عربي21:
2025-02-12@05:58:35 GMT

متى تنجو مصر من قبضة الجنرال؟

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

ليس صادقا أو صريحا مع نفسه قبل غيرها مَنْ لا يعترف بأن الجنرال المصري الحاكم اليوم استطاع أسر البلاد التي يفترض أن ينتمي إليها، وبالتالي صار يتحكم فيها بأسوأ ما يستطيع إنسان أن يفعل حتى لو كان محتلا أو عدوا لنفسه قبل البشرية؛ ومن هنا بات المصريين أسرى لديه ولدى القوة المفرطة التي يحكم بها وكأن لا معقب على حكمه.

. أمِن مكر الغرب، استطاع التحكم في الأهواء الشخصية لمؤيديه بإغداق المال والنفوذ والمصالح عليهم.

ومع الزمن أقر كثير من معارضيه بأن وقوفهم أمامه إما مهلكة للنفس ومجريات الحياة، كما في حالة السجناء والمصابين والمشردين والمفارقين لوطنهم برغمهم، أو أن المعارضة المدعاة لدى البعض أفضل ما يمكن أن يحصلوا عليه، فعبرها وعبر المتاجرة بها ينالون ما لم يكونوا يحلموا به وما أوصلتهم إليه التقاطعات الدولية وحب بعض الدول التلويح للنظام بأن هناك بديلا -ولو مزيفا- له.

والنتيجة أن البلاد وأهلها دخلوا في نفق مذهل لأكثر من عشر سنوات مريرة، ضربوا خلالها الودع وحاولوا الحلم بالفكاك من حكمه بالتعلق بمفاهيم لا تزيد عن كونها أخلاقية مثالية أكثر من حالمة، أدخلوا ترهاتهم نفق السياسة البراجماتي، وذهبوا لسبع سنوات سيدنا يوسف، وعشرية الجزائر حفظها الله وأغاث مصر؛ باختصار أغرقوا أنفسهم في الأوهام والمخدرات الفكرية، ساعدهم المال المتدفق على البعض وشعور آخرين بأن النفق ما هو إلا طريق للعودة للحكم.

لم يفكر الجميع -بمن فيهم الوطنيون المخلصون- في أن مرارة الانتظار سوف تأخذهم نداهتها وأوهامها لأوقات مفتوحة غير ممهورة بتوقيع النهاية، استدرجتهم أكثر قدرة أجهزة المخابرات على ابتزازهم بنشر قصص أقرب للتفاهات حول ضعف الجنرال وتفاهته وقرب قتل أتباعه أو غيرهم له، حتى أنهم ذات مرة؛ وفي البدايات، قالوا إنه مات وبديله راقص يحكم
لم يفكر الجميع -بمن فيهم الوطنيون المخلصون- في أن مرارة الانتظار سوف تأخذهم نداهتها وأوهامها لأوقات مفتوحة غير ممهورة بتوقيع النهاية، استدرجتهم أكثر قدرة أجهزة المخابرات على ابتزازهم بنشر قصص أقرب للتفاهات حول ضعف الجنرال وتفاهته وقرب قتل أتباعه أو غيرهم له، حتى أنهم ذات مرة؛ وفي البدايات، قالوا إنه مات وبديله راقص يحكم. ولا داعي للتعجب من منطقية القصة الطفولية، فما جاء قبلها وبعدها يسمح بما هو أكثر، وما زال حتى اليوم يتخيل البعض أن الغرب قارب الاستغناء عن خدمات السيسي الذي ملَّت اسمه كثرة الأوهام والترهات حول قرب رحيله عن الحكم أو الحياة.

تبقى الحقيقة أن الجنرال الحاكم راحل لا محالة كما رحل فرانكو، وموسوليني، وهتلر، وتشاوسيسكو والعشرات غيرهم، لكن يبدو أن القدر يبدع في تصفية الحسابات مع أمثال السيسي فلن يجيء رحيله -بنوعيه- موافقا للمنطق أو العقل، أو إذا شئنا الدقة سيجيء بعضه هكذا لكن اللمسة الحاسمة المنهية لمسيرته غير الآدمية لن تكون متوقعة.

أليس أفضل من مرارة الانتظار المضني لأكثر من 10 سنوات أن تتكاتف المجهودات وتنقى الصفوف؟ يستبعد تجار الدماء والحروب، يعتذر المخطئون وما أكثرهم، يتوقف الجميع عن محاولة إرضاء الغرب والتقاطعات الدولية التي تستخدمهم، يجتمع المخلصون على عصف فكري يذهب بركام وأنقاض فترة مظلمة ربما ندر أن تشهد مصر مثيلا لها
جزء من هذه المنظومة أن الجميع فشل في التعامل معه وفي معرفة فعاليات أبجدياتها في السيطرة على الرئيس الراحل محمد مرسي بل جماعته والإسلاميين الذين ناصروهما، فضلا عن مناصرة قوى يفترض أنها وطنية للجنرال أملا في أن "يرثوا" الحكم مكان مرسي، والنتيجة أن الواقع انهار بالجميع، فلا الإخوان كانوا مؤهلين للحكم؛ ساروا بخطى واثقة على نهج نظام حسني مبارك، أقصوا المخالفين بل المختلفين معهم وغير المتماهين فيهم، ظنوا أن الله خصهم بنعمة وبركة الحكم فلن يزيلها عنهم أحد، تمادوا في الأوهام أكثر، ورحم الله القائل منهم قبل الانقلاب بـ72 ساعة فحسب إن زمن الانقلابات قد ولى، والنتيجة أن هزيمتهم -بحسب تعبير الراحل القيادي نائب المرشد السابق الدكتور إبراهيم منير- جاءت مدوية أكثر مرارة من 1954م، كما أن الخيبة تجاوزتهم للوطن بأكمله، فقد أنهكه حكم العسكريين لأكثر من 70 عاما مع تجريف تربته وشعبه من الإبداع والمهارة إلا القليل من رحمة الله.

لكن ما سبق يقود لسؤال أكثر من واجب: أليس أفضل من مرارة الانتظار المضني لأكثر من 10 سنوات أن تتكاتف المجهودات وتنقى الصفوف؟ يستبعد تجار الدماء والحروب، يعتذر المخطئون وما أكثرهم، يتوقف الجميع عن محاولة إرضاء الغرب والتقاطعات الدولية التي تستخدمهم، يجتمع المخلصون على عصف فكري يذهب بركام وأنقاض فترة مظلمة ربما ندر أن تشهد مصر مثيلا لها، فيرحموا المشردين والمقهورين فضلا عن المسجونين والمصابين.

إننا بلا تنقية للصفوف وتعال فوق الخلافات وانعدام الضمير والمنطقية في أفعالنا؛ نورث الأجيال المقبلة بلدا يكاد يكون معدما أكثر من مديون ومعدوم القدرات ومنهك الموارد، فهل هذا مما يرضي ذا ضمير؟ ثم نسأل أنفسنا من بعد: كيف حكم الجنرال؟ ولماذا يستمر؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصري السيسي الإخوان مصر الإنقلاب السيسي الإخوان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لأکثر من أکثر من

إقرأ أيضاً:

منظومة “محارب” تكشف عن ارتفاع حالات السرطان في ليبيا لأكثر من 23 ألف مريض

ليبيا – حيدر السائح: تجاوز عدد المصابين بالسرطان في ليبيا 23 ألف حالة بموجب منظومة “محارب”

تحديد العدد الحقيقي لحالات السرطان

أكد مدير الهيئة الوطنية لمكافحة السرطان، حيدر السائح، أن عدد المصابين بالسرطان في ليبيا قد تجاوز 23 ألف حالة مسجلة في منظومة “محارب”، وفقًا لتصريحاته التي أُعطيت لتلفزيون “المسار“. وأوضح السائح أن منظومة “محارب” صممت لتحديد الرقم الحقيقي لحالات الأورام في البلاد.

عدم توطين العلاج الطبي منذ 2011

أشار السائح إلى أنه لم يحدث توطين للعلاج لمرضى أورام السرطان في ليبيا منذ عام 2011، مما يُبرز الحاجة الملحة لتحسين الخدمات الصحية وتوفير العلاج داخل البلاد.

آلية التسجيل وزيادة الأرقام

وفي تصريحٍ منفصل لمنصة “فواصل“، بيَّن السائح أن الزيادة الملحوظة في أعداد المرضى جاءت من خلال ملفات تشخيص المرض الموثقة، التي شملت جواز السفر والرقم الوطني، رغم أن بعض المرضى لم يُسجلوا في منظومة “محارب” وتم تشخيصهم بالمرض عبر المراكز الطبية. وأضاف أن عدد المسجلين في المنظومة كان حوالي 21 ألف مريض، لكن بعد الإعلان عن صرف الأدوية للمسجلين، تشجعت المراكز الصحية والمرضى على التسجيل، مما أدى إلى ارتفاع الرقم إلى أكثر من 23 ألف مريض.

مسألة الزيادة في الأرقام

أكد السائح أن منظومة “محارب” ساهمت في حصر عدد الحالات وتحديث الأرقام بشكل شهري، مع الإشارة إلى أنه لا يمكن الجزم بشكل قاطع ما إذا كانت الزيادة تعكس ارتفاعًا فعليًا في الحالات أم أن تحسين آلية الكشف والتسجيل هو ما أدى إلى ظهور أعداد أكبر.

أسباب انتشار السرطان وجهود البحث

وبخصوص الأسباب الحقيقية لانتشار السرطان في ليبيا، أوضح السائح أن هذه الأسباب لا تزال غير معروفة بسبب غياب الدراسات العلمية المتخصصة. كما كشف عن مفاوضات جرت مع جامعتين من دولتين لدراسة تكلفة وتأثير المرض من مختلف النواحي، في ظل تعدد العوامل والرقعة الجغرافية الواسعة التي تغطيها البلاد.

مقالات مشابهة

  • الرهوي يدعو الجميع إلى المشاركة الفاعلة في إنجاح حملة نظافة بيوت الله وجعلها لائقة بشعب الإيمان والحكمة
  • "عيد الفوانيس".. تقليد صيني يمتد لأكثر من ألفي عام
  • منظومة “محارب” تكشف عن ارتفاع حالات السرطان في ليبيا لأكثر من 23 ألف مريض
  • بكسور في العمود الفقري.. فنانة مصرية تنجو من حادث مروع في تايلاند
  • حماس: مشاريع الغرب وأمريكا وترامب "إلى زوال"
  • الجنرال البرهان مكانه السجن
  • الغَربُ ( الاستعماري ) أمس واليوم
  • وقفة.. أخطاء الجميع في أحداث 25 و28 يناير 2011 (2)
  • العلامة فضل الله: لا نريد ان تحمل الحكومة أكثر من طاقتها ولكن!
  • لأكثر من 18 ساعة.. Sony تثير الجدل حول سيرفرات PlayStation فما القصة؟