صحيفة الاتحاد:
2025-04-01@18:08:53 GMT

شيخ الأزهر: الأديان رسالة سلام

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

أكد فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، أن الأديان هي رسالة سلام ، والإسلام دين تكامل الحضارات، مشيرا إلى أن التاريخ شَهِدَ لحضارة هذا الدين أنها كانت ولا زالت حضارة الأخوة الإنسانية.

جاء ذلك خلال حفل الاستقبال الحاشد الذي نظمته جمعية نهضة العلماء الإندونيسية، أكبر جمعية إسلامية في العالم، لفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، وذلك بحضور قادة الأديان ورموزها المختلفة في إندونيسيا من الكاثوليك والبروتستانت والبوذية والهندوسية والكونفوشيوسية، بالإضافة إلى الآلاف من قيادات الجمعيَّة ورموزها وشبابها وفتياتها الذين حضروا حفل الاستقبال، ومئات الآلاف الذين تابعوا فعاليات الحفل من خلال البث المباشر.

وفي كلمته خلال الحفل الذي انعقد تحت عنوان ؛ الحوار والوئام بين الأديان والحضارات؛، قال شيخ الأزهر: "إنَّ الأديان هي رسالة سلام إلى البشر، بل وإلى الحيوان والنَّبات والطبيعة بأسرها، وعلينا أن نعلم أن الإسلام لا يبيح للمسلمين القتال إلا في حالة واحدة؛ هي دفع العدوان عن النَّفس والأرض والوطن"، مؤكدًا أنه لم يحدث قط أن قاتل المسلمون غيرهم لإجبارهم على الدخول في دين الإسلام؛ لأنَّ الإسلام لا ينظر لغير المسلمين من منظور العداء والتوجس والصراع، بل من منظور المودَّة والأخوَّة الإنسانيَّة، وهناك آيات صريحة في القرآن تنصُّ على أن علاقة المسلمين بغيرهم من المسالمين لهم -أيًّا كانت أديانهم أو مذاهبهم- هي علاقة المودَّة والبر والإنصاف.

وأضاف فضيلته، أنَّ الإسلام ليس هو الدين الذي عليه أن يثبت أنه دين حوار، ودين تكامل الحضارات، وتلاقح الثقافات واحترام الآخرين، فهذه الحقائق يعرفها مَن يؤمن بهذا الدين ومَن لا يؤمن به على سواءٍ، موضحًا أن التاريخ شَهِدَ لحضارة هذا الدين أنها كانت ولا زالت حضارة الأخوة الإنسانية، والزمالة الدينية العالميَّة، وأنها لم تكن أبدًا مصدر شقاء للإنسانية، فلم تضق ذرعًا بأخوَّة الأديان الأخرى، ولم يعرف عنها أنها وقفت منها يومًا موقف عداء معلن أو خفي، أو تجاوزت في نزاعاتها المسلحة مع غير المسلمين شريعة الحق، أو شريعة الدِّفاع عن النفس والوطن.

وأكَّد شيخ الأزهر أنَّه من الواجب على الشرقيين أن يشعروا بروابط أكثر تقاربًا وتآلفًا، يتواصلون بها مع الغرب، ويجب أن ننظر إلى الحضارة الغربيَّة نظرة أكثر تفاؤلًا، فهي لا شكَّ حضارة أنقذت الإنسانية، ونقلتها إلى آفاق علمية وتقنية لم تكن لتصل إليها طوال تاريخها السحيق، لولا عكوف علماء الغرب على مصادر المعرفة الأدبية والتجريبيَّة والفنيَّة.

واختتم فضيلته: "لعل الخطوة التي خطوناها سويًّا أنا وأخي البابا فرنسيس، وربما لأول مرة في تاريخ العلاقات الإسلامية المسيحيَّة، وأثمرت: وثيقة الأخوة الإنسانية التي يعرفها العالم اليوم من أقصاه إلى أقصاه، واعتمدت الأمم المتحدة يوم إعلانها في الرابع من فبراير يومًا دوليًّا للأخوة الإنسانية؛ لعل هذه الخطوة تُسهِمُ قليلًا أو كثيرًا في إذابة الجليد المتراكم من سوء الفهم والتوتر والتباعد بين أتباع المذاهب والأديان في الشرق كما في الغرب، وبخاصة في أوقات الحروب والأزمات، لافتًا إلى أن مثل هذه اللقاءات ستؤتي ثمارَها المرجوة -إن شاء الله- إذا ما خلصت النِّيَّات، وصحت العزائم، وصفت القلوب، وصحَّت العقول".

من جانبهم أعرب قادة الأديان ورموزها عن ترحيبهم الكبير بفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، مؤكِّدين أن فضيلته يعد رمزًا للسلام والتسامح، وأنهم دائما ما يستلهمون من جهود فضيلته الداعية دائمًا إلى نشر قيم الحق والخير والعدل والأخوة الإنسانية، في نشر روح السلام والتعايش وقيم المواطنة.

كما أعرب الحضور من جمعية نهضة العلماء عن حبِّهم وتقديرهم لفضيلة الإمام الأكبر والأزهر الشريف، مشيرين إلى أنهم يحرصون دائمًا على الاقتباس من نور الأزهر الشريف وعلمائه المخلصين الذين ينشرون الفكر المستنير حول العالم.

أخبار ذات صلة زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزيرة جاوة الإندونيسية شيخ الأزهر ونائب رئيس إندونيسيا يناقشان مواجهةَ «الإسلاموفوبيا»

من جهته رحَّب ياقوت خليل قوماس، وزير الشؤون الدينية الإندونيسي، بالزيارة الثالثة لشيخ الأزهر في إندونيسيا، استجابةً لدعوة الرئيس الإندونيسي، مؤكدًا أن هذه الزيارة تمثل أهمية كبرى لما يحظى به فضيلة الإمام الأكبر من حبٍّ وتقديرٍ كبيرين في قلوب الإندونيسيين.

من جانبه أعرب باهنا بانافارو، ممثل الطائفة البوذية في إندونيسيا، عن امتنانه لاستقبال شيخ الأزهر، الشخصية المعروفة عالميًّا بجهوده في إرساء الحوار والتعدديَّة، مشيرا إلى أنها زيارة عزيزة لكل الإندونيسيين وليس للمسلمين فحسب.

كما ألقى الأب جومال جولتوم، ممثل الطائفة البروتستانتية في إندونيسيا، كلمةً ترحيبيَّةً بشيخ الأزهر قال فيها : “باسم الكنائس المسيحيَّة في إندونسيا، نعبِّر عن امتناننا وسرورنا بالتواجد اليوم للترحيب بفضيلتكم في بلادنا، لقاؤنا اليوم هو خطوة مهمة نحو المضي قُدُمًا في عَقْدِ عددٍ من اللقاءات المشتركة لزعماءِ الأديان في بلادنا، ونحن محظوظون بالتواجد بين هذه الكتلة الإسلامية الكبيرة، التي تمثِّل أكبر دولة إسلامية في العالم، مؤكدًا سعيَ إندونيسيا للحفاظ على التعدديَّة والتنوع والانسجام والتناغم بين كل أطياف المجتمع ”.

من جهته، قال الدكتور مانغكو فاستيكا، زعيم الطائفة الهندوسية في إندونيسيا : “ إنَّ زيارةَ شيخ الأزهر أتت بروح السلام، في وقتٍ يفتقر العالم فيه لهذه الروح في ظلِّ الصراعاتِ المنتشرةِ، معربًا عن تقديره لجهود فضيلة الإمام الأكبر في نشر الأخوَّة والتَّعايش والاحترام المتبادل".

بدوره قال الدكتور بودي تانور ويبوو، زعيم الأمة الكونفوشيوسية في إندونيسيا: "نرحِّب بفضيلة الإمام الأكبر في بلادنا، إنَّها حقًّا زيارة أمن ووُدٍّ للجميع، ندعو الله أن يمنَّ على فضيلته باستكمال جهوده في إرساء السلام والمحبَّة لتعمَّ العالم كله، وليصبح العالم أكثر تناغمًا وانسجامًا وتربة خصبة تحتوي الجميع وتضمن لهم حقوقهم وواجباتهم".

وقال الكاردينال سوهاريو، ممثل الكاثوليك في إندونيسيا : "إنَّ شيخ الأزهر هو داعية للسلام وإنه لشرف كبير أن نلتقيه في إندونيسيا، لقد تمنَّيت هذا اللقاء منذ فترة طويلة، وازدادت الرغبة لدي بعد توقيع فضيلته مع قداسة البابا فرنسيس لوثيقة الأخوَّة الإنسانيَّة عام 2019، التي قمنا بتعميمها على مختلف الكنائس في إندونيسيا ".

وفي نهاية الاحتفالية، سلَّم الرئيس التنفيذي لجمعية نهضة العلماء الإندونيسية درع "نهضة العلماء" إلى شيخ الأزهر تعبيرًا عن حب الشعب الإندونيسي لفضيلته وسعادتهم بهذه الزيارة الكريمة.
 

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإسلام إندونيسيا شيخ الأزهر الإمام الأکبر فی إندونیسیا نهضة العلماء شیخ الأزهر إلى أن

إقرأ أيضاً:

جلالة السلطان يؤدي صلاة عيد الفطر في جامع السلطان قابوس الأكبر ويتقبل التهاني

العُمانية:

احتفلت سلطنةُ عُمان اليوم بأوّل أيّام عيد الفطر السّعيد لعام 1446 هـ، وقد أدّى حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظهُ اللهُ ورعاهُ ـ صلاة العيد في جامع السُّلطان قابوس الأكبر بولاية بوشر بمحافظة مسقط.

وقد أمّ المُصلّين معالي الدّكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينيّة، الذي استهل خُطبة العيد بالتكبير والحمد لله تعالى على نعمائه وأفضاله والصّلاة والسّلام على نبيّه الهادي الأمين.

وأكّدت الخُطبة على أن الله سبحانه وتعالى خلق الوجود على انتظام واعتدال وتوازن في سنن الحياة، ووضع أحكام الدّين بيُسر، وعلينا أن نأخذ استقامته بلا عنف ورحمته بلا تهاون.

وبيّنت أن الغلوّ والتشدّد يجعلانه سياجًا من حديد، والتفريط فيه يصير ستارًا لا يحفظ جوهره. كما تطرقت الخُطبة إلى أن في بناء الأوطان توازنات واجبة قائمة على جذور الثبات وحماية القيم والتمسّك بالهُوية والبناء وذلك بالانتماء والولاء والتخطيط المدروس وأن السعي لذلك يتطلب جهدًا ليثمر.

وفيما يأتي نصُّ الخُطبة: //اللهُ أَكْبَــــــرُ.. اللهُ أَكْبَــــــرُ اللهُ أَكْبَرُ.. بَنَــى الكَــــــونَ بِتَـــــوَازُنٍ وَاكْتِمَــــــالٍ.اللهُ أَكْبَرُ.. أَقَامَ الوُجُودَ عَلَى انْتِظَامٍ وَاعْتِدَالٍ.

اللهُ أَكْبَرُ.. أَحْكَمَ الدِّينَ بِيُسْرٍ وَعَدْلٍ وَامْتِثَــالٍ.

اللهُ أَكْبَــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ اللهُ أَكْبَــــرُ الحَمدُ للهِ، وأشْهدُ أنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، صَلواتُ اللهِ وسَلامُه عَليهِ وعَلى آلِهِ وصَحبِهِ إلَى يَومِ الدِّينِ: ﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾أيُّهَا المُؤْمِنُونَ:التوازنُ ناموسُ الوجودِ: ﴿ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ﴾، تَوَازُنٌ في: السُّنَنِ الكَونِيَّةِ، والوُجُودِ الإِنْسَانِيِّ، والنِّظَامِ البَشَرِيِّ: ففي سنن الكون: ﴿ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴾؛ فَيَجْرِي الكَونُ فِي إِيقَاعٍ مُتَوَازِنٍ؛ فِي حَرَكَةِ الكَوَاكِبِ وَالنُّجُومِ، وَدَوَرَانِ الأَفْلَاكِ، وَانْتِظَامِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ.

وفِي الوُجُودِ الإِنْسَانِيِّ: ﴿أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ﴾، فَيَتَنَاغَمُ القَلْبُ مَعَ العَقْلِ، وَالرُّوحُ مَعَ الجَسَدِ، وَبَيْنَ المَاضِي وَالحَاضِرِ وَالمُسْتَقْبَلِ. وفِي النِّظَامِ البَشَرِيِّ: ﴿ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ﴾، حَيْثُ التَّوَازُنُ النَّفْسِيُّ فِي المَشَاعِرِ وَالعَلَاقَاتِ وَالسُّلُوكِ، وَبَيْنَ الحَقِّ وَالوَاجِبِ، وَالعَمَلِ وَالعِبَادَةِ، وَالحُرِّيَّةِ وَالمَسْؤُولِيَّةِ، وَالاقْتِصَادِ وَالاِسْتِهْلَاكِ. ﴿وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ﴾؛ فَالحَيَاةُ بِهَذَا الوَعْيِ لَيْسَتْ سَاحَةَ نِزَالٍ بَيْنَ المُتَنَاقِضَاتِ، وَلَا مِيدَانَ صِرَاعٍ بَينَ الأَضْدَادِ، بَلْ مَنْظُومَةٌ مُتَكَامِلَةٌ؛ تَتَوَازَنُ فِيهَا القُوَى المُتَبَايِنَةُ بِتَرْتِيبٍ مُحْكَمٍ، وَتَتَبَادَلُ الأَدْوَارَ فِيمَا بَيْنَهَا بِتَوَازُنٍ عَمِيقٍ، فَوُجُودُهَا ضَرُورَةٌ لاِسْتِمْرَارِ الحَيَاةِ، وَتَعَاقُبِ أَطْوَارِهَا، وَتَجَدُّدِ عَطَائِهَا: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾.

اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ أيُّهَا المُسْلِمُونَ: كَانَ الصِّيَامُ شَهْرًا، وَحَلَّ العِيدُ يَوْمًا، وَفِي كُلٍّ حِكْمَةٌ: حِكْمَةُ التَّوَازُنِ فِي الحَيَاةِ؛ فَالسَّعْيُ يَتَطَلَّبُ جُهْدًا طَوِيلًا لِيُثْمِرَ، وَفَرَحًا قَصِيرًا يُذَكِّرُنَا بِأَنَّ للصَبْرٍ جَزَاءً، وَأَنَّ الجَزَاءَ لَيْسَ فِي يَوْمِ الفَرَحِ فَحَسْبُ، بَلْ فِي الرِّحْلَةِ الَّتِي سَبَقَتْ وُصُولُنَا إِلَيْهِ، وأن السَّعْيَ يَأْخُذُ العُمْرَ، وَالإِنْجَازُ لَحْظَةٌ، اللَّحْظَةَ الَّتِي تُعْطِي العُمْرَ قِيمَتَهُ. دَوْرَةٌ مُسْتَمِرَّةٌ بَيْنَ التَّحَدِّي وَالانْتِصَارِ، بَيْنَ الأَخْذِ وَالعَطَاءِ، بَيْنَ الجُهْدِ وَالمُكَافَأَةِ. لِنَعِيشَ فِي تَوَازُنٍ بَيْنَ حَاجَتِنَا لِلْجُهْدِ وَالتَّعَبِ، وَرَغْبَتِنَا فِي الرَّاحَةِ وَالفَرَحِ: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾.

اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ أيُّهَا المُسْلِمُونَ: الدِّينُ مِيزَانٌ مُحْكَمٌ، وَعَنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: "إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ، فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ"؛ فَمَنْ شَدَّدَ حَتَّى جَفَّتْ رُوحُهُ، فَقَدَ الرُّوحَ، وَمَنْ تَرَخَّصَ حَتَّى ذَابَتْ حُدُودُهُ، فَقَدَ الطَّرِيقَ. فَلَا إِفْرَاطَ يُنْهِكُ، وَلَا تَفْرِيطَ يُضْعِفُ: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾. وَالتَّوَازُنُ أَنْ نَأْخُذَ مِنَ الدِّينِ اسْتِقَامَتَهُ بِلَا عُنْفٍ، وَنَأْخُذَ رَحْمَتَهُ بِلَا تَهَاوُنٍ: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ﴾.

الغُلُوُّ فِي الدِّينِ كَمَنْ يَمْلَأُ سَفِينَةً فَوْقَ طَاقَتِهَا، وَالتَّفْرِيطُ فِيهِ كَمَنْ يَخْرُقُهَا، وَفِي الحَالَتَيْنِ، يَكُونُ المَصِيرُ غَرَقًا: ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ﴾ وَالتَّوَازُنُ أَنْ نَسِيرَ بِهَا فِي مَوْجِ الحَيَاةِ، لَا ثِقْلَ يُنْهِكُ، وَلَا تَهَاوُنَ يُغْرِقُ: ﴿وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ﴾. الغُلُوُّ وَالتَّشَدُّدُ يَجْعَلَانِ الدِّينَ سِيَاجًا مِنْ حَدِيدٍ؛ يَضِيقُ حَتَّى يَسْحَقَ مَنْ بِدَاخِلِهِ، وَالتَّفْرِيطُ يَجْعَلُهُ سِتَارًا لَا يَحْفَظُ جَوْهَرَهُ.

وَالتَّوَازُنُ أَنْ يَكُونَ الدِّينُ غِلَافًا مِنْ نُورٍ، يَحْفَظُنَا وَلَا يُقَيِّدُنَا: ﴿وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾. الدِّينُ لَمْ يُنْزَلْ لِيَكُونَ اخْتِبَارًا فِي تَحَمُّلِ المَشَقَّةِ، بَلْ لِيَكُونَ طَرِيقًا لِلهِدَايَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ؛ فَمَنْ جَعَلَ مِنَ الدِّينِ سَاحَةً لِلْعَذَابِ، فَقَدَ رَحْمَةَ اللَّهِ، وَمَنْ جَعَلَهُ فَضَاءً بِلَا حُدُودٍ، فَقَدَ حِكْمَتَهُ: ﴿ طَهَ، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ﴾. وَالتَّوَازُنُ أَنْ نَعِيَ أَنَّ الدِّينَ طَرِيقُ نُورٍ، لَا سَوْطٌ وَلَا سَرَابٌ: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾.

اللهُ أَكْبَــــرُ اللهُ أَكْبَــــرُ،لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ واللهُ أَكْبَــــرُ أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ: فِي بِنَاءِ الوَطَنِ تَوَازُنَاتٌ وَاجِبَةٌ؛ فِي قُلُوبِنَا جُذُور الثَّبَاتِ، وَفِي عُقُولِنَا أَجْنِحَة التَّغْيِيرِ، نَحْمِي قِيَمَنَا بِلَا تَعَصُّبٍ وَلَا أَذَىً، وَنُمَارِسُ حُرِّيَّاتِنَا بِلَا فَوْضَى، نَتَمَسَّكُ بِهُوِيَّتِنَا وَنَنْطَلِقُ فِي آفَاقِ التَّطْوِيرِ، وَنُوَازِنُ بَيْنَ الحُقُوقِ وَالوَاجِبَاتِ، فَلَا مَطَالِبَ بِلَا التِزَامَاتٍ، وَلَا تَقَدُّمَ دُونَ تَضْحِيَاتٍ، نَسْعَى بِلَا تَهَوُّرٍ، ولَا نُفَرِطُ فِي الرَّجَاءِ، وَلَا نَسْتَسْلِمُ لِلْيَأْسِ. الأَوْطَانُ تُبْنَى بِمَزِيجٍ مُتَوَازِنٍ بَيْنَ الانْتِمَاءِ العَمِيقِ وَالتَّخْطِيطِ المَدْرُوسِ، بَيْنَ الحُبِّ الَّذِي يُلْهِمُ، وَالوَلَاءِ الَّذِي يُرَسِّخُ، وَالعَقْلِ الَّذِي يُدِيرُ، بَيْنَ الطُّمُوحِ الَّذِي يَدْفَعُ، وَالوَاقِعِيَّةِ الَّتِي تُرْشِدُ: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾.

اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ ﴿إنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرًا.اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَا فِي كُلِّ أَمْرٍ رَشَدًا، وَمِنْ كُلِّ خَيْرٍ نَصِيبًا، وَبَارِكْ فِي أَعْمَالِنَا وَأَعْمَارِنَا، وَاجْعَلْ سَعْيَنَا زِيَادَةً مِنْ فَضْلِكَ، وَقُرْبًا إِلَى عَطَائِكَ.

اللَّهُمَّ احْفَظْ وَطَنَنَا عُمَانَ بِمَزِيدٍ مِنَ الْخَيْرِ وَالنَّمَاءِ، وأدمْ فيه العَدْلَ وَالأَمْن وَالرَّخَاءَ، مَحْفُوفًا بِرِعَايَتِكَ، مَحْرُوسًا بِعِنَايَتِكَ، وَأَدِمْ عَلَيْهِ الْعِزَّةَ وَالِاسْتِقْرَارَ.

اللَّهُمَّ أَيِّدْ سُلْطَانَنَا هَيْثَمَ بِنَصْرٍ مِنْ عِنْدِكَ، وَثَبِّتْهُ بِعِزٍّ وَتَمْكِينٍ مِنْ لَدُنْكَ، وَاحْفَظْهُ بِحِفْظِكَ، وَأَسْبِغْ عَلَيْهِ نِعَمَكَ، وَأَطِلْ فِي الْخَيْرِ عُمْرَهُ، وَأَدِمْ عَلَى يَدَيْهِ عِزَّ عُمَانَ وَرَخَاءَهَا.

اللَّهُمَّ وَحِّدْ قُلُوبَ شَعْبِهِ عَلَى الْحَقِّ وَالْوِئَامِ، وَأَلِّفْ بَيْنَهُمْ بِالْمَحَبَّةِ وَالْوِفَاقِ، وَازْرَعْ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِخْلَاصَ وَالْوَفَاءَ، وَأَعِنْهُمْ عَلَى الْعَمَلِ وَالْبِنَاءِ.

اللَّهُمَّ يَا نَاصِرَ الضُّعَفَاءِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، كُنْ لَهُمْ فِي فِلَسْطِينِ وَغَيْرِهَا عَوْنًا وَنَصِيرًا، وَارْفَعْ عَنْهُمُ الْخَوْفَ وَالضَّعْفَ، وَأَبْدِلْهُمْ أَمْنًا وَفَرَجًا، وَأَبْرِمْ لَهُمْ أَمْرَ رُشْدٍ وَعَدْلٍ وَانْتِظَامٍ.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِكُلِّ مَنْ آمَنَ بِكَ، الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدُّعَاءِ.

﴿ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)//.

وبعد الانتهاء من الصّلاة تقبّل حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ أيّدهُ اللهُ ـ التهاني بهذه المناسبة السّعيدة، وقد بادلهم جلالتُه التهنئة، متمنيًا لهم عيدًا طيبًا مباركًا، سائلًا الله لهم قبول الطاعات ومضاعفة الحسنات.

ولدى خروج جلالةِ عاهل البلاد المفدّى من جامع السُّلطان قابوس الأكبر أطلقت مدفعيّة سُلطان عُمان بالجيش السُّلطاني العُماني إحدى وعشرين طلقةً، تحيّةً لجلالةِ السُّلطان المفدّى ـ أعزّهُ اللهُ ـ.

بعد ذلك غادر الموكبُ السّامي لجلالةِ السُّلطان المعظم وسط دعوات أبناء شعبه بأن يحفظهُ ويبارك في أيّامه وأعياده، ويُعيد عليه هذه المناسبة وأمثالها أعوامًا مديدة.

أدّى الصّلاة بمعيّة جلالتِه عددٌ من أصحابِ السُّمو أفراد الأسرة المالكة الكريمة، وجناب السّادة والسّادة البوسعيد، وعددٌ من أصحاب المعالي الوزراء والمستشارين، وقادة قُوات السُّلطان المسلحة والأجهزة العسكريّة والأمنيّة، وعددٌ من أعضاء مجلسي الدولة والشورى، وأصحاب السّعادة الوكلاء والولاة، وعددٌ من الرؤساء التنفيذيين، وجمع من المشايخ والمواطنين.

مقالات مشابهة

  • القناة 14 العبرية: هجوم وشيك وغير مسبوق على إيران قد يكون الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية
  • إندونيسيا.. وفيات بعد سقوط شجرة على المصلين خلال صلاة عيد الفطر
  • جلالة السلطان يؤدي صلاة عيد الفطر في جامع السلطان قابوس الأكبر ويتقبل التهاني
  • بن سلمان وسلام يبحثان العلاقات الثنائية.. السعودية: رسالة دعم وتمتين للعلاقات
  • رمضان في إندونيسيا: إقبال كثيف على الأسواق الشعبية قبيل العيد
  • إسلام صادق يوجه رسالة لـ لاعبي كرة القدم .. تفاصيل
  • حقيقة حدوث تسونامي بعد زلزال ضرب إندونيسيا اليوم
  • عبدالرحيم على يهنىء الإمام الأكبر بشفائه
  • سميرة عبد العزيز: الإمام الشعراوي زار المسرح وأكد أنه ليس حرامًا
  • ما حكم سماع خطية صلاة العيد وهل يجب حضورها؟