يمانيون:
2025-04-10@19:56:26 GMT

ماذا سنجد تحت 37 مليون طن من الركام في غزّة؟

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

ماذا سنجد تحت 37 مليون طن من الركام في غزّة؟

يمانيون – متابعات
صحيفة “الغارديان” البريطانية تنشر تقريراً لـ هانية البيومي، وهي مديرة الاستجابة لحالات الطوارئ في غزّة لدى المجموعة الاستشارية للألغام (MAG)، تتحدّث فيه عن عملية إزالة الألغام في غزّة وتفجير وتفكيك الأسلحة غير المنفجرة التي ألقاها الاحتلال على القطاع، وعن خطورة وأهمية هذه العملية الضرورية والتي تحتاج تمويلاً كبيراً.

وسط الفظائع العديدة التي تتكشّف في غزة، هناك فظائع مخفية حتى الآن، وتهدّد بإحباط الآمال في التعافي بعد فترة طويلة من توقّف سقوط القنابل على غزّة.

غزّة هي واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض. ومن المؤسف أنّ هذه المنطقة يمكن أن تصبح الآن واحدة من أكثر المناطق تلوّثاً من حيث الذخائر غير المنفجرة. وهذا إرث مميت سيودي بحياة الكثيرين وسيعرقل محاولات إعادة الإعمار لسنوات مقبلة.

أعلم ذلك، لأنه من خلال دوري كمدير الاستجابة لحالات الطوارئ في المجموعة الاستشارية للألغام (MAG)، سأكون أحد الأشخاص المكلّفين بمساعدة الزملاء أثناء إزالة القنابل غير المنفجرة التي خلّفتها وراءهم، ويتطلّب عملنا اليومي غربلة الركام ومخلّفات الحرب مرتدين دروعاً ثقيلة، ومحاولة رسم خريطة للمضي قدماً بعيداً عن الدمار والخراب.

أنا من مدينة غزة، لذا لدي مصلحة شخصية خاصة في إعادة منزلي إلى نوع ما من الحياة الطبيعية: مكان يمكن للأطفال اللعب فيه على شاطئ البحر ، ويمكن لآبائهم ممارسة حياتهم الطبيعية من دون خوف من انفجار قنبلة غير منفجرة.

لقد تمّ إطلاق مئات الآلاف من الصواريخ والقنابل اليدوية وقذائف الهاون وغيرها من الأسلحة في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، ونسبة كبيرة من تلك الأسلحة لم تنفجر، ويمكن أن تكون مدفونة أو عالقة في الأنقاض أو ملقاة على السطح.

ويتعيّن على خبراء الألغام الأرضية والذخائر المتفجّرة مثلنا، الذهاب إلى مناطق الحرب بعد أن يستقرّ الغبار، والعثور على كل واحدة من هذه الأسلحة التي يحتمل أن تكون مميتة. وفي غزة، قد تكلّف عملية إعادة الإعمار المضنية والخطيرة، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، نحو 40 مليار دولار، وتستغرق أكثر من عقد من الزمن حتى تنتهي.

لا يمكننا معرفة التحدّي الذي سيواجهنا إلا عندما يسمح الوصول الآمن بإجراء مسح مناسب، ولكن من المؤكد أنّ طبيعته ستكون فريدة من نوعها. وبالمقارنة مع الصراعات الحضرية الأخيرة التي يتمتع فيها زملائي بخبرة واسعة، فمن المؤكد أنّ التلوّث في غزة سيكون أكثر تعقيداً من ذلك الذي رأيناه في العراق وسوريا، حيث خلّفت المعركة ضد تنظيم “داعش” دماراً واسع النطاق لا يزال مرئياً حتى اليوم.

لقد تمّ تدمير مناطق واسعة في العراق وسوريا بسبب استخدام الأسلحة الثقيلة، لكنّ الحجم الهائل للدمار في غزّة، والطبيعة الكثيفة للبيئة الحضرية في القطاع، ستجعل إزالة الألغام هنا صعبة للغاية.

ويزداد حجم المهمة سوءاً بسبب التنوّع الكبير في الأسلحة المنتشرة، بدءاً من الصواريخ الموجّهة بدقة وحتى نيران المدفعية والقنابل اليدوية. وهناك ما يقدّر بنحو 37 مليون طن من الأنقاض التي سيتعيّن على الخبراء غربلتها لتفجير المتفجرات؛ ثم هناك القنابل التي يتمّ إسقاطها جواً والتي يمكن دفنها على عمق 14 متراً تحت سطح الأرض. وسيتطلّب كل منها نهجاً عملياً مختلفاً، حيث سيتمّ تفجير بعضها في مكانها والبعض الآخر يتطلّب إزالة الصمامات المعقّدة والحسّاسة من قبل خبراء الذخائر المتفجّرة المدرّبين تدريباً عالياً.

في غزّة، ستكون هناك مخاطر بسبب المواد الكيميائية المنتشرة، ونعلم أنّ مواقع مثل المستشفيات ستشكّل مخاطر بيولوجية أو إشعاعية إضافية ناجمة عن المعدات الملوّثة ومعدات الأشعة. ومن المأساوي أنّ خبراء الذخائر المتفجّرة ربما سيضطرون أيضاً إلى مواجهة المهمة المؤلمة المتمثّلة في التعامل مع الرفات البشرية.

وبشأن ما سيكون مطلوباً في “اليوم الأول” بعد الحرب، يجب على الدول أن تأخذ في الاعتبار كيفية البدء في التعامل مع آثار هذا الصراع، وكلما أسرعنا في المسح وتحديد الأولويات والبدء في مهمة التطهير الخطيرة والصعبة، كلما استطعنا تأمين المرور الآمن للإغاثة الإنسانية وإعادة بناء البنية التحتية الأساسية.

بالنسبة لي، هذا أمر شخصي: لقد غادرت غزة منذ ثلاثة أشهر فقط، ولكن عائلتي لا تزال هناك، تحتمي من الصواريخ في مساكن مؤقتة مع مئات الآلاف الآخرين في خان يونس. أشعر بالقلق بشأن ما يخبّئه المستقبل لعائلتي ولأبناء وبنات إخوتي. متى سيكون لديهم منزل مرة أخرى؟ متى ستكون لديهم مدرسة للتعلّم؟ متى سيكونون قادرين على التنقّل من دون خوف؟ أفكّر باستمرار في سلامة أحبائي وآمالنا التي نفد صبرها.

وتعيّن على الدول تنفيذ إجراءات ملموسة لضمان أسرع انتعاش ممكن للشعب الفلسطيني في غزة. من السهل تحديد هذه الخطوات: وقف إطلاق النار الذي ينهي القتل ويتيح الوصول الآمن؛ وعلى المجتمع الدولي الالتزام بالتمويل والإفراج عنه في أقرب وقت ممكن.

وكلما جُعلت غزة آمنة بشكل أسرع، كلما تمكّنا من إعادة بناء مجتمعنا بشكل أسرع، وكلما تمكّنا من البدء في لملمة حطام حياتنا.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی غز ة فی غزة

إقرأ أيضاً:

"البيئة": مصر تولد أكثر من 100 مليون طن مخلفات بجميع أنواعها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أشار ياسر عبد الله رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات بوزارة البيئة، إلى أن الدولة المصرية قد عملت على مدار السنوات الماضية مع عدد من الجهات المعنية للنهوض بمنظومة المخلفات وتحويل تلك المنظومة من تحديات ومشكلة بيئية لعهد اقتصادى واعد من خلال إعادة استخدام وإعادة تدوير المخلفات مرة أخرى؛ حيث تم قطع شوطا كبيرا فى تلك المجال بدأت بالاستراتيجية للمخلفات البلدية والمخلفات الغير خطرة وتم الوصول لمراحل متقدمة وفقا لاطار زمنى محدد.

وكشف رئيس جهاز إدارة المخلفات أثناء كلمته، بالجلسة التشاورية للقطاعات للاقتصاد الدوار التى أعلنت عنها البيئة اليوم، أن مصر تولد اكثر من 100 مليون طن مخلفات بكافة أنواعها ويتم العمل مع عدد من الجهات بالدولة وفقا لنوع المخلف، وتم العمل على تطوير منظومة المخلفات من كافة النواحى المؤسسية والفنية والمالية والتشريعية، وقد انعكست تلك الإجراءات على تطوير البنية التحتية  لتلك المنظومة وهو ما نشهده على أرض الواقع حاليا، من مصانع التدوير، والمدافن الصحية، والمحطات الوسيطة، وعقود التشغيل مع القطاع الخاص.

وفيما يتعلق بالمخلفات الزراعية، أوضح "ياسر عبد الله"، أنه تم العمل على تحويل المشكلة الناتجة من حرق تلك المخلفات إلى  فرصة ذات عائد اقتصادى، وما زالت الجهود مستمرة للوصول لمراحل متقدمة فى هذا الشأن بالتعاون مع الجهات المعنية وشركاء التنمية.

وقد أعلنت البيئة اليوم عن افتتاح الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة الجلسة التشاورية للقطاعات المشاركة في الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري بحضور السيدة كيرستين ديجي، رئيسة مشروع البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة "EU Green، GIZ"، وكوين راديمكرز، رئيس مؤسسة ACEN، والدكتور علي أبو سنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، وياسر عبد الله، الرئيس التنفيذي لجهاز تنظيم إدارة المخلفات، والدكتور خالد قاسم مساعد وزيرة التنمية المحلية للتطوير المؤسسى ودعم السياسات والمهندس أحمد كمال مدير مكتب الالتزام البيئى باتحاد الصناعات وممثلي عدد من الوزارات المعنية كوزارات التجارة والصناعة والموارد المائية والري والكهرباء والطاقة، بالإضافة إلى عدد من خبراء البيئة وممثلي القطاع الخاص ورواد الأعمال.

مقالات مشابهة

  • من مشاركة الدفاع المدني في حملة إزالة رموز النظام البائد التي أطلقتها محافظة حلب
  • إزالة ورفع أكثر من 200 حالة إشغال داخل 6 مناطق بمدينة أسوان
  • ماذا نعرف عن جماعة أولي البأس التي ظهرت جنوب سوريا وهل هي فعلا ذراع جديد لإيران في المنطقة؟
  • (مدير المخابرات المصرية في بورتسودان).. ماذا هناك؟؟!!
  • أكثر من 50 ألف شهيد.. وآلاف الضحايا ما زالوا تحت الركام في غزة
  • مطار القاهرة يستقبل أكثر من ربع مليون راكب خلال إجازة العيد
  • غزة تنزف.. أكثر من 50 ألف شهيد.. وآلاف الضحايا ما زالوا تحت الركام
  • من أعمال إزالة الحواجز الإسمنتية والأسلاك الشائكة التي وضعها النظام البائد أمام الفرع 235 بدمشق
  • "البيئة": مصر تولد أكثر من 100 مليون طن مخلفات بجميع أنواعها
  • مركز الملك سلمان: ضخ أكثر من 45 مليون لتر ماء في حجة وصعدة