كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": التحرك الذي تقوده قوى المعارضة لتسويق خريطة الطريق التي رسمتها لإخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم بانتخاب رئيس للجمهورية، لن يحقق الأهداف المرجوة منه بإعادة خلط الأوراق، وصولاً إلى تبني الأكثرية النيابية لاقتراحيها لإحداث خرق يسهل انتخابه، بمقدار ما أنه سيلتحق بما سبقه من المبادرات التي حظيت بمباركة سفراء اللجنة «الخماسية»، لعلها تسهم في تسهيل الانتخاب، وهذا ما أبلغته اللجنة أثناء استقبالها وفد المعارضة.


ولعل السبب يكمن في أن الظروف المحلية والخارجية ليست ناضجة للآن لوضع انتخاب الرئيس على نار حامية، وتبقى عالقة على الجهود الدولية والعربية للتوصل إلى وقف النار على الجبهة الغزاوية وانسحابه على جنوب لبنان، رغم أن الكتل النيابية تُجمع على تأييدها للحوار، وإن كان لكل منها طريقته في الترويج له.
وتبقى الاستراحة القسرية التي أعطتها لجنة سفراء «الخماسية» لنفسها بمثابة الدليل القاطع، على الأقل في المدى المنظور، على أن هناك صعوبة في إخراج انتخاب الرئيس من ثلاجة الانتظار، وهي تترقب حالياً إمكانية إحداث خرق لتعاود تشغيل محركاتها، وربما مع حلول الشهر المقبل، الذي تنظر إليه مصادر دبلوماسية غربية على أنه يشكل محطة لتزخيم الاتصالات لفك أسر انتخاب الرئيس من الحصار الذي يمنع انتخابه، وتتعاطى معه، كما تقول لـ«الشرق الأوسط»، على أنه يمنح فرصة للنواب، قد تكون الأخيرة، لتهيئة الظروف لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وإلا سيطول أمد الفراغ في سدة الرئاسة الأولى إلى ما بعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل.
فوفد المعارضة المكلف لقاء الكتل النيابية والنواب المستقلين، يحرص على الوقوف على رأيهم من خريطة الطريق التي أعدتها لإزالة العقبات التي تؤخر انتخاب الرئيس، ويتولى تدوين ما لديهم من ملاحظات من دون أن يجيب عليها، ربما إلى ما بعد الانتهاء من لقاءاته التي يُفترض أن تشمل كتلة نواب «التنمية والتحرير» برئاسة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في حال أبدى بري رغبة في التواصل مع الوفد، بصرف النظر عن ارتفاع وتيرة تبادل الحملات السياسية بينه وبين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وهذا ما أكده مصدر نيابي بارز لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً أن تصاعد الخلاف بينهما حول منْ يدعو للتشاور أو الحوار لن يمنع التواصل المباشر، حتى لو اقتصر اللقاء على تبادل الرأي من موقع الاختلاف.
وبدا واضحاً أن وفد المعارضة يتجنّب الدخول في أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية، وهذا ما لمسته الكتل النيابية التي التقته حتى الساعة، وتردد أن السبب يكمن في أن المعارضة ما زالت على تقاطعها مع «التيار الوطني الحر» بدعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، ما دام محور الممانعة باقياً على ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية؛ وهذا ما يقطع الطريق للتوافق على تسوية أساسها التفاهم على مرشح يقف على مسافة واحدة من الجميع.
لكن النتائج الأولية للقاءات المعارضة، وإن كانت تتوخى من مبادرتها تبرئة ذمتها من التعطيل وإلصاقها بمحور الممانعة، فإنها تكمن في اتساع رقعة تباينها مع «اللقاء الديمقراطي» الذي لم يلمس أي جديد في مبادرتها، كما قال عضو «اللقاء» النائب وائل أبو فاعور، داعياً الأطراف إلى مزيد من المرونة للوصول إلى حل.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن وفد «اللقاء الديمقراطي» شدّد على وقف تقاذف المسؤوليات وتبادل التهم المؤدية إلأى تعميق الهوة بين الأطراف، ناصحاً بالتواصل مع بري لإنتاج تسوية تقود لانتخاب الرئيس، وهذا ما نصحت به أيضاً كتل «التيار الوطني الحر» و«الاعتدال» و«لبنان الجديد»، على رغم تعاطيها بإيجابية مع المبادرة.
لذلك؛ كان بري «الغائب الحاضر» في لقاءات المعارضة، وهذا ما حرص عليه نواب تكتل «لبنان القوي» على الامتناع عن التعليق عليه، وتركوا الموقف للمجلس السياسي لـ«التيار الوطني الحر» الذي أبدى تجاوبه مع اقتراحي المعارضة، داعياً في الوقت نفسه إلى تجاوز الشكليات وعدم اعتبار أي صيغة تشاورية عرفاً دستورياً جديداً في حال كانت نتيجتها مضمونة بإجراء الانتخاب.
فرئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل يوازن بين تجاوبه مع مقترحي المعارضة وبين حرصه على تفعيل علاقته ببري، التي تمر حالياً في «شهر عسل» بخلاف الحقبة الزمنية السابقة التي طغى عليها كباش سياسي غير مسبوق.
وعليه، فإن النواب المنتمين إلى المحور الوسطي، ومعهم نواب كتلتي «اللقاء الديمقراطي» و«التيار الوطني الحر،» وإن كانوا يبدون إيجابية في تعاطيهم مع مبادرة المعارضة، فإنهم يصرّون على ألّا تكون على حساب علاقتهم ببري، في حين أن عدداً من النواب المنتمين إلى «قوى التغيير» من خارج المعارضة، وعلى رأسهم ملحم خلف وإبراهيم منيمنة وبولا يعقوبيان وفراس حمدان، يميلون إلى تبني مبادرتها.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: التیار الوطنی الحر انتخاب الرئیس وهذا ما

إقرأ أيضاً:

من إسرائيل الأولى إلى إسرائيل الآخرة.. أولاً ما الذي يجري؟

يُستخدم لبيان التحوّلات الحاصلة في "إسرائيل" الآن؛ تعبيرات من قبيل "إسرائيل الأولى وإسرائيل الثانية" أو "إسرائيل القديمة وإسرائيل الجديدة"، إلا أنّ هذه التعبيرات، قد توحي بالتجدد والحيوية والاستمرارية، حتى وإن لم يقصد المتحدثون ذلك، فالثانية قد يتبعها ثالثة فرابعة، والجديدة قد توحي بأنّها تجديد للذات على الأصول الأولى، بيد أنّ التعبير الأدق، الذي يكشف عن عمق التحوّلات الحاصلة في الكيان الإسرائيلي، هو وصف "إسرائيل" الراهنة أنّها في طور النزوع نحو "إسرائيل الآخرة" أي تلك التي لا نسخة أخرى من "إسرائيل" بعدها.

حمت "إسرائيل" نفسها، بإنتاج مجتمع متجانس بالرغم من التعددية غير الطبيعية في أساسه وتكوينه، بحكم أنّه مجتمع مصطنع بالكامل؛ قوامه المهاجرون المستدعون من بلاد شتّى لا جامع بينها إلى فلسطين، فلا يربطهم إلا الأيديولوجيا الصهيونية، أو المصالح الاقتصادية المضمونة لهم في فلسطين.هذا الوعي بـ "إسرائيل" المتحوّلة الذي تجدّد أمس بقوّة، بعد اقتحام عناصر من التيار الديني القومي في "إسرائيل" لمعتقل معسكر "سديه تيمان" في النقب، لحماية عدد من الجنود الإسرائيليين من التوقيف من النيابة العسكرية الإسرائيلية بتهمة الاعتداء الجنسي العنيف (بعصا) على معتقل فلسطيني، ثمّ تاليًّا اقتحام هؤلاء لقاعدة عسكرية إسرائيلية في "بيت ليد" لتخليص الجنود من المحكمة العسكرية التي في القاعدة؛ بدأ (أي الوعي بـ "إسرائيل" المتحوّلة)، مع الاستقطاب العميق الذي ضرب المجتمع الإسرائيلي، قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مع مشروع الإصلاحات القضائية الذي دفعت به حكومة بنيامين نتنياهو، وكان يهدف إلى تقييد صلاحيات المحكمة العليا في إلغاء تشريعات الكنيست وقرارات الحكومة والمؤسسة الأمنية والعسكرية، وتضمّن محاولة لتغيير قانون "لجنة اختيار القضاة" بالنحو الذي يمنح الحكومة وأحزابها وحلفاءها القدرة على اختيار القضاة بما يُخضِع المنظومة القضائية في "إسرائيل" للسلطة السياسية.

حمت "إسرائيل" نفسها، بإنتاج مجتمع متجانس بالرغم من التعددية غير الطبيعية في أساسه وتكوينه، بحكم أنّه مجتمع مصطنع بالكامل؛ قوامه المهاجرون المستدعون من بلاد شتّى لا جامع بينها إلى فلسطين، فلا يربطهم إلا الأيديولوجيا الصهيونية، أو المصالح الاقتصادية المضمونة لهم في فلسطين. حماية "إسرائيل" لنفسها من نفسها، استندت إلى نظام قضائي مستقلّ، فوق السلطتين السياسية والتشريعية (وهو مستقلّ فقط فيما يخصّ الإسرائيليين)، وجيش مهني احترافي، وفّر الإحساس بالأمن لمجتمع غريب في منطقة معادية له بالكامل، وهذا الجيش بالإضافة إلى دعاية التفوق والقدرة العالية على الردع التي صنعها لنفسه في وعي جمهوره، وكذلك في وعي المنطقة والعالم، كان "وعاء الصهر" الفائق الذي يعيد إنتاج الأفراد غير المتجانسين والشرائح الاجتماعية والتيارات الأيديولوجية المتباينة في قالب واحد بالانتظام في الجيش، وبهذا صار الجيش العمود الفقري الذي تقوم عليه بنية الكيان، وفوق السياسة وتحولاتها.

إخضاع السلطة القضائية للسلطة السياسية، يعني هدمًا لواحد من أعمدة التماسك الإسرائيلي، فالنظام السياسي في "إسرائيل" برلماني من شأنه أن يلغي المسافة بين السلطة التشريعية والتنفيذية، لاسيما وبرلمانه من غرفة واحدة، ولأن اليمين يعتقد بأنّه يفوز ولا يحكم، لكون بعض مؤسسات الدولة كالقضاء والنخبة العالية في قيادة الجيش والأمن وفي الاقتصاد، أكثر ميلاً للعلمانية الليبرالية، ومتصلة بالجذور اليسارية القديمة للدولة، فقد وجد فرصته (أي المين المتحالف مع نتنياهو) في هذه الحكومة لتحويل هويّة الكيان ولمرّة واحدة، وبما يخدم المصالح التخادمية الانتهازية بين أطراف التحالف اليمني الحاكم الحالي، المكوّن من ثلاثة تيارات أساسية (اليمينية القومية العلمانية بنسختها القديمة ممثلة في الليكود، والتيار الديني القومي، والتيار الحريدي، مع وجود تمثّلات للتيار الديني القومي داخل الليكود نفسه)، وثمة أحزاب يمينية معارضة لتحالف نتنياهو، فصار الصراع مركّبًا؛ طبقيًّا واجتماعيًّا وأيديولوجيًّا وسياسيًّا، ولذلك حذّر معارضو نتنياهو من أنّ "إسرائيل" تمضي نحو حرب أهلية! وصعد الحديث يومها عن "عقدة العقد الثامن"!

ثمّة جانب خطير آخر، بإخضاع القضاء للسلطة السياسية، إذ تفقد "إسرائيل" دعايتها الخارجية، من حيث كون قضائها المستقل كفيلاً بمعالجة ما يُتهم به جنودها من جرائم وانتهاكات بحقّ الفلسطينيين، وهي بمثل هذه الدعاية لم تميّز نفسها فقط بكونها امتدادًا للحضارة الغربية وسط "غابة من البرابرة"، ولكنها أيضًا حمت جنودها وضباطها من الملاحقة القانونية الدولية، إلا أنّ جعل السلطة القضائية جزءًا من السلطة السياسية يعني توفير الإمكان لا لملاحقة الجنود والضباط بوصفهم أفرادًا اقترفوا جرائم فحسب، بل وملاحقة مؤسسة الجيش نفسها التي هي قوام الكيان وضمانة وجوده واستمراره، ولذلك يُلاحظ أن مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، المنحاز لـ "إسرائيل"؛ طالب قضاة المحكمة بإصدار مذكرات اعتقال بحق كل من نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال، وغالنت وزير حربها، ولكنه لم يطالب بإصدار مذكرة اعتقال بحق هيرتسي هاليفي رئيس أركان الجيش، في حين أنّه جمع محمد الضيف قائد كتائب القسام إلى جانب إسماعيل هنية ويحيى السنوار في المطالبة بإصدار مذكرات اعتقال بحقهم، وهو ما يعني حرص النظام الغربي، الذي تنبثق عنه هذه المحكمة، حتى الآن؛ على حماية جيش الاحتلال!

ينبغي التأكيد هنا لغير الفلسطيني، أن القضاء الإسرائيلي المدني، والعسكري من باب أولى، خادم للمنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية فيما يتعلّق بالفلسطينيين، وموظّف بالكامل في السياسات الاستعمارية الإسرائيلية، فليس ثمّة قضاء إسرائيلي مستقلّ أصلاً في الجانب الأمني وما تعلق بحقوق الفلسطينيين، فالخلاف الإسرائيلي/ الإسرائيلي ليس في الاعتراض على إنصاف قضائي إسرائيلي للفلسطينيين (إذ لا وجود لهذا أصلاً)، ولكن أولاً لأن التغييرات القضائية جزء من مشروع تغيير هوية الكيان في سياق صراع إسرائيلي/ إسرائيلي، وثانيًا لأنّ هذا الإخضاع للقضاء يفقد "إسرائيل" تلك الدعاية الزائفة فيما يخصّ الفلسطينيين وحقوقهم.

ما أرادت أن تفعله النيابة العسكرية بتوقيف عدد من الجنود الذين اقترفوا انتهاكًا جنسيًّا مروّعًا بحقّ أسير فلسطيني، هو اصطناع شكلية قضائية لحماية هؤلاء الجنود ومؤسسة الجيش من الملاحقة القانونية الدولية، وليس انتصافًا للأسير الفلسطيني من منتهكيه (من نافلة القول إنّ هذه ليست حادثة معزولة، فالانتهاكات المريعة يومية منذ تأسيس الكيان الذي قام على التطهير العرقي، والحديث الآن عن عشرات الفلسطينيين الذين استشهدوا في سجون الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وما من أسير فلسطيني اعتقل منذ هذا التاريخ من الضفة الغربية أو قطاع غزة إلا نزعت عنه إنسانيته وعانى ضربًا مبرّحًا بنحو يوميّ، حتى داخل عيادات السجون من الأطباء والممرّضين، علاوة على تجويع الأسرى وحرمانهم من الحقوق الأوّلية كالأغطية والملابس والأدوية).

يتقاطع في مشهدية "سديه تيمان" و"بيت ليد" تآكل عموديّ القضاء والجيش، فالتيار الديني القومي، يحاول تخليص الجنود من التوقيف الشكلي من النيابة العسكرية الإسرائيلية (والذي لا يهدف كما سلف القول إلا لحمايتهم)، وفي الوقت نفسه يهاجم هذا التيار، وبدعوات من رسميين (في الكنيست والحكومة، أي حلفاء نتنياهو)، الجيش وقواعده، وهذه حادثة استثنائية غير مسبوقة في تاريخ الكيان؛ تعني أنّ الجيش لم يعد محلّ إجماع الإسرائيليين.

سبق لغابي آيزنكوت، رئيس أركان جيش الاحتلال الأسبق، وأن صرح بأن هذا التيار، التيار الديني القومي، سيدمر الجيش والشاباك بعدما سيطر على الشرطة والإدارة المدنية بالضفة، فقد سيطر على الشرطة بواسطة وزارة الأمن القومي التي شيدها نتنياهو لحليفه إيتيمار بنغفير زعيم حزب "القوة اليهودية" سليل الحركة الكهانية، وهذه الوزارة تتبع لها الشرطة، وحرس الحدود، ومصلحة السجون، والحرس الوطني الذي صُمّم خصيصًا لبنغفير وصادقت عليه حكومة الاحتلال منذ ثلاثة شهور، وقد بدأت وزارات حكومة نتنياهو صياغة القانون النهائي له، والذي سيكون قوة ميليشاوية رسمية تتمتع باستقلالية خاصة.

كما سيطر هذا التيار على الإدارة المدنية عبر الوزارة الثانية لبتسلئيل سموتريتش داخل وزارة الحرب الإسرائيلية، والتي تشرف، أي الإدارة المدنية، على احتلال الضفة الغربية، ويقودها ضابط عسكري يتبع قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، وتنظّم العلاقة الاستعمارية في ضبط الضفة الغربية مع الشرطة وجهاز الشاباك.

 ويعمل الآن على السيطرة على الشاباك والجيش، فقد تقدّم حزب الصهيونية الدينية بمشروع قانون يقيّد قدرة جهاز الشاباك على اعتقال اليهود إداريًّا، وبالنسبة للجيش باتت كتائب كاملة فيه قوامها من عناصر التيار الديني القومي، مثل "نيتسح يهودا" بالإضافة إلى صعود ضباط ينتسبون إلى هذا التيار إلى مسؤوليات عليا في الجيش، مما يخلّ بالتراتبية فيه، لانصياع هؤلاء الجنود والضباط لمرجعياتهم الدينية والحزبية، وهو ما سيقضي على الجيش في النهاية بوصفه جيشًا مهنيًّا للدولة كلها.

ساهمت ضربة تشرين الأول/ أكتوبر في إضعاف الجيش أكثر، فمنذ ذلك التاريخ، والهجوم اللفظي والدعائي، من نتنياهو وعائلته وحلفائه في التيار الديني القومي على الجيش والأمن لا يتوقف، كما كشفت الضربة عن تلك التحولات الجارية بعمق في دولة الكيان ومجتمعه، فالإجماع على الحرب وخياراتها في الشهور الأولى، تحوّل إلى استقطاب حاد حول أولويات الحرب، وملف الأسرى، وصلاحيات الجيش والشاباك، وصولاً لاقتحام معسكرات الجيش وقواعده، وفي الأثناء خوّن نتنياهو وسموتريتش المعارضين في مظاهراتهم في الشوارع، وإذا كان إيغال عمير قد قتل إسحاق رابين عام 1995 لتوقيعه اتفاقية أوسلو مع الفلسطينيين، فلماذا لا تشتبك كتائب الجيش في القادم من أيّام "إسرائيل" مع بعضها؟! أو لماذا لا يشتبك الحرس الوطني الذي يُعدّ لبنغفير مع قوى أخرى في دولة الاحتلال؟! هذا ما يخشاه الإسرائيليون وما ينتظره بعضهم بيقين!

مقالات مشابهة

  • الرئيس الفنزويلي يطالب واشنطن بعدم التدخل في شؤون بلاده الداخلية.. ما السبب؟
  • فولودين: مادورو حقق فوزاً رئاسياً مشروعاً رغم محاولات واشنطن زعزعة استقرار بلاده
  • مبادرة لبنانية لتطبيق القرار 1701 ولا ضمانات أميركية ووفد المعارضة عند ميقاتي
  • بلينكن: هناك "أدلة قاطعة" على خسارة مادورو بانتخابات فنزويلا
  • مشادة حادة بين ماسك والرئيس الفنزويلي وتحد بـنزال.. سأحملك على حمار
  • «اقتصادية حماة الوطن»: لقاءات الرئيس السيسي في العلمين الجديدة تدعم السياحة
  • عبدالله بن زايد يلتقي وزير خارجية إيران المرشح من الرئيس أمام البرلمان
  • أولمبياد باريس.. المنتخب المغربي يتأهل إلى ربع النهائي لأول مرة في تاريخه بعد الانتصار على العراق
  • أزمة تنتظر منتخب مصر بعد تحديد موعد مباراتي الرأس الأخضر وبوتسوانا
  • من إسرائيل الأولى إلى إسرائيل الآخرة.. أولاً ما الذي يجري؟