أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة

لا حديث خلال الأيام الماضية بين مغاربة الفيسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، إلا عن ظاهرة الكرة الإسبانية، اللاعب "لامين جمال"، ذي الأصول المغربية، الذي قاد منتخب "لاروخا" في سن صغيرة إلى نهائي "يورو 2024"، بعد تألقه اللافت في البطولة القارية الأكثر متابعة عبر العالم.

وبين مؤيد ومعرض لاختيار "لامين" تمثل إسبانيا، بلد المنشأ والإقامة على حساب وطنه الأم المغرب (من جهة الأب)، ساد نقاش ساخن وقوي بين مغاربة الفيسبوك، تمحور أساسا حول الأسباب الحقيقية التي جعلت هذا الفتى الذي لم يتجاوز عمره بعد 17 سنة، يتوهج ويتألق بشكل لافت، وهل كان سيصل إلى ما وصل إليه اليوم لو عاش نفس التجربة بالمغرب بدل إسبانيا؟

في ذات السياق، يرى كثير من المتابعين أن التألق المبهر الذي تبصم عليه المواهب المغربية في مجالات شتى خارج الديار، يؤكد بصدق أن تمت خلل واضح في نظرتنا لهذه المواهب بشكل عام، وعلى وجه التحديد، في كيفية التعامل معها، ومنحها فرصا كافية لإبراز قدراتها، بصرف النظر عن كل الاعتبارات المرتبطة في غالب الأحيان بالوضع الاجتماعي.

"أمينة ماء العينين"، القيادية في حزب العدالة والتنمية، كان لها رأي خاص في هذا الموضوع الذي استأثر باهتمام واسع لدى الرأي العام الوطني، حيث نشر بالمناسبة تدوينة عبر حسابها الفيسبوكي، تفاعلت من خلالها مع الجدل الكبير الذي رافق تألق اللاعب "لامين جمال".

في هذا الصدد، قالت "ماء العينين": "المشكل ليس في اختيار لامين جمال اللعب لإسبانيا"، مشيرة إلى أن: "هذا حقه القانوني والأخلاقي، ولا يمكن مؤاخذته عليه"، قبل أن تؤكد أن: "هذا الاهتمام والإحتفاء الجماعي بنجاحه في بيئة أخرى (المغرب) يعكس توق الذات الجماعية المغربية لقصص النجاح".

وشددت القيادية البيجيدية على أن: "مشكلة ذاتنا الجماعية أنها تصاب بالعجز والإحباط أمام نجاح الآخر، غير أنها لا تشجع قصص النجاح الداخلية"، وتابعت قائلة: "يجب أن نعترف أن ثقافتنا لا تحتفي بالنجاح والناجحين، بل غالبا ما تضع أمامهم كل العراقيل لكسرهم حتى لا يعكسوا خيبة محيطهم وفشله، فهم غالبا المرآة التي يجب كسرها".

دليل "ماء العينين" فيما ذهبت إليه، أنه: "في المدرسة ومنذ الصغر، غالبا ما يحاط الطفل النجيب المتفوق إما بفريق يتملقه للاستفادة منه لأنه (مجتهد)، وعادة ما تُطلَبُ منه المساعدة أو (النقلة)، أو بفريق ينبُذُه لأنه (حاس براسو)، وفي كل الأحوال لا يقابل بالحب والتشجيع والدعم كما يجب".

وتابعت ذات المتحدثة تحليلها قائلة: "حينما يكبر الناجح الذي بنى نجاحه باجتهاده وليس بحظوة عائلته أو علاقات ومحفظة نقود والده، يجد أمامه كل العراقيل، حيث يصطدم ببيئة تنبذ قيم العمل والانضباط والاجتهاد، وتسعى إلى إزاحة من يحاول إشاعتها لأن ذلك يشكل إحراجا مستمرا".

كما شددت البرلمانية السابقة على أن: "النجاح بيئة ملائمة قبل أن يكون طفرة شخصية، لذلك ينطفئ الناجحون حينما يتم إخراجهم من البيئة الملائمة وكأنهم يتعرضون للاجتثاث، ولذلك يتميز بعض ممن كانوا منعوتين بالفشل ويُزْهِرون حينما يغادرون، ليحلقوا كالطيور الحرة في سماء الإعتراف، وكأنهم ينعتقون من أقفاص الجحود والتبخيس والإحتقار"، وفق تعبيرها.

وترى "ماء العينين" أنه: "لا ينقصنا هنا أمثال لامين جمال وغيره كثير، ولكن تنقصنا عقلية النجاح وبيئة مناسبة لغرس قيم الإعتراف والدعم والاحتضان"، مشيرة إلى أنه: "ليس من الغريب أن يتفوق مغاربة الخارج بعدما كانوا هنا شبه نكرات يترأسهم الفاشلون و التافهون الذين عُبِّدَت لهم الطرق في بيئة لا تعتمد الإستحقاق، ولا تبالي بالكفاءة ومعاييرها الموضوعية والصارمة".

وختمت القيادية في حزب العدالة والتنمية حديثها بالقول: "لا نحتاج إلى منطق استيراد الناجحين لنداري فشلنا وخيبتنا، نحن في حاجة إلى تغيير نموذجنا وصناعة نجاحنا بأيدينا، هكذا نضمن الإستمرارية والتقدم ولو كان بطيئا غير أنه سيكون أكيدا لأننا نملكه ولا يملكنا".

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: ماء العینین لامین جمال

إقرأ أيضاً:

أول تصدير مصري لفول الصويا إلى أسواق الخليج وفقًا للمعايير القياسية المعتمدة

نجح قطاع صناعي وطني متخصص في تغذية الحيوانات في تحقيق إنجاز غير مسبوق بتصدير منتج "فول الصويا عالي الطاقة – Soy Pro" إلى واحدة من أكبر الكيانات التكاملية متعددة الجنسيات بأسواق دول الخليج، ليصبح أول تصدير مصري لهذا النوع من المنتجات، والمُسجل رسميًا في المملكة العربية السعودية وفقًا لأعلى المواصفات والمعايير القياسية الخليجية.

وأكد علاء الجميل، نائب الرئيس للقطاع الصناعي بالمجموعة المالكة للمنتج، أن إطلاق منتج فول الصويا عالي الطاقة وتسجيله في الأسواق الخليجية يعد إنجازًا يعكس التزام القطاع بالجودة والتميز الصناعي. وأضاف: "نفتخر بتقديم منتج منافس من حيث الجودة والسعر في سوق يشهد طلبًا متناميًا، ونسعى إلى توسيع رقعة صادراتنا في ضوء النجاح الكبير الذي حققه المنتج محليًا."

رئيس "المركزي للتعمير" يتفقد مشروع مستشفى" شبين القناطر المركزي " بالقليوبيةإنشاء خط أنابيب لتوريد الميثانول لمصنع المشتقات بدمياط

وأوضح الجميل أن المنتج، الذي يتم تصنيعه في أحد أكبر المصانع المتخصصة بالمنطقة باستخدام تقنيات البثق الحراري الجاف، يتميز بتركيبة غنية بالبروتين (42% حد أدنى) وقيمة طاقة تصل إلى 3,265 سعرًا حراريًا لكل حصة، مما يجعله خيارًا مثاليًا في صناعة الأعلاف الحيوانية، خاصة للأبقار الحلوب عالية الإنتاجية.

ومن جانبه، صرح الدكتور محمد عزام، رئيس القطاع التجاري لقطاع تغذية الحيوانات، أن منتج Soy Pro يقدم قيمة غذائية استثنائية بفضل احتوائه على أكثر من 58% من البروتين العابر، إلى جانب محتوى منخفض من الرطوبة والمواد المضادة للأكسدة مثل الليسيثين والتوكوفيرول، ما يسهم في سهولة التخزين وتقليل الفاقد.

وتصدر المجموعة منتجاتها حاليًا إلى أكثر من 60 دولة في شمال أفريقيا والخليج، وتخطط لتوسيع حجم صادراتها خلال الفترة المقبلة، بما يعزز مساهمتها في الناتج القومي ويدعم تدفقات النقد الأجنبي للبلاد.

يُذكر أن هذا النجاح يأتي ضمن استراتيجية وطنية لزيادة تنافسية المنتج المصري في الأسواق العالمية، ودعم توجه الدولة نحو التوسع في التصدير وتعميق التصنيع المحلي بجودة تتوافق مع أعلى المواصفات الدولية.

مقالات مشابهة

  • من التبعية إلى الإنتاج ومن الرؤية إلى الإنجاز..”موعد مع النجاح”
  • كواليس محادثات الركراكي مع لامين جمال لإقناعه بتمثيل المغرب
  • الركراكي يكشف كواليس تفضيل لامين جمال منتخب إسبانيا على المغرب
  • أرتيتا: نلعب على الفوز أمام ريال مدريد في إسبانيا
  • كرم: التزام الرئيسين عون وسلام الإصلاحات والشفافية يعزز فرص النجاح
  • موعد نهائي كأس ملك إسبانيا
  • تحذير من انهيار الدينار الليبي.. الشحومي يكشف مكامن الخلل في سياسة المركزي
  • أول تصدير مصري لفول الصويا إلى أسواق الخليج وفقًا للمعايير القياسية المعتمدة
  • تألق مصري في اليوم الثاني لبطولة الجونة الدولية للإسكواش البلاتينية PSA للرجال والسيدات
  • هل يغيب مبابي عن نهائي كأس إسبانيا أمام برشلونة؟