مع نقص التمويل.. نازحون في مخيمات داخل سوريا يشكون نقص المياه
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
سوريا – تفاقمت مؤخرا ظاهرة نقص المياه بمئات المخيمات شمال غربي سوريا مع توقف منظمات عن دعم خدمات المياه والصرف الصحي جراء تراجع التمويل، ما أدى إلى معاناة النازحين بالحصول على مياه الشرب.
ورد نازحون ومنظمات محلية وعاملون إنسانيون أزمة نقص المياه في المخيمات، مترافقة مع تكوم النفايات وعدم معالجة الصرف الصحي، إلى “توقف منظمات عدة عن تقديم خدماتها جراء تراجع تمويل الجهات المانحة”.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة لوكالة “فرانس برس” إن “4,1 ملايين شخص في شمال غربي سوريا يمثلون ثمانين في المئة من السكان يحتاجون إلى دعم في قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة خلال العام الحالي، لكن هذا القطاع هو الأقل تمويلا”.
وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة “يفتقر 41 في المئة من المخيمات، أي 460 من بين 1100 مخيم، إلى دعم أساسي للمياه والصرف الصحي والنظافة من الشركاء الإنسانيين”.
وتتوقع الأمم المتحدة أن “يتم قطع الخدمات عن 111 مخيما آخر بنهاية سبتمبر، ما يبرز الحاجة الملحة إلى زيادة الدعم المالي للحفاظ على العمليات الإنسانية الأساسية في المنطقة”.
وفي الربع الأول من عام 2024 “تم تلقي اثنين في المئة فقط من التمويل المطلوب للاستجابة في قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة”، وفق المصدر ذاته.
ومنذ سنوات يعتمد قاطنو المخيمات المكتظة على مساعدات غذائية وطبية ولوجستية توفرها منظمات محلية ودولية في ظل فقر مدقع.
وقال نائب المنسق الإقليمي للأزمة السورية ديفيد كاردن لوكالة “فرانس برس” إن “أوضاع المخيمات في شمال غرب سوريا يرثى لها.. سبعون في المئة منها مكتظة وتواجه العائلات في خيم مهترئة حرارة خانقة في وقت تتراكم القمامة في مخيمات لا تحظى بدعم للصرف الصحي ويمرض الأطفال”.
وتؤوي المناطق “الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية في إدلب ومحيطها أكثر من خمسة ملايين نسمة الجزء الأكبر منهم نازحون”، بحسب الأمم المتحدة.
وقال النازح حسين النعسان (30 عاما) المقيم مع زوجته وطفليه في مخيم في مدينة سرمدا شمال محافظة إدلب القريبة من الحدود التركية لوكالة “فرانس برس”: “حرمونا في السابق من السلل الإغاثية والخبز والآن يحرموننا من المياه، كما لو أنهم يحاولون قتلنا ببطء”.
وأوضح النعسان النازح منذ 11 عاما “بالنسبة إلينا المياه هي الحياة هي كل شيء”.
وتحت أشعة شمس حارقة، يروي الرجل كيف يتشارك مع ثلاث عائلات أخرى خزان مياه، يتقاسمون الانتفاع منه وثمن المياه التي ثمة حاجة ماسة إليها خلال فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة داخل الخيم المنتشرة بكثرة في المنطقة.
وأضاف: “نواجه صعوبة كبيرة في الحصول على المياه التي لا نملك ثمن شرائها بشكل منتظم بسبب قلة المساعدات وفرص العمل”.
وأبدى خشيته من أن “يؤدي انقطاع المياه والتوقف عن جمع القمامة الى انتشار الجراثيم والأمراض ومن ثم انهيار المنظومة الصحية المرهقة أساسا بعد أكثر من 13 عاما من نزاع مدمر” واصفا ذلك بـ”الكارثة الكبرى”.
وخلال زيارة ميدانية لمخيم على أطراف مدينة سرمدا شمالي محافظة إدلب، لاحظ الطبيب لدى جمعية “العطاء” المحلية فداء الحامض المسؤول عن عيادة متنقلة أن “نسبة الإصابة بالجرب في بعض المخيمات تتجاوز تسعين في المئة”.
وقال ينتج ذلك عن “نقص المياه وانتشار القمامة في الشوارع وعدم وجود شبكات صرف صحي”.
وفي مخيم قرب قرية البردقلي في ريف إدلب الشمالي تشعر أسماء الصالح (32 عاما) أنها مكبلة اليدين لصعوبة توفير حاجتها من المياه لإعداد الطعام واستحمام أطفالها الخمسة.
وتقول “لا أمتلك خزانا لحفظ المياه ولا قدرة لي على شراء واحد” مضيفة “عندما أنقطع من المياه أتوجه سيرا على الأقدام حاملة أواني فارغة لتعبئتها من الآبار القريبة”.
المصدر: “أ ف ب”
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: والصرف الصحی نقص المیاه من المیاه فی المئة
إقرأ أيضاً:
الدفاع عن الدروز.. ذريعة إسرائيل لتقسيم سوريا الجديدة.. وجنبلاط يحذر من حرب أهلية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تجمع العشرات من أبناء الطائفة الدرزية فى ساحة السيوف فى مدينة جرمانا بريف دمشق الثلاثاء الماضي، حاملين لافتات تندد بتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ، وتدعو إلى وحدة سوريا الدائمة.
وجاءت هذه الاحتجاج، وهى واحدة من عدة احتجاجات فى معاقل الدروز المختلفة فى سوريا، فى أعقاب تصريحات نتنياهو قبل أيام عندما أعلن أن إسرائيل ستمنع هيئة تحرير الشام والجيش السورى الناشئ حديثًا من التقدم إلى المناطق الواقعة جنوب دمشق.
وأصر رئيس وزراء الاحتلال على إخلاء جنوب سوريا بالكامل فى محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء من قوات النظام الجديد، مؤكدا أيضا أن إسرائيل لن "تتسامح مع أى تهديد للمجتمع الدرزى فى جنوب سوريا".
وأشار نتنياهو أيضا إلى أن القوات الإسرائيلية ستحافظ على وجودها فى الأراضى السورية التى احتلتها منذ سقوط الأسد فى ديسمبر الماضي، وهو انحراف ملحوظ عن موقف إسرائيل السابق، الذى وصف عملياتها العسكرية فى المنطقة العازلة منزوعة السلاح التى تشرف عليها الأمم المتحدة فى مرتفعات الجولان بأنها إجراء قصير الأمد يهدف إلى حماية المستوطنيين الإسرائيليين.
وفى الأسبوع الماضي، استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية مواقع متعددة فى سوريا ، بما فى ذلك موقع بالقرب من العاصمة وآخر فى محافظة درعا الجنوبية. ووفقًا لقناة سوريا التليفزيونية الرسمية ، ضربت طائرات إسرائيلية بلدة الكسوة الواقعة على بعد حوالى ٢٠ كيلومترًا جنوب دمشق، بينما ضربت موجة أخرى من الهجمات الإسرائيلية موقعًا فى محافظة درعا.
وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلى فى وقت لاحق بيانا يعترف فيه بالضربات، مشيرا إلى أنهم استهدفت مواقع عسكرية فى جنوب سوريا، بما فى ذلك مراكز القيادة ومرافق تخزين الأسلحة.
ويأتى التصعيد بعد ساعات من إدانة سوريا بشدة للأنشطة العسكرية الإسرائيلية فى جنوب البلاد ودعوتها إلى الانسحاب الفوري، كما جاء فى البيان الختامى للقمة الوطنية التى عقدت يوم الثلاثاء.
وفى نهاية الأسبوع، صعدت إسرائيل من لهجتها، محذرة الحكام الجدد فى سوريا من "إيذاء الدروز"، حيث قال وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس إنه أمر الجيش بالاستعداد للدفاع عن الطائفة الدرزية فى ضاحية جرمانا بدمشق.
"لن نسمح للنظام الإرهابى الإسلامى المتطرف فى سوريا بإيذاء الدروز. إذا أذى النظام الدروز فسوف نؤذيه نحن"، هذا ما جاء فى بيان.
العمل فى الجولان المحتل
وقالت وسائل إعلام عبرية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلى بدأ إجراءات لتنظيم دخول عمال دروز من سوريا للعمل فى مستوطنات إسرائيلية بمرتفعات الجولان.
ووفقًا للخطة، سيتم فى المرحلة الأولى استقدام عشرات العمال السوريين للعمل فى قطاعات البناء والزراعة داخل القرى الدرزية بالجولان فى إسرائيل.
وبحسب المزاعم تأتى هذه المبادرة استجابةً لطلب قدمه قادة المجالس المحلية الدرزية إلى الجيش الإسرائيلى لمساعدة أقاربهم فى الجانب السورى بعد تدهور الأوضاع هناك عقب سقوط نظام بشار الأسد.
خطة خمسية لدعم الدروز
فى غضون ذلك قال نتنياهو، إن حكومته بصدد إقرار خطة خمسية جديدة غير مسبوقة لدعم الدروز بأكثر من ٣ مليارات شيكل (٨٣٠ مليون دولار).
وقال فى منشور على منصة إكس: "سنطرح على الحكومة قرارا بشأن خطة خمسية جديدة غير مسبوقة للمجتمع الدرزي، ونحن نتحدث عن أكثر من ٣ مليارات شيكل".
وأضاف: "لم يكن هناك شيء من هذا القبيل سابقا، وهذا من شأنه أن يساهم فى تقدم المجتمع الدرزي، وسيساعد على سد الفجوات".
وأشار نتنياهو إلى أن هذه "أكبر خطة خمسية على الإطلاق للمجتمع الدرزى والشركسى فى إسرائيل".
وذكر أنه سيقدم الخطة إلى الحكومة، الأحد المقبل، حيث تشمل الأعوام من ٢٠٢٥ إلى ٢٠٢٩، دون ذكر تفاصيل أكثر.
تحذيرات جنبلاط
تأتى هذه التطورات عقب دعوة الزعيم الدرزى اللبنانى وليد جنبلاط، أبناء الطائفة فى سوريا إلى الحذر من "مكائد" إسرائيل.
وقال الرئيس السابق لـ"الحزب الاشتراكى التقدمي"، خلال مؤتمر صحفى فى منزله بالعاصمة بيروت: "على الأحرار فى جبل العرب وسوريا (الدروز) الحذر من المكائد الإسرائيلية فى سوريا".
واتهم اجنبلاط، الصهيونية بأنها تستخدم الدروز لقمع الفلسطينيين وتريد التمدد إلى جبل العرب (الدروز) فى سوريا، محذراً من حرب أهلية يسعى إليها "بعض ضعفاء النفوس". جاء ذلك فى تصريحات صحافية عقب اجتماع استثنائى عقدته الهيئة العامة للمجلس المذهبى لطائفة الموحدين الدروز فى دار الطائفة فى العاصمة بيروت، لبحث تطورات الأوضاع فى لبنان وسوريا.
وقال جنبلاط، إن "الصهيونية تستخدم الدروز جنوداً وضباطاً لقمع الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية، واليوم يريدون الانقضاض على جبل العرب فى سوريا"، وأضاف: "يريدون جرّ بعض ضعفاء النفوس. إن أهل سوريا يعلمون ماذا يفعلون، وسأذهب إلى دمشق للتأكيد على مرجعية الشام بالنسبة للدروز".
وتابع جنبلاط متحدثا عن الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحى للطائفة الدرزية بالأراضى الفلسطينية المحتلة، قائلاً: "لا يمثلنا وهو مدعوم من القوى الصهيونية"، ولفت إلى أن "هناك استجرار للبعض، وإذا ما نجح، فسيؤدى إلى حروب أهلية لا ندرى كيف ستنتهي"، وقال جنبلاط: "إذا ما قارنا المرحلة الحالية بمراحل سابقة من احتلال إسرائيلى لبيروت وغيرها من المحطات نكاد نقول إنها أخطر بكثير مما مررنا فيه".
وأضاف: "يريدون الانقضاض على جبل العرب، فإما أن نبقى على هويتنا العربية أو أن نسير بالمخطط الصهيونيّ"، من جهته أكّد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامى أبى المُنى، أنّ "الموحدين الدروز يصرّون على وحدة أوطانهم وأولها وحدة سوريا"، وقال: "لقاؤنا يهدف إلى التشديد على أن الموحدين الدروز متمسكون باندماجهم الاجتماعيّ، وهم محميّون بالمشاركة الفاعلة فى وطنهم، وحمايتم لن تكون من عدو طامع (إسرائيل)".
وشدد أبى المنى على أن الطائفة الدرزية "تعمل للمحافظة على الثوابت الوجودية، ورغم المتغيرات وعظمة التحديات، فالطائفة لن تتخلى عن ثوابتها"، واعتبر أن "على العرب مسؤولية فى التصدى للمشروع التخريبيّ، قبل فوات الأوان"، وقال أبى المنى: "نخرج من حرب مدمّرة ونحاول أن نلتقط الأنفاس فى ظل انسحاب الجيش الإسرائيلي، وما زلنا نعانى من التداعيات".
ولفت إلى أن "الموحدين الدروز فى سوريا، يعملون على بناء الدولة وحفظ الأمن فى ظل عمل إسرائيل على مخططها التوسّعيّ تحت ذريعة حمايتهم".
ويعتبر الدروز من الأقليات فى سوريا، إذ تبلغ نسبتهم نحو ٣٪ من مجموع السكان، كما يطلق عليه "الموحدون"، ويتمركز دروز سورية فى محافظة السويداء جنوبى البلاد، إلى جانب مناطق من العاصمة دمشق وريفها، ومناطق بالقنيطرة (جنوب)، وريف إدلب (شمال).