عربي21:
2025-03-31@12:03:07 GMT

العودة لحرب لم تتوقف

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

علق البعض، وبحق، على وجود أمل ضعيف للتوصل إلى "اتفاق هدنة". وذلك بعد أن قلبت قيادة المقاومة الطاولة على رأس كل من نتنياهو وبايدن، باقتراحاتها الجديدة، للتوصل إلى هدنة، تقود إلى وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، والانسحاب الكامل لجيش العدوان. وذلك على مراحل خلال اتفاق الهدنة.

جاءت هذه الاقتراحات بعد مناورة أمريكية، استهدفت إطلاق يد نتنياهو للاستمرار في حرب الإبادة، وحرب العدوان.

وذلك بعد أن تلاعب بايدن باتفاق الهدنة، وعزز ذلك التلاعب بقرار من مجلس الأمن، وتجميع توقيعات عدة دول عليه. ثم الإعلان المزوّر بأن "إسرائيل" وافقت عليه. ومن دون أن يصدر عنها ما يؤكد ذلك.

أثبتت قيادة المقاومة، بما تستند عليه من عدالة القضية، ومن إدانة دولية للمجزرة والعدوان، كما ما تستند عليه من تفوّق عسكري ميداني أثبتته، تسعة الأشهر الماضية، بأنها قادرة على خوض المعركة السياسية والإعلامية، ببراعة تعزّز البراعة في القتال، والأسطورية في الصمود الشعبي. والأهم إعلان بايدن بأن حماس وحدها مسؤولة عن عدم توقف إطلاق النار، أو عدم الموافقة على اتفاق الهدنة، الصادر عن مجلس الأمن. وذلك بالرغم من ترحيب حماس وحركة الجهاد، وبقية فصائل المقاومة، المقاتلة، بما تضمنه من إيجابية، ولكن مع مطالبة، بتصحيح ما زوّرته أمريكا في بعض بنود الاتفاق.

اعتبرت أمريكا أن ذلك الاتفاق نهائي. ورفضت أن تراجعه على ضوء ما قدّم من مطالب لتصحيحه. وبهذا تكون إدارة بايدن، قد أدخلت الوضع السياسي، في مرحلة جديدة، أرادتها أن تكون في مصلحة استمرار الحرب، التي يريدها نتنياهو. ولا سيما من زاوية تحميل حماس، وحدها المسؤولية الكاملة على استمرار مجزرة الإبادة، والحرب البريّة.

وأوقفت التفاوض حول اتفاق هدنة، لم تحظ على موافقة "الطرفين" الأساسيين أصلاً. وانسحبت أمريكا عملياً لمعالجة مشاكلها وأزماتها، ولا سيما لأن الانتخابات الرئاسية، التي أصيب جو بايدن فيها، بكارثة تشير إلى خسارته. وذلك بعد مناظرته مع ترامب. وقد فشل فيها فشلاً ذريعاً، لا يمكن "جبره" أو تعويضه.

على أنه خلال الأيام التي تلت هذه المعادلة السياسية التي حاكتها أمريكا، راحت المقاومة تسطر معارك تكتيكية قتالية، أذهلت المراقبين العسكريين، بما أبدته فيها من براعة وشجاعة، ونتائج عسكرية ميدانية. وقد ذهب البعض إلى القول إن المقاومة في مواجهاتها الصفرية، أو ما طوّرته من نصب أفخاخ، وقع فيها العشرات من ضباط وجنود الجيش الصهيوني، عادت إلى سيرتها الأولى التي بدأت فيها الحرب البريّة، وبأقوى من تلك المرحلة.

 وقد عكس خطاب أبو عبيدة الأخير في 8/7/2024، حول ما وصلته المقاومة وأحلافها المساندين لها عسكرياُ، من وحدة وإنجازات، لمواجهة الحرب لأشهر قادمة، حتى تحقيق نصر المقاومة، بإذن الله.

ولكن على الرغم من هذا التفوّق الميداني، إلاّ أن قيادة حماس، فاجأت المعادلة السياسية، آنفة الذكر، بتقديم اقتراحات جديدة لتحقيق هدنة جديدة، توقف، في الأقل، المجزرة المستمرة في القتل الجماعي الإبادي، للأطفال والنساء، والمدنيين بالعموم. 

نتنياهو في موقف خانق، وهو مستمر في الحرب، التي لم تتوقف طوال تسعة أشهر، ضمن معادلة سياسية وعسكرية، في غير مصلحته، مما يؤشر إلى أنه ومن معه، يخربون بيوتهم، بظلمهم وجرائمهم، وسوء تقديرهم لموازين القوى. هذه المقترحات قلبت الطاولة في وجه بايدن، وأعادت نتنياهو إلى وضع المسؤول الأول، هو وبايدن، عن حرب الإبادة واستمرار العدوان، ولو بنتائج خاسرة، اعتبرت أهون من الاعتراف بالهزيمة أمام المقاومة، والصمود الشعبي. وما تشكل من مساندة عسكرية، وتأييد رأي عام عالمي. ولكن كانت الحماقة غلابة على نتنياهو، ليستمر بمحاولة الاستمرار في الحرب.

وبهذا أثبتت قيادة المقاومة، بما تستند عليه من عدالة القضية، ومن إدانة دولية للمجزرة والعدوان، كما ما تستند عليه من تفوّق عسكري ميداني أثبتته، تسعة الأشهر الماضية، بأنها قادرة على خوض المعركة السياسية والإعلامية، ببراعة تعزّز البراعة في القتال، والأسطورية في الصمود الشعبي.

والدليل إعادة التفاوض في قطر ومصر، لبحث اتفاق هدنة. وقد استغرق ذلك، حتى الآن أكثر من أربع أيام. وقد ظهرت جديّة، أكثر من أيّ مرحلة سابقة. ومع ذلك، ما زال نتنياهو غارقاً في التصعيد.

وبهذا يكون نتنياهو في موقف خانق، وهو مستمر في الحرب، التي لم تتوقف طوال تسعة أشهر، ضمن معادلة سياسية وعسكرية، في غير مصلحته، مما يؤشر إلى أنه ومن معه، يخربون بيوتهم، بظلمهم وجرائمهم، وسوء تقديرهم لموازين القوى.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حرب احتلال فلسطين غزة حرب مآلات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

معاريف: حكومة نتنياهو تشتبه أن التظاهرات التي خرجت في غزة حيلة من حماس

قالت صحيفة معاريف، إن حكومة الاحتلال، تشتبه في أن تكون التظاهرات التي خرجت في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، قبل أيام ورفعت هتافات ضد حركة حماس، "عملية احتيال من قبل الحركة، وأنها تقف وراءها لبث صورة كاذبة وكأن حكمها ينهار".

وأشارت إلى أنه في المقابل، تم الأخذ في الاعتبار وجود سيناريو احتجاج حقيقي، ضد حماس، بعد تجدد القصف وقطع المساعدات الإنسانية.

ولفتت إلى أنه من المقرر أن يناقش المجلس السياسي والأمني قضية غزة بجوانبها المختلفة، وبالإضافة إلى المقترحات المتعلقة بصفقة الأسرى، من المتوقع أن يتلقى الوزراء مراجعة استخباراتية بشأن المظاهرات.



وقالت الصحيفة، إن الوضع سيتضح قريبا، وتدرس جميعا الاحتمالات، بشأن ما جرى من تظاهرات، وأشارت معاريف إلى تقارير تزعم إعدام حماس، 6 فلسطينيين بسبب تخابرهم مع الاحتلال

وكان العشرات خرجوا قبل أيام، في تظاهرة ببلدة بيت لاهيا شمال غرب قطاع غزة، وطالبوا بوقف العدوان على القطاع، وإدخال المساعدات، وأطلق بعض المشاركين هتافات تهاجم حركة حماس.

وتكررت التظاهرات على مدى يومين في الموقع ذاته، لكنها توقفت، وسط موجة استنكار من العديد من النشطاء لطبيعة الشعارات التي رفعت في التظاهرات، والتي وصف بعضها حركة حماس بـ"الإرهاب"، ودون التطرق إلى تحميل الاحتلال مسؤولية المجازر التي يرتكبها في قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية
  • ماكرون يدعو نتنياهو إلى العودة لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • وسط مشاعر متأرجحة.. هل يعود الآلاف من سكان الخرطوم إلى الديار؟
  •  الحية: تسلمنا مقترحا من الوسطاء ووافقنا عليه وسلاح المقاومة خط أحمر
  • معاريف: حكومة نتنياهو تشتبه في أن التظاهرات التي خرجت في غزة حيلة من حماس
  • معاريف: حكومة نتنياهو تشتبه أن التظاهرات التي خرجت في غزة حيلة من حماس
  • عشرات الضباط والجنود بجيش الاحتلال يرفضون العودة للحرب في غزة
  • "صراع غير مبرر".. جنود إسرائيليون يرفضون العودة إلى غزة
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل تستأنف الحرب حتى النهاية ولن تتوقف
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل ستواصل الحرب حتى النهاية ولن تتوقف