#سواليف

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات غربي مدينة

غزة اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة القريبة من محور نتساريم.

وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال تراجعت من محيط منطقة الصناعة والجامعات ومستشفى أصدقاء المريض إلى داخل منطقة تل الهوى جنوباً، لكن ما زالت المنطقة خطيرة للغاية.

مقالات ذات صلة بداية الأسبوع القادم .. فرص لزخات مطرية خفيفة في المناطق الشمالية 2024/07/12

وذكرت أن جيش الاحتلال شنّ، قبل ساعات من تراجعه، عشرات الغارات على المنطقة، كما قام بإحراق وتخريب ما تبقى من منازل وعمارات في المنطقة السكنية التي كانت قبل الحرب أرقى منطقة في قطاع غزة.

وقال مسؤولون محليون إن جثامين الشهداء ملقاة في الشوارع، وبعضها بدأ بالتحلل نتيجة منع الاحتلال انتشالها في وقت العملية العسكرية الواسعة.

وقالت المديرية العامة للدفاع المدني إن المشهد الآن في منطقة الصناعة في مدينة

غزة صعب ومأساوي للغاية بعد انسحاب جيش الاحتلال منها، فهناك العشرات من جثامين الشهداء المتناثرة في الأزقة وداخل المنازل المدمرة، إضافة إلى احتراق العديد من المنازل التي أضرم فيها جيش الاحتلال النيران قبل الانسحاب، حيث تعمل طواقمها بالشراكة مع مقدمي الخدمات على انتشال هذه الجثامين.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف

إقرأ أيضاً:

المقاومة في غزة.. هل هناك تشابه مع ثوار الجزائر؟

منذ انطلقت عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي 2023، لا يكاد يمر شهر إلا ونرى الإستراتيجيات والتكتيكات العسكرية المرنة التي تتبناها فصائل المقاومة في غزة أمام قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في مختلف محاور التوغل في القطاع.

كانت عملية السابع من أكتوبر خاطفة ومؤثرة، حتى وصفها محللون وعسكريون إسرائيليون بوصفها أكبر ضربة في عمق إسرائيل منذ عقود طويلة، سواء من حيث الخسائر البشرية، وعدد المأسورين، أو من ناحية سيطرة فصائل المقاومة على مناطق من داخل الأراضي الفلسطينية المحتل لعدة ساعات قبل أن تُعلن إسرائيل عن العملية العسكرية الجوية ثم البرية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أبرزها "هيرميس" و"هيلفاير".. تعرف على أسلحة الاغتيالات الإسرائيليةlist 2 of 2الشهيد إسماعيل الغول.. آخر ما وصلت إليه الإبادة الإعلامية في غزةend of list

أما بالنظر لعمليات ثوار الثورة الجزائرية والتي تقوم عادة على شكل كمين وهجوم ثم اشتباك مع قوات الاستعمار الفرنسي، فإن ثمة أوجه تشابه يجدر بنا استحضارها، حتى وإن كان لكل مرحلة خصوصيتها وطبيعتها التي يفرضها الزمان والمكان.

إستراتيجيات المقاومة وأسلحتها قناص من كتائب عز الدين القسام في غزة (مواقع التواصل)

تنوعّت التكتيكات التي اتخذتها المقاومة منذ بداية هذه الحرب وإلى يومنا هذا تبعًا لمستجدات الأمر الواقع، فوفقًا لتحليل كتبه العميد إلياس حنا في 22 مارس/آذار الماضي 2024، فإن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قاتلت في الأماكن المفتوحة باعتماد مبدأ الدفاع المرن أو التأخيري خاصة في مناطق شمال غزة، وتعتمد هذه الإستراتيجية على عدم زج عدد كبير من قوات المقاومة في المعارك الدائرة مع العمل على تأخير تقدم العدو بهدف كسب الوقت في مقابل التخلي عن المساحة عند الضرورة، مع الاستمرار في استنزاف جيش الاحتلال في العدد والعتاد.

واستغلت المقاومة المساحات المكشوفة لاستطلاع قوات الاحتلال وأماكن تمركزاتها وأوقات نوباتها وتحركاتها، فنصبت الأكمنة، وزرعت المتفجرات، واستعملت ما توفّر من فتحات الأنفاق للخروج منها وضرب خلفية قوات جيش الاحتلال التي تتقدم نحو عُمق القطاع.

ولا شك أن عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول جعلت حماس وفصائل المقاومة تستعد لسيناريو حرب طويلة من خلال شبكة أنفاق معقدة تمتد في كامل قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 356 كلم مربعا، كما اعتمدت على الكثافة السكانية التي ستكون عائقًا عند تقدم قوات الاحتلال، وما في ذلك من خطورة تتمثل في حروب المدن والشوارع.

ووفقًا لتقرير للكاتب البريطاني ديفيد هيرست في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي كان إطلاق حركة حماس والمقاومة الفلسطينية لمعركة "طوفان الأقصى" مدروسًا ومستهدفًا بدقة؛ لوقف مخططات الجماعات اليهودية المتطرفة لهدم قبة الصخرة والمسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم، خاصة بعدما نجحوا في تقسيم المسجد الأقصى مكانيًا وزمانيًا باستخدام الأجهزة الأمنية والتدخلات السياسية لحكومة دولة الاحتلال لفرض الأمر الواقع بالقوة الجبرية.

ورأى هيرست أن حركة حماس تمتلك أسلحة متنوعة ومهمة ومعظمها محلي الصنع على الرغم من التحديات الضخمة التي تواجهها أمام الجيش الإسرائيلي الذي يستهدف البنية التحتية والسكان الأبرياء العُزّل في غزة فضلا عن الدعم الأوروبي والأميركي اللامتناهي سياسيا وعسكريا للكيان الإسرائيلي وعلى رأسها منظومة الصواريخ قصيرة وبعيدة المدى التي وصلت إلى تل أبيب وما حولها.

ولكن من جملة هذه الأسلحة التي أثبتت فعاليتها في حرب المدن التي تجري اليوم؛ قذائف الياسين 105 وهي نسخة مطورة من القذائف السوفيتية "آر بي جي" RPG، وهي من أكثر الأسلحة تأثيرًا في الدبابات ومدرعات النمر الإسرائيلية، وقد أدت لخروج مئات من المجنزرات عن الخدمة بصورة كلية أو جزئية، ولا تزال تستخدمها المقاومة حتى يومنا هذا بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على بدء الحرب.

ومن الأسلحة التي تم صنعها يدويًا وتشكّل تهديدا متزايدًا وحصدا لأرواح جنود جيش الاحتلال في معركة "طوفان الأقصى" سنجدُ بندقية الغول، وهي الجزء الأساسي لسلاح القنّاصة في حرب غزة، فقد نشرت المقاومة العديد من الفيديوهات طوال الأشهر الأخيرة التي تمكنت فيها هذه البندقية من الإصابات الدقيقة في صفوف الجيش الإسرائيلي ومن مسافات بعيدة، وهي تُشكّل كابوسًا متناميًا لفئة جنود المدرعات والقوات البرية والفرق الهندسية الإسرائيلية في الأرض.

ويأتي سلاح الاستطلاع والمخابرات للمقاومة والذي ينشط في رصد تحركات جيش الاحتلال في شوارع وأزقة غزة على مدار الساعة ليلا ونهارًا على رأس أهم الأدوات والأسلحة التي تمتلكها المقاومة؛ لأنه العين الأمامية الفاعلة لسلاح القناصة وفرق قذائف الهاون والمتفجرات من خلال تحديده الإحداثيات الدقيقة لأماكن تمركزات القوات الإسرائيلية، ولهذا السبب يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم الفلاحي أن جيش الاحتلال عند دخوله للأحياء في غزة يستولي على البنايات العالية لكي يسيطر على بقية المنازل والأبنية، وهو ما يجعل فصائل المقاومة تقوم بتفخيخ الكثير من المنازل حتى تنفجر عند دخولها، كما جرى في حي التنور شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ولا يمكن حدوث ذلك إلا بوجود استطلاع نشِط للمقاومة.

وقد نوّه الخبير العسكري الفلاحي إلى أن المقاومة الفلسطينية أصبحت تقاتل وفق نمط حرب العصابات وبلا مركزية، ما يؤكد أن عمليات التوغل الإسرائيلي في المدن والأحيان أصبحت بلا معنى، وضرب مثلا بأن القوات الإسرائيلية توغلت في المنطقة الشمالية من قطاع غزة، ولكنها عادت للقتال في مخيم جباليا وغيره من المناطق، وتعتمد إستراتيجية المقاوم الفلسطيني بحسب الفلاحي على تنفيذ العملية ثم الانتقال إلى مكان جديد لتأمين الحماية أولا، ثم للإعداد لعمليات قادمة جديدة.

 

المقاومة وحرب العصابات والمدن مشاهد لمعارك القسام مع جيش الاحتلال غرب مدينة خان يونس (الجزيرة)

ولا شك أن حرب العصابات والمدن اللامركزية جعلت الدبابات الإسرائيلية المنتشرة على غير هدى أو حماية كاملة في مرمى المجموعات العنقودية لفصائل المقاومة اللامركزية والتي باتت تستهدفها بمتفجرات شواظ، والقدرة التدميرية العالية لهذه المتفجرات، وفي العديد من إصدارات المقاومة المرئية يقوم أفرادها بزرع ولصق هذه المتفجرات في هيكل دبابات الميركافا سواء من الأمام أو الخلف، ومن ثم وقوع الخسائر الفادحة والمتنامية.

تستهدف المقاومة في غزة إطالة أمد حرب العصابات والمدن؛ ويبدو أنها درست بصورة جيدة النماذج السابقة التي تعرضت فيها القوات الإسرائيلية لهذا النوع من الحروب في مدينة السويس المصرية حينما استغل جيش الاحتلال توقف الحرب المؤقت لإحداث ثغرة والاندفاع نحو السويس وإسقاطها لتحسين شروط التفاوض مع الجانب المصري في 24 و 25 أكتوبر/تشرين الأول 1973م.

ولكن بحسب محمد أبو ليلة في كتابه "كل رجال السويس، من أسرار الفدائيين في حرب أكتوبر" فإن المقاومة الشعبية المصرية التي قادها الشيخ حافظ سلامة وعدد كبير من أبناء السويس فضلا عن 160 مقاتلا من الفرقة 19 مشاة من الجيش المصرية التي لم تكن قد انسحبت من المدينة حتى ذلك التاريخ؛ فإن هذه المقاومة الشعبية اعتمدت على حرب العصابات والشوارع، واستطاعت قتل 80 جنديا إسرائيليا، وسيطرت على مئات البنادق ومدافع الهاون ومجموعات من آر بي جي.

وأمام هذه المقاومة العنيفة التي كانت تستهدف الدبابات وتقنص الجنود انسحبت القوات الإسرائيلية وعملت على تطويق السويس وحصارها لمدة زادت على 100 يوم، حتى انتهى الحصار، ورحل الإسرائيليون ولم يستطيعوا احتلال المدينة، وبعد تسع سنوات كررت القوات الإسرائيلية الأمر ذاته في حصار وتدمير مدينة بيروت؛ إلا أن تدخل أطراف دولية اضطر القوات الإسرائيلية للانسحاب في نهاية المطاف.

ولا شك أن المقاومة تعتمد على أنواع أخرى من التكتيكات والأسلحة، مثل قطاع الحرب السيبرانية والطائرات بدون طيار، والاختراق المعلوماتي لأنظمة إسرائيلية مختلفة، فضلا عن الأسلحة الميدانية الأخرى مثل القنابل اليدوية، وحصولها على أسلحة صينية وروسية، بعضها تم الإعلان عنه وبعضها الآخر ربما لم يظهر حتى الآن فيما يبدو.

 

غزة تسير على خطا الجزائر الثورة الجزائرية (مواقع التواصل)

تشبه المقاومة في غزة إلى حد كبير في ظهورها واستمرارها وتكتيكاتها وإستراتيجيتها وأدواتها ما قام به الثوار الجزائريون إبان مقاومتهم للاحتلال الفرنسي الذي جثم على صدر الجزائر لأكثر من 130 عامًا؛ إذ كانت فرنسا قد احتلت الجزائر منذ عام 1830م، وهي أول بلدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تسقط في يد الاحتلال الغربي بعد فشل الفرنسيين أنفسهم من قبل أيام نابليون بونابرت في احتلال مصر وخروجهم منها سنة 1801م.

كان الاحتلال الفرنسي للجزائر إجراميًا ودمويًا اتخذ كافة الوسائل التي يتخذها جيش الاحتلال اليوم في استمرار احتلالهم وفصلهم العنصري وحروبهم المتواصلة على فلسطين في شقيه العسكري والثقافي، المادي والمعنوي، حيث بدأوا في تنفيذ خطة مَحْوِ خصائص الجزائر الحضارية من دين ولغة ومعالم تاريخية، ليسهُل في زعمهم استعادة الجزائر للمسيحية، ولم يتوقفوا عن تنفيذ تلك الخطة- ساعة من نهار- طيلة وجودهم بالجزائر. ولذلك اعتبر الإمام البشير الإبراهيمي احتلال فرنسا للجزائر "حلقةً من الصليبية الأولى"، وأنه "قَرْنٌ من الصليبية نَجَم، لا جيش من الفرنسيين هَجَم"، وأن هذه الصليبية لم تخف حِدَّتها، ولم يتغيّر لونها، ولم تضعف فَوْرَتُها بتعاقب السنين وتطور الأفكار؛ بل بقيت هي هي "تَجَمْهَرت فرنسا أو تَدَكْتَرت، أو اختلفت عليها الألوان بَياضًا وحمرة" على حد وصفه.

واتخذت فرنسا في ذلك سُبل القمع والقوة العسكرية والتطهير العرقي والمذابح في حق المقاومة الجزائرية منذ الأمير عبد القادر الجزائري في بداية الاحتلال الفرنسي ومرورا مقاومة الزعاطشة والشريف بوبغلة وحتى مقاومة المقراني وبوعمامة في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر وانتهاءً بتشكيل بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ثم الإعلان عن قيام الثورة الجزائرية التي استمرت منذ عام 1954 وحتى الاستقلال عام 1962م.

وقد تجلى غدر الفرنسيين كما يتجلى غدر الإسرائيليين اليوم في كثير من الأحداث، لعل أبرزها ما وقع يوم 8 مايو/أيار 1945م في اليوم الذي أُعلن فيه عن انتهاء الحرب العالمية الثانية، وفرحة الجزائريين بهذا اليوم حيث ظنّوا أن الفرنسيين سيصدقون في وعودهم التي وعدوهم إياها أثناء تلك الحرب بالجلاء عن الجزائر، فإذا هذا اليوم يتحول إلى مجزرة ضخمة لا يزال يخلدها التاريخ الحديث، وقد سقط فيها 45 ألف جزائري في يوم واحد، وارتفع العدد إلى مائة ألف شهيد بحلول نهاية ذلك الشهر، وذلك بحسب الباحث كمال بن يعيش في كتابه  "مجازر 8 مايو/أيار 1945.. سطيف المجزرة الجماعية".

قتلى جزائريون سقطوا بنيران الجيش الفرنسي في مظاهرات 8 مايو 1945 (المركز الوطني لوثائق الصحافة والإعلام)

وأمام هذه المجازر والغدر، ونكص التعهدات أدرك الجزائريون أن المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد في مواجهة الاحتلال الفرنسي، تماما كما أدرك الفلسطينيون مبكرًا منذ الثورة الفلسطينية الأولى سنة 1936- 1939م أن مقاومة البريطانيين والحركة الصهيونية هي الحل الناجز، وقد تجلى ذلك في أثناء النكبة وعقبها وحتى يومنا هذا في معارك "طوفان الأقصى".

كان تاريخ 23 أكتوبر/تشرين الأول 1954 موعدا للقاء مجموعة الستة الذين أشعلوا الثورة الجزائرية ومأسسوها؛ وهم: محمد بوضياف، ومصطفى بن بولعيد، والعربي بن مهيدي، ومراد ديدوش، ورابح بيطاط وكريم بلقاسم، وقد اختاروا اسم "جبهة التحرير الوطني" لمنظمة تحرّرية مسلحة تعمل على استقلال البلاد، وطرد المحتل الفرنسي، على أن يكون الأول من نوفمبر/تشرين الأول 1954، على الساعة الصفر (ليلة 31 أكتوبر/تشرين الأول) موعدا لبداية هذه الثورة.

بدأت الثورة الجزائرية بمقاومة عددها 1200 شخص، وحوالي 400 قطعة سلاح، وقد انطلقت من جبال الأوراس في شرق الجزائر وبعد التضييق الفرنسي الكبير طوال أشهر، والاعتقال والقتل في حق الجزائريين جاء مؤتمر الصومام في أغسطس/آب 1955م ليُعيد ترتيب الثورة الجزائرية وهيكلتها، حيث تم تقسيم الجزائر إلى ست ولايات، تنقسم إلى مناطق، وكل منطقة تتفرع إلى نواحٍ، وكل ناحية تنقسمُ بدورها إلى مجموعات عمل، كل منها كبُر أم صغر يعمل فوق قيادة الثورة العليا وتوجيهاتها.

ومن أبرز التكتيكات التي اتخذها المقاومون الجزائريون في تلك الحقبة أمام المحتل الفرنسي تمثلت في استغلال المناطق الجبلية الوعرة للإثخان في العدو، وانتهاج حرب العصابات، والضربات الفردية والتفجيرات والاغتيالات في المدن الكبرى ، كما حصل في العاصمة الجزائر فضلا عن الإضرابات العامة التي نجحت نجاحا كبيرًا.

كانت عمليات الثوار تقوم عادة في شكل كمين وهجوم ثم اشتباك مع العدو الفرنسي، تماما كما تقوم المقاومة اليوم في غزة، وحرص المقاومون على أن تكون عملياتهم يومية لضمان إرهاق وإيقاع الخسائر في صفوف الفرنسيين، وعلى الرغم من أن الفرنسيين كانوا أصحاب اليد العليا في عدد القوات والأسلحة وأنواعها فضلا عن سلاح الطيران، فإن حرب العصابات والكمائن التي كان يتخذها الجزائريون دفعت الجنرال ديغول في نهاية المطاف إلى قبول الحوار والتوصل لحلول مع منظمة التحرير الجزائرية.

حرصت القيادة العليا لمنظمة التحرير الجزائرية على تلقي الدعم من القوى الإقليمية والدولية المناوئة للإمبريالية الغربية، فاحتضنتها القاهرة أيام عبد الناصر وأمدتها بالسلاح والعتاد، وكذلك لجأت المقاومة الجزائرية إلى الاتحاد السوفيتي لتحقيق التوازن التسليحي والعسكري في مواجهة السلاح الفرنسي والغربي المتطور.

وبين إعلانه التفاوض سنة 1958 والجلاء عن الجزائر استمرت المعارك أربع سنوات كاملة أدرك فيها الفرنسيون أنهم لن يستطيعوا الوقوف أمام تصميم وعزم الجزائريين على تحرير بلدهم، فضلا عن الخسائر اليومية في الأرواح والعتاد، وفي 5 يوليو/تموز 1962م حصلت الجزائر رسميا على الاستقلال، وانسحب المحتل الفرنسي عن البلاد التي أوقع فيها ملايين الشهداء بعد أكثر من 130 عامًا من الاحتلال، فهل تُعيد المقاومة الفلسطينية سيرة المقاومة الجزائرية الأولى!

مقالات مشابهة

  • المقاومة في غزة.. هل هناك تشابه مع ثوار الجزائر؟
  • وزير الثقافة: أرواح الشهداء تزهر أجيالا جديدة من العزائم المقاومة
  • رسائل وأبعاد عملية اغتيال إسماعيل هنية على كافة الأصعدة
  • مسيرات ووقفات حاشدة في ذمار وفاءً لدماء الشهداء وتنديداً بالعدوان الصهيوني
  • مسيرات جماهيرية في حجة تنديداً بالعدوان الصهيوني ووفاءً لدماء الشهداء
  • فضل الله: علينا ألا نخضع للتهاويل التي يقوم بها العدو
  • خالد بن سطام يؤكد تسخير الإمكانات وتذليل الصعاب لينعم السائح بخدمات متكاملة
  • ثلاث ضربات في خمسة أيام تضع الشرق الأوسط على حافة الهاوية
  • محذراً الإسرائيليين من “أيام صعبة” قادمة.. نتنياهو: وجهنا في الأيام الأخيرة ضربات قاضية ضد حماس والحوثيين وحزب الله
  • الرئيس المشاط يعلن الحداد 3 أيام وتنكيس الأعلام باستشهاد القائد إسماعيل هنية