ماذا سنجد تحت 37 مليون طن من الركام في غزّة؟
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
يمانيون – متابعات
صحيفة “الغارديان” البريطانية تنشر تقريراً لـ هانية البيومي، وهي مديرة الاستجابة لحالات الطوارئ في غزّة لدى المجموعة الاستشارية للألغام (MAG)، تتحدّث فيه عن عملية إزالة الألغام في غزّة وتفجير وتفكيك الأسلحة غير المنفجرة التي ألقاها الاحتلال على القطاع، وعن خطورة وأهمية هذه العملية الضرورية والتي تحتاج تمويلاً كبيراً.
وسط الفظائع العديدة التي تتكشّف في غزة، هناك فظائع مخفية حتى الآن، وتهدّد بإحباط الآمال في التعافي بعد فترة طويلة من توقّف سقوط القنابل على غزّة.
غزّة هي واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض. ومن المؤسف أنّ هذه المنطقة يمكن أن تصبح الآن واحدة من أكثر المناطق تلوّثاً من حيث الذخائر غير المنفجرة. وهذا إرث مميت سيودي بحياة الكثيرين وسيعرقل محاولات إعادة الإعمار لسنوات مقبلة.
أعلم ذلك، لأنه من خلال دوري كمدير الاستجابة لحالات الطوارئ في المجموعة الاستشارية للألغام (MAG)، سأكون أحد الأشخاص المكلّفين بمساعدة الزملاء أثناء إزالة القنابل غير المنفجرة التي خلّفتها وراءهم، ويتطلّب عملنا اليومي غربلة الركام ومخلّفات الحرب مرتدين دروعاً ثقيلة، ومحاولة رسم خريطة للمضي قدماً بعيداً عن الدمار والخراب.
أنا من مدينة غزة، لذا لدي مصلحة شخصية خاصة في إعادة منزلي إلى نوع ما من الحياة الطبيعية: مكان يمكن للأطفال اللعب فيه على شاطئ البحر ، ويمكن لآبائهم ممارسة حياتهم الطبيعية من دون خوف من انفجار قنبلة غير منفجرة.
لقد تمّ إطلاق مئات الآلاف من الصواريخ والقنابل اليدوية وقذائف الهاون وغيرها من الأسلحة في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، ونسبة كبيرة من تلك الأسلحة لم تنفجر، ويمكن أن تكون مدفونة أو عالقة في الأنقاض أو ملقاة على السطح.
ويتعيّن على خبراء الألغام الأرضية والذخائر المتفجّرة مثلنا، الذهاب إلى مناطق الحرب بعد أن يستقرّ الغبار، والعثور على كل واحدة من هذه الأسلحة التي يحتمل أن تكون مميتة. وفي غزة، قد تكلّف عملية إعادة الإعمار المضنية والخطيرة، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، نحو 40 مليار دولار، وتستغرق أكثر من عقد من الزمن حتى تنتهي.
لا يمكننا معرفة التحدّي الذي سيواجهنا إلا عندما يسمح الوصول الآمن بإجراء مسح مناسب، ولكن من المؤكد أنّ طبيعته ستكون فريدة من نوعها. وبالمقارنة مع الصراعات الحضرية الأخيرة التي يتمتع فيها زملائي بخبرة واسعة، فمن المؤكد أنّ التلوّث في غزة سيكون أكثر تعقيداً من ذلك الذي رأيناه في العراق وسوريا، حيث خلّفت المعركة ضد تنظيم “داعش” دماراً واسع النطاق لا يزال مرئياً حتى اليوم.
لقد تمّ تدمير مناطق واسعة في العراق وسوريا بسبب استخدام الأسلحة الثقيلة، لكنّ الحجم الهائل للدمار في غزّة، والطبيعة الكثيفة للبيئة الحضرية في القطاع، ستجعل إزالة الألغام هنا صعبة للغاية.
ويزداد حجم المهمة سوءاً بسبب التنوّع الكبير في الأسلحة المنتشرة، بدءاً من الصواريخ الموجّهة بدقة وحتى نيران المدفعية والقنابل اليدوية. وهناك ما يقدّر بنحو 37 مليون طن من الأنقاض التي سيتعيّن على الخبراء غربلتها لتفجير المتفجرات؛ ثم هناك القنابل التي يتمّ إسقاطها جواً والتي يمكن دفنها على عمق 14 متراً تحت سطح الأرض. وسيتطلّب كل منها نهجاً عملياً مختلفاً، حيث سيتمّ تفجير بعضها في مكانها والبعض الآخر يتطلّب إزالة الصمامات المعقّدة والحسّاسة من قبل خبراء الذخائر المتفجّرة المدرّبين تدريباً عالياً.
في غزّة، ستكون هناك مخاطر بسبب المواد الكيميائية المنتشرة، ونعلم أنّ مواقع مثل المستشفيات ستشكّل مخاطر بيولوجية أو إشعاعية إضافية ناجمة عن المعدات الملوّثة ومعدات الأشعة. ومن المأساوي أنّ خبراء الذخائر المتفجّرة ربما سيضطرون أيضاً إلى مواجهة المهمة المؤلمة المتمثّلة في التعامل مع الرفات البشرية.
وبشأن ما سيكون مطلوباً في “اليوم الأول” بعد الحرب، يجب على الدول أن تأخذ في الاعتبار كيفية البدء في التعامل مع آثار هذا الصراع، وكلما أسرعنا في المسح وتحديد الأولويات والبدء في مهمة التطهير الخطيرة والصعبة، كلما استطعنا تأمين المرور الآمن للإغاثة الإنسانية وإعادة بناء البنية التحتية الأساسية.
بالنسبة لي، هذا أمر شخصي: لقد غادرت غزة منذ ثلاثة أشهر فقط، ولكن عائلتي لا تزال هناك، تحتمي من الصواريخ في مساكن مؤقتة مع مئات الآلاف الآخرين في خان يونس. أشعر بالقلق بشأن ما يخبّئه المستقبل لعائلتي ولأبناء وبنات إخوتي. متى سيكون لديهم منزل مرة أخرى؟ متى ستكون لديهم مدرسة للتعلّم؟ متى سيكونون قادرين على التنقّل من دون خوف؟ أفكّر باستمرار في سلامة أحبائي وآمالنا التي نفد صبرها.
وتعيّن على الدول تنفيذ إجراءات ملموسة لضمان أسرع انتعاش ممكن للشعب الفلسطيني في غزة. من السهل تحديد هذه الخطوات: وقف إطلاق النار الذي ينهي القتل ويتيح الوصول الآمن؛ وعلى المجتمع الدولي الالتزام بالتمويل والإفراج عنه في أقرب وقت ممكن.
وكلما جُعلت غزة آمنة بشكل أسرع، كلما تمكّنا من إعادة بناء مجتمعنا بشكل أسرع، وكلما تمكّنا من البدء في لملمة حطام حياتنا.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
يونيسف: أكثر من 17 مليون طفل سوداني حرموا التعليم بسبب الحرب
قالت منظمة منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" إن أكثر من 17 مليون طفل في السودان حرموا من التعليم بسبب القتال التي بدأت منذ سنة ونصف.
اقرأ ايضاًتقرير: مقتل 61 ألف شخص بولاية الخرطوم السودانية في 14 شهراوأوضح شيلدون ييت، ممثل المنظمة أن الحرب المستمرة منذ منتصف نيسان 2023 في السودان، أجبرت أطفالا على النزوح مع أسرهم 3 مرات بسبب التوسع المستمر في رقعة القتال، وحرمت أكثر من 17 مليون طفل من الالتحاق بالمدارس.
ونبه ييت إلى الأوضاع المأساوية التي يعيشها الأطفال في السودان، مؤكدا أن واحداً من كل ثلاثة أطفال يعاني من سوء التغذية.
وفي الوقت الذي حذرت اليونيسف من أن أكثر من 3.7 ملايين طفل يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية الحاد، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن واحدا من كل 6 أشخاص تلقوا علاجا في إحدى مستشفياتها بالعاصمة الخرطوم من إصابات بنيران القتال، كانوا من الأطفال.
وكشف تقريران حديثان صادران عن منظمة الصحة العالمية ولجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة عن انتهاكات عديدة ترتكب في حق الأطفال بينها الاغتصاب والحرمان من ضروريات الحياة.
في أحدث تقرير لها عن أوضاع الأطفال، قالت الأمم المتحدة إن الصراع في السودان أدى إلى زيادة مروعة في العنف ضد الأطفال، مما يؤكد الحاجة إلى تدابير حماية عاجلة وملموسة.
في يونيو الماضي، وثقت الأمم المتحدة، 2168 انتهاكا خطيرا ضد 1913 طفلا. وشملت الانتهاكات الأكثر انتشارا القتل والتشويه بمعدل 1525 حالة، وتجنيد الأطفال واستخدامهم في القتال بنحو 277 حالة خلال عام واحد.
يونسيف: حوالي 17 مليون طفل سوداني خارج المدرسة الآن بسبب الصراع الذي يشهده السودان منذ أبريل عام 2023، وأظهر مقطع فيديو بثته المنظمة على منصة "إكس" ممثلها في بورتسدان "شيلدون ييت" وهو يصف الوضع الإنساني في السودان بأنه أكبر حالة طوارئ إنسانية تتعامل معها المنظمة في العالم قائلًا… pic.twitter.com/Rso901wZgE
— التغيير الالكترونية (@altaghyeersudan) November 21, 2024
مستقبل أطفال السودان بين أيدينا. لقد حان الوقت للعمل وضمان حصولهم على الغذاء والرعاية الصحية والتعليم والحماية التي يحتاجون إليها بشكل عاجل.
أطفال #السودان بحاجة لدعمكم.
شيلدون ييت، ممثل اليونيسف في السودان، في #اليوم_العالمي_للطفل
———————————————
تابعونا على قناتنا على… pic.twitter.com/yvPUTXeETu
— التغيير الالكترونية (@altaghyeersudan) November 21, 2024
المصدر: وكالات
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند يونيسف: أكثر من 17 مليون طفل سوداني حرموا التعليم بسبب الحرب ردود فعل دولية حول مذكرة الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت الجنائية الدولية تلاحق نتنياهو وغالانت..نظرة قانونية باكستان...مقتل 38 شخصا بهجوم مسلح على حافلتي ركاب الصحة اللبنانية: استشهاد 16 شخصا بقصف إسرائيلي على قضاء صور Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter