطن عام 2001.

ما معنى اعتراف المتهم بالذنب؟

وبحسب الموقع الرسمي لوزارة العدل الأمريكية فإنه عندما تكون لدى الحكومة قضية قوية، فقد تقدم الحكومة للمتهم صفقة إقرار بالذنب لتجنب المحاكمة وربما تقليل تعرضه لعقوبة أطول.

لا يجوز للمتهم أن يعترف بالذنب إلا إذا ارتكب الجريمة بالفعل واعترف بارتكابها في جلسة علنية أمام القاضي وعندما يعترف المتهم بالجريمة، فإنه يوافق على أنه مذنب ويوافق على أنه قد يُحكم عليه من قبل القاضي الذي يرأس المحكمة  وهو الشخص الوحيد المخول بفرض عقوبة.

وفي بعض الأحيان، توافق الحكومة، كجزء من اتفاقية الإقرار بالذنب، على عدم التوصية بعقوبة مشددة مثل قضاء وقت إضافي في السجن لأسباب معينة ولكن الأمر متروك للقاضي لتحديد كيفية معاقبة المتهم، إذا اعترف المتهم بالذنب، فلن تكون هناك محاكمة، ولكن الخطوة التالية هي التحضير لجلسة النطق بالحكم. 

مقالات مشابهة

  • ناقد فني: استدعاء التراث الغنائي في حفل «كاسيت 90» أسعد جمهور العلمين
  • تأجيل إعادة محاكمة 6 متهمين بقضية أحداث مجلس الوزراء لـ5 أكتوبر المقبل
  • أكتوبر27.. الحكم في دعوى تطالب بالإفراج عن سما المصري في نصف المدة
  • اليوم.. نظر محاكمة متهم بقضية أحداث مجلس الوزراء
  • وسط ترحيب وحفاوة.. الأزهري يصل السعودية للمشاركة في وزراء الأوقاف بالعالم الإسلامي
  • ‎أب يعفو عن قاتل طفلته قبل لحظات من اعدامه .. فيديو
  • غدا.. نظر محاكمة متهم بقضية أحداث مجلس الوزراء
  • تفاصيل نجاة أحد المتهمين بـ11 سبتمبر من الإعدام.. «صفقة الإقرار بالذنب»
  • في رسالة إلى بزشكيان.. الملك سلمان يدعو إلى توسيع العلاقات بين طهران والرياض
  • لحظات صعبة.. صور من ساحة الإعدام قبيل تنفيذ الحكم ضد قاتل الطفلة حنين البكري وآخر ظهور لـ‘‘حسين هرهرة’’