لبنان ٢٤:
2024-12-28@02:33:36 GMT

إيران والمقايضة الصعبة: لبنان مقابل الخليج

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

إيران والمقايضة الصعبة: لبنان مقابل الخليج

كتب طوني عيسى في" الجمهورية":ثمة أسئلة يطرحها البعض عن اللغز الذي سمح بنمو دور «حزب الله» وإيران في لبنان تصاعدياً وبسهولة، إلى حد انهيار جبهة الخصوم الداخليين، عملياً. وتتركز هذه الأسئلة خصوصاً على الأسباب التي أدت إلى هذا الانهيار، بعدما كانت الساحة اللبنانية تحافظ على توازن دقيق بين القوى المحلية والإقليمية طوال عشرات السنين.


المطلعون يقولون إن إيران تمكنت من تدعيم حضورها في لبنان، فبات حلفاؤها يمتلكون الجزء الأكبر من السلطة، نتيجة تراجع الأدوار التي تؤديها القوى العربية ذات النفوذ في لبنان، ولاسيما المملكة العربية السعودية ومصر. فالتحولات التي شهدتها المنطقة العربية على مدى عقود أدت إلى تبدل الأولويات لدى القوى العربية النافذة فباتت مصالحها وضروراتها الأمنية هاجسها الأساسي، وبات لبنان في درجة متأخرة على سلم الاهتمام.
أولوية المصريين اليوم هي الخروج من مأزق غزة، لكنهم يعيشون هواجس الاضطراب مع الجوار السوداني والليبي والأثيوبي وبذلك أصبح الاهتمام بالملف اللبناني في درجة أكثر تأخراً. وأما السعوديون فيتصرفون وفقاً لمقتضيات براغماتية. وإذ أدركوا أن الخطر الأكبر الذي يهدّدهم يكمن في الخاصرة اليمنية، سارعت قيادتهم الجديدة إلى تطويق هذا الخطر الذي يهددهم، والمنظومة العربية الخليجية بأسرها، باعتماد سياسة صفر مشكلات مع إيران والنأي بالنفس عن الصراع الشرس بين الولايات المتحدة وإيران.
وهذه السياسة قادت إلى انفتاح على المحور الشرقي، جرت ترجمته باتفاق بكين الذي أحدث انقلاباً في العلاقة بين الرياض وطهران وفي الرؤية السعودية للعالم. اليوم، يريد السعوديون إبعاد أصابع طهران عن الخليج العربي، ما يتيح للمملكة أن تتقدم في مسار الانفتاح والازدهار نحو الحلم الاقتصادي والسياسي الذي تعمل قيادتها  الشابة لتحقيقه. وهذه الأولوية تستدعي مناخاً توافقياً مع إيران يسمح بوقف تورطها في الشؤون الخليجية الداخلية.
البعض يقول: بناءً على هذا المناخ، يصبح بديهياً أن يترك الخليجيون لإيران هامشاً آخر للتحرك والتوسع في مناطق أخرى من الشرق الأوسط والعالم العربي، ومنها لبنان. ولكن بعض المطلعين يحذرون من أن هذا التصور فيه شيء من المبالغة. فصحيح أن المملكة تريد إبعاد خطر إيران عن الخليج كأولوية مطلقة للتمكن من المضي في طريق الأمن والازدهار الدائمين، إلا أن أي مقايضة لم تعقد مع الإيرانيين، تقضي بإعطائهم دوراً أكبر في لبنان، مقابل عدم تورطهم في دول الخليج. وفي رأي هؤلاء، أن العامل الأساسي في توسع نفوذ إيران في لبنان والإقليم لا يعود أساساً إلى تراجع دور القوى العربية التقليدية، بل إلى الانتصارات التي حققها حلفاء إيران في المعارك التي خاضوها، من العراق وسوريا إلى غزة ولبنان، والتي نجحوا في تثميرها لتكريس النفوذ سياسياً وعسكرياً.
وفي أي حال، استفادت إيران من واقع الإرباك الذي يعيشه الإسرائيليون والأميركيون في التعاطي مع ملفها النووي ونفوذها الإقليمي. ففيما يهدد بنيامين نتنياهو بتسديد الضربات في عمق إيران ويطلب شراكة الولايات المتحدة في هذا الشأن، فإن واشنطن فضلت عدم التورط في المغامرة، في عهد دونالد ترامب وطبعاً في عهد جو بايدن. وهذا الإرباك يسمح لطهران بأن تمضي في تدعيم نفوذها. وبعد الحرب في غزة وجنوب لبنان، لن تمر أي تسوية في الملفين إلا ممهورة بالتوقيع الإيراني.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان

إقرأ أيضاً:

«الفارس الشهم 3» توزّع كسوة الشتاء على 350 أسرة في غزة

تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها الإنسانية والإغاثية لدعم سكان قطاع غزة عبر عملية «الفارس الشهم 3»، التي تهدف إلى تقديم الدعم الإغاثي للعائلات النازحة وتوفير مقومات الحياة الأساسية لهم.

شملت المساعدات الأخيرة تقديم الملابس الشتوية وطرود غذائية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في مخيمات النزوح بدير البلح في وسط القطاع. كما شاركت العملية في الاحتفال بعيد الميلاد مع الأطفال في كنيسة «دير اللاتين»، وقدمت إليهم الأغطية الشتوية لإعانتهم على مواجهة برد الشتاء، ما أدخل السرور والأمل إلى قلوبهم في ظل الظروف الصعبة.

وفي إطار الجهود الإنسانية المستمرة، وزعت عملية «الفارس الشهم 3» الكسوة الشتوية على 350 أسرة نازحة في مركز إيواء نخيل الزوايدة، سعياً لتخفيف معاناتهم جراء البرد في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.

كما تواصل العملية دعم تكية «عماد الخير» لتوفير الاحتياجات الغذائية اليومية لأكثر من 1000 أسرة في 9 مخيمات نزوح، وذلك لضمان وصول الدعم الغذائي اليومي وتخفيف العبء عن النازحين.

كما قدمت عملية «الفارس الشهم 3» طروداً غذائية لكافة الأسر النازحة في مخيم الرحمة والبالغ عددها 302 أسرة، لدعمهم في ظل المجاعة التي تهدد حياة سكان القطاع.

مقالات مشابهة

  • يونيفيل: بلدة الخيام الوحيدة التي أخلتها إسرائيل وانتشر فيها الجيش اللبناني
  • الجامعة العربية تحذر إيران من تأجيج الفتن ونشر الفوضى في سوريا
  • «الفارس الشهم 3» توزّع كسوة الشتاء على 350 أسرة في غزة
  • الجامعة العربية تدعم سوريا ضد إيران رغم المواقف المتحفظة لبعض الدول   
  • الجامعة العربية تصعد لهجتها مع إيران: تصريحاتكم تؤجج الفتن في سوريا
  • «التعاون الخليجي» يرفض التدخل في شؤون سوريا و«الجامعة العربية» تصعّد لهجتها ضد إيران
  • “يونيفيل” تعبر عن قلقها إزاء الضرر الذي تسببه قوات العدو الصهيوني في جنوب لبنان
  • وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الاستثنائي الـ (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج
  • وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الاستثنائي الـ46 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية
  • مصدر ديبلوماسي: لضرورة انتخاب رئيس يحفظ سيادة لبنان وأمنه واستقراره