لبنان ٢٤:
2025-03-04@13:10:36 GMT

دروز لبنان: هذا موقعنا التاريخي

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

دروز لبنان: هذا موقعنا التاريخي

لم يؤثر تراجع احتمالات توسع الحرب العسكرية في جنوب لبنان على التموضعات السياسية في الداخل اللبناني، فما كتبته حرب غزة في المنطقة لا يمكن أن يمحى خلال السنوات المقبلة في المتغيرات الكبرى التي تحكم المشهد الدولي وما يواكبها من تحركات سريعة من القوى الاقليمية التي تجد نفسها أكثر قدرة على المناورة لتحصيل أكبر قدر ممكن من المكتسبات والحصص.

على الصعيد الداخلي يبدو المشهد مماثلاً، فالإنتقالات السياسية التي تظهر اليوم، تسارعت بشكل كبير منذ اندلاع الحرب في غزة.

زادت في الاشهر الاخيرة قدرة القوى والشخصيات السياسية على تبديل موقعها السياسي في لبنان، وان كان ذلك يعود الى الشرعية الشعبية التي تمنحها القضية الفلسطينية، والصراع العسكري مع إسرائيل. كما ان مفاعيل الحرب الطويلة التي سيطرت على المنطقة ساعدت في اعادة تشكيل البيئة الشعبية لدى أكثر من فئة طائفية في لبنان، وقد يكون التقارب السنّي- الشيعي هو الوجه الأبرز للتحولات الكبرى والاستراتيجية التي ستؤثر على المسار والتوازنات السياسية في لبنان لسنوات طويلة مقبلة، من هنا باتت تصريحات النواب السنّة المقربين من الرئيس سعد الحريري اكثر جرأة في مقاربة فكرة دعم وتأييد خيارات "حزب الله" الرئاسية على سبيل المثال.

الى ذلك يبرز ايضاً موقف الطائفة الدرزية، التي يجتمع اليوم قطباها ، الرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" طلال ارسلان خلال رعاية مصالحة في بيصور، ليطلقا مواقف مؤيدة لفلسطين ومتضامنة مع غزة وداعمة للمقاومة في لبنان. واذا كان هذا الموقف طبيعياً لدى ارسلان الذي حافظ على موقعه السياسي في السنوات الماضية، فإن التحول الهائل الذي يصر جنبلاط على تظهيره يوحي بأن الرجل استفاد بشكل قطعي من الاحداث الحاصلة ليسرّع عملية انتقاله الى قرب "حزب الله" سياسياً بعد سنوات الخلاف.

ليس تفصيلاً ان يتحدث زعيما الطائفة الدرزية في احتفال سيضم اكثر من ألفي شخص، ضمن خطاب متناسق إستراتيجياً، اذ ان تظهير الموقف الدرزي العام بوصفه كتلة صلبة إلى جانب "حزب الله" في مقاومته اسرائيل يعني أن جنبلاط تحديداً، يريد تحويل موقفه السياسي الى ثابتة داخل الشارع الدرزي، وهذا قد يكون هدية مجانية لإرسلان الذي سيثبت صوابية خياراته السياسية التي "تحمي الطائفة" تيمناً بالتعابير والعناوين الجنبلاطية.

بالتوازي مع الحرب وانخراط "حزب الله" فيها وانقسام اللبنانيين بين مؤيد كامل ومعارض شرس، قرر جنبلاط وارسلان الاعلان ان الطائفة الدرزية ثابتة في موقعها التاريخي، مع ما يستتبع ذلك من تأثيرات سياسية مرتبطة باليوم التالي للحرب والاستحقاقات المقبلة، وتأثيرات استراتيجية مرتبطة بالموقع الجغرافي للتمركز الدرزي واهمية موقفهم وتأثيره ميدانياً خلال اي حرب شاملة. سيشكل الدروز، بقرار واضح من قيادتهم حاضنة جدية لأي موجة مهجرين قد تحصل من الجنوب الى مناطق الشوف وعاليه في حال تدهور الوضع الامني، كما ستلعب القرى الدرزية في الجنوب دور الحاضن للمقاومة خصوصاً في ظل ما يحكى عن بحث اسرائيل عن نقاط ضعف للتقدم البرّي من الجولان بإتجاه البقاع الغربي وحاصبيا.

سيسلف جنبلاط "حزب الله" موقفا كبيراً في لحظة التوتر الاقصى وسيكون ارسلان اكبر الرابحين، والرسالة هنا تعني ايضا ان عزل الحزب داخليا ممنوع، وان الدروز يقفون الى جانب التحالف السنّي الشيعي الذي يقاتل اسرائيل وهذا اصطفافهم التاريخي، ولهذا الموقف وان كان مبدئياً تبعات ايجابية على مطلقيه في حال انتصر الحزب، وسلبية في حال هزم..
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

المستقبل يهيئ مطرقة العمل للعودة السياسية


كتب مجد بو مجاهد في" النهار": كانت الأيام التي قضاها الرئيس سعد الحريري في بيروت إحياءً للذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، كفيلة بوضع بعض النقاط المحدودة على الخريطة التحضيرية لسلوك درب الرجوع عن تعليق العمل السياسيّ.
الحال أنّ دخول مضمار السياسة بمعناها المتعارف عليه لن يكون صَوْلة واحدة، إنما سيحاول "تيار المستقبل" الانسجام التدريجيّ مع مدّ المجريات اللبنانية وجزرها رغم استقرار رئيس "التيار الأزرق" خارج لبنان. ولكن، أي تدابير
تنسيقية يمكن أن يتخذها "المستقبل" مع القوى السياسية في فترة وجود الحريري خارج لبنان؟ وماذا عن مطرقة العمل المهيِّئ للرجوع السياسيّ؟
ثمّة دلالة لحضور النائبة السابقة بهية الحريري الاجتماعات السياسية التي عقدت في "بيت الوسط"، مع تأكيد المعطيات البحث بجديّة في إمكان تولّيها إدارة العمل التنفيذيّ والتنسيقيّ على الأرض في "تيار المستقبل" خلال المرحلة الانتقالية التحضيرية التدريجية نحو مزاولة السياسة تحت سقف رئيس "التيار الأزرق" وفي كنف مرجعيته. وإذ تحدّث الحريري عن صيغة جديدة ستُتّبع، فإنّ "المستقبل" سيعلن في الوقت الذي يراه مناسباً كيفية متابعة الاجتماعات
مباشرة ضمن تلك المنهجية أثناء وجود رئيس "المستقبل" خارج لبنان، وسبل حيازة "مطرقة العمل" داخليّاً والتواصل مع المرجعيات.
الاحتمالات على الطاولة، لكنّ حظوظ السيدة بهية الحريري تبقى الأكثر تقدّماً، والقرار النهائي سيعلن للرأي العام عند اتخاذه، فيحدّد الصيغة التي كان تحدّث عنها سعد الحريري في خطابه. وكذلك، سيكلّف رئيس "المستقبل" شخصيات للاضطلاع بمهمات داخل لبنان.
في معطيات لـ"النهار"، يتهيّأ "تيار المستقبل" لخوض الاستحقاقات الآتية بدءاً من الانتخابات البلدية، وسيتعامل مباشرةً مع ثلاث مدن رئيسية هي بيروت وصيدا وطرابلس، ويهتمّ بإبقاء المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في المقاعد البلدية ضمن بيروت. ويترك القرار للعائلات في القرى والمناطق التي يغلب عليها الطابع المجتمعي لا السياسي. ويتوق إلى الانخراط في المعادلة الوطنية، على أن تكون الانتخابات النيابية اللاحقة محطة يستطلعها في ميزان العمل السياسيّ. ويدعم عهد الرئيس جوزف عون وخطاب قسمه على أنه يمثّل "المستقبل"، مع حضه اللبنانيين على دعم الحكومة أيضاً. ولن تكون هذه المرة الأولى يتابع الحريري تطورات الحياة السياسية من خارج لبنان، على أن يجري التعامل مع الاستحقاقات اللبنانية ضمن مرجعيته.
في المحصلة، يحضّر "المستقبل" لأسلوب آخر بعد سنوات من تعليق العمل السياسي، لإعادة شدّ العصب الشعبيّ حتى يكون على جهوزية للاستحقاقات.
غالبية الاجتماعات التي عقدها الحريري في لبنان، لم تأتِ على ذكر التنسيق السياسيّ مع الأحزاب. استنتج بعض الأفرقاء أنّه سيوكل إلى بهية الحريري استحقاق الانتخابات البلدية. وثمة انطباعات فحواها أنّ المعطى الاقليميّ لم ينضج لتسهيل رجوع رئيس "التيار الأزرق" كلّياً بالشكل السابق إلى الحياة السياسية. ولقد أكّدت اللقاءات مع حلفاء من مرحلة "انتفاضة الاستقلال" علاقة جيّدة وانتفاء الشوائب وانقسامات السنوات الأخيرة التي سبقت تعليق العمل السياسي، بما لا يمنع إمكان التعاون حالياً مع "تيار المستقبل" المهتمّ بالتركيز على بعض القضايا الإصلاحية، وسط تجانس مع القوى السيادية لناحية أولوية حصر السلاح وضمان الاستقرار.
في استنتاج حلفاء، العدّة تتحضر لمزاولة "المستقبل" السياسة ضمن مجالات محدودة، على أن يتضح إمكان التعاون مع أحزاب في استحقاقات لاحقة بعد أن يُستكمل التنسيق بادئ ذي بدء بين المسؤولين داخل "المستقبل" قبل انتقاله إلى القوى السياسية.  

مقالات مشابهة

  • استنفار سياسي درزي لمواجهة الفتنة والفوضى والتقسيم
  • يعقوبيان: الحياة السياسية في لبنان بدأت بالانتظام
  • كيف علق نشطاء سوريون بعد نزع فتيل أزمة دروز جرمانا؟
  • الرئيس اللبناني: أتطلع إلى المحادثات التي سأجريها مع الأمير محمد بن سلمان
  • جنبلاط يواجه طريف.. ويستعرض الشارع الدرزي
  • جنبلاط يحذر من "مخططات إسرائيل" في سوريا
  • جنبلاط يحذر دروز سوريا من مكائد الاحتلال
  • القاهرة تعلق على تهديدات نتنياهو بخصوص «الطائفة الدرزية» و«أرسلان» يناشد السعودية
  • تيمور جنبلاط يرفض الفدرالية بلبنان ويدعو إلى إلغاء الطائفية السياسية
  • المستقبل يهيئ مطرقة العمل للعودة السياسية