سواليف:
2024-08-02@22:33:51 GMT

الذي قاله الوزير عن السوريين

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

الذي قاله الوزير عن السوريين _ #ماهر_أبوطير

يواجه السوريون خارج سورية، حملات غير مسبوقة، تحرض ضدهم في تركيا، والمانيا، ولبنان، واحيانا في مصر لكن بشكل منخفض، وفي العراق ايضا، وكأنهم اصل البلاءات.

لم ينقص هؤلاء ايضا الا التقارب التركي السوري، في ظل مناخات معادية للسوريين في تركيا، وهذا تقارب قد يؤدي الى نتائج وخيمة على حياتهم، فلا بقيت بلادهم كما هي، ولا قدرة لديهم للعودة، ولا يعرفون ماذا يفعلون وسط شعوب اغلبها عربي ومسلم، تشهر الضيق منهم.

في الاردن القصة مختلفة تماما، والسوريون الذين كانوا ينتقدون الاردن في يوم ما، تراجعوا اليوم علنا، ويقولون ان حياتهم هنا هي الاكثر طمأنينة لان الاردنيين لا يعتدون على احد، برغم الضنك الذي نراه في بيوت الاردنيين، ولا تسمع هنا عن موجات كراهية أو عداء او اعتداء.

مقالات ذات صلة تفاؤل حذر لصفقة ركوع وإستسلام 2024/07/11

هذه الحالة تجد عوامل واقعية تعكرها، فالظروف الاقتصادية صعبة، والمعالجة السياسية والاقتصادية والامنية لملف السوريين في الاردن، حذرة جدا، وتتجنب التجريح، او الاساءة للاشقاء بأي طريقة دون ان يلغي هذا النمط المقدر اخلاقيا، وجود ازمات عميقة، لكن الاردن في النهاية لا يريد تصنيع موجات عداء، بقدر كونه يريد حل الازمة السورية ذاتها.

يخرج وزير الداخلية المخضرم والمسيّس مازن الفراية، ويقول قبل يومين ويقول إن حجم المساعدات المقدمة للأردن في هذا الشأن لم ترتق للمستوى المطلوب، وإن الأردن يتحمل مسؤولياته واستمرار تقديم هذه الخدمات مرتبط ارتباطا مباشرا بحجم الدعم الدولي.

يشير الوزير إلى رقم مذهل حقا حين يقول إن الاشقاء السوريين يعانون من تدني مستوى الدعم المقدم لهم من الجهات المانحة، حيث أن نسبة الدعم المالي ضمن خطة الأردن بلغ 5.8 بالمئة من نسبة التمويل المطلوبة للنصف الأول من هذا العام، في ظل استضافة الاردن قرابة المليون و350 ألف لاجئ، فيما بلغ عدد المولودين منذ عام 2011 لغاية الآن 233 ألف سوري مما يجعل الأردن أكبر بلد مستضيفه للاجئين مقارنة بعدد السكان، بما يعنيه ذلك.

وفي اخطر فقرة يشير الوزير الى دراسة أعدتها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والبنك الدولي والتي كشفت عن مؤشرات خطيرة منها احتمالية عودة ظهور أزمة إنسانية جديدة للاجئين وارتفاع نسبة الفقر والبطالة في مخيمات اللاجئين وخارجها وزيادة عمل القُصر.

القصة هنا ليست تصنيعا لموجات عداء ضد الاشقاء السوريين، وليست تكسبا لجمع المال، لكن ظهر الاردن انحنى بسبب اثقال هذه الازمات، فيما اللافت الانتباه ان المجتمع الدولي تخلى علنا عن السوريين، وترك ملفاتهم باعتبارها مجرد ملفات داخلية في كل بلد مستضيف.

في الوقت ذاته تنعدم اسباب عودة السوريين لبلادهم، بسبب الظروف الاقتصادية السيئة جدا، وبسبب المخاوف الامنية من الملاحقة او الاعتقال كما جرى مع الاف السوريين العائدين، وتتعمد دمشق الرسمية ترك كتل السوريين في الدول المستضيفة للتخلص منهم ديموغرافيا.

في المقابل يقول أمين عام المجلس الأعلى للسكان أن عدد سكان الأردن قد تضاعف في أقل من عشرين سنة، فارتفع عددهم بمقدار 6 ملايين شخص بين سنة تعداد 2004 حيث كان عددهم نحو 5.6 مليون وسنة 2024 حيث عددهم اليوم 11.6 مليون، وساهم الإنجاب وقدوم اللاجئين في هذا النمو في عدد سكان المملكة، حيث سُجل في دائرة الأحوال المدنية والجوازات نحو 2.7 مليون مولود بين عامي 2010-2022 بمتوسط مليون مولود كل 5 سنوات.

الاردن الرسمي لا يحرض شعبه ضد السوريين، ولا يبدو انه سيتخذ اجراءات مباشرة لاجبارهم على المغادرة، لكنه بالتأكيد ايضا امام ملفات ثقيلة يجهد بسببها هذه الايام، حتى لو ظن البعض بسذاجة او سوء نوايا ان الاردن يريد جمع المال بذريعة وجودهم، فهذا ظن كله اثم.

“بصر الاردن” الرسمي يتركز على ملف السوريين، فيما بصيرة “الاردن” تتوجس سراً من نشوب حرب كبرى في لبنان، قد تؤدي لتدفق اعداد كبيرة من الاشقاء اللبنانيين الى هنا، طلبا للنجاة من حرب قد تقع في اي لحظة، فوق مخاوف التهجير التقليدية من الضفة الغربية.

حلول الازمة السورية في الاردن، تبدو غائبة، في ظل كل هذه التعقيدات.

الغد

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

عن الحزب والردّ على إسرائيل... إليكم ما قاله مسؤول أميركيّ سابق

أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركيّة، أنّ مسؤول البنتاغون السابق لشؤون الشرق الأوسط في إدارة دونالد ترامب قال إنّ "هذه أقرب مرحلة للصراع الشامل في المنطقة خلال 10 أشهر".     وأضاف المسؤول وفق الصحيفة الأميركيّة: "من المرجح أنّ يضطر "حزب الله" وإيران إلى الردّ".
    وقال: "إذا لم يتغيّر شيء، فإن مسار الحرب يبدو حتميا وينبغي بذل كل الجهود الدبلوماسيّة".          

مقالات مشابهة

  • يستعد للمشاركة في بطولة غرب آسيا التي ستقام في الأردن: رئيس اتحاد كرة الطاولة يتفقد سير معسكر المنتخب الوطني للفئات العمرية
  • مؤشرات ورسائل للحشد الشعبي.. كيف ستتصرف الاردن هذه المرة مع الانتقام المتوقع ضد اسرائيل؟
  • “جرش”: نجوم الاردن يستحضرون فلسطين والمهرجان يستذكر متعب السقار
  • انخفاض كبير في عدد شركات السوريين في تركيا.. ما أسباب ذلك؟
  • دور المغتربين في دعم القطاع الصحي التعليمي ضمن ندوة حوارية للهيئة العليا للبحث العلمي
  • عن ضربة الضاحية الجنوبية لبيروت.. هذا ما قاله الحوثي اليوم
  • الملتقى الشبابي الأول للمغتربين السوريين في البرازيل يبحث تعزيز روابط جيل الشباب بوطنهم
  • المشاركون في ختام مؤتمر الباحثين السوريين في الوطن والمغترب: تطوير إستراتيجية وسياسة الطاقة وإنشاء مركز متخصص بالذكاء الاصطناعي
  • عن الحزب والردّ على إسرائيل... إليكم ما قاله مسؤول أميركيّ سابق
  • آخر ما قاله اسماعيل هنية قبل استشهاده في طهران