لبنان ٢٤:
2025-01-30@05:42:16 GMT

إيران والمقايضة الصعبة: لبنان مقابل الخليج

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

إيران والمقايضة الصعبة: لبنان مقابل الخليج

كتب طوني عيسى في" الجمهورية":ثمة أسئلة يطرحها البعض عن اللغز الذي سمح بنمو دور «حزب الله» وإيران في لبنان تصاعدياً وبسهولة، إلى حد انهيار جبهة الخصوم الداخليين، عملياً. وتتركز هذه الأسئلة خصوصاً على الأسباب التي أدت إلى هذا الانهيار، بعدما كانت الساحة اللبنانية تحافظ على توازن دقيق بين القوى المحلية والإقليمية طوال عشرات السنين.


المطلعون يقولون إن إيران تمكنت من تدعيم حضورها في لبنان، فبات حلفاؤها يمتلكون الجزء الأكبر من السلطة، نتيجة تراجع الأدوار التي تؤديها القوى العربية ذات النفوذ في لبنان، ولاسيما المملكة العربية السعودية ومصر. فالتحولات التي شهدتها المنطقة العربية على مدى عقود أدت إلى تبدل الأولويات لدى القوى العربية النافذة فباتت مصالحها وضروراتها الأمنية هاجسها الأساسي، وبات لبنان في درجة متأخرة على سلم الاهتمام.
أولوية المصريين اليوم هي الخروج من مأزق غزة، لكنهم يعيشون هواجس الاضطراب مع الجوار السوداني والليبي والأثيوبي وبذلك أصبح الاهتمام بالملف اللبناني في درجة أكثر تأخراً. وأما السعوديون فيتصرفون وفقاً لمقتضيات براغماتية. وإذ أدركوا أن الخطر الأكبر الذي يهدّدهم يكمن في الخاصرة اليمنية، سارعت قيادتهم الجديدة إلى تطويق هذا الخطر الذي يهددهم، والمنظومة العربية الخليجية بأسرها، باعتماد سياسة صفر مشكلات مع إيران والنأي بالنفس عن الصراع الشرس بين الولايات المتحدة وإيران.
وهذه السياسة قادت إلى انفتاح على المحور الشرقي، جرت ترجمته باتفاق بكين الذي أحدث انقلاباً في العلاقة بين الرياض وطهران وفي الرؤية السعودية للعالم. اليوم، يريد السعوديون إبعاد أصابع طهران عن الخليج العربي، ما يتيح للمملكة أن تتقدم في مسار الانفتاح والازدهار نحو الحلم الاقتصادي والسياسي الذي تعمل قيادتها  الشابة لتحقيقه. وهذه الأولوية تستدعي مناخاً توافقياً مع إيران يسمح بوقف تورطها في الشؤون الخليجية الداخلية.
البعض يقول: بناءً على هذا المناخ، يصبح بديهياً أن يترك الخليجيون لإيران هامشاً آخر للتحرك والتوسع في مناطق أخرى من الشرق الأوسط والعالم العربي، ومنها لبنان. ولكن بعض المطلعين يحذرون من أن هذا التصور فيه شيء من المبالغة. فصحيح أن المملكة تريد إبعاد خطر إيران عن الخليج كأولوية مطلقة للتمكن من المضي في طريق الأمن والازدهار الدائمين، إلا أن أي مقايضة لم تعقد مع الإيرانيين، تقضي بإعطائهم دوراً أكبر في لبنان، مقابل عدم تورطهم في دول الخليج. وفي رأي هؤلاء، أن العامل الأساسي في توسع نفوذ إيران في لبنان والإقليم لا يعود أساساً إلى تراجع دور القوى العربية التقليدية، بل إلى الانتصارات التي حققها حلفاء إيران في المعارك التي خاضوها، من العراق وسوريا إلى غزة ولبنان، والتي نجحوا في تثميرها لتكريس النفوذ سياسياً وعسكرياً.
وفي أي حال، استفادت إيران من واقع الإرباك الذي يعيشه الإسرائيليون والأميركيون في التعاطي مع ملفها النووي ونفوذها الإقليمي. ففيما يهدد بنيامين نتنياهو بتسديد الضربات في عمق إيران ويطلب شراكة الولايات المتحدة في هذا الشأن، فإن واشنطن فضلت عدم التورط في المغامرة، في عهد دونالد ترامب وطبعاً في عهد جو بايدن. وهذا الإرباك يسمح لطهران بأن تمضي في تدعيم نفوذها. وبعد الحرب في غزة وجنوب لبنان، لن تمر أي تسوية في الملفين إلا ممهورة بالتوقيع الإيراني.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان

إقرأ أيضاً:

عراضات حزب الله توتّر الاجواء.. واستنفار مقابل يثير القلق

لم تمر "العراضات" التي قام بها "جمهور" حزب الله وحركة أمل مرور الكرام، خصوصاً لجهة الاستفزازات التي جرت في مناطق عين الرمانة وفرن الشباك وزحلة والجديدة.
وأشارت المعلومات الى ان استنفاراً حزبياً كبيراً سجل في المناطق خوفاً من اي تدهور دراماتيكي في الاحداث، في حين ان اتصالات القيادات السياسية لا سيما في حزبي الكتائب والقوات اللبنانية لم تتوقف مع القادة الامنيين والسياسيين في البلاد لضبط الوضع اولا، ووقف الاعمال الاستفزازية ثانياً، مشددين على ان هكذا أفعال لا يمكن القبول بها بعد اليوم وهي لن تؤدي الا الى مزيد من التوتر والضغط في الشارع والاخلال بالامن، و"هذا أمر مرفوض اليوم وليس في محله" على حد ما قال احد المصادر الحزبية لـ"لبنان 24".
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • شيخ العربية الذي حذر من تغييب الفصحى وسجن لمعارضته إعدام سيد قطب
  • إيران لم تيأس بعد من نجاح مشروعها
  • أسعار العملات العربية والأوروبية اليوم الأربعاء مقابل الجنيه المصري
  • سعر الريال السعودي والعملات العربية مقابل الجنيه المصري بالبنوك
  • مرشد الثورة في إيران: غزة أركعت الكيان الصهيوني المدجج بالسلاح والمدعوم أمريكا
  • رستم اطلع السفير السعودي على الاوضاع الصعبة لمستشفى رفيق الحريري ومعاناة الموظفين
  • عراضات حزب الله توتّر الاجواء.. واستنفار مقابل يثير القلق
  • أسعار العملات العربية والأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 28 يناير 2025
  • الأمين العام لحزب الله: نشكر العراق على الدعم الذي قدمه إلى لبنان
  • رئيس الأكاديمية العربية يستقبل قنصل عام لبنان بالإسكندرية