«نقطة سوداء» في ثوب «كوبا أميركا»
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
واشنطن (د ب أ)
رغم النجاح الذي شهدته كأس أميركا الجنوبية لكرة القدم «كوبا أميركا 2024»، المقامة حالياً في الولايات المتحدة، فقد كانت الأحداث التي أعقبت لقاء أوروجواي وكولومبيا، بمثابة «نقطة سوداء» في ثوب المسابقة الناصع.
وعقب انتهاء المباراة التي غلب عليها الطابع الحماسي واللعب الخشن، وشهدت إشهار سبعة إنذارات وبطاقة حمراء واحدة، تبادل لاعبو كولومبيا وأوروجواي اللكمات والدفعات في منتصف ملعب «بنك أوف أميركا» بمدينة شارلوت الأميركية، الذي استضاف اللقاء. ولاحظ لاعبو أوروجواي، والذين كان من بينهم داروين نونيز، نجم ليفربول الإنجليزي، مشاجرة خلف مقاعد بدلاء الفريق، ثم صعد نحو 10 لاعبون للمدرجات مع استمرار المشاجرة.
وشوهد بعض اللاعبين، وهم يلقون اللكمات، قبل أن يستعيد ضباط شرطة المدينة وأفراد أمن الملعب النظام، بعد حوالي 10 دقائق.
ودافع النجم الأوروجواياني المخضرم لويس سواريز عن قرار زملائه بدخول المدرجات عقب خسارة منتخب بلاده صفر-1 أمام كولومبيا بالدور نصف النهائي للمسابقة القارية، مشدداً على أن ما قاموا به كان ضرورياً للدفاع عن عائلاتهم وكذلك مشجعي الفريق.
وقال سواريز «من الواضح أنه عندما يكون لديك زوجتك، أو طفلك الصغير، أو والدك، أو أي من كبار السن، فأنت تريد الذهاب لمعرفة ما إذا كانوا بخير».
أضاف سواريز «إنها صورة لا يرغب أحد في رؤيتها، ولكن من الواضح أنه إذا كان شخص ما يهاجم عائلتك، فأنت تريد الذهاب والدفاع عنهم، لكن هذا لا يبرر الصورة التي شاهدناها، كان ينبغي علينا أن نحمي عائلاتنا التي كانت هناك».
أوضح سواريز أنه تمكن من رؤية أفراد أسرته وأطفاله وسط الحشد، وأعرب عن قلقه على سلامتهم، لاسيما بعدما شهدت المباراة حضور أكثر من 70 ألف مشجع، أغلبهم من جماهير كولومبيا الذين ارتدوا ألوان قمصان الفريق الصفراء الزاهية.
قال سواريز: «لقد كانوا محاصرين وكانت أشياء تتساقط عليهم وشعرت بالعجز».
من جانبه، وصف خوسيه ماريا جيمينيز، نجم منتخب أوروجواي، الوضع بأنه كان كارثياً، حيث قال لشبكة «فوكس نيوز»: «عائلاتنا في خطر، كان يتعين علينا أن نصعد لأعلى المدرجات في أسرع وقت ممكن، لإنقاذ أحبائنا الذين لديهم أطفال».
وأضاف خيمينيز «إنها كارثة لأن جميع المباريات متشابهة، عائلاتنا في خطر بسبب البعض الذين يتصرفون مثل الأطفال».
أما الأرجنتيني مارسيلو بييلسا، مدرب أوروجواي، صرح بعد المباراة: «كان هناك بعض الجدل في الوسط، وعندما رأيت ذلك، ذهبت لغرفة خلع الملابس، اعتقدت أنهم كانوا يشكرون المشجعين على دعمهم، لكنني عرفت بعد ذلك بالأمر، كانت هناك بعض المشاكل هناك، لسوء الحظ».
وأدان اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم «كونميبول» في بيان نشره عقب اللقاء «أي عمل من أعمال العنف وندعو الجميع في الأيام المتبقية لصب كل شغفهم في تشجيع منتخباتهم الوطنية وإقامة حفل لا ينسى».
وأعلن كونميبول أن لجنته التأديبية فتحت تحقيقاً في الحادث، حيث ذكر في بيانه «من غير المقبول أن تؤدي حادثة إلى تحويل الحماس إلى عنف».
ولم يذكر كونميبول ما إذا كان أي من لاعبي أوروجواي سيواجهون الإيقاف، بسبب دخول المدرجات أو توجيه اللكمات إلى مشجعي كولومبيا.
في المقابل، لم تذكر إدارة شرطة شارلوت مكلنبورج ما إذا تم إجراء اعتقالات، ولم يعلق مسؤولو الملعب بأي تصريح عن تلك الواقعة، كان هناك المزيد من عناصر الأمن والشرطة في حالة استعداد لمنع أي حدوث أي أمور خارجة عن النص داخل الملعب الذي من المقرر أن يستضيف مباراة تحديد المركز الثالث في البطولة بين أوروجواي وكندا صباح السبت. وتم ترتيب خيارات الجلوس في الملعب لعائلات وأصدقاء اللاعبين من اتحاد أوروجواي لكرة القدم، الذي لم يصدر أي تعليق بشأن ما جرى.
وألمح سواريز إلى أنه لا يقدر تعرضه للسخرية من اللاعب الكولومبي ميجيل بورخا بعد المباراة، حيث قال «الكلمات المزعجة، لا تهم، لكن ما أزعجني حقاً هو الطريقة التي احتفل بها بورخا كالأحمق».
وأضاف «ليس هناك سبب يدعو لذلك، عندما نقصي أي فريق، فإننا لا نقوم بذلك، لم نحتفل في وجه اللاعبين البرازيليين، بل على العكس ذهبنا وقدمنا لهم احترامنا، نعرف جميعاً كيف يكون الأمر على أرض الملعب، وكيف نعاني بسبب الخسارة، وهذا يحدث لجميع زملائنا في هذه اللعبة، إنه شيء قبيح».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أميركا كوبا أميركا أوروجواي كولومبيا لويس سواريز مارسيلو بييلسا
إقرأ أيضاً:
هناك شروط لا يستجاب الدعاء إلا بها فما هى؟.. شيخ الأزهر يوضحها
كشف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف خلال تصريحات له عن شروط الدعاء المستجاب.
وقال إن الدعاء المستجاب له شروط أولها أن يكون المطعم حلالا، وثانيها أن لا يكون لاهيا، بمعنى أن يكون الدعاء مع حضور القلب والخشوع والثقة في كرم الله تعالى وفضله، وثالثها ألا يسأل شيئا مستحيلا في العقل ولا في العادة، كأن يقول على سبيل المثال: "اللهم ارزقني بيتا في المريخ"، فهذا من المستحيلات ولا يجوز دعاء الله تعالى به، أو أن يكون الدعاء لطلب المال والجاه للتفاخر، فهذا غرض فاسد، أما لو كان الدعاء طلبا للمال لينعم به وينعم الآخرين معه، فهذا مشروع.
آداب الدعاءواوضح فضيلته آداب الدعاء، ومن أهمها:
- خفض الصوت مصداقا لقوله تعالى: "وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بين ذلك سبيلا"، وقوله في آية أخرى: "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"، والمعتدي هو الذي يجاوز حدود الصوت المعتدل في الدعاء.
- رفع اليدين، فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يرفعهما حتى يُرى بياض إبطه
- وأن يوقن بالإجابة
-وأن يفتتح الدعاء بالثناء على الله تعالى، وبالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
- وفي آخر الدعاء يمسح وجهه بيديه.
ونوه الطيب أن آداب الدعاء مستحبة، وإذا فقدت قد يستجاب الدعاء، أما الشروط فهي واجبة، وإذا فقدت فقد المشروط، ولا يستجاب الدعاء بدونها.
ولفت، شيخ الأزهر الشريف الى أنه من النصوص القرآنية الدالة على اسم الله تعالى "المجيب"، قوله تعالى: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ"، وقوله تعالى أيضا: "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"، وقوله في آية أخرى: "مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ"، ويفهم من كل هذه الآيات على ظاهرها أن هناك معية بذاته تعالى، وهذا مستحيل وغير متصور في حقه تعالى، لأن القديم يستحيل أن يتصف بحادث من الحوادث.
وأشار الى أن من الأدلة على اسم الله تعالى المجيب في السنة النبوية، قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس إن الذي تدعون ليس بأصم ولا غائب، إن الذي تدعون بينكم وبين أعناق ركابكم"، والدليل العقلي والنقلي يمنع تفسير هذه النصوص على ظاهرها، ويؤخذ من هذا الحديث نهي نبينا "صلى الله عليه وسلم" عن الصراخ الشديد أثناء الدعاء، تلك الظاهرة التي نراها كثيرا في أيامنا هذه، فالدعاء له آداب منها "الخشوع" مصداقا لقوله تعالى: " ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً".
وبين الإمام الطيب، أن معنى اسم الله تعالى "المجيب" هو استجابة دعوة الداعي وقبولها، مصداقا لقوله تعالى: "قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَٱسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لا يعلمون"، والمعنى الثاني هو إعطاء السائل ما طلبه، والإعطاء فعل، وبهذا المعنى يكون من صفات الأفعال
وذكر أن هناك معنى ثالث لاسم الله تعالى "المجيب" وذلك من قوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ ربَّكم حييٌّ كريمٌ يستحيي من عبدِه أن يرفعَ إليه يدَيْه فيرُدَّهما صِفرًا أو قال خائبتَيْن"، بمعنى استجابة الدعاء وهي هنا صفة فعل، فإذا كان المعنى يعطي السائل طلبه فهذا من صفة الأفعال، أما استجابة الدعاء فهو من صفات الذات.