عربي21:
2025-04-22@04:26:47 GMT

العودة لحرب لم تتوقف

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

علق البعض، وبحق، على وجود أمل ضعيف للتوصل إلى "اتفاق هدنة". وذلك بعد أن قلبت قيادة المقاومة الطاولة على رأس كل من نتنياهو وبايدن، باقتراحاتها الجديدة، للتوصل إلى هدنة، تقود إلى وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، والانسحاب الكامل لجيش العدوان. وذلك على مراحل خلال اتفاق الهدنة.

جاءت هذه الاقتراحات بعد مناورة أمريكية، استهدفت إطلاق يد نتنياهو للاستمرار في حرب الإبادة، وحرب العدوان.

وذلك بعد أن تلاعب بايدن باتفاق الهدنة، وعزز ذلك التلاعب بقرار من مجلس الأمن، وتجميع توقيعات عدة دول عليه. ثم الإعلان المزوّر بأن "إسرائيل" وافقت عليه. ومن دون أن يصدر عنها ما يؤكد ذلك.

أثبتت قيادة المقاومة، بما تستند عليه من عدالة القضية، ومن إدانة دولية للمجزرة والعدوان، كما ما تستند عليه من تفوّق عسكري ميداني أثبتته، تسعة الأشهر الماضية، بأنها قادرة على خوض المعركة السياسية والإعلامية، ببراعة تعزّز البراعة في القتال، والأسطورية في الصمود الشعبي. والأهم إعلان بايدن بأن حماس وحدها مسؤولة عن عدم توقف إطلاق النار، أو عدم الموافقة على اتفاق الهدنة، الصادر عن مجلس الأمن. وذلك بالرغم من ترحيب حماس وحركة الجهاد، وبقية فصائل المقاومة، المقاتلة، بما تضمنه من إيجابية، ولكن مع مطالبة، بتصحيح ما زوّرته أمريكا في بعض بنود الاتفاق.

اعتبرت أمريكا أن ذلك الاتفاق نهائي. ورفضت أن تراجعه على ضوء ما قدّم من مطالب لتصحيحه. وبهذا تكون إدارة بايدن، قد أدخلت الوضع السياسي، في مرحلة جديدة، أرادتها أن تكون في مصلحة استمرار الحرب، التي يريدها نتنياهو. ولا سيما من زاوية تحميل حماس، وحدها المسؤولية الكاملة على استمرار مجزرة الإبادة، والحرب البريّة.

وأوقفت التفاوض حول اتفاق هدنة، لم تحظ على موافقة "الطرفين" الأساسيين أصلاً. وانسحبت أمريكا عملياً لمعالجة مشاكلها وأزماتها، ولا سيما لأن الانتخابات الرئاسية، التي أصيب جو بايدن فيها، بكارثة تشير إلى خسارته. وذلك بعد مناظرته مع ترامب. وقد فشل فيها فشلاً ذريعاً، لا يمكن "جبره" أو تعويضه.

على أنه خلال الأيام التي تلت هذه المعادلة السياسية التي حاكتها أمريكا، راحت المقاومة تسطر معارك تكتيكية قتالية، أذهلت المراقبين العسكريين، بما أبدته فيها من براعة وشجاعة، ونتائج عسكرية ميدانية. وقد ذهب البعض إلى القول إن المقاومة في مواجهاتها الصفرية، أو ما طوّرته من نصب أفخاخ، وقع فيها العشرات من ضباط وجنود الجيش الصهيوني، عادت إلى سيرتها الأولى التي بدأت فيها الحرب البريّة، وبأقوى من تلك المرحلة.

 وقد عكس خطاب أبو عبيدة الأخير في 8/7/2024، حول ما وصلته المقاومة وأحلافها المساندين لها عسكرياُ، من وحدة وإنجازات، لمواجهة الحرب لأشهر قادمة، حتى تحقيق نصر المقاومة، بإذن الله.

ولكن على الرغم من هذا التفوّق الميداني، إلاّ أن قيادة حماس، فاجأت المعادلة السياسية، آنفة الذكر، بتقديم اقتراحات جديدة لتحقيق هدنة جديدة، توقف، في الأقل، المجزرة المستمرة في القتل الجماعي الإبادي، للأطفال والنساء، والمدنيين بالعموم. 

نتنياهو في موقف خانق، وهو مستمر في الحرب، التي لم تتوقف طوال تسعة أشهر، ضمن معادلة سياسية وعسكرية، في غير مصلحته، مما يؤشر إلى أنه ومن معه، يخربون بيوتهم، بظلمهم وجرائمهم، وسوء تقديرهم لموازين القوى. هذه المقترحات قلبت الطاولة في وجه بايدن، وأعادت نتنياهو إلى وضع المسؤول الأول، هو وبايدن، عن حرب الإبادة واستمرار العدوان، ولو بنتائج خاسرة، اعتبرت أهون من الاعتراف بالهزيمة أمام المقاومة، والصمود الشعبي. وما تشكل من مساندة عسكرية، وتأييد رأي عام عالمي. ولكن كانت الحماقة غلابة على نتنياهو، ليستمر بمحاولة الاستمرار في الحرب.

وبهذا أثبتت قيادة المقاومة، بما تستند عليه من عدالة القضية، ومن إدانة دولية للمجزرة والعدوان، كما ما تستند عليه من تفوّق عسكري ميداني أثبتته، تسعة الأشهر الماضية، بأنها قادرة على خوض المعركة السياسية والإعلامية، ببراعة تعزّز البراعة في القتال، والأسطورية في الصمود الشعبي.

والدليل إعادة التفاوض في قطر ومصر، لبحث اتفاق هدنة. وقد استغرق ذلك، حتى الآن أكثر من أربع أيام. وقد ظهرت جديّة، أكثر من أيّ مرحلة سابقة. ومع ذلك، ما زال نتنياهو غارقاً في التصعيد.

وبهذا يكون نتنياهو في موقف خانق، وهو مستمر في الحرب، التي لم تتوقف طوال تسعة أشهر، ضمن معادلة سياسية وعسكرية، في غير مصلحته، مما يؤشر إلى أنه ومن معه، يخربون بيوتهم، بظلمهم وجرائمهم، وسوء تقديرهم لموازين القوى.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حرب احتلال فلسطين غزة حرب مآلات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو إلى السقوط أقرب

لقد راحت تتصاعد الحملات التي انطلقت من داخل الكيان الصهيوني، لإجبار نتنياهو على التراجع عن الاستمرار بالحرب العبثية التي يشنها ضد غزة. وذلك من أجل إنقاذ الكيان الصهيوني من سوء السمعة، والعزلة الدولية، وتدهور الوضع العسكري، كما من أجل حلّ مشكلة ما تبقى من الأسرى، الذين تتهدّدهم الحرب بالموت. هذا ويجب أن تضاف أيضا التظاهرات العالمية المتصاعدة ضدّ استمرار هذه الحرب الهمجية، فضلا عن تأييد القضية الفلسطينية.

لم يسبق للكيان الصهيوني أن عرف رئيس حكومة يدفع الجيش ليخوض حربا لا إجماع حولها، فكيف والرأي الداخلي ضدّ بقاء رئيس الحكومة، ويتسّم بشبه إجماع بأن تلك الحرب يخوضها نتنياهو لمصلحة خاصة به، ولبقائه في الحكم، وذلك خوفا مما ينتظر مستقبله من دمار سياسي، بسبب ما ارتكب من أخطاء ومن فساد يحقق فيه القضاء ومن الممكن أن يتم سجنه.

إن الحرب في الحالة الطبيعية لا تشنّ إلّا تحت استراتيجية "وطنية"، ودراسة مدققة بنجاحها. وأما الحرب، بعد تجربة ستة عشر شهرا من الفشل العسكري والسياسي، وتدهور سمعة الكيان الصهيوني عالميا، بوصفه مرتكب جرائم حرب وإبادة، وقتل للأطفال والمدنيين من أجل القتل، ولهدف البقاء في السلطة، فهي حرب عبثية، مدمّرة للذات، وحتى لمستقبل بقاء الكيان الصهيوني غير الشرعي.

الحرب، بعد تجربة ستة عشر شهرا من الفشل العسكري والسياسي، وتدهور سمعة الكيان الصهيوني عالميا، بوصفه مرتكب جرائم حرب وإبادة، وقتل للأطفال والمدنيين من أجل القتل، ولهدف البقاء في السلطة، فهي حرب عبثية، مدمّرة للذات، وحتى لمستقبل بقاء الكيان الصهيوني
وقد بذلت الحركة الصهيونية وداعموها الجهود المضنية، والمليارات من الدولارات، لإظهار حالة الكيان الصهيوني باعتباره "شرعي" وديمقراطي، وحريص على "السلام" والتقيّد بالقانون الدولي.

من هنا أصبح الصراع الداخلي، الذي يتجّه لإسقاط نتنياهو، يُشبه تدحرج كرة الثلج التي تكبر حجما خطوة بعد خطوة. فقد بدأت تأخذ هذه السمة زخمها، مع قرار المحكمة العليا بتعليق قرار نتنياهو بعزل قائد الشاباك، ثم الصدام بالمستشارة القضائية، ثم الانتقال إلى النقابات المهنية المتعدّدة، وإلى الهستدروت (اتحاد العمال). ومع ذلك وقبله، ما صدر من بيانات موقعة من المئات والآلاف من أعضاء الأجهزة العسكرية، والطبية العسكرية، والشخصيات العسكرية المتقاعدة.

إذا انتقلت هذه الاحتجاجات ضدّ نتنياهو إلى الإضرابات وأشكال العصيان، أو تعاظمت أكثر، لا بدّ لنتنياهو من أن يسقط، إن لم يتدارك أمره قبل السقوط، ويتراجع عن عناده الأناني والطفولي.

هذا، وقد يجد ترامب الذي أعطاه ضوءا أخضر، لشنّ الحرب الثانية على غزة، ضرورة للضغط على نتنياهو ليوقف هذا المسار العبثي، ما دام لم يستطع أن يحسم عسكريا، وما دامت شظايا الأضرار التي يسببّها نتنياهو راحت تصيب ترامب، فضلا عن تتالي فشل سياسات ترامب الجمركية وغيرها، وغيرها.

على أن هذه التطورّات جميعا ما كانت لتحدث، أو أن تنتهي إلى ما ستنتهي إليه من انتصار، لولا القوّة القتالية التي تمتعت بها المقاومة، وما زالت، وقد راح يتكشف ذلك مع استمرار هذه الحرب العدوانية، كما لولا صمود الشعب، وعظيم احتماله لما يتعرض له من إبادة، وتضحيات تعدّت احتمالات البشر.

هذا ويجب أن تلحظ أهمية الخط السياسي الذي يُدار به الصراع من جانب قيادة المقاومة في تعزيز تلك القوّة، وذلك الصمود، وإحباط ما يُحاك من مكائد تسعى لتحقق الضغوط السياسية ما لم تستطع الحرب تحقيقه.

مقالات مشابهة

  • التخلي عن السلاح ووقف الحرب والبديهيات المغيّبة
  • اللواء سمير فرج: الحرب لن تتوقف إلا بزيارة ترامب للمنطقة
  • نتنياهو إلى السقوط أقرب
  • منظمة يونيسف: أطفال غزة مهددون بالموت ما لم تتوقف الحرب وتدخل المساعدات
  • إسحاق بريك: خسرنا الحرب مع حماس والجيش دمّر أقل من 10% من الأنفاق
  • المولودية تُدين الاعتداءات التي تعرض لها الأنصار في طريق العودة من بسكرة
  • نتنياهو: الحرب مستمرة ولن نقبل بشروط حماس
  • نتنياهو: الحرب لن تتوقف قبل تحديد أهدافها كاملة
  • خبير سياسي: تصاعد الحراك داخل إسرائيل تحوّل لحرب حول الهوية
  • كيف تُدير المقاومة معركتها التفاوضية؟