كيف يؤثر الواقع الافتراضي على مختلف المجالات
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
لقد تطورت تقنية الواقع الافتراضي (VR)، التي كانت ذات يوم مادة من الخيال العلمي، بسرعة إلى أداة قوية تعيد تشكيل الطريقة التي نختبر بها الترفيه والتعليم والجوانب المختلفة لحياتنا. مع استمرار تقدم VR، أصبحت قدرتها على إنشاء تجارب غامرة وتفاعلية وتحويلية واضحة بشكل متزايد.تستكشف هذه المقالة التأثير العميق للواقع الافتراضي على الترفيه والتعليم والمجالات الأخرى، وتسلط الضوء على الطرق التي تُحدث بها هذه التكنولوجيا ثورة في عالمنا.
يعمل الواقع الافتراضي أيضًا على إعادة تشكيل المشهد التعليمي من خلال توفير تجارب تعليمية غامرة وتفاعلية لمختلف المجالات من المجالات البسيطة الى مجال تعلم التداول بالذهب، وتتمثل هذه الخدمات في:
- الفصول الافتراضية: يسمح الواقع الافتراضي للمعلمين بإنشاء فصول دراسية افتراضية حيث يمكن للطلاب المشاركة في عمليات محاكاة واقعية ودروس تفاعلية. يمكن أن يعزز هذا النهج الاحتفاظ بالتعلم والفهم من خلال جعل المفاهيم المعقدة ملموسة وتجريبية.
- الرحلات الميدانية وإعادة تمثيل الأحداث التاريخية: يمكن للطلاب القيام برحلات ميدانية افتراضية إلى المواقع التاريخية أو الظواهر العلمية أو حتى الفضاء الخارجي. يسمح الواقع الافتراضي للمتعلمين باستكشاف البيئات التي يصعب الوصول إليها، مما يعزز الفضول ويعزز الفهم.
- التدريب العملي: يتم استخدام الواقع الافتراضي بشكل متزايد للتدريب العملي في مختلف الصناعات، مثل الطب والطيران والتصنيع وحتى الاستثمار في الأسهم. يمكن للمتدربين ممارسة الإجراءات والسيناريوهات في بيئة آمنة وخاضعة للرقابة، مما يؤدي إلى تسريع اكتساب المهارات وتقليل مخاطر العالم الحقيقي.
إعادة تعريف الترفيهتستعد VR لإحداث ثورة في صناعة الترفيه، حيث تقدم مستوى غير مسبوق من الانغماس والمشاركة. من اللعب إلى رواية القصص، الاحتمالات لا حدود لها:
- ألعاب غامرة: تتجاوز ألعاب VR الحدود التقليدية، وتنقل اللاعبين إلى عوالم افتراضية ديناميكية ونابضة بالحياة. يمكن للاعبين التفاعل جسديًا مع اللعبة، مما يعزز تجربة اللعب ويخلق إحساسًا بالحضور لم يكن من الممكن تحقيقه في السابق.
- التجارب السينمائية: يتمتع الواقع الافتراضي بإمكانية تغيير طريقة استهلاكنا للأفلام والبرامج التلفزيونية. يمكن للمشاهدين استخدام نظارة الواقع الافتراضي والدخول إلى المشاهد والنظر حولهم والشعور بأنهم جزء من السرد.يقوم صانعو الأفلام بتجربة تقنيات سرد القصص الجديدة التي تستفيد من الواقع الافتراضي لخلق تجربة سينمائية أكثر تخصيصًا وجاذبية.
- الأحداث المباشرة والحفلات الموسيقية: يتيح الواقع الافتراضي للأشخاص حضور الأحداث والحفلات الموسيقية الحية وهم مرتاحون في منازلهم. تكسر هذه التقنية الحواجز الجغرافية، مما يسمح للجماهير بالمشاركة فعليًا في الأحداث التي تحدث في أي مكان في العالم.
التعاطف والتفاعل الاجتماعيقدرات الواقع الافتراضي الفريدة تعمل على تعزيز التعاطف والتفاعلات الاجتماعية من خلال تمكين المستخدمين من العيش في وجهات نظر مختلفة والتواصل مع الآخرين بطرق جديدة:
- بناء التعاطف: يمكن لتجارب الواقع الافتراضي أن تنقل المستخدمين إلى مكان الآخرين، مما يساعد على تنمية التعاطف والتفاهم. هذا له تطبيقات في مجالات مثل الرعاية الصحية، حيث يمكن للمهنيين الطبيين تجربة وجهات نظر المريض لتحسين العلاج.
- الاجتماعات والتعاون الافتراضي: مع ظهور العمل عن بُعد، يوفر الواقع الافتراضي بديلاً أكثر شمولاً لمؤتمرات الفيديو التقليدية. يمكن للمستخدمين الالتقاء والتعاون في المساحات الافتراضية، مما يجعل التفاعلات أكثر طبيعية.
التطبيقات العلاجيةتكتسب الإمكانات العلاجية للواقع الافتراضي الكثير من القوة، مع تطبيقات في الصحة العقلية وإعادة التأهيل وإدارة الإجهاد:
- علاج الأمراض النفسية: يستخدم الواقع الافتراضي في علاج التعرض لعلاج الرهاب واضطراب ما بعد الصدمة واضطرابات القلق. يمكن للمرضى مواجهة مخاوفهم والتغلب عليها تدريجيًا في بيئة مسيطر عليها وداعمة.
- إدارة الألم: لقد ثبت أن وسائل تشتيت الانتباه بالواقع الافتراضي تقلل من إدراك الألم، مما يجعلها أداة قيمة للمرضى الذين يخضعون لإجراءات طبية أو إدارة الألم المزمن.
في الختام، الواقع الافتراضي ليس مجرد حداثة تكنولوجية، إنها نقلة نوعية تعمل على تغيير الطريقة التي نعيش بها الترفيه والتعليم وغير ذلك. مع استمرار تقدم التكنولوجيا، سيصبح تأثيرها أكثر عمقًا، مما يؤثر على الصناعات وجوانب الحياة التي لا يمكننا إلا أن نبدأ في تخيلها. سواء كان الأمر يتعلق بخوض شخصية تاريخية، أو التعاون مع الزملاء في مكتب افتراضي، أو الانغماس في عالم افتراضي خلاب، فإن الواقع الافتراضي يفتح آفاقًا جديدة ويفتح إمكانيات غير محدودة لإثراء تجاربنا وفهمنا للعالم من حولنا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الواقع الافتراضی
إقرأ أيضاً:
بين الدعاية والتضليل.. كيف يؤثر الإعلام بقضية الاحتلال في حرب الإبادة ضد غزة؟
لم تكن الحملات الإعلامية المسيئة للمقاومة الفلسطينية أمرا طارئا أو جديدا، بل كانت سلوكا متبعا من قبل الجهات المحاربة للمقاومة منذ فترة التسعينيات، في فترة انتفاضة الأقصى، غير أن هذه الحملات لم تحظ بشهرة كبيرة في تلك الحقبة بسبب محدودية وسائل الإعلام، وكان توجهها موجها بشكل أساسي نحو المجتمعات الغربية عبر اللغات الأجنبية.
الحملات الإعلامية للمقاومة الفلسطينيةوفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن القيم السياسية والأيديولوجية تلعب دورا كبيرا في تشكيل تغطية وسائل الإعلام للأحداث في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل الحرب الحالية، وتتضح معايير مزدوجة تؤثر في تقديم الصورة الإعلامية للأحداث. يمكن تصنيف وسائل الإعلام الأمريكية إلى ثلاثة أصناف رئيسية.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد": "الصنف الأول يتضمن وسائل الإعلام المتخصصة، مثل المواقع الاقتصادية والصحف الرصينة، التي تهدف إلى تقديم رؤية موضوعية للأحداث في الشرق الأوسط، وعلى الرغم من مصداقية هذه الوسائل، إلا أن تأثيرها يبقى محدودا في ظل سيطرة المنظمات اليهودية الكبرى، مثل "إيباك"، على الإعلام الأمريكي وتوجيهه لأهداف سياسية. هذا التأثير ينعكس في الطريقة التي يتم بها تناول المجازر والجرائم الإسرائيلية".
وتابع: " أما الصنف الثاني، الذي أطلق عليه "النمط الأمريكي"، فيشمل وسائل الإعلام التي تتبنى أيديولوجيات متنوعة لكنها تلتزم بمهنية معينة مع تلوين الحقائق، وهذه الوسائل تمزج بين الأخبار الصحيحة والمعلومات المغلوطة، مما يبرز التباين بين المعلومة الواضحة والخبر الذي قد يكون دقيقا أو مشوها".
ولم تتغير منهجية الماكينة الإعلامية العربية والمحلية في مهاجمة المقاومة الفلسطينية منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في أكتوبر 2023، بل ازدادت هذه المنهجية حدةً وتعقيدا، وأصبحت أكثر تقاربا مع رواية الاحتلال بشكل أو بآخر.
وتعتبر الرسالة الإعلامية من الروافد الهامة للمعركة بين المقاومة والاحتلال، وقد تحولت مع مرور الوقت إلى معركة قائمة بذاتها تشمل صراعا على الرواية والهوية، والحرب النفسية، وصناعة وتصدير الصورة.
لطالما تفاخر الاحتلال بإتقانه لهذه المعركة الإعلامية على مدار عقود، إلا أن المقاومة الفلسطينية تمكنت من كسر هذه الهيمنة من خلال إعلامها العسكري والرسائل التي نقلتها إلى جمهورها داخل فلسطين وخارجها، خصوصا في ذروة معركة "طوفان الأقصى".
ولكن مع تصاعد المعركة، تعرضت المقاومة لحملات إعلامية مضللة مماثلة لتلك التي يقودها الاحتلال، ولكنها جاءت هذه المرة من وسائل إعلام عربية ومنصات محلية. كيف تم ذلك؟
صفة "الإرهاب".. ما قبل الإبادةومنذ تأسيس السلطة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية عام 1994، انطلقت حملات مهاجمة العمل العسكري المقاوم، الذي استمرت فيه حركتا حماس والجهاد الإسلامي بعد الانتفاضة الأولى.
وبموجب اتفاق أوسلو وشروطه، قامت أجهزة أمن السلطة بملاحقة مجموعات المقاومة واعتقالها، في مرحلة شهدت ذروة التنسيق الأمني مع الاحتلال.
كما قامت السلطة بتنفيذ حملات إعلامية لتشويه صورة المطاردين، وهو ما تجلى في حادثة استشهاد محيي الدين الشريف عام 1998، حيث تم اتهام مجموعة من الشخصيات في حركة حماس، على رأسهم الشهيد عادل عوض الله، باغتياله.
وكان الهدف من ذلك تشويه صورة عوض الله، الذي كان مطلوبا للاحتلال وللسلطة في تلك الفترة، وذلك بتهمة قيادته لكتائب القسام.
وروجت السلطة الفلسطينية باستمرار لفكرة "الإرهاب المتطرف"، وهو الوصف الذي استخدمته للإشارة إلى المقاومة الفلسطينية، من خلال الصحف الرسمية وتصريحات قادتها.
وقد ظهر قائد جهاز الشرطة الفلسطيني في عام 1996 أثناء اقتحام الجامعة الإسلامية في غزة قائلاً: "كل مكان يوجد به جهات تطرف من حماس والجهاد سنداهمه.. سنجتث جذورهم".
وقد أخذت وسائل الإعلام الخارجية هذه الروايات وأكملتها في تشويه صورة المقاومة.
وفي أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، تم ربط العمليات الاستشهادية الفلسطينية التي قامت بها فصائل المقاومة بالإرهاب العالمي، مما عزز موقف السلطة الذي أدان العديد من العمليات واصفا إياها بالإرهاب.
وعلى مدار السنوات التي تلت انتفاضة الأقصى، لم تتوقف الحملات الإعلامية العربية والمحلية عن مهاجمة المقاومة في قطاع غزة، وتوجيه اتهامات لها، والتشكيك في مواقفها، بل حتى الاتهام بتقديم تنازلات للاحتلال، وارتباط وجودها بالمنحة القطرية التي كانت تدخل القطاع المحاصر.
وكان تطور وسائل التواصل الاجتماعي قد ساهم في انتشار هذه الحملات بشكل أكبر.
طوفان الأقصى واستكمال المعركةمنذ بداية معركة "طوفان الأقصى"، ومع مرور الشهور الأولى للمعركة، بدأ الإعلام العربي يتخذ مواقف أكثر خطورة، حيث كان يسير على خطى الاحتلال في دعم روايته، مما جعله إعلاما مضادا لرواية المقاومة الفلسطينية.
وتصدرت وسائل الإعلام التابعة للأنظمة التي اتخذت مسار التطبيع العلني هذا الميدان، وانخرطت في أجندات التحالف العالمي ضد المقاومة الفلسطينية، وروجت الأكاذيب عنها، بل حتى هاجمت الشهداء بشكل مباشر.
ولم يقتصر الإعلام العربي على تبني موقف معادٍ للمقاومة فحسب، بل برزت أيضا وسائل إعلام عربية تتخذ موقفًا رماديًا، بين الإعلام المقاوم والإعلام التطبيعي، وهذه الوسائل الإعلامية تتأرجح بين الدعم والمناهضة، حسب سير الأحداث وتغير مواقف الدول المالكة لهذه الوسائل. كانت هذه الوسائل تتبع سياسة متغيرة وفقًا للمتغيرات السياسية.
أما الإعلام المصري فقد لعب دورا مختلفا خلال الحرب، حيث اتسم بالرمادية، محاولا تلميع صورة النظام والموقف الرسمي المصري. وقد أدانت وسائل الإعلام المصرية مجازر الاحتلال في غزة، لكن تغطيتها اختلفت في بعض التفاصيل الدقيقة.
وفقا للتحليلات السياسية، كان الرئيس السيسي بحاجة إلى دعم قوي لتشكيل تفويض قوي لاتخاذ قرارات صعبة تتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية للبلاد.
لذا، حاول الإعلام المصري تصوير الرئيس السيسي كـ "المدافع عن الشعب الفلسطيني" من خلال التركيز على رفضه السماح بنقل سكان غزة إلى شبه جزيرة سيناء، وهو ما كان يسعى إليه الاحتلال.
إعلام السلطة.. الطعنة من القريبفيما يتعلق بالإعلام المحلي الرسمي التابع للسلطة الفلسطينية، فإنه لم يختلف عن الإعلام العربي في مهاجمة المقاومة، سواء في غزة أو في الضفة الغربية، بل بذل الإعلام الرسمي جهودا كبيرة في تشويه صورة المطاردين وكسر رمزية المطارد الفلسطيني، عبر إطلاق توصيفات مثل "الخارجين عن القانون" و"الجاسوس" و"سارقين الأموال".
كما كان هناك زعم بأن المسار المقاوم مرتبط بأجندات خارجية، على رأسها إيران.
وقد تواصلت هذه الحملة الإعلامية ضد المقاومة، حتى بعد استشهاد قادتها في قطاع غزة، حيث تم تحميل المقاومة مسؤولية الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال. وكان الإعلام الرسمي للسلطة الفلسطينية يساهم في نشر هذه الروايات.
مع استئناف جيش الاحتلال ارتكاب المجازر في قطاع غزة، انطلقت وسائل الإعلام العربية والمحلية مجددًا في مهاجمة المقاومة وتحميلها مسؤولية الإجرام الإسرائيلي، تجلى ذلك في بيان الرئاسة الفلسطينية الذي نشرته وسائل الإعلام الرسمية التابعة للسلطة، حيث اتهمت حماس بالمسؤولية عن المجازر في قطاع غزة.
وبذلك، استمر الإعلام العربي والإعلام الرسمي الفلسطيني في تبني نفس المنهج منذ بداية الحرب على قطاع غزة، في معركة الوعي والحقيقة التي تواجه بها المقاومة الفلسطينية العالم.
والخطاب الإعلامي المعادي للمقاومة الفلسطينية الذي توجهه وسائل الإعلام العربية والمحلية لا يقتصر على الاختلافات السياسية أو الأيديولوجية فقط، بل يسير في اتجاه منحاز بشكل كامل لرواية الاحتلال، مما يبرر القتل والإبادة، ويدخل في نطاق مشاريع تصفية القضية الفلسطينية.