عربي21:
2025-01-11@04:15:04 GMT

متى تنجو مصر من قبضة الجنرال؟

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

ليس صادقا أو صريحا مع نفسه قبل غيرها مَنْ لا يعترف بأن الجنرال المصري الحاكم اليوم استطاع أسر البلاد التي يفترض أن ينتمي إليها، وبالتالي صار يتحكم فيها بأسوأ ما يستطيع إنسان أن يفعل حتى لو كان محتلا أو عدوا لنفسه قبل البشرية؛ ومن هنا بات المصريين أسرى لديه ولدى القوة المفرطة التي يحكم بها وكأن لا معقب على حكمه.

. أمِن مكر الغرب، استطاع التحكم في الأهواء الشخصية لمؤيديه بإغداق المال والنفوذ والمصالح عليهم.

ومع الزمن أقر كثير من معارضيه بأن وقوفهم أمامه إما مهلكة للنفس ومجريات الحياة، كما في حالة السجناء والمصابين والمشردين والمفارقين لوطنهم برغمهم، أو أن المعارضة المدعاة لدى البعض أفضل ما يمكن أن يحصلوا عليه، فعبرها وعبر المتاجرة بها ينالون ما لم يكونوا يحلموا به وما أوصلتهم إليه التقاطعات الدولية وحب بعض الدول التلويح للنظام بأن هناك بديلا -ولو مزيفا- له.

والنتيجة أن البلاد وأهلها دخلوا في نفق مذهل لأكثر من عشر سنوات مريرة، ضربوا خلالها الودع وحاولوا الحلم بالفكاك من حكمه بالتعلق بمفاهيم لا تزيد عن كونها أخلاقية مثالية أكثر من حالمة، أدخلوا ترهاتهم نفق السياسة البراجماتي، وذهبوا لسبع سنوات سيدنا يوسف، وعشرية الجزائر حفظها الله وأغاث مصر؛ باختصار أغرقوا أنفسهم في الأوهام والمخدرات الفكرية، ساعدهم المال المتدفق على البعض وشعور آخرين بأن النفق ما هو إلا طريق للعودة للحكم.

لم يفكر الجميع -بمن فيهم الوطنيون المخلصون- في أن مرارة الانتظار سوف تأخذهم نداهتها وأوهامها لأوقات مفتوحة غير ممهورة بتوقيع النهاية، استدرجتهم أكثر قدرة أجهزة المخابرات على ابتزازهم بنشر قصص أقرب للتفاهات حول ضعف الجنرال وتفاهته وقرب قتل أتباعه أو غيرهم له، حتى أنهم ذات مرة؛ وفي البدايات، قالوا إنه مات وبديله راقص يحكم
لم يفكر الجميع -بمن فيهم الوطنيون المخلصون- في أن مرارة الانتظار سوف تأخذهم نداهتها وأوهامها لأوقات مفتوحة غير ممهورة بتوقيع النهاية، استدرجتهم أكثر قدرة أجهزة المخابرات على ابتزازهم بنشر قصص أقرب للتفاهات حول ضعف الجنرال وتفاهته وقرب قتل أتباعه أو غيرهم له، حتى أنهم ذات مرة؛ وفي البدايات، قالوا إنه مات وبديله راقص يحكم. ولا داعي للتعجب من منطقية القصة الطفولية، فما جاء قبلها وبعدها يسمح بما هو أكثر، وما زال حتى اليوم يتخيل البعض أن الغرب قارب الاستغناء عن خدمات السيسي الذي ملَّت اسمه كثرة الأوهام والترهات حول قرب رحيله عن الحكم أو الحياة.

تبقى الحقيقة أن الجنرال الحاكم راحل لا محالة كما رحل فرانكو، وموسوليني، وهتلر، وتشاوسيسكو والعشرات غيرهم، لكن يبدو أن القدر يبدع في تصفية الحسابات مع أمثال السيسي فلن يجيء رحيله -بنوعيه- موافقا للمنطق أو العقل، أو إذا شئنا الدقة سيجيء بعضه هكذا لكن اللمسة الحاسمة المنهية لمسيرته غير الآدمية لن تكون متوقعة.

أليس أفضل من مرارة الانتظار المضني لأكثر من 10 سنوات أن تتكاتف المجهودات وتنقى الصفوف؟ يستبعد تجار الدماء والحروب، يعتذر المخطئون وما أكثرهم، يتوقف الجميع عن محاولة إرضاء الغرب والتقاطعات الدولية التي تستخدمهم، يجتمع المخلصون على عصف فكري يذهب بركام وأنقاض فترة مظلمة ربما ندر أن تشهد مصر مثيلا لها
جزء من هذه المنظومة أن الجميع فشل في التعامل معه وفي معرفة فعاليات أبجدياتها في السيطرة على الرئيس الراحل محمد مرسي بل جماعته والإسلاميين الذين ناصروهما، فضلا عن مناصرة قوى يفترض أنها وطنية للجنرال أملا في أن "يرثوا" الحكم مكان مرسي، والنتيجة أن الواقع انهار بالجميع، فلا الإخوان كانوا مؤهلين للحكم؛ ساروا بخطى واثقة على نهج نظام حسني مبارك، أقصوا المخالفين بل المختلفين معهم وغير المتماهين فيهم، ظنوا أن الله خصهم بنعمة وبركة الحكم فلن يزيلها عنهم أحد، تمادوا في الأوهام أكثر، ورحم الله القائل منهم قبل الانقلاب بـ72 ساعة فحسب إن زمن الانقلابات قد ولى، والنتيجة أن هزيمتهم -بحسب تعبير الراحل القيادي نائب المرشد السابق الدكتور إبراهيم منير- جاءت مدوية أكثر مرارة من 1954م، كما أن الخيبة تجاوزتهم للوطن بأكمله، فقد أنهكه حكم العسكريين لأكثر من 70 عاما مع تجريف تربته وشعبه من الإبداع والمهارة إلا القليل من رحمة الله.

لكن ما سبق يقود لسؤال أكثر من واجب: أليس أفضل من مرارة الانتظار المضني لأكثر من 10 سنوات أن تتكاتف المجهودات وتنقى الصفوف؟ يستبعد تجار الدماء والحروب، يعتذر المخطئون وما أكثرهم، يتوقف الجميع عن محاولة إرضاء الغرب والتقاطعات الدولية التي تستخدمهم، يجتمع المخلصون على عصف فكري يذهب بركام وأنقاض فترة مظلمة ربما ندر أن تشهد مصر مثيلا لها، فيرحموا المشردين والمقهورين فضلا عن المسجونين والمصابين.

إننا بلا تنقية للصفوف وتعال فوق الخلافات وانعدام الضمير والمنطقية في أفعالنا؛ نورث الأجيال المقبلة بلدا يكاد يكون معدما أكثر من مديون ومعدوم القدرات ومنهك الموارد، فهل هذا مما يرضي ذا ضمير؟ ثم نسأل أنفسنا من بعد: كيف حكم الجنرال؟ ولماذا يستمر؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصري السيسي الإخوان مصر الإنقلاب السيسي الإخوان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لأکثر من أکثر من

إقرأ أيضاً:

عون رئيسًا للجمهورية في لبنان.. تحديات مصيرية تنتظر الجنرال الصارم

نجح  لبنان في انتخاب رئيس جديد للبلاد بعد شغور المنصب لمدة عامين، وذلك بعد تمكن البرلمان في دورته الثانية اليوم في الوصول إلى الأغلبية المطلوبة. 

اقرأ أيضًا: جوزيف عون رئيساً جديداً للجمهورية في لبنان.. بالأغلبية
 

جوزيف عون رئيساً جديداً للجمهورية في لبنان.. بالأغلبية البابا فرانسيس يُهاجم إسرائيل: عدوانها على غزة خطير ومُخزٍ

وكان السيد نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، قد أكد قبل قليل عن فوز الجنرال عون بمنصب رئاسة الجمهورية بعد حصوله على 99 صوتاً من أصل 128. 

وكانت الدورة الأولى قد شهدت حصول عون على 71 صوتاً فقط، وهي الحصيلة التي لا تكفي لتنصيبه رئيساً للجمهورية. 

وأصبح عون هو الرئيس رقم 14 في تاريخ لبنان منذ الاستقلال، وذلك بعد كل من إيميل إده، وبشارة الخوري، وفؤاد شهاب، وكميل شمعون، وشارل حلو، وسليمان فرنجية، وإلياس سركيس، وبشير الجميل، أمين الجميل، وسليم الحص، وميشال عون، ورينيه معوض، وإلياس الهراوي، وإيميل لحود، وميشال سليمان. 

ولفهم من هو الرئيس الجديد للجمهورية اللبنانية علينا ذكر بعض النقاط منها أنه مواليد 1964، وكان قائداً للجيش اللبناني منذ 2017.

ويُجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية بجانب لغته العربية، وبدأ مساره العسكري في الجيش اللبناني منذ عام 1983، وذلك يترقى وصولاً لمنصب قائد الجيش. 

ونال عون في مسيرته عدة أوسمة عسكرية منها وسام الحرب، وحصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى والثانية والثالثة، فضلاً عن حصوله على وسام الأرز الوطني من رتبة فارس.

وسيكون أمام الرئيس الجديد في لبنان الكثير من التحديات أبرزها تأمين البلاد في ظل الخروقات الإسرائيلية المُتكررة لاسيما في جنوب البلاد.

وسيكون عليه تعزيز قوة الجيش لمواجهة تحديات المُواجهة مع إسرائيل، وسيكون عليه التعاون مع الجهات الإقليمية والدولية من أجل وضع حدٍ للعدوان الإسرائيلي على بلاده. 

التحدي الأبرز على طاولة الجنرال عون سيتمثل في الوصول إلى وحدة وطنية تُمثل مظلة تجمع كافة اللبنانيين بكل طوائفهم. 

وتتضمن التحديات أمام عون أيضاً تحدي الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب اللبناني، ونقص إمداد الطاقة، وبالتأكيد سيكون هذا الملف هو أهم ملف سيهتم به الشعب اللبناني. 

ويعتبر رئيس الجمهورية في النظام السياسي اللبناني وفقًا للدستور شخصية مركزية في هيكلية الدولة، ويتمتع بدورٍ هام في توازن السلطات الثلاث التنفيذية، التشريعية، والقضائية. ينظم الدستور اللبناني الصادر عام 1926 والمعدل في اتفاق الطائف عام 1989، صلاحيات رئيس الجمهورية، مع التركيز على ترسيخ مبدأ التوازن بين السلطات.

رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، ويُنتخب من قبل مجلس النواب لمدة ست سنوات غير قابلة للتجديد الفوري. يشترط في المرشح لهذا المنصب أن يكون لبنانيًا مولودًا لأبوين لبنانيين، وأن يتمتع بحقوقه المدنية والسياسية.

 

 

مقالات مشابهة

  • لبنان.. الجنرال الخامس
  • كنا بنهزر.. 6 أشخاص فى قبضة العدالة لتعذيبهم قطة بالغربية
  • بعد فراغ رئاسي لأكثر من عامين.. قائد الجيش الرئيس الـ14 للجمهورية اللبنانية.. جوزيف عون: نحتاج لتغيير الأداء السياسي والاقتصادي
  • عون رئيسًا للجمهورية في لبنان.. تحديات مصيرية تنتظر الجنرال الصارم
  • لبنان ينتخب اليوم رئيسا بعد أكثر من سنتين من شغور المنصب
  • لبنان ينتخب رئيسا بعد أكثر من عامين على الشغور
  • عمـال النظـافة والمحـاجر فى قبضة السماسرة
  • الفنانة سحر حمدي تنجو من الموت.. خطأ طبي كاد ينهي حياتها (تفاصيل صادمة)
  • أنقرة: شابة تنجو من القتل بعد اغتصابها على يد رجلين في مشهد مرعب
  • ارتفاع أسعار خام البصرة لأكثر من 3% وسط صعود عالمي