صحيح أنّ لغة التهديدات تراجعت نسبيًا على خطّ "جبهة الإسناد" اللبنانية في الأيام القليلة الماضية، رغم استمرار العمليات العسكرية بوتيرتها المعتادة نسبيًا، على وقع عودة زخم المفاوضات الهادفة إلى التوصّل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ولو أن بعض المسؤولين الإسرائيليّين يتعمّدون بين الحين والآخر، الإيحاء بوجود "فصل" بين الجبهتين، وبأن أي اتفاق لن ينعكس "بالضرورة" على جنوب لبنان.


 
لكنّ الصحيح أيضًا أنّ الحرب النفسية بين "حزب الله" والعدو الإسرائيلي لم تنتهِ فصولاً، حيث تسجّل مع كلّ يوم جديد المزيد من النقاط، كان آخرها في الحلقة الثانية من سلسلة "الهدهد" التي نشرها "حزب الله" هذا الأسبوع، بفيديو وصلت مدّته إلى عشر دقائق، وتضمّن مشاهد التقطتها طائرة مسيّرة تابعة للحزب لقواعد استخباراتية ومقار قيادية ومعسكرات في الجولان المحتلّ، وصفها الإعلام الإسرائيلي نفسه بـ"الحسّاسة".
 
وعلى وقع تحليل الرسائل التي انطوى عليها فيديو "الهدهد-2"، الذي انتهى على وعدٍ بحلقاتٍ أخرى في الأيام المقبلة، جاءت كلمة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله خلال الاحتفال التأبيني للقائد الشهيد محمد ناصر "أبو نعمة"، لتستكمل بعنوان قوة مكرّر مفاده أنّ "المقاومة لا تخشى الحرب"، فهل يمكن القول إنّ "حزب الله" يتقدّم، أو ربما يتفوّق، في الحرب النفسية مع العدو، وأيّ انعكاسات لذلك على الأرض؟
 
"رسائل" الهدهد-2
 
في فيديو "الهدهد-2" الذي لا يبدو الأخير ضمن سلسلة فيديوهات "الهدهد" المتلاحقة، أراد "حزب الله" استكمال ما بدأه في الحلقة الأولى، وفق ما يقول العارفون، وذلك على مستوى "الردع" تحديدًا مع العدو، فهو أكّد مرّة أخرى على القدرات الاستخباراتية والتكنولوجية التي يمتلكها، وأكّد أنّ "بنك الأهداف" واضح بالنسبة إليه في ما لو اندلعت الحرب، لا في نقطة واحدة من الكيان المحتلّ، بل في مختلف أرجائه ومناطقه.
 
وإذا كان توقيت "الهدهد-1" شكّل "كلمة السرّ" في الحلقة الأولى التي تزامنت مع جولة المبعوث الأميركي آموس هوكستين، وزيارته إلى بيروت، حيث قيل وقتها إنّ "الهدهد" شكّل "الرد العملي" من "حزب الله" على التهديدات الإسرائيلية التي نقلها الزائر الأميركي، فإنّ توقيت "الهدهد-2" لم يحمل ذات الدلالات، ولو أنّ هناك من ربط الأمر بالمفاوضات حول غزة، في ضوء تمسّك الحزب بمعادلة "الترابط" بين الجبهتين.
 
وفي وقت ثمّة من اعتبر "الهدهد-1" في منزلة أهمّ من "الهدهد-2"، ولا سيما أنّ المواقع الإسرائيلية في الجولان هي أصلاً في "مرمى" نيران "حزب الله" في الوقت الحالي، خلافًا لتلك التي برزت في الفيديو الأول، تبدو رسائل "الهدهد-2" واضحة لجهة ما ينطوي عليه من "خرق نوعي" للمجال الجوي الإسرائيلي، أو لجهة تأكيد الجهوزية الكاملة للمقاومة في مواجهة أيّ عدوان إسرائيلي على لبنان، في أيّ وقت.
 
المقاومة "ليست خائفة"
 
بالتزامن مع نشر فيديو "الهدهد-2"، كان العدو الإسرائيلي يواصل تكتيك "الاغتيالات"، من خلال استهداف سيارة على طريق بيروت-دمشق، قتل فيها أحد المرافقين السابقين للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، لكنّ الردّ جاءه من الأخير شخصيًا في اليوم التالي للعملية، في كلمة يمكن اختصارها بعبارة واحدة: "المقاومة جاهزة ومستعدة وقوية وليست خائفة"، وأنّ "رسالة المقاومة أنّها لا تخشى الحرب وليست قلقة من الذهاب إلى أي خيار".
 
بهذا المعنى، يمكن إدراج خطاب السيد نصر الله في الاحتفال التأبيني الذي أقامه الحزب لقائده الشهيد "أبو نعمة" ضمن "الحرب النفسية" بين العدو، فهو حمل بين طيّاته الكثير من الرسائل التي أراد منها التأكيد على قوة المقاومة، وعدم خوفها من الآتي، وثقتها بالنصر، حتى إنّه قلّل من سلاح "الاغتيالات" الذي تتمسّك به إسرائيل، حين قال إنّ "العدو استخدم ضدنا كل أسلحته وأجهزته الاستخبارية ولم يستطع اغتيال سوى عدد محدود من مقاتلينا".
 
ولعلّ ما يمكن التوقف عنده أيضًا في كلام السيد نصر الله يتمثّل في حديثه عن سيناريوهات الجبهة، التي لن يتردّد "حزب الله" في إيقافها "بلا أي نقاش" بمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، لكنه "لن يتسامح" مع أي اعتداء يمكن أن يقدم عليه العدو في هذه الحال، إلا أنّ الأهمّ قد يكون "استبعاده" مثل هذا الخيار، وهو ما حاول من خلاله أن يوجّه رسالة "ثقة" بخيارات المقاومة مرّة أخرى، من دون أيّ اعتبار للتهديدات الإسرائيلية.
 
بمعزل عن سيناريوهات الجبهة في المقبل من الأيام، بات واضحًا أنّ الحرب، خصوصًا بين "حزب الله" والعدو الإسرائيلي، ليست عسكريّة فحسب، وإنما أيضًا سياسية وتكنولوجية واستخباراتية، وقبل كلّ ذلك هي حرب نفسية. وعلى هذا الخط تحديدًا، يبدو أنّ "حزب الله" يتفوّق، بشهادة الإسرائيليين أنفسهم، ليبقى السؤال عن مدى نجاح هذا "التكتيك" في ثني الطرف الإسرائيلي عن توسيع المواجهة، كما يتوعّد بين الفينة والأخرى.. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الحرب النفسیة حزب الله نصر الله الهدهد 2

إقرأ أيضاً:

المقاومة اللبنانية تستهدف بصاروخ موجّه تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي عند الأطراف الغربية لبلدة الجبين وتوقع أفراده بين قتيل وجريح

2024-11-15shazaسابق الخارجية الفلسطينية ترحب باعتماد الأمم المتحدة قراراً يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره انظر ايضاً الخارجية الفلسطينية ترحب باعتماد الأمم المتحدة قراراً يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره

القدس المحتلة-سانا رحبت الخارجية الفلسطينية باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يؤكد حق الشعب الفلسطيني …

آخر الأخبار 2024-11-15الخارجية الفلسطينية ترحب باعتماد الأمم المتحدة قراراً يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره 2024-11-1543764 شهيداً في قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة 2024-11-15لاريجاني بعد لقائه بري وميقاتي: ندعم الشعب اللبناني في كل الظروف وأي قرار يتخذه 2024-11-15وزير الداخلية اللبناني: إدانة المجازر الإسرائيلية لا تكفي ولا بد من تحرك ضمائر العالم 2024-11-15خبير روسي: الدعم الغربي للعدوان الإسرائيلي في الشرق الأوسط دليل على المعايير المزدوجة 2024-11-15ارتفاع عدد شهداء الغارة الإسرائيلية على مركز الدفاع المدني في بعلبك إلى 13 شهيداً 2024-11-15ريماس الزامل… أداء لافت ونتائج مميزة في مجال ألعاب القوى 2024-11-15تراجع عملة البيتكوين 2024-11-15الدفاع الصينية: الولايات المتحدة تمثل أكبر تهديد لأمن الفضاء 2024-11-15استشهاد أسيرين فلسطينيين في معتقلات الاحتلال جراء الإهمال الطبي المتعمد

مراسيم وقوانين الرئيس الأسد يصدر ثلاثة قوانين تسهم في تطوير آليات العمل بالقطاع السياحي 2024-11-14 الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتنفيذ عقوبة العزل بحق قاضية في النياية العامة التمييزية 2024-11-02 مرسوم بتحديد الـ 7 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعدين شاغرين في دائرتي حلب وطرطوس 2024-11-02الأحداث على حقيقتها عدوان إسرائيلي يستهدف جسوراً وطرقات على الحدود مع لبنان بريف حمص 2024-11-13 تدمير عشر طائرات مسيرة للتنظيمات الإرهابية بريفي حلب وإدلب- فيديو 2024-10-30صور من سورية منوعات انبعاثات الكربون العالمية تصل إلى مستوى قياسي خلال العام الجاري 2024-11-13 دعوى قضائية ضد ميتا تتعلق باستحواذها على “إنستغرام” و”واتساب” 2024-11-13فرص عمل الخارجية تعلن عن برنامج تدريب المقبولين للتقدم إلى المرحلة الثالثة من مسابقتها 2024-11-06 التعليم العالي تسمح للجامعات الخاصة فتح التسجيل المباشر لملء الشواغر في كلياتها 2024-11-04الصحافة الميدان للمقاومة… بقلم: منهل إبراهيم 2024-11-15 ما بين المفهوم والهوية.. بقلم: أ. د بثينة شعبان 2024-11-11حدث في مثل هذا اليوم 2024-11-1515 تشرين الثاني 1920-عقد أول اجتماع لعصبة الأمم في جنيف 2024-11-1414 تشرين الأول 1908- عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين يعلن عن نظرية كمية الضوء 2024-11-1313 تشرين الثاني 1935- اندلاع انتفاضة شعبية في مصر ضد الاحتلال البريطاني والحكومة التي يرأسها محمد توفيق نسيم باشا 2024-11-1212 تشرين الثاني 1847 – الطبيب البريطاني جيمس يانج سيمبسون يستخدم الكلوروفورم في التخدير لأول مرة في التاريخ 2024-11-1111 تشرين الثاني 1918 – انتهاء الحرب العالمية الأولى بالهدنة التي وقعتها ألمانيا مع قوات الحلفاء 2024-11-1010تشرين الأول 1975 – رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في مقرها بمدينة نيويورك لأول مرة في تاريخ القضية الفلسطينية
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2024, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي في مستوطنة يرؤون بمسيرة انقضاضية أصابت هدفها بدقة
  • المقاومة اللبنانية تستهدف بصاروخ موجّه تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي عند الأطراف الغربية لبلدة الجبين وتوقع أفراده بين قتيل وجريح
  • المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لبلدة طلوسة بصلية صاروخية
  • المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي عند الأطراف الجنوبية لبلدة مركبا بصلية صاروخية
  • حماس: عملية الدهس في رام الله رسالة بليغة على استمرار ضربات المقاومة
  • المقاومة اللبنانية تستهدف بصلية صاروخية تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي بين بلدتي حولا ومركبا
  • حزب الله يدك وزارة الدفاع الاسرائيلية للمرة الثانية بـ (قادر2)
  • فضل الله: قرارنا هو المواجهة والعدو لم يتمكن من الاستقرار على أرضنا لأنّ المقاومة تمنعه
  • فضل الله: لا خيار لشعبنا سوى مواصلة المقاومة
  • المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي، شرقي بلدة مارون الراس بصلية صاروخية