البيجيدية ماء العينين.. تألق لامين جمال مع إسبانيا كشف مكامن الخلل في نظرتنا إلى الناجحين
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة
لا حديث خلال الأيام الماضية بين مغاربة الفيسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، إلا عن ظاهرة الكرة الإسبانية، اللاعب "لامين جمال"، ذي الأصول المغربية، الذي قاد منتخب "لاروخا" في سن صغيرة إلى نهائي "يورو 2024"، بعد تألقه اللافت في البطولة القارية الأكثر متابعة عبر العالم.
وبين مؤيد ومعرض لاختيار "لامين" تمثل إسبانيا، بلد المنشأ والإقامة على حساب وطنه الأم المغرب (من جهة الأب)، ساد نقاش ساخن وقوي بين مغاربة الفيسبوك، تمحور أساسا حول الأسباب الحقيقية التي جعلت هذا الفتى الذي لم يتجاوز عمره بعد 17 سنة، يتوهج ويتألق بشكل لافت، وهل كان سيصل إلى ما وصل إليه اليوم لو عاش نفس التجربة بالمغرب بدل إسبانيا؟
في ذات السياق، يرى كثير من المتابعين أن التألق المبهر الذي تبصم عليه المواهب المغربية في مجالات شتى خارج الديار، يؤكد بصدق أن تمت خلل واضح في نظرتنا لهذه المواهب بشكل عام، وعلى وجه التحديد، في كيفية التعامل معها، ومنحها فرصا كافية لإبراز قدراتها، بصرف النظر عن كل الاعتبارات المرتبطة في غالب الأحيان بالوضع الاجتماعي.
"أمينة ماء العينين"، القيادية في حزب العدالة والتنمية، كان لها رأي خاص في هذا الموضوع الذي استأثر باهتمام واسع لدى الرأي العام الوطني، حيث نشر بالمناسبة تدوينة عبر حسابها الفيسبوكي، تفاعلت من خلالها مع الجدل الكبير الذي رافق تألق اللاعب "لامين جمال".
في هذا الصدد، قالت "ماء العينين": "المشكل ليس في اختيار لامين جمال اللعب لإسبانيا"، مشيرة إلى أن: "هذا حقه القانوني والأخلاقي، ولا يمكن مؤاخذته عليه"، قبل أن تؤكد أن: "هذا الاهتمام والإحتفاء الجماعي بنجاحه في بيئة أخرى (المغرب) يعكس توق الذات الجماعية المغربية لقصص النجاح".
وشددت القيادية البيجيدية على أن: "مشكلة ذاتنا الجماعية أنها تصاب بالعجز والإحباط أمام نجاح الآخر، غير أنها لا تشجع قصص النجاح الداخلية"، وتابعت قائلة: "يجب أن نعترف أن ثقافتنا لا تحتفي بالنجاح والناجحين، بل غالبا ما تضع أمامهم كل العراقيل لكسرهم حتى لا يعكسوا خيبة محيطهم وفشله، فهم غالبا المرآة التي يجب كسرها".
دليل "ماء العينين" فيما ذهبت إليه، أنه: "في المدرسة ومنذ الصغر، غالبا ما يحاط الطفل النجيب المتفوق إما بفريق يتملقه للاستفادة منه لأنه (مجتهد)، وعادة ما تُطلَبُ منه المساعدة أو (النقلة)، أو بفريق ينبُذُه لأنه (حاس براسو)، وفي كل الأحوال لا يقابل بالحب والتشجيع والدعم كما يجب".
وتابعت ذات المتحدثة تحليلها قائلة: "حينما يكبر الناجح الذي بنى نجاحه باجتهاده وليس بحظوة عائلته أو علاقات ومحفظة نقود والده، يجد أمامه كل العراقيل، حيث يصطدم ببيئة تنبذ قيم العمل والانضباط والاجتهاد، وتسعى إلى إزاحة من يحاول إشاعتها لأن ذلك يشكل إحراجا مستمرا".
كما شددت البرلمانية السابقة على أن: "النجاح بيئة ملائمة قبل أن يكون طفرة شخصية، لذلك ينطفئ الناجحون حينما يتم إخراجهم من البيئة الملائمة وكأنهم يتعرضون للاجتثاث، ولذلك يتميز بعض ممن كانوا منعوتين بالفشل ويُزْهِرون حينما يغادرون، ليحلقوا كالطيور الحرة في سماء الإعتراف، وكأنهم ينعتقون من أقفاص الجحود والتبخيس والإحتقار"، وفق تعبيرها.
وترى "ماء العينين" أنه: "لا ينقصنا هنا أمثال لامين جمال وغيره كثير، ولكن تنقصنا عقلية النجاح وبيئة مناسبة لغرس قيم الإعتراف والدعم والاحتضان"، مشيرة إلى أنه: "ليس من الغريب أن يتفوق مغاربة الخارج بعدما كانوا هنا شبه نكرات يترأسهم الفاشلون و التافهون الذين عُبِّدَت لهم الطرق في بيئة لا تعتمد الإستحقاق، ولا تبالي بالكفاءة ومعاييرها الموضوعية والصارمة".
وختمت القيادية في حزب العدالة والتنمية حديثها بالقول: "لا نحتاج إلى منطق استيراد الناجحين لنداري فشلنا وخيبتنا، نحن في حاجة إلى تغيير نموذجنا وصناعة نجاحنا بأيدينا، هكذا نضمن الإستمرارية والتقدم ولو كان بطيئا غير أنه سيكون أكيدا لأننا نملكه ولا يملكنا".
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: ماء العینین لامین جمال
إقرأ أيضاً:
لامين يامال أصغر لاعب في أوروبا يصل إلى 100 مباراة (إنفوغراف)
أصبح لامين يامال أصغر لاعب في الدوريات الأوروبية يصل إلى مباراته الـ100 في مسيرته، بعمر 17 عاما و7 أيام، بعد خوضه مباراة رايو فاليكانو التي حسمها برشلونة بهدف نظيف في الدوري الإسباني، متخطياً روميلو لوكالو، الذي وصل لهذا الرقم في سن 17 عام و11 يوماً.
وبحسب موقع "ترانسفير ماركت"، فإن "لامين يامـال" يحتل المركز الثالث، بقيمة سوقية بلغت 180 مليون دولار.
وفيما يلي إنفوغراف بالمباريات التي لعبها لامين يامال: