الجديد برس:

حاول المجلس الانتقالي الجنوبي التقرب لإسرائيل، منذ وقعت الإمارات اتفاقيات التطبيع مع الكيان، ففي الثاني من شهر فبراير عام 2021، أعلن رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، مباركته التطبيع الإماراتي مع إسرائيل، مبدياً رغبته في التطبيع مع كيان الاحتلال، وكان ذلك من وجهة نظر مراقبين مجرد ترويج مبتذل حاول المجلس من خلاله الحصول على اعتراف دولي بشرعيته وأحقيته في الانفصال بالجنوب عن الدولة اليمنية الموحدة، مؤكدين أن حجمه لا يزال أقل من أن يكون في مستوى الحليف الحقيقي لأيٍّ كان، فهو في الأصل صنيعة إماراتية وأداة تخدم مصالحها وقد تستخدمه في مصلحة إسرائيل ضمن التزاماتها للكيان بموجب اتفاق التطبيع.

لكن الجديد في تخادم المجلس الانتقالي الجنوبي مع إسرائيل، برعاية وإشراف إماراتي، هو انكشاف الارتباط بين ضباط تابعين لقوات المجلس مع الموساد الإسرائيلي بشكل مباشر.

الصحافي الجنوبي أنيس منصور، ذكر في منشور على حسابه بمنصة “فيسبوك”، أن أحد ضباط المجلس الانتقالي الجنوبي يعمل بشكل مباشر مع ضباط تابعين للموساد الإسرائيلي، حيث يلتقيهم في عدد من الدول ويسلمهم ما يكلفونه به من التقارير السرية التي تخدمهم.

وأشار منصور إلى أن العقيد محمد عبدالله صالح الشوتري الجحافي، الذي يُعدّ الرجل الثاني في جهاز المخابرات التابع للانتقالي، يعمل خلف الستار وبسرية تامة، وليس له أي حضور إعلامي، فهو يرفض أن تُجرى معه أي لقاءات فيها تصوير، ويتنقل بعربة مدرعة، ويدير سجوناً سرية وينفذ عمليات اغتيال واعتقالات، كما أنه يدير سرايا أمنية استخباراتية وشبكة مخبرين.

وأضاف أن الضابط الشوتري تلقى دورات تدريبية في أبوظبي، والتقى ضباطاً من الموساد الإسرائيلي، ويشرف بشكل سنوي على عمليات ابتعاث شباب إلى أبوظبي للتدرُّب في دورات أمنية استخباراتية.

وأكد منصور أن لدى الشوتري ثلاثة جوازات سفر بأسماء مختلفة، ليتنقل في سفريات يعرض خلالها تقارير مباشرة لضباط الموساد الإسرائيلي الذين يلتقيهم غالباً في شرم الشيخ بمصر، وأديس أبابا في إثيوبيا، وفي أبوظبي بالإمارات، وكذلك في إريتريا.

منصور أوضح أن العقيد الشوتري كان ضابطاً سابقاً فيما كان يسمى جهاز أمن الدولة، ثم ضابطاً في الأمن السياسي ثم الأمن القومي، حيث كان أحد أتباع عمار عفاش، ثم عمل في إدارة جهاز أمني تابع للمجلس الانتقالي، مؤكداً أنه لا أحد يعرف هذا الضابط كونه يرفض أن تُلتقط له أي صورة.

ولفت منصور إلى أنه يعرف الكثير عن العميل السري للموساد الإسرائيلي، وأن لديه تفاصيل عن الأماكن التي يتواجد فيها، وتفاصيل أخرى كثيرة، قال إنه سوف يسربها لوسائل إعلام محلية وأجنبية، ثم يعود لنشرها، وفق تعبيره.

ورغم محاولات المجلس الانتقالي الجنوبي عرض التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، إلا أن الملاحظ وفق مراقبين، أن المجلس لا يتعدى كونه أداة تتحرك تحت المظلة الإماراتية، مؤكدين أن سيطرته على عدن وبعض المناطق الجنوبية والشرقية لا تتعدى استغلال الإمارات للأوضاع الهشة في تلك المناطق والاستفادة منها، ولا ترقى به إلى مستوى بناء مصالح استراتيجية، فهو لا يمثل جميع المكونات الجنوبية، بل إنها لا تؤيد مشروعه الانفصالي، وبالتالي لن يكون سوى حليف غير مباشر للكيان الإسرائيلي ومن خلال الإمارات التي تملك قراره وتتحكم في تحركاته.

*YNP / إبراهيم القانص

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: المجلس الانتقالی الجنوبی

إقرأ أيضاً:

اسرائيل استهدفت الضاحية الجنوبيّة للمرّة الثانيّة.. كيف سينتقم حزب الله؟

نفّذ العدوّ الإسرائيليّ تهديده الذي كان أطلقه بعد سقوط صاروخ في منطقة مجدل شمس في الجولان السوريّ المحتلّ وأدّى إلى مقتل العديد من الأشخاص بينهم أطفال، وأغارت طائرة مسيّرة على مبنى في حارة حريك في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، معقل "حزب الله". وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيليّة وغربيّة أنّ المُستهدف هو فؤاد شكر المسؤول البارز في "المقاومة" والمُقرّب جدّاً من السيّد حسن نصرالله، بينما أشارت تقارير إلى أنّه نجا من الهجوم.
 
واللافت أنّ إسرائيل أوضحت فور شنّها الغارة على الضاحية الجنوبيّة أنّها أنهت "ردّها"، واكتفت باستهداف من زعمت أنّه المسؤول عن الهجوم على مجدل شمس. ويقول محللون عسكريّون إنّ الجيش الإسرائيليّ كما أشار، أنهى "ردّه" بـ"ضربة حارة حريك"، واكتفى بهذا الإستهداف مُؤكّداً أنّه لا يُريد الإنجرار إلى الحرب، وأنّه يُريد الحفاظ على المناوشات اليوميّة الحاصلة بينه وبين "حزب الله" منذ 8 تشرين الأوّل، وأنّ هدفه هو اغتيال شخصيّات مهمّة من "المقاومة" للحدّ من عملياتها العسكريّة ضدّ المواقع الإسرائيليّة.
 
ويرى المحللون أنّ العدوّ ينتظر ردّ "حزب الله" الآن، وهناك سيناريوهان لا ثالث لهما: الأوّل توجيه "الحزب" هجوماً كبيراً على منطقة إسرائيليّة بارزة للردّ على استهداف الضاحية الجنوبيّة واكتفائه بضرب مواقع عسكريّة للجيش الإسرائيليّ، ما سيعني العودة إلى "قواعد الإشتباك" مع التصعيد قليلاً، والثاني هو قصف "المقاومة" لمنطقة سكنيّة داخل إسرائيل، إنطلاقاً من قاعدة "المدنيّ مقابل المدنيّ" وخصوصاً وأنّ الجرحى والشهداء في "غارة حارة حريك" هم من المدنيين، ما قد يُشعل المُواجهة بين تل أبيب و"الحزب"، ويزيد من فرص اندلاع الحرب.
 
وبحسب المحللين العسكريين، فإنّ إستهداف إسرائيل للضاحية الجنوبيّة في أوّل مرّة، عندما اغتالت المسؤول في "حماس" صالح العاروري، دفع بـ"الحزب" إلى قصف مستوطنة صفد ومواقع عسكريّة إسرائيليّة فيها في كانون الثاني الماضي. ويقول المحللون إنّ "حزب الله" أعلن قبل "الردّ الإسرائيليّ" أنّه لن يسكت إذا استهدف العدوّ أيّ منطقة لبنانيّة، وسيُبادر إلى الردّ بناءً على الهدف الإسرائيليّ ومكان الغارة.
 
ويعتبر المحللون أنّ للضاحية الجنوبيّة رمزيّة كبيرة لـ"حزب الله"، فمُغامرة إسرائيل مرّة ثانيّة باستهدافها يعني أنّ "المقاومة" قد تقصف بالصواريخ والمسيّرات معاً حيفا أو مستوطنات بعيدة عن الحدود الجنوبيّة، في عدّة دفعات. ويرى المحللون أنّ استهداف فؤاد شكر هو تطوّرٌ خطيرٌ في مجريات الحرب، وبينما لا يزال مصيره مجهولاً وليس معلوماً بشكلٍ دقيقٍ إذا غادر المبنى المُستهدف في حارة حريك أو أُصيب بجروحٍ بليغة أو استشهد، فإنّ ردّ "المقاومة" سيكون مقسوماً لـ3 أجزاء: الردّ على استهداف القياديّ الكبير في "الحزب"، والردّ على قصف الضاحيّة، والردّ على استهداف المدنيين وإلحاق الأضرار بالمنازل والسيارات والممتلكات وبمستشفى بهمن.
 
وعلى الرغم من أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة اعتبرت أنّ ردّ إسرائيل لا يرقى إلى توسيع النزاع في غزة ليطال لبنان، فإنّ الأنظار مُوجّهة إلى ردّ "حزب الله"، وإمكانيّة أنّ يكون أوسع من استهداف العدوّ لحارة حريك. ولكن وفق المحللين العسكريين، فإنّ "الحزب" لن يُعطي الذريعة للعدوّ لتوسيع الحرب، وقد يُدخل مناطق إسرائيليّة جديدة ضمن "قواعد الإشتباك" لتوجيه رسالة إلى تل أبيب أنّها كلما وسّعت من ضرباتها داخل العمق اللبنانيّ، كلما قصف بالصواريخ والمسيّرات مستوطنات جديدة.
 
في المقابل، هناك خشية كبيرة من إنتقام "حزب الله" بعد استهداف الضاحية الجنوبيّة، ويقول المحللون العسكريّون إنّ ضغوطاً كبيرة ستُمارس عليه في لبنان وخارجه كيّ يكون ردّه مدروساً، وكيّ لا يُشعل المنطقة بالمزيد من الحروب. ويختم المحللون بالقول إنّ ردّ "المقاومة" حتميّ ولن يكون أقلّ مما فعلته إسرائيل في حارة حريك.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • قومي المرأة يستأنف فعاليات "جلسات الدوار" بقرى حياة كريمة
  • بعد مواجهة مسلحة لساعات .. الأمن العراقي يحرر رهائن ويفكك أخطر العصابات
  • انشقاقات في جبهات لحج وسحب قوات الانتقالي.. ما وراء التحركات العسكرية الأخيرة؟
  • رئاسة الانتقالي تدعو للتصدي لمحاولات استغلال قضية عشال سياسياً
  • الانتقالي يطالب "الرئاسي" بتفعيل الفريق التفاوضي وإقرار الإطار الخاص بقضية "شعب الجنوب"
  • الشيخ الفضلي يدعو للتصعيد الشعبي حتى تصفير سجون الانتقالي السرية وإطلاق المخفيين قسراً
  • الشيخ وليد الفضلي يدعو للتصعيد حتى تصفير كافة سجون الانتقالي السرية
  • بعد سيل من الدم.. عيدروس الزبيدي يصدر قرارًا ”طال انتظاره” من قبل أنصار المجلس الانتقالي
  • رئيس المجلس الانتقالي يصدر قرار جديد
  • اسرائيل استهدفت الضاحية الجنوبيّة للمرّة الثانيّة.. كيف سينتقم حزب الله؟