الذي قاله الوزير عن السوريين _ #ماهر_أبوطير
يواجه السوريون خارج سورية، حملات غير مسبوقة، تحرض ضدهم في تركيا، والمانيا، ولبنان، واحيانا في مصر لكن بشكل منخفض، وفي العراق ايضا، وكأنهم اصل البلاءات.
لم ينقص هؤلاء ايضا الا التقارب التركي السوري، في ظل مناخات معادية للسوريين في تركيا، وهذا تقارب قد يؤدي الى نتائج وخيمة على حياتهم، فلا بقيت بلادهم كما هي، ولا قدرة لديهم للعودة، ولا يعرفون ماذا يفعلون وسط شعوب اغلبها عربي ومسلم، تشهر الضيق منهم.
في الاردن القصة مختلفة تماما، والسوريون الذين كانوا ينتقدون الاردن في يوم ما، تراجعوا اليوم علنا، ويقولون ان حياتهم هنا هي الاكثر طمأنينة لان الاردنيين لا يعتدون على احد، برغم الضنك الذي نراه في بيوت الاردنيين، ولا تسمع هنا عن موجات كراهية أو عداء او اعتداء.
مقالات ذات صلة تفاؤل حذر لصفقة ركوع وإستسلام 2024/07/11هذه الحالة تجد عوامل واقعية تعكرها، فالظروف الاقتصادية صعبة، والمعالجة السياسية والاقتصادية والامنية لملف السوريين في الاردن، حذرة جدا، وتتجنب التجريح، او الاساءة للاشقاء بأي طريقة دون ان يلغي هذا النمط المقدر اخلاقيا، وجود ازمات عميقة، لكن الاردن في النهاية لا يريد تصنيع موجات عداء، بقدر كونه يريد حل الازمة السورية ذاتها.
يخرج وزير الداخلية المخضرم والمسيّس مازن الفراية، ويقول قبل يومين ويقول إن حجم المساعدات المقدمة للأردن في هذا الشأن لم ترتق للمستوى المطلوب، وإن الأردن يتحمل مسؤولياته واستمرار تقديم هذه الخدمات مرتبط ارتباطا مباشرا بحجم الدعم الدولي.
يشير الوزير إلى رقم مذهل حقا حين يقول إن الاشقاء السوريين يعانون من تدني مستوى الدعم المقدم لهم من الجهات المانحة، حيث أن نسبة الدعم المالي ضمن خطة الأردن بلغ 5.8 بالمئة من نسبة التمويل المطلوبة للنصف الأول من هذا العام، في ظل استضافة الاردن قرابة المليون و350 ألف لاجئ، فيما بلغ عدد المولودين منذ عام 2011 لغاية الآن 233 ألف سوري مما يجعل الأردن أكبر بلد مستضيفه للاجئين مقارنة بعدد السكان، بما يعنيه ذلك.
وفي اخطر فقرة يشير الوزير الى دراسة أعدتها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والبنك الدولي والتي كشفت عن مؤشرات خطيرة منها احتمالية عودة ظهور أزمة إنسانية جديدة للاجئين وارتفاع نسبة الفقر والبطالة في مخيمات اللاجئين وخارجها وزيادة عمل القُصر.
القصة هنا ليست تصنيعا لموجات عداء ضد الاشقاء السوريين، وليست تكسبا لجمع المال، لكن ظهر الاردن انحنى بسبب اثقال هذه الازمات، فيما اللافت الانتباه ان المجتمع الدولي تخلى علنا عن السوريين، وترك ملفاتهم باعتبارها مجرد ملفات داخلية في كل بلد مستضيف.
في الوقت ذاته تنعدم اسباب عودة السوريين لبلادهم، بسبب الظروف الاقتصادية السيئة جدا، وبسبب المخاوف الامنية من الملاحقة او الاعتقال كما جرى مع الاف السوريين العائدين، وتتعمد دمشق الرسمية ترك كتل السوريين في الدول المستضيفة للتخلص منهم ديموغرافيا.
في المقابل يقول أمين عام المجلس الأعلى للسكان أن عدد سكان الأردن قد تضاعف في أقل من عشرين سنة، فارتفع عددهم بمقدار 6 ملايين شخص بين سنة تعداد 2004 حيث كان عددهم نحو 5.6 مليون وسنة 2024 حيث عددهم اليوم 11.6 مليون، وساهم الإنجاب وقدوم اللاجئين في هذا النمو في عدد سكان المملكة، حيث سُجل في دائرة الأحوال المدنية والجوازات نحو 2.7 مليون مولود بين عامي 2010-2022 بمتوسط مليون مولود كل 5 سنوات.
الاردن الرسمي لا يحرض شعبه ضد السوريين، ولا يبدو انه سيتخذ اجراءات مباشرة لاجبارهم على المغادرة، لكنه بالتأكيد ايضا امام ملفات ثقيلة يجهد بسببها هذه الايام، حتى لو ظن البعض بسذاجة او سوء نوايا ان الاردن يريد جمع المال بذريعة وجودهم، فهذا ظن كله اثم.
“بصر الاردن” الرسمي يتركز على ملف السوريين، فيما بصيرة “الاردن” تتوجس سراً من نشوب حرب كبرى في لبنان، قد تؤدي لتدفق اعداد كبيرة من الاشقاء اللبنانيين الى هنا، طلبا للنجاة من حرب قد تقع في اي لحظة، فوق مخاوف التهجير التقليدية من الضفة الغربية.
حلول الازمة السورية في الاردن، تبدو غائبة، في ظل كل هذه التعقيدات.
الغد
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
معاريف: نتنياهو يرد على رسائل الجولاني التصالحية.. هذا ما قاله
قال الصحفيان في صحيفة معاريف الإسرائيلية٬ آفي أشكنازي وآنا براسكي٬ إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو٬ قدم مساء الأحد بيانًا وتناول فيه السياسة تجاه سوريا.
ونقلا عن نتنياهو قوله: "ليس لدينا رغبة في التصادم مع سوريا. نحن سنحدد سياسة إسرائيل تجاه سوريا وفقًا للواقع الذي يتشكل في الميدان. أذكر أنه على مدى عقود كانت سوريا دولة عدوة نشطة لإسرائيل. لقد هاجمتنا مرارًا وتكرارًا، وسمحت للآخرين بمهاجمتنا من أراضيها، وسمحت لإيران بتسليح حزب الله عبر أراضيها".
في بداية كلمته قال رئيس وزراء الاحتلال: "قبل عام قلت شيئًا بسيطًا: نحن سنغير الشرق الأوسط، ونحن بالفعل نغيره. سوريا ليست نفس سوريا، ولبنان ليس نفس لبنان، وغزة ليست نفس غزة، ورأس المحور - إيران - ليست نفس إيران. حتى هي شعرت بضرباتنا".
وأضاف في كلمته "نحن نعمل بقوة وبحكمة لضمان الأمن أمام جميع دول المنطقة ولضمان الاستقرار والأمن على جميع حدودنا. هذا لا يعني أنه لا توجد تحديات أمامنا، بل هناك تحديات. سواء أمام إيران، أو أمام وكلائها الدمويين، أو أمام التهديدات المحتملة الأخرى، لأن الواقع ديناميكي - يتغير بسرعة"
وتابع رئيس وزراء الاحتلال "من أجل ضمان أن ما كان، لن يعود، اتخذنا سلسلة من الإجراءات المكثفة في الأيام الأخيرة. مع وزير الدفاع كاتس، وجهت الجيش الإسرائيلي لإحباط التهديدات المحتملة من سوريا، ومنع سيطرة الجماعات الإرهابية بالقرب من حدودنا".
وأضاف رئيس الوزراء: "في غضون أيام قليلة، دمرنا قدرات بناها نظام الأسد على مدار عقود. فعلنا ذلك لضمان أن الأسلحة الخطيرة لن تُستخدم ضدنا مجددًا من أرض سوريا. كما ضربنا طرق إمداد الأسلحة من سوريا إلى حزب الله. أمين عام حزب الله، قال هذا بالأمس بصراحة: "حزب الله فقد طريق الإمداد العسكري عبر سوريا'. هذه الكلمات هي بالطبع دليل آخر على الضرر الكبير الذي ألحقناه بالمحور الإيراني ككل".
ومع ذلك، يطلب رئيس الوزراء توضيحًا: "نحن ملتزمون بمنع إعادة تسليح حزب الله. هذا اختبار مستمر لإسرائيل، يجب علينا أن ننجح فيه - ونحن سوف ننجح فيه. أقول لحزب الله وإيران بطريقة لا لبس فيها - لمنعكم من إيذائنا، سوف نواصل العمل ضدكم حسب الحاجة، في كل ساحة وفي أي وقت".
وتابعت الصحيفة أن هذه التصريحات جاءت على خلفية البيان الذي أدلى به أمس السبت القائد السوري أحمد الشرع "أبو محمد الجولاني" قائلا: "سوريا منهكة لذلك ليس لدينا نية للدخول في صراعات، ولا في مواجهة مع إسرائيل. سنعمل على إقامة علاقات مع المجتمع الدولي".
وأضاف الجولاني أن الثورة السورية قد انتصرت، لكن يجب ألا تغرق سوريا في عقلية ثورية، وأن هناك حاجة للقانون والمؤسسات. وأشار إلى أن لديه خطة مدروسة لـ "إصلاح الخراب المستمر الذي تسبب فيه النظام في دمشق".