يمانيون:
2025-04-02@17:44:13 GMT

بين الماضي والحاضر.. ذكريات أم مسارات حياة؟!

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

بين الماضي والحاضر.. ذكريات أم مسارات حياة؟!

د. أسماء عبدالوهاب الشهاري

قد نتمنى أحياناً أن نمتلك نافذة نطلُّ منها على الماضي وعلى غابر الزمن الذي قد يكون بعيداً عنا بعشرات بل بمئات السنين .

نتمنى ذلك ونتمنى أن نسمح لأرواحنا بأن تحلق بعيداً لكي نرى أحداثاً مندثرة في العصور الخالية ونعاينها بأعيننا ونعيش واقعها كما هو؛ لكثرة ما أخذتنا الأفكار ونحن نقرأ ونسمع عن أحداث حصلت في هذا الزمن أو ذاك، كثيرٌ هو ما قد يعلق بوجداننا منها ولعلّ أكثر ذلك هو الذكريات الموحشة والمفجعة والأكثر منها هي تلك المثيرة التي تجعل استفهامات كثيرة تراود مخيلاتنا وتدور في أذهاننا .

قد يحكي أهمها وأغلبها عن بطولات تاريخية وأحداث كان فيها شيء من الخيال الأسطوري وتحدي المستحيل والخروج على كل قواعد الممكن والمعقول، ولعل ذلك هو أكثر ما تقف أرواحنا وأنفسنا منه في دهشة وفي حيرة حدّ الذهول .

لكن ما يثير الدهشة أكثر من ذلك هو أن يأتي هذا الزمن إلينا، قبل أن نسافر نحن حتى بمخيلاتنا إليه، لنكون نحن أو في زماننا وبين أظهرنا من يكونون أبطاله ومن يصنعون ملامحه لتتوارثها الأجيال كما توارثنا نحن قصص أولئك الأبطال .

وكأننا فنان ماهر يرسم لوحةً خرافية ويتحكم في ألوانها ويشكل ملامحها لتتخلد مع تعاقب الزمن وتسافر معه وتحط رحالها في ذاكرة الإنسان وتترسخ في كل زوايا العقول .

الأحداث التي ليس في شخصيات من صنعوها أسرارٌ مدهشة وخفايا تأسِر الألباب والقلوب خاصة ما يتعلق بالشجاعة والإقدام ومقارعة الباطل والظلم والاضطهاد وأن يكون أبطالها ممن لهم اهتمامات كبيرة وأهداف سامية عظيمة ليس على المستوى الشخصي إنما على مستوى الوقت والأمة التي يعايشونها، فإننا لن نلتفت إليهم ولن تخلدهم صفحات التاريخ ولا حتى لسنوات قليلة وليس كما خلد أولئك أنفسهم وحفروا حروف أسمائهم في صخرة الزمن والتي لا يمكن أن تمحى مهما تعاقب عليها الدهر.

في كل زمن يوجد عتاولة الطغيان والفجور بكل ما يمتلكون من أدوات الجريمة من مال وسلطة وأعوان جبارين بعيدين كل البعد عن الإنسانية بُعد السماوات عن الأرضين .

ستجد ذلك البطل الأسطوري واقفاً هناك بكل شموخ وكبرياء تجاوز في مداه الأفق البعيد ليواجه كل هذا الإجرام بمفرده أو بعدد لا يكاد يبلغ معشار ما يملكه أولئك الطغاة من عتاد وعدد وعدة ممن لا يحملون قيمه ومبادئه ويسيرون على ذات نهجه.

إنَّ النهايات في هذه المواجهة لن تختلف كثيراً لأن النصر دائماً وأبداً يكون في جانب الحق والخير الذي يواجه كل هذا الباطل والشر.. لكن ما يحدث أحياناً هو أننا لا نفهم أن ما حصل هو النصر المحقق وأن الألم الذي يحيط _ كما قد نعتقد  _ بتلك النهايات يكون صادما حد الفجيعة.! ذلك في حينها طبعا وفي ذاكرتنا ربما.. لكن الحقيقة أن تلك الدماء هي من انتصرت حتى قبل أن تُراق لأن مجرد وقوفها بكل عزة وصلابة أمام الطغيان في نصرة المستضعفين لهو العزة والنصر المبين، وبعد ذلك فإنها تكون مدرسة متكاملة في البطولة وملاحمَ أسطورية عن الرجولة .. ومنبراً ومنارات لكل من يعشق الكرامة والحرية ويأبى حياة الضيم والإذلال مهما بذل في سبيل ذلك ومهما كلفه من ثمن .

ولأجل أن نتعرف على ذلك ونقترب من تفاصيله بشكل أكثر هل علينا _فقط _ أن نعود بذاكرتنا إلى الوراء إلى حكم بني أمية مثلا لنرى معاوية وهشام ويزيد أم أن علينا فقط أن ننظر إلى بني سعود ومن انضوى تحت لوائهم؟

هل نسافر إلى كربلاء الحسين لنرى الرأس الشريف على أسنة الرماح، وكناسة الكوفة لنرى الجسد الشريف المصلوب أم أن علينا أن نقترب من ذلك أكثر عندما نتأمل في كربلاء مران الحسين وفي مأساة شعب اليمن .

سنجد حضرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُسب في مجلس أحد حكام بني أمية من قبل أحد أعداء الأمة وهو يهودي قد اتخذ منه ولياً بينما يقوم هو ذاته من يدعي أنه أمير للمسلمين وخليفة على شؤونهم بتقريع أحد أولياء الله وهو الإمام زيد عليه السلام عندما تصدى لذلك وصرخ في وجهه ليخبره أن الصراع بين الحق والباطل أمرٌ أزلي ولا بد منه حتى يستقيم أمر أمةٍ قد أصبح هذا هو حالها وهكذا هم من يتربعون على مراكز القرار فيها.!

ليس علينا أن نعود إلى الوراء كثيراً، ربما فقط أن نرى كيف تتم الإساءة إلى الإسلام وإلى كتابه السماوي الكريم ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم من قبل الأعداء عن طريق الرسوم والأفلام وغيرها وكيف تتم محاربة هذا الدين وأبنائه دون هوادة، فما يكون ممن هم متسلطون على رقاب المسلمين وبلدانهم وكل مقدراتهم من ملوك وزعماء ودعاة فتنة يحسبون أنهم علماء إلا أن يسارعوا في توليهم وموالاتهم علناً بل وتمكينهم من بلدان المسلمين
وكل ما من شأنه ضياع هذه الأمة وإذلالها إلى ما لا نهاية .

لقد أيقنت أن كل ما في الماضي له امتداده وتداعياته في المستقبل، فامتداد الظلم والإجرام يوازيه امتداد الحق والبطولة والتصدي له في كل زمان، كما أن في كل زمن يوجد المنافقون الأكثر خطورة وعِداء .. كما يوجد المتخلفون عن نصرة الحق وهم أكثر من يكون سبباً في شرعنة الباطل وخذلان الحق وتمكين الأعداء، لكن في نهاية المطاف كما توجد المظلومية بكل أبعادها ومأساتها توجد الدماء النابضة بالكرامة التي تنتصر حتماً وهذا وعد الله صدقاً وعدلاً للأوفياء .

#ذاكرة-العدوان-والانتصار

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

كيف يكون الدعاء في الصلاة؟.. هكذا علّمه الرسول للصحابة

كشف دار الإفتاء المصرية، عن كيفية الدعاء في الصلاة، مشيرة إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم علّمها إلى الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

وأضافت دار الإفتاء، عبر موقعها الإلكتروني، أنه روي عن البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علّمه التشهد، ثم قال في آخره: «ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ، فَيَدْعُو»، وفي لفظ للبخاري: «ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الثَّنَاءِ مَا شَاءَ»، وفي لفظ لمسلم: «ثُمَّ لْيَتَخَيَّرْ بَعْدُ مِنَ الْمَسْأَلَةِ مَا شَاءَ أَوْ مَا أَحَبَّ».

وعن فحوى الدعاء الذي يدعو به المصلي ربه، أوردت الإفتاء قول بعض الأئمة والعلماء ومنهم: 

الإمام النووي في "الأذكار" (ص: 67، ط. دار الفكر): [واعلم أن هذا الدعاء مستحب ليس بواجب، ويستحب تطويله، إلا أن يكون إمامًا، وله أن يدعو بما شاء من أمور الآخرة والدنيا، وله أن يدعو بالدعوات المأثورة، وله أن يدعو بدعوات يخترعها، والمأثورة أفضل] اهـ.

أدعية للميت ثاني يوم العيد.. رددها تجعل قبره روضة من الجنةدعاء شهر أبريل.. اللهم وسع أرزاقنا وأكرمنا من حيث لا نحتسبدعاء ثاني يوم العيد.. يشرح صدرك ويريح بالكأدعية عيد الفطر 2025.. اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام

وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (2/ 321، ط. دار المعرفة): [واستُدِلَّ به على جواز الدعاء في الصلاة بما اختار المصلي من أمر الدنيا والآخرة] اهـ.

وقال العلامة الشوكاني في "تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين" (ص: 174، ط. دار القلم): [وفيه التفويض للمصلي الداعي بأن يختار من الدعاء ما هو أعجبه إليه؛ إما من كلام النبوة، أو من كلامه، والحاصل: أنه يدعو بما أحب من مطالب الدنيا والآخرة، ويطيل في ذلك أو يقصر، ولا حرج عليه بما شاء دعا، ما لم يكن إثم أو قطيعة رحم] اهـ.

وروى الإمام مسلم في "صحيحه" عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ».

وقال العلّامة المناوي في "فيض القدير" (2/ 88، ط. دار الكتب العلمية): [والأمر بالإكثار من الدعاء في السجود يشمل الحث على تكثير الطلب لكل حاجة كما جاء في خبر الترمذي: ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله] اهـ.

وقال الشيخ المباركفوري في "مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (3/ 187، ط. الجامعة السلفية بالهند): [والحديث دليل على مشروعية الدعاء حال السجود بأي دعاء كان مِن طلب خير الدنيا والآخرة، والاستعاذة مِن شرهما] اهـ.

مقالات مشابهة

  • مركز 911 يستقبل أكثر من 2.8 مليون مكالمة في مارس الماضي
  • نوتنجهام يحتفل بإسقاط «اليونايتد» بصورة «الماضي والحاضر»!
  • كيف يكون الدعاء في الصلاة؟.. هكذا علّمه الرسول للصحابة
  • العيد بين الماضي والحاضر.. طرق الاحتفال وتأثير التكنولوجيا عليها
  • أمانة الباحة تنفذ أكثر من 11 ألف زيارة تفتيشية صحية خلال شهر مارس الماضي
  • صامدون على طريق القدس
  • حين يكون العيد مُرّاً…!
  • بين الماضي والحاضر.. كيف أعاد المسلسل إحياء «شباب امرأة»؟
  • زيلينسكي: روسيا أطلقت أكثر من ألف طائرة مُسيّرة و1310 قنابل انزلاقية على أوكرانيا خلال الأسبوع الماضي‎
  • المسند يكشف تأثير توقيت الزلزال ولماذا يكون أكثر خطورة ليلًا.. فيديو