عودة طوعية من تركيا.. هل يستوعب الشمال السوري المزيد من السكان؟
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
تشهد المعابر الحدودية التركية السورية منذ إعادة افتتاحها قبل أيام، عقب إغلاقها جراء موجة العنف الأخيرة التي عمت بعض الولايات التركية والتظاهرات في الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة؛ تدفق موجات من اللاجئين الراغبين بالعودة إلى بلادهم "طوعاً"، وفق ما أكدت مصادر لـ"عربي21".
وأكدت المصادر ذاتها أن الأحداث الأخيرة والاعتداءات على ممتلكات اللاجئين، أشاعت المخاوف والقلق وعدم الاستقرار في أوساط اللاجئين السوريين في تركيا، ما دفع ببعضهم إلى الانتقال إلى الشمال السوري.
وقال مصدر مسؤول من معبر "باب السلامة" الحدودي، إن عشرات العائلات تدخل الشمال السوري من المعبر يومياً، مؤكداً لـ"عربي21" زيادة حركة "العودة الطوعية"، بعد أحداث ولاية قيصري الأخيرة.
وتوقع المصدر زيادة في وتيرة العودة، جراء التضييق على اللاجئين من قبل السلطات التركية، وخاصة في الولايات الجنوبية القريبة من الحدود السورية، مثل غازي عنتاب، وكلس.
وإلى جانب العودة الطوعية، تواصل السلطات التركية ترحيل عشرات اللاجئين السوريين يومياً نحو الشمال السوري "قسراً"، تحت مبررات "مخالفة" قانون الحماية المؤقتة.
ويعاني الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة من الاكتظاظ السكاني أساسا، حيث تقدر إحصائيات غير رسمية عدد سكان المنطقة بما يزيد عن 6 ملايين نسمة، نصفهم تقريباً من المهجرين والنازحين من مناطق سيطرة النظام السوري.
وبالتالي فإن أي زيادة في عدد السكان، تعني زيادة الضغط على المنظومة الخدمية "الهشة"، وهو ما يؤكد عليه منذر السلال المدير التنفيذي لـ"وحدة دعم الاستقرار" (منظمة تدعم الاستقرار والحوكمة في الشمال السوري) لـ"عربي21".
هل يستطيع الشمال السوري استيعاب المزيد؟
وفي الغالب، يعد الشمال السوري منطقة مخيمات (نحو 2000 مخيم)، وعن ذلك يقول السلال إن الشمال السوري يعاني من اكتظاظ بشري، والبنى التحتية فيها كانت لا تكفي حاجة سكان المنطقة قبل استقبال موجات النزوح، والخدمات فيها هشة ما قبل اندلاع الثورة.
ومع تضاعف عدد السكان في الشمال السوري، تراجعت الخدمات، والمعلوم أن البنى التحتية تحتاج إلى مشاريع ضخمة لاستخراج مياه الشرب، والصرف الصحي، علما أن المجالس المحلية ينقصها التمويل.
ويؤكد السلال عدم توفر البنى التحتية اللازمة لاستيعاب المزيد من السكان، مشيرا إلى عدم توفر المنازل للسكن، فضلاً عن قلة فرص العمل.
وحتى يستطيع الشمال السوري استيعاب نسبة من اللاجئين السوريين في تركيا، لا بد وفق المدير التنفيذي لـ"وحدة دعم الاستقرار" من بناء حواضر مدنية كبيرة، وتوفير مشاريع إنتاجية.
من جانب آخر، لفت إلى الإشكالات الأمنية التي يعاني منها الشمال، الناجمة عن استمرار القصف من النظام، والمفخخات، والانفلات الأمني بين الفصائل، وقال: "بالتالي لا نستطيع اعتبار الشمال السوري آمناً، أو ملائماً للعودة الطوعية".
وزير الاقتصاد في "الحكومة المؤقتة" عبد الحكيم المصري، أشار إلى تهالك البنى التحتية في عموم الشمال السوري، بسبب الحرب والقصف، وعدم توفر الدعم لإعادة الإعمار.
وفي حديثه لـ"عربي21" أكد كذلك أن المنظومة الصحية غير قادرة على توفير الخدمات الطبية للسكان، وقال: "نتحدث عن عوائق كبيرة، اقتصادية، وخدمية، وصحية، وعمرانية".
والحل لكل ذلك، هو دعم الشمال السوري، وجلب الاستثمارات، لتأمين فرص العمل، كما يؤكد الوزير مستدركاً: "لكن مع ذلك تشهد المنطقة تحسناً واضحاً، ونأمل أن يستطيع الشمال استيعاب المزيد من السوريين".
منطقة حرب
الكاتب والمحلل السياسي عبد الكريم العمر، المقيم في الشمال السوري، قال لـ"عربي21" إن الشمال السوري لا زال يعد منطقة غير مستقرة، فهو يشهد عمليات عسكرية بشكل متقطع.
لكن مع ذلك، يبقى الشمال السوري وجهة وحيدة أمام اللاجئين السوريين بتركيا في ظل التضييق وإغلاق الحدود، كما يؤكد العمر، موضحاً: "المنطقة تشهد مقومات الحياة بالحد الأدنى، وهناك حركة عمران ولكن لا يعني ذلك أنها منطقة آمنة أو يمكن تستوعب كل تلك الأعداد من المرحلين الذين لم يبق أمامهم سوى الشمال السوري بعد أن أغلقت بوجههم حدود المعمورة".
من جهته، يوضح الكاتب باسل المعراوي، وهو طبيب مقيم في الشمال السوري، أن المنطقة تعاني من هشاشة على كل المستويات، مرجعا ذلك إلى الدمار الذي طال الشمال بعد الثورة، وإلى عدم تأهيل المنظومة الخدمية.
ويقول لـ"عربي21": إن الشمال السوري يعيش تحت وطأة فقر مدقع، في ظل نقص المساعدات، مضيفا: "سمعنا عن وعود ببناء مجمعات سكنية ممولة عربياً، وتوفير مشاريع إنتاجية، لكن هذه الوعود لم تترجم".
وفي حزيران/ يونيو الماضي، قال زير الداخلية التركي علي يرلي كايا، إن تركيا تحتضن 3 ملايين و114 ألف و99 سوريا تحت الحماية المؤقتة، مؤكداً أن 103 آلاف و45 سوريا عادوا بشكل طوعي إلى بلادهم خلال العام الماضي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية تركيا العودة الطوعية قيصري سوريا سوريا تركيا قيصري العودة الطوعية سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اللاجئین السوریین فی الشمال السوری
إقرأ أيضاً:
لميس الحديدي لأهل غزة: تحية لكم من مصر نحن معكم ولن نترككم
علّقت الإعلامية لميس الحديدي على مشهد عودة آلاف النازحين إلى ديارهم في شمال قطاع غزة عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين قائلة: «يسيرون على الأقدام حاملين أمتعتهم القليلة فوق ظهورهم وأحزانهم الكبيرة داخل قلوبهم، عائدين إلى ما تبقى من بيوتهم المهدّمة في شمال القطاع بعد خمسة عشر شهرًا من القتل والتدمير».
تشبث بالأرض رغم الإبادةوأضافت خلال برنامجها «كلمة أخيرة» المذاع على شاشة ON: «هذا هو الشعب الفلسطيني الجبّار، هؤلاء هم الغزّيون الذين قُتل منهم قرابة 10% في هذه الإبادة الوحشية، ولا يزالون يحملون بعضًا من الأمل ويتشبثون بأرضهم؛ فهم أصحابها وأصحاب الحق ولا يتركونها».
وتابعت: «تحية لكم من مصر ومن قلوب المصريين، نحن معكم، لن نترككم، ولن نخضع لأي محاولات لتصفية قضيتكم سندعمكم مهما كان الثمن، وبكل ما أوتينا منذ بداية الرحلة، ليست رحلة العودة فقط، ولكن أيضًا رحلة الإعمار».
واستطردت: «النازحون ورحلتهم شمالًا بدأت في السابعة صباحًا بعد تأخير دام 48 ساعة بسبب خلافات بين حماس وإسرائيل، إنها مسيرة طويلة لهم، والتكبيرات كانت عظيمة طوال الطريق».
وأكملت: «هؤلاء هم الغزّيون الذين هُجّروا على مدار خمسة عشر شهرًا من الشمال والوسط إلى الجنوب، وكانوا يعيشون في الخيام، والآن مع اتفاق وقف إطلاق النار في الهدنة الأخيرة، يتحركون من رفح والنصيرات والمواصي صوب الشمال».
وواصلت: «يخرجون من خيام الجنوب إلى خيام أخرى في الشمال، لكنهم الآن بجوار بيوتهم المهدّمة، مسار رحلتهم كان من خلال أفواج ضخمة تجاوزت أعدادهم 300 ألف بطول شارع الرشيد الساحلي، وهو مشهد تفويج لا يماثله شيء، عشرات الآلاف من النساء والرجال والأطفال ساروا على الأقدام لمسافات تتراوح ما بين 7 إلى 10 كيلومترات».
مشاهد عودة الغزيين للشمال تزعج إسرائيلوأردفت: «اللي يشوف مشاهد عودة الغزيين يقول إنها جرافيك، ولكنها حقيقة وهذه المشاهد لا يفهمها ترامب، وتزعج إسرائيل، الغزيون يعودون إلى ما تبقى من منازلهم وأهاليهم، ونسبة الدمار وصلت إلى 90%، ويحتاجون إلى خيام وكرفانات يعيشون بها، وطبقا للاتفاق شركات قطرية وأمريكية ومصرية تشرف على عودة النازحين إلى شمال غزة».
ووصفت الحديدي مشهد تدفق النازحين بكثافة على طول شارع الرشيد قائلة: «مشهد للتاريخ قد لا يتخيله البعض، ويعتقدون أنه جرافيك، لكنه أقرب لمشهد الحجيج».
وزادت: «شارع الرشيد من الشوارع الساحلية الجميلة في غزة، وهو الرابط بين الشمال والجنوب، ولكن الآن تبدّلت أحواله بعد القصف، وأصبح في معظمه وعرًا».
واختتمت: «حق العودة لا يسقط أبدا بالتقادم، وهذه المشاهد لا يفهمها ترامب وتزعج إسرائيل».