عربي21:
2024-11-22@16:41:55 GMT

العودة لحرب لم تتوقف

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

علق البعض، وبحق، على وجود أمل ضعيف للتوصل إلى "اتفاق هدنة". وذلك بعد أن قلبت قيادة المقاومة الطاولة على رأس كل من نتنياهو وبايدن، باقتراحاتها الجديدة، للتوصل إلى هدنة، تقود إلى وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، والانسحاب الكامل لجيش العدوان. وذلك على مراحل خلال اتفاق الهدنة.

جاءت هذه الاقتراحات بعد مناورة أمريكية، استهدفت إطلاق يد نتنياهو للاستمرار في حرب الإبادة، وحرب العدوان.

وذلك بعد أن تلاعب بايدن باتفاق الهدنة، وعزز ذلك التلاعب بقرار من مجلس الأمن، وتجميع توقيعات عدة دول عليه. ثم الإعلان المزوّر بأن "إسرائيل" وافقت عليه. ومن دون أن يصدر عنها ما يؤكد ذلك.

أثبتت قيادة المقاومة، بما تستند عليه من عدالة القضية، ومن إدانة دولية للمجزرة والعدوان، كما ما تستند عليه من تفوّق عسكري ميداني أثبتته، تسعة الأشهر الماضية، بأنها قادرة على خوض المعركة السياسية والإعلامية، ببراعة تعزّز البراعة في القتال، والأسطورية في الصمود الشعبي. والأهم إعلان بايدن بأن حماس وحدها مسؤولة عن عدم توقف إطلاق النار، أو عدم الموافقة على اتفاق الهدنة، الصادر عن مجلس الأمن. وذلك بالرغم من ترحيب حماس وحركة الجهاد، وبقية فصائل المقاومة، المقاتلة، بما تضمنه من إيجابية، ولكن مع مطالبة، بتصحيح ما زوّرته أمريكا في بعض بنود الاتفاق.

اعتبرت أمريكا أن ذلك الاتفاق نهائي. ورفضت أن تراجعه على ضوء ما قدّم من مطالب لتصحيحه. وبهذا تكون إدارة بايدن، قد أدخلت الوضع السياسي، في مرحلة جديدة، أرادتها أن تكون في مصلحة استمرار الحرب، التي يريدها نتنياهو. ولا سيما من زاوية تحميل حماس، وحدها المسؤولية الكاملة على استمرار مجزرة الإبادة، والحرب البريّة.

وأوقفت التفاوض حول اتفاق هدنة، لم تحظ على موافقة "الطرفين" الأساسيين أصلاً. وانسحبت أمريكا عملياً لمعالجة مشاكلها وأزماتها، ولا سيما لأن الانتخابات الرئاسية، التي أصيب جو بايدن فيها، بكارثة تشير إلى خسارته. وذلك بعد مناظرته مع ترامب. وقد فشل فيها فشلاً ذريعاً، لا يمكن "جبره" أو تعويضه.

على أنه خلال الأيام التي تلت هذه المعادلة السياسية التي حاكتها أمريكا، راحت المقاومة تسطر معارك تكتيكية قتالية، أذهلت المراقبين العسكريين، بما أبدته فيها من براعة وشجاعة، ونتائج عسكرية ميدانية. وقد ذهب البعض إلى القول إن المقاومة في مواجهاتها الصفرية، أو ما طوّرته من نصب أفخاخ، وقع فيها العشرات من ضباط وجنود الجيش الصهيوني، عادت إلى سيرتها الأولى التي بدأت فيها الحرب البريّة، وبأقوى من تلك المرحلة.

 وقد عكس خطاب أبو عبيدة الأخير في 8/7/2024، حول ما وصلته المقاومة وأحلافها المساندين لها عسكرياُ، من وحدة وإنجازات، لمواجهة الحرب لأشهر قادمة، حتى تحقيق نصر المقاومة، بإذن الله.

ولكن على الرغم من هذا التفوّق الميداني، إلاّ أن قيادة حماس، فاجأت المعادلة السياسية، آنفة الذكر، بتقديم اقتراحات جديدة لتحقيق هدنة جديدة، توقف، في الأقل، المجزرة المستمرة في القتل الجماعي الإبادي، للأطفال والنساء، والمدنيين بالعموم. 

نتنياهو في موقف خانق، وهو مستمر في الحرب، التي لم تتوقف طوال تسعة أشهر، ضمن معادلة سياسية وعسكرية، في غير مصلحته، مما يؤشر إلى أنه ومن معه، يخربون بيوتهم، بظلمهم وجرائمهم، وسوء تقديرهم لموازين القوى. هذه المقترحات قلبت الطاولة في وجه بايدن، وأعادت نتنياهو إلى وضع المسؤول الأول، هو وبايدن، عن حرب الإبادة واستمرار العدوان، ولو بنتائج خاسرة، اعتبرت أهون من الاعتراف بالهزيمة أمام المقاومة، والصمود الشعبي. وما تشكل من مساندة عسكرية، وتأييد رأي عام عالمي. ولكن كانت الحماقة غلابة على نتنياهو، ليستمر بمحاولة الاستمرار في الحرب.

وبهذا أثبتت قيادة المقاومة، بما تستند عليه من عدالة القضية، ومن إدانة دولية للمجزرة والعدوان، كما ما تستند عليه من تفوّق عسكري ميداني أثبتته، تسعة الأشهر الماضية، بأنها قادرة على خوض المعركة السياسية والإعلامية، ببراعة تعزّز البراعة في القتال، والأسطورية في الصمود الشعبي.

والدليل إعادة التفاوض في قطر ومصر، لبحث اتفاق هدنة. وقد استغرق ذلك، حتى الآن أكثر من أربع أيام. وقد ظهرت جديّة، أكثر من أيّ مرحلة سابقة. ومع ذلك، ما زال نتنياهو غارقاً في التصعيد.

وبهذا يكون نتنياهو في موقف خانق، وهو مستمر في الحرب، التي لم تتوقف طوال تسعة أشهر، ضمن معادلة سياسية وعسكرية، في غير مصلحته، مما يؤشر إلى أنه ومن معه، يخربون بيوتهم، بظلمهم وجرائمهم، وسوء تقديرهم لموازين القوى.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حرب احتلال فلسطين غزة حرب مآلات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بايدن يصف مذكرة اعتقال نتنياهو بالأمر المشين

يمانيون../ وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، قرار الجنائية الدولية بإصدار مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت بالأمر المشين، مؤكدا أن الولايات المتحدة “ستقف دائماً إلى جانب “إسرائيل” ضد ما أسمها ب”التهديدات التي تتعرض لها أمنها”.

وقال بايدن في بيان، نشره البيت الأبيض: إنه “مهما تكن الأدلة التي تقدمها الجنائية الدولية، فلا يمكن أن نساوي بين حماس و”إسرائيل”، حد زعمه.

من جهتها، رفضت متحدثة البيت الأبيض جان بيير، في مؤتمر صحفي “بشكل قاطع” مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس وزراء كيان العدو نتنياهو ووزير الأمن المقال يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال العدوان على غزة.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتَي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو وغالانت، بتهم تتعلق بـ”ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية” خلال حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة منذ 413 يومًا.

وأكدت “الجنائية الدولية” في بيان صحفي، إن ثمة أسبابًا منطقية تدعو للاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت أشرفا على هجمات ضد المدنيين.

وحمّلت المحكمة كل منهما “المسؤولية الجنائية عن الجرائم التالية باعتبارهما مشاركين في ارتكاب الأفعال بالاشتراك مع آخرين: جريمة الحرب المتمثلة في التجويع كأسلوب من أساليب الحرب؛ والجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والاضطهاد وغير ذلك من الأفعال اللاإنسانية”.

ووجدت الدائرة أسباباً معقولة للاعتقاد بأن “نتنياهو” و”غالانت” يتحملان المسؤولية الجنائية عن جريمة الحرب المتمثلة في توجيه هجوم متعمد ضد السكان المدنيين”، وفق البيان.

ولاقى قرار “الجنائية الدولية” ترحيبا فلسطينيا وعربيا ودوليا واسعًا، واعتباره “خطوة منطقية”، وسط مطالبات بالتعاون لتطبيق القرار دون تعطيل ومماطلة، والعمل لوقف حرب الإبادة على قطاع غزة.

وتشارك الولايات المتحدة كيان العدو الصهيوني حرب الإبادة الوحشية والعدوان على غزة وفلسطين، وكذلك لبنان، وتدعم الكيان بالأسلحة والذخائر والدعم العسكري المحدود ضد شعوب المنطقة، وخصوصا الشعبين الفلسطيني واللبناني.

مقالات مشابهة

  • بايدن يصف مذكرة اعتقال نتنياهو بالأمر المشين
  • بايدن يعلق على مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت: مثير للغضب
  • الأفعال العمليّة المُجدّية التي تُوقِف الحرّب
  • مبعوث بايدن يلتقي نتنياهو اليوم لبحث وقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله
  • بين بدايات “بايدن” ووعود “ترامب”..هنا المقاومة!
  • بعد فوز ترامب.. نتنياهو يفتح النار على بايدن
  • الشيخ نعيم قاسم: نتابع المفاوضات عن كثب ومستعدون لحرب طويلة
  • من لبنان إلى أوكرانيا.. هذا ما يفعله بايدن في الوقت الضائع
  • مباشر. الحرب بيومها الـ411: قصف على محيط مستشفى العودة ونتنياهو يبحث في استبدال الأونروا بشركة أمريكية
  • سفير مصر السابق بروسيا: الحرب في أوكرانيا لن تتوقف إلا في هذه الحالة