بايدن يحاول طمأنة الناخبين.. ويوضح هفوة بوتين زيلينسكي
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
ظهر الرئيس الأميركي، جو بايدن، في أول مؤتمر صحفي منذ أشهر، ليؤكد على أنه الشخص المناسب لفترة رئاسية ثانية في البيت الأبيض، ويشدد على أن حالته الصحية جيدة، وأنه الخيار الأفضل "للحفاظ" على الديمقراطية الأميركية.
وطمأن بايدن في المؤتمر الصحفي الخميس، الذي عقده عقب اختتام قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" التي عقدت في واشنطن، الناخبين الأميركيين بأنه يحظى بدعم من الشخصيات الديمقراطية، وذلك في رده على دعوات لانسحابه من السباق الانتخابي.
وتركز حديث بايدن على عدة محاور: الجهود الأميركية لوقف الحرب في غزة، وأهمية حلف شمال الأطلسي، وما استطاعت إدارته تحقيقه في الاقتصاد الأميركي.
ويحظى المؤتمر الصحفي بأهمية كبيرة إذ أنه أول مؤتمر لبايدن له منذ مناظرته الكارثية ضد منافسه الجمهوري، دونالد ترامب، في حدث قد يحدد مصير ترشحه للرئاسة، بحسب وكالة فرانس برس.
واتجهت أنظار العالم نحو الرئيس، البالغ 81 عاما، خلال القمة في واشنطن فيما يحاول تهدئة الدعوات المتزايدة من حزبه الديمقراطي إلى التنحي بسبب سنه وصحته.
طمأنة للناخبين وهفوتان في يوم بايدن يقع في زلتين في يوم واحدوقال الرئيس الأميركي: "أعتقد أنني الشخص الأكثر كفاءة للترشح للرئاسة. لقد هزمته (ترامب) مرة وسأهزمه مجددا. أنا لا أفعل ذلك من أجل الحفاظ على إرثي. أنا أفعل ذلك لإنهاء العمل الذي بدأته".
وتحدث عن اختباراته العصبية والتي تظهر أنه "بخير"، وقال الرئيس الأميركي: "خضعت لفحوص عصبية وأخضع يوميا لفحوصات عصبية بسبب المهام التي تقع على عاتقي"، منوها إلى أن "التقدم في العمر يزيد من الحكمة لدى الإنسان".
وأوضح أنه "خضع لثلاثة فحوص عصبية مكثفة ومتواصلة" أجراها طبيب أعصاب، كان آخرها "في فبراير" وتظهر "أنه في حالة جيدة".
وأضاف "أنا بخير. قدراتي العصبية يجري اختبارها يوميا" من خلال "القرارات التي أتخذها كل يوم".
وحول ماذا كانت نائبته، كامالا هاريس، مؤهلة لتسلم منصب رئاسة الولايات المتحدة، حيث تكرر اسمها مرارا في الآونة الأخيرة كمرشحة بديلة لبايدن، قال الرئيس الأميركي: "لم أكن لأختارها لتكون نائبة لي لو لم تكن مؤهلة لذلك"، وزاد أن "هاريس ممتازة، وهي مؤهلة لأن تكون رئيسة".
وارتكب بايدن هفوته الثانية في المؤتمر الصحفي، الخميس، عندما تحدث عن نائبته كامالا هاريس باسم "ترامب"، في انتكاسة جديدة للمرشح الديمقراطي الذي يتعرض لضغوط متزايدة للانسحاب من السباق الرئاسي بسبب مخاوف بشأن صحته الذهنية.
وردا على سؤال عما إذا كان بإمكان هاريس التغلب على ترامب إذا قرر الرئيس الديمقراطي عدم الترشح مجددا، قال بايدن لمراسل رويترز "لم أكن لأختار نائبة الرئيس ترامب لتكون نائبة للرئيس إذا لم أكن أعتقد منذ البداية أنها مؤهلة لتكون رئيسة لهذا السبب اخترتها".
ولكنه عاد ليكرر أنه "من المهم تهدئة المخاوف" بشأن ترشيحه.
وقبل هفوته بالحديث عن "هاريس-ترامب"، زل بايدن في الحديث خلال المؤتمر الصحفي للناتو في واشنطن بتقديمه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على أنه "الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين"، قبل أن يعود لمنصة الخطاب مباشرة ويصحح خطأه.
وقال مخاطبا الحاضرين في القمة: "والآن، أترك الكلام لرئيس أوكرانيا الذي يتمتع بقدر كبير من الشجاعة والتصميم. سيداتي، سادتي، إليكم الرئيس بوتين". لكن سرعان ما صحح بايدن هفوته، قائلا "تركيزي منصب بشدة على هزيمة الرئيس بوتين".
بايدن صحح ذكر اسم زيلنسكي بشكل مباشر خلال المؤتمر الصحفيوأوضح بايدن في مؤتمره الصحفي عقب اجتماعات "الناتو" أنه "استدرك مباشرة" بالتصحيح عندما تحدث عن "زيلينسكي وبوتين" وأنه تمكّن من ذكر خمسة شخصيات أخرى بشكل صحيح لدى تقديمها للحاضرين، مشددا على أن قمة الناتو في واشنطن كانت "ناجحة بشكل لا يصدق".
وأضاف أن الكثير من رؤساء الدول "قدموا الشكر له" لأنه "كان السبب في جمعهم معا".
ودافع المستشار الألماني، أولاف شولتس، الخميس، عن بايدن وقال ردا على سؤال من الصحفيين عن الواقعة: "زلات اللسان تحدث، وإذا راقبت الجميع دائما، فستجد ما يكفي منها".
وأضاف "لكن هذا لا يغير أي شيء مما قاله الرئيس الأميركي بوضوح شديد في خطابه".
وأعاد بايدن التركيز على جهود إدارته، والتي ساهمت في الحفاظ على "أهم وأكبر اقتصاد في العالم"، مؤكدا أن "التضخم في الولايات المتحدة ينخفض وسيعمل على استمرار الخفض في الأسعار".
وقال إنه "سيستمر في التحرك وإحراز تقدم كبير في الولايات المتحدة والطبقة العاملة التي تحتاج إلينا".
وأكد بايدن أنه سيبقى مستعدا للتعامل مع الرئيسين الروسي، بوتين، والصيني، شي جينبينغ، حتى خلال فترة ولاية ثانية.
وقال بايدن: "أنا مستعد للتعامل معهما الآن وبعد ثلاث سنوات من الآن... لا يوجد أي زعيم عالمي لست مستعدا للتعامل معه".
جهود وقف إطلاق النار في غزةوأعلن بايدن أن إدارته تحرز تقدما نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بعد تسعة أشهر على النزاع الذي اندلع إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل.
وقال للصحفيين إن إسرائيل وحركة حماس قبلتا بالإطار الذي طرحه لوقف إطلاق النار في غزة، لكنه أضاف أنه لا تزال هناك فجوات يتعيَّن سدها.
وتابع بايدن في المؤتمر الصحفي "هذا الإطار مقبول الآن من كل من إسرائيل وحماس. ولذلك أرسلت فريقي إلى المنطقة لصياغة التفاصيل".
ومضى يقول: "هذه قضايا صعبة ومعقدة. لا تزال هناك فجوات يتعين سدها. نحن نحرز تقدما. الاتجاه إيجابي. أنا مصمّم على إنجاز هذا الاتفاق ووضع نهاية لهذه الحرب، التي يجب أن تنتهي الآن".
وأعاد التذكير أنه منذ بداية الحرب في غزة "زار إسرائيل والتقى بالرئيس (المصري عبدالفتاح) السيسي، وبملك الأردن (عبدالله الثاني) للعمل على إيصال المساعدات اللازمة".
وأكد أن إدارته "عملت مع الشركاء العرب على خطة ما بعد الحرب في غزة والتي يجب أن تخلو من أي احتلال إسرائيلي وإتاحة المجال أمام إدخال ما يلزم هناك".
ولم ينكر أن إسرائيل "كانت أقل تعاونا في بعض الأحيان"، وأضاف "هناك أشياء كثيرة كنت أتمنى لو تمكنت من إقناع الإسرائيليين بفعلها"، مؤكدا أنه يدعم محاولات إسرائيل لهزيمة مسلحي حماس في غزة لكن "الوقت حان لإنهاء هذه الحرب".
الناتو وأوكرانيا بايدن يؤكد أهمية حلف الناتو للجميعوأكد الرئيس الأميركي على أهمية "تحالف الناتو الذي يضم دولا حرة"، مشيرا إلى أن "الهجوم على طرف يعني الهجوم على الجميع".
ويرى أن "وجود حلف شمال أطلسي قوي" هو "ضرورة لأمن الولايات المتحدة والالتزام بالبند الخامس التزام مقدس".
وأعلن الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة "لا يمكنها الانسحاب" من دورها الريادي في العالم.
وقال: "سلفي أوضح أنه ليس ملتزما" تجاه حلف "الناتو"، وذلك في هجوم مباشر ضد ترامب.
وتابع أن حلفاء الولايات المتحدة أخبروه في قمة حلف شمال الأطلسي بأن ولاية رئاسية جديدة لترامب ستكون "كارثة".
وقال بايدن: "لم أسمع أيا من حلفائي الأوروبيين يأتون إلى هنا ويقولون 'جو، لا تترشح' ما أسمعهم يقولونه هو 'عليك أن تفوز. لا يمكنك السماح لهذا الرجل بالتقدم. سيكون كارثة'".
وذكر بأن روسيا كانت تنوي غزو أوكرانيا، وهو ما حذر منه "قبل الغزو بأشهر وحذرنا العالم من أن الغزو وشيك".
وأضاف أن "الشعب الأوكراني قاوم الغزو الروسي وأن كييف لا تزال حرة"، مكررا تحذيره بأن "بوتين لن يتوقف عند أوكرانيا إذا انتصر في الحرب".
وردا على استفسار حول طلب أوكرانيا السماح لها بضرب أهداف في داخل روسيا، قال بايدن: "سمحنا لكييف استخدام الأسلحة الأميركية" وتوجهيها نحو "أهداف قريبة المدى"، وبما يحقق أفضل "استخدام للأسلحة التي لديها"، وتحسين قدرة "أوكرانيا الدفاعية".
وطالب زيلينسكي دول حلف شمال الأطلسي برفع "كل القيود" المفروضة على بلاده لاستهداف الأراضي الروسية بأسلحة غربية، وقال في "إذا أردنا أن نفوز، إذا أردنا أن ننتصر، إذا أردنا إنقاذ بلادنا والدفاع عنها، علينا أن نرفع كل القيود".
وتفرض دول عدة في حلف الاطلسي قيودا على استخدام أسلحة ترسلها إلى أوكرانيا.
ويحظر بعض هذه الدول، مثل إيطاليا، أي استخدام لهذه الاسلحة على الاراضي الروسية. وتحصر دول أخرى، مثل الولايات المتحدة، استخدام أسلحتها في ضربات على أهداف عسكرية مشروعة، ضمن عمق محدود داخل أراضي روسيا.
وتواظب كييف على المطالبة بأن يجاز لها استخدام صواريخ غربية بعيدة المدى لقصف أهداف في العمق الروسي.
وأقرت دول الحلف الأربعاء في بيان مشترك بأن أوكرانيا تسلك "طريقا لا عودة عنه" نحو انضمامها إلى الناتو.
تعهد قادة دول حلف شمال الأطلسي الأربعاء منح أوكرانيا مساعدات عسكرية بقيمة 40 مليار يورو على الأقل "خلال العام المقبل" لمساعدتها في القتال ضد روسيا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة حلف شمال الأطلسی الرئیس الأمیرکی المؤتمر الصحفی فی واشنطن بایدن فی فی غزة على أن
إقرأ أيضاً:
بوتين يرفض التفاوض مع زيلينسكي وصواريخ من إسرائيل لأوكرانيا
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -أمس الثلاثاء- أن بلاده مستعدة للتفاوض لإنهاء النزاع في أوكرانيا، مستبعدا التحدث مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في حين ذكر موقع أكسيوس أن الجيش الأميركي نقل 90 صاروخا اعتراضيا من إسرائيل إلى بولندا لتسليمها لأوكرانيا.
فقد قال بوتين "إذا أراد (زيلينسكي) المشاركة في المفاوضات، سأختار أشخاصا للمشاركة فيها" واصفا زيلينسكي بأنه "غير شرعي" لأن ولايته الرئاسية انقضت خلال الأحكام العرفية المفروضة.
ورد الرئيس الأوكراني بالقول إن بوتين يخشى المفاوضات ويستخدم "حيلا خبيثة" لإطالة أمد الحرب المستمرة منذ نحو 3 سنوات.
وأضاف زيلينسكي أن هناك فرصة لتحقيق "سلام حقيقي" لكن زعيم الكرملين يحبط جهود وقف القتال، وقال "اليوم، أكد بوتين مرة أخرى أنه يخشى المفاوضات ويخشى القادة الأقوياء ويفعل كل ما في وسعه لإطالة أمد الحرب".
وفي ذات السياق، قال زيلينسكي -في مقابلة مع قناة فوكس نيوز- إن أوكرانيا بحاجة إلى ضمانات أمنية أوسع، وإن بوتين لا يخاف من أوروبا، وحث ترامب على الوقوف إلى جانب أوكرانيا.
ولا مؤشرات تدل على احتواء التصعيد في النزاع على الرغم من تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتوصل إلى هدنة سريعة عند توليه سدّة الرئاسة.
إعلانوتحذر كييف من مغبة استبعادها من أي محادثات سلام، متهمة بوتين بأنه يحاول "التلاعب" بترامب.
هجوم أوكرانيميدانيا، أفاد مسؤولون ووسائل إعلام -اليوم- أن أوكرانيا شنت موجات من الهجمات بطائرات مسيرة مستهدفة منشآت نفط وطاقة في الأجزاء الغربية من روسيا خلال الليل.
وقال حاكم المنطقة الواقعة شرقي موسكو -عبر تطبيق تليغرام- إن حطام مسيرة تسبب في اندلاع حريق بمنشاة صناعية في كستوفو بمدينة نيغني نوفغورود. وأضاف "لا يوجد ضحايا وفقا للبيانات الأولية".
وذكرت قناة بازا الإخبارية على تليغرام -والقريبة من أجهزة الأمن الروسية- أن مصفاة نفط في كستوفو اشتعلت فيها النيران.
وقال فاسيلي أنوخين حاكم منطقة سمولينسك الواقعة غرب روسيا، والمتاخمة لروسيا البيضاء، إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت مُسيرة حاولت الهجوم على منشأة للطاقة النووية.
وأضاف أن أجزاء من المنطقة تعرضت لهجوم "ضخم" بطائرات مسيرة.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أنها أسقطت أكثر من 100 مسيّرة أوكرانية فوق 9 مناطق خلال الليل، في واحد من أكبر الهجمات من نوعها ضد أراضيها منذ بداية الحرب.
وقالت الوزارة الروسية في بيان عبر تليغرام إن "أنظمة الدفاع الجوي اعترضت ودمّرت خلال الليل 104 مسيّرات أوكرانية".
وأسقط الجزء الأكبر من المُسيرات فوق مناطق كورسك وبريانسك (غرب) مع اعتراض أعداد أقل فوق سمولينسك وتفير وبيلغورود وأماكن أخرى.
وقال الجيش الأوكراني إن روسيا شنت هجوما بمسيّرة خلال الليل، مما أدى إلى إطلاق إنذارات جوية في مناطق أوكرانية عدة.
من إسرائيل إلى أوكرانيافي المقابل، قال رئيس بلدية العاصمة كييف فيتالي كليتشكو اليوم إن حطام مسيرة روسية سقط بالقرب من محطة مترو في منطقة دارنيتسكي في كييف، مشيرا إلى توجه خدمات الطوارئ إلى الموقع.
وفي سياق آخر، قال موقع أكسيوس أمس إن جيش الولايات المتحدة نقل خلال أسبوع 90 صاروخا اعتراضيا من طراز باتريوت من إسرائيل إلى بولندا، بغرض تسليمها إلى أوكرانيا.
إعلانونقل هذا الموقع الأميركي -عن 3 مصادر لم يسمها، وصفها بـالمطلعة على العملية- القول إن هذه أهم عملية تسليم أسلحة من إسرائيل إلى أوكرانيا منذ الحرب الروسية قبل ما يقرب من 3 سنوات.
وقد أقالت الحكومة الأوكرانية نائب وزير الدفاع المسؤول عن مشتريات الأسلحة أمس، وسط تصاعد النزاعات بين مسؤولي الوزارة بشأن قضايا متعلقة بالتسلح كان انعكاسها سلبيا على وضع الجيش.
وتسعى أوكرانيا منذ أشهر لإجراء إصلاحات على عملية شراء الأسلحة، في ظل فضائح فساد ونقص مزمن في ذخائر الجنود الذين يعانون على الجبهات أمام القوات الروسية.
والأسبوع الماضي، كتب وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف على فيسبوك أنه قرر إقالة نائبه دميترو كليمنكوف، مضيفا أن الأخير "فشل" في ضمان إمداد الجنود بالذخيرة "في الوقت المناسب". وأكد مجلس الوزراء هذه الإقالة الثلاثاء.
ومنذ أكثر من عام، تواصل أوكرانيا خسارة الأراضي لصالح القوات الروسية في ساحة المعركة بسبب النقص المزمن في العدد والذخائر.