عربي21:
2025-03-18@00:19:39 GMT

متى تنجو مصر من قبضة الجنرال؟

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

ليس صادقا أو صريحا مع نفسه قبل غيرها مَنْ لا يعترف بأن الجنرال المصري الحاكم اليوم استطاع أسر البلاد التي يفترض أن ينتمي إليها، وبالتالي صار يتحكم فيها بأسوأ ما يستطيع إنسان أن يفعل حتى لو كان محتلا أو عدوا لنفسه قبل البشرية؛ ومن هنا بات المصريين أسرى لديه ولدى القوة المفرطة التي يحكم بها وكأن لا معقب على حكمه.

. أمِن مكر الغرب، استطاع التحكم في الأهواء الشخصية لمؤيديه بإغداق المال والنفوذ والمصالح عليهم.

ومع الزمن أقر كثير من معارضيه بأن وقوفهم أمامه إما مهلكة للنفس ومجريات الحياة، كما في حالة السجناء والمصابين والمشردين والمفارقين لوطنهم برغمهم، أو أن المعارضة المدعاة لدى البعض أفضل ما يمكن أن يحصلوا عليه، فعبرها وعبر المتاجرة بها ينالون ما لم يكونوا يحلموا به وما أوصلتهم إليه التقاطعات الدولية وحب بعض الدول التلويح للنظام بأن هناك بديلا -ولو مزيفا- له.

والنتيجة أن البلاد وأهلها دخلوا في نفق مذهل لأكثر من عشر سنوات مريرة، ضربوا خلالها الودع وحاولوا الحلم بالفكاك من حكمه بالتعلق بمفاهيم لا تزيد عن كونها أخلاقية مثالية أكثر من حالمة، أدخلوا ترهاتهم نفق السياسة البراجماتي، وذهبوا لسبع سنوات سيدنا يوسف، وعشرية الجزائر حفظها الله وأغاث مصر؛ باختصار أغرقوا أنفسهم في الأوهام والمخدرات الفكرية، ساعدهم المال المتدفق على البعض وشعور آخرين بأن النفق ما هو إلا طريق للعودة للحكم.

لم يفكر الجميع -بمن فيهم الوطنيون المخلصون- في أن مرارة الانتظار سوف تأخذهم نداهتها وأوهامها لأوقات مفتوحة غير ممهورة بتوقيع النهاية، استدرجتهم أكثر قدرة أجهزة المخابرات على ابتزازهم بنشر قصص أقرب للتفاهات حول ضعف الجنرال وتفاهته وقرب قتل أتباعه أو غيرهم له، حتى أنهم ذات مرة؛ وفي البدايات، قالوا إنه مات وبديله راقص يحكم
لم يفكر الجميع -بمن فيهم الوطنيون المخلصون- في أن مرارة الانتظار سوف تأخذهم نداهتها وأوهامها لأوقات مفتوحة غير ممهورة بتوقيع النهاية، استدرجتهم أكثر قدرة أجهزة المخابرات على ابتزازهم بنشر قصص أقرب للتفاهات حول ضعف الجنرال وتفاهته وقرب قتل أتباعه أو غيرهم له، حتى أنهم ذات مرة؛ وفي البدايات، قالوا إنه مات وبديله راقص يحكم. ولا داعي للتعجب من منطقية القصة الطفولية، فما جاء قبلها وبعدها يسمح بما هو أكثر، وما زال حتى اليوم يتخيل البعض أن الغرب قارب الاستغناء عن خدمات السيسي الذي ملَّت اسمه كثرة الأوهام والترهات حول قرب رحيله عن الحكم أو الحياة.

تبقى الحقيقة أن الجنرال الحاكم راحل لا محالة كما رحل فرانكو، وموسوليني، وهتلر، وتشاوسيسكو والعشرات غيرهم، لكن يبدو أن القدر يبدع في تصفية الحسابات مع أمثال السيسي فلن يجيء رحيله -بنوعيه- موافقا للمنطق أو العقل، أو إذا شئنا الدقة سيجيء بعضه هكذا لكن اللمسة الحاسمة المنهية لمسيرته غير الآدمية لن تكون متوقعة.

أليس أفضل من مرارة الانتظار المضني لأكثر من 10 سنوات أن تتكاتف المجهودات وتنقى الصفوف؟ يستبعد تجار الدماء والحروب، يعتذر المخطئون وما أكثرهم، يتوقف الجميع عن محاولة إرضاء الغرب والتقاطعات الدولية التي تستخدمهم، يجتمع المخلصون على عصف فكري يذهب بركام وأنقاض فترة مظلمة ربما ندر أن تشهد مصر مثيلا لها
جزء من هذه المنظومة أن الجميع فشل في التعامل معه وفي معرفة فعاليات أبجدياتها في السيطرة على الرئيس الراحل محمد مرسي بل جماعته والإسلاميين الذين ناصروهما، فضلا عن مناصرة قوى يفترض أنها وطنية للجنرال أملا في أن "يرثوا" الحكم مكان مرسي، والنتيجة أن الواقع انهار بالجميع، فلا الإخوان كانوا مؤهلين للحكم؛ ساروا بخطى واثقة على نهج نظام حسني مبارك، أقصوا المخالفين بل المختلفين معهم وغير المتماهين فيهم، ظنوا أن الله خصهم بنعمة وبركة الحكم فلن يزيلها عنهم أحد، تمادوا في الأوهام أكثر، ورحم الله القائل منهم قبل الانقلاب بـ72 ساعة فحسب إن زمن الانقلابات قد ولى، والنتيجة أن هزيمتهم -بحسب تعبير الراحل القيادي نائب المرشد السابق الدكتور إبراهيم منير- جاءت مدوية أكثر مرارة من 1954م، كما أن الخيبة تجاوزتهم للوطن بأكمله، فقد أنهكه حكم العسكريين لأكثر من 70 عاما مع تجريف تربته وشعبه من الإبداع والمهارة إلا القليل من رحمة الله.

لكن ما سبق يقود لسؤال أكثر من واجب: أليس أفضل من مرارة الانتظار المضني لأكثر من 10 سنوات أن تتكاتف المجهودات وتنقى الصفوف؟ يستبعد تجار الدماء والحروب، يعتذر المخطئون وما أكثرهم، يتوقف الجميع عن محاولة إرضاء الغرب والتقاطعات الدولية التي تستخدمهم، يجتمع المخلصون على عصف فكري يذهب بركام وأنقاض فترة مظلمة ربما ندر أن تشهد مصر مثيلا لها، فيرحموا المشردين والمقهورين فضلا عن المسجونين والمصابين.

إننا بلا تنقية للصفوف وتعال فوق الخلافات وانعدام الضمير والمنطقية في أفعالنا؛ نورث الأجيال المقبلة بلدا يكاد يكون معدما أكثر من مديون ومعدوم القدرات ومنهك الموارد، فهل هذا مما يرضي ذا ضمير؟ ثم نسأل أنفسنا من بعد: كيف حكم الجنرال؟ ولماذا يستمر؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصري السيسي الإخوان مصر الإنقلاب السيسي الإخوان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لأکثر من أکثر من

إقرأ أيضاً:

صرف أكثر من 3 مليارات ريال معونة رمضان لمستفيدي الضمان الاجتماعي

صدرت الموافقة على صرف أكثر من ثلاثة مليارات ريال معونة رمضان لمستفيدي الضمان الاجتماعي، وذلك في إطار حرص القيادة الرشيدة على تلمّس احتياجات الأسر المستفيدة، وتأمين متطلباتهم خلال شهر رمضان.
جاء هذا بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -أيده الله -، وبناء على ما عرضه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-.الضمان الاجتماعيوتتضمن المعونة الكريمة صرف 1000 ريال للعائل، و500 ريال لكل تابع، وستودع مباشرة في الحسابات البنكية للمستفيدين يوم غدٍ الثلاثاء الموافق 18 رمضان.
أخبار متعلقة نيابة عن خادم الحرمين وأمام ولي العهد.. السفراء المعينون حديثا لدى عدد من الدول يؤدون القسمموافقة خادم الحرمين الشريفين على إقامة حملة العمل الخيري بنسختها الخامسة عبر "إحسان"إنفاذًا لأمر الملك.. تقليد السفيرين الفلسطيني والمصري وشاح الملك عبد العزيز .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الضمان الاجتماعي - إكس
ويأتي هذا الدعم استمرارًا لنهج القيادة الحكيمة - أيدها الله - في رعاية الفئات المستحقة، وامتدادًا لما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد - حفظهما الله - من اهتمام بالغ بتحسين جودة الحياة، وتعزيز مستوى المعيشة لمستفيدي الضمان الاجتماعي، لاسيما في هذا الشهر الفضيل.الضمان الاجتماعي في السعوديةورفع معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله- على هذه المكرمة الكريمة.
وبين أنها تُجسد نهج القيادة في دعم المواطنين، وتوفير سبل العيش الكريم لهم، داعيًا الله -عز وجل- أن يحفظ القيادة الحكيمة وأن يجزيها خير الجزاء، ويديم على بلادنا نعمة الأمن والرخاء.

مقالات مشابهة

  • صرف أكثر من 3 مليارات ريال معونة رمضان لمستفيدي الضمان الاجتماعي
  • العثور على صياد على قيد الحياة بعد انجرافه لأكثر من 90 يوم في البحر
  • السقوط الحتمي
  • مهربون ولصوص ومحتالون في قبضة الشرطة
  • إصابة قاسية لكاسادو قد تبعده عن برشلونة لأكثر من شهرين
  • بتعليمة مصنفة “سري للغاية”.. أوامر فرنسية بتعميم التعذيب ضد الشعب الجزائري
  • تعيين الجنرال كيث كيلوج مبعوثًا أمريكيًا خاصًا إلى أوكرانيا
  • حرب الساحل وأبعادها الإقليمية.. هل تنجو سوريا الجديدة من الفخ؟
  • كمين أهالي يضع "لص السحور" في قبضة الشرطة العراقية
  • إدارة ترامب تعتزم حظر السفر لأكثر من 40 دولة بينها اليمن