يمانيون:
2025-01-30@21:22:36 GMT

بين الماضي والحاضر.. ذكريات أم مسارات حياة؟!

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

بين الماضي والحاضر.. ذكريات أم مسارات حياة؟!

د. أسماء عبدالوهاب الشهاري

قد نتمنى أحياناً أن نمتلك نافذة نطلُّ منها على الماضي وعلى غابر الزمن الذي قد يكون بعيداً عنا بعشرات بل بمئات السنين .

نتمنى ذلك ونتمنى أن نسمح لأرواحنا بأن تحلق بعيداً لكي نرى أحداثاً مندثرة في العصور الخالية ونعاينها بأعيننا ونعيش واقعها كما هو؛ لكثرة ما أخذتنا الأفكار ونحن نقرأ ونسمع عن أحداث حصلت في هذا الزمن أو ذاك، كثيرٌ هو ما قد يعلق بوجداننا منها ولعلّ أكثر ذلك هو الذكريات الموحشة والمفجعة والأكثر منها هي تلك المثيرة التي تجعل استفهامات كثيرة تراود مخيلاتنا وتدور في أذهاننا .

قد يحكي أهمها وأغلبها عن بطولات تاريخية وأحداث كان فيها شيء من الخيال الأسطوري وتحدي المستحيل والخروج على كل قواعد الممكن والمعقول، ولعل ذلك هو أكثر ما تقف أرواحنا وأنفسنا منه في دهشة وفي حيرة حدّ الذهول .

لكن ما يثير الدهشة أكثر من ذلك هو أن يأتي هذا الزمن إلينا، قبل أن نسافر نحن حتى بمخيلاتنا إليه، لنكون نحن أو في زماننا وبين أظهرنا من يكونون أبطاله ومن يصنعون ملامحه لتتوارثها الأجيال كما توارثنا نحن قصص أولئك الأبطال .

وكأننا فنان ماهر يرسم لوحةً خرافية ويتحكم في ألوانها ويشكل ملامحها لتتخلد مع تعاقب الزمن وتسافر معه وتحط رحالها في ذاكرة الإنسان وتترسخ في كل زوايا العقول .

الأحداث التي ليس في شخصيات من صنعوها أسرارٌ مدهشة وخفايا تأسِر الألباب والقلوب خاصة ما يتعلق بالشجاعة والإقدام ومقارعة الباطل والظلم والاضطهاد وأن يكون أبطالها ممن لهم اهتمامات كبيرة وأهداف سامية عظيمة ليس على المستوى الشخصي إنما على مستوى الوقت والأمة التي يعايشونها، فإننا لن نلتفت إليهم ولن تخلدهم صفحات التاريخ ولا حتى لسنوات قليلة وليس كما خلد أولئك أنفسهم وحفروا حروف أسمائهم في صخرة الزمن والتي لا يمكن أن تمحى مهما تعاقب عليها الدهر.

في كل زمن يوجد عتاولة الطغيان والفجور بكل ما يمتلكون من أدوات الجريمة من مال وسلطة وأعوان جبارين بعيدين كل البعد عن الإنسانية بُعد السماوات عن الأرضين .

ستجد ذلك البطل الأسطوري واقفاً هناك بكل شموخ وكبرياء تجاوز في مداه الأفق البعيد ليواجه كل هذا الإجرام بمفرده أو بعدد لا يكاد يبلغ معشار ما يملكه أولئك الطغاة من عتاد وعدد وعدة ممن لا يحملون قيمه ومبادئه ويسيرون على ذات نهجه.

إنَّ النهايات في هذه المواجهة لن تختلف كثيراً لأن النصر دائماً وأبداً يكون في جانب الحق والخير الذي يواجه كل هذا الباطل والشر.. لكن ما يحدث أحياناً هو أننا لا نفهم أن ما حصل هو النصر المحقق وأن الألم الذي يحيط _ كما قد نعتقد  _ بتلك النهايات يكون صادما حد الفجيعة.! ذلك في حينها طبعا وفي ذاكرتنا ربما.. لكن الحقيقة أن تلك الدماء هي من انتصرت حتى قبل أن تُراق لأن مجرد وقوفها بكل عزة وصلابة أمام الطغيان في نصرة المستضعفين لهو العزة والنصر المبين، وبعد ذلك فإنها تكون مدرسة متكاملة في البطولة وملاحمَ أسطورية عن الرجولة .. ومنبراً ومنارات لكل من يعشق الكرامة والحرية ويأبى حياة الضيم والإذلال مهما بذل في سبيل ذلك ومهما كلفه من ثمن .

ولأجل أن نتعرف على ذلك ونقترب من تفاصيله بشكل أكثر هل علينا _فقط _ أن نعود بذاكرتنا إلى الوراء إلى حكم بني أمية مثلا لنرى معاوية وهشام ويزيد أم أن علينا فقط أن ننظر إلى بني سعود ومن انضوى تحت لوائهم؟

هل نسافر إلى كربلاء الحسين لنرى الرأس الشريف على أسنة الرماح، وكناسة الكوفة لنرى الجسد الشريف المصلوب أم أن علينا أن نقترب من ذلك أكثر عندما نتأمل في كربلاء مران الحسين وفي مأساة شعب اليمن .

سنجد حضرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُسب في مجلس أحد حكام بني أمية من قبل أحد أعداء الأمة وهو يهودي قد اتخذ منه ولياً بينما يقوم هو ذاته من يدعي أنه أمير للمسلمين وخليفة على شؤونهم بتقريع أحد أولياء الله وهو الإمام زيد عليه السلام عندما تصدى لذلك وصرخ في وجهه ليخبره أن الصراع بين الحق والباطل أمرٌ أزلي ولا بد منه حتى يستقيم أمر أمةٍ قد أصبح هذا هو حالها وهكذا هم من يتربعون على مراكز القرار فيها.!

ليس علينا أن نعود إلى الوراء كثيراً، ربما فقط أن نرى كيف تتم الإساءة إلى الإسلام وإلى كتابه السماوي الكريم ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم من قبل الأعداء عن طريق الرسوم والأفلام وغيرها وكيف تتم محاربة هذا الدين وأبنائه دون هوادة، فما يكون ممن هم متسلطون على رقاب المسلمين وبلدانهم وكل مقدراتهم من ملوك وزعماء ودعاة فتنة يحسبون أنهم علماء إلا أن يسارعوا في توليهم وموالاتهم علناً بل وتمكينهم من بلدان المسلمين
وكل ما من شأنه ضياع هذه الأمة وإذلالها إلى ما لا نهاية .

لقد أيقنت أن كل ما في الماضي له امتداده وتداعياته في المستقبل، فامتداد الظلم والإجرام يوازيه امتداد الحق والبطولة والتصدي له في كل زمان، كما أن في كل زمن يوجد المنافقون الأكثر خطورة وعِداء .. كما يوجد المتخلفون عن نصرة الحق وهم أكثر من يكون سبباً في شرعنة الباطل وخذلان الحق وتمكين الأعداء، لكن في نهاية المطاف كما توجد المظلومية بكل أبعادها ومأساتها توجد الدماء النابضة بالكرامة التي تنتصر حتماً وهذا وعد الله صدقاً وعدلاً للأوفياء .

#ذاكرة-العدوان-والانتصار

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

4 تصنيفات لجهات الفحص الفني الدوري للمركبات.. وهذا شرط الترخيص

طرحت وزارة البلديات والإسكان لائحة اشتراطات منشآت الفحص الفني الدوري للمركبات، عبر منصة ”استطلاع“، بهدف ضبط عملية إنشاء وتطوير مباني منشآت الفحص الدوري لتلبية احتياجات المستهلكين وتحسين جودة الخدمات المقدمة.
وكذلك تحسين معايير الصحة والسلامة في قطاع الفحص الفني الدوري للمركبات، ورفع معيار الامتثال لمعالجة مظاهر التشوه البصري.4 أقسام لتصنيف جهات الفحصوحددت الوزارة 4 أقسام لتصنيف جهات الفحص الفني الدوري للمركبات، تتضمن جهات الفحص الفني الدوري للمركبات «5 مسارات فحص فأكثر»، وتشمل المركبات والقاطرة والمقطورة ونصف المقطورة بما فيها التي تحمل مواد خطرة.
أخبار متعلقة الديوان الملكي: وفاة صاحبة السمو الأميرة وطفاء بنت محمد آل عبدالرحمن آل سعود30 ألف ريال أقصى عقوبة في مخالفات حوادث التسمم الغذائيويتمثل القسم الثاني في جهات الفحص الفني الدوري للمركبات «3 - 4 مسارات فحص»، وهي هي جهة تقدم خدمة الفحص الفني الدوري مرخص لها بناءً على التنظيم بفحص المركبات والقاطرة والمقطورة ونصف المقطورة، عدا التي تحمل مواد خطرة وتشتمل على 4 مسارات فأقل.
أما القسم الثالث فيضم جهات الفحص الفني الدوري للمركبات «مسارين فحص فأقل» و‌هي جهة تقدم خدمة الفحص الفني الدوري مرخص لها بناءً على التنظيم بفحص المركبات فقط وتشتمل على مسارين فأقل أو وحدتين فأقل، والرابع الذي يشملها الفحص الفني الدوري المتحرك، للمركبة والقاطرة والمقطورة ونصف المقطورة المتحركة بوساطة أجهزة تقنية متخصصة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } 4 تصنيفات لجهات الفحص الفني الدوري للمركبات - مشاع إبداعيقطاع الفحص الفني الدوري للمركباتوصنّفت اللائحة أيضًا الجهات العاملة في قطاع الفحص الفني الدوري للمركبات حسب نوع المركبة إلى 3 فئات هي فحص فني للمركبة، وفحص فني للمركبة، القاطرة والمقطورة ونصفها، وفحص فني للمركبة، القاطرة والمقطورة ونصفها، والمركبات التي تحمل مواد خطرة.
وألزمت الوزارة المنشآت المرخص لها بالحصول على موافقة الدفاع المدني قبل إصدار الترخيص، وتقديم سجل تجاري، وموافقة الجهة المشرفة.
وأشارت إلى متطلبات الموقع والمساحة للمنشآت التي تضم 5 أو 4 مسارات فتكون في المناطق الصناعية ومناطق الورش والخدمات المساندة، أما أقل من 4 مسارات و3 أو اثنين فيكون في شارع مخصص للاستخدام التجاري.متطلبات مكافحة الحرائقواشترطت توفير وسائل الدفع الإلكتروني، مع حظر رفض استخدامها، ووضع ملصق لخيارات الدفع المتوفرة على واجهة المنشأة أو داخلها، والتأكيد على كافة متطلبات مكافحة الحرائق، وكاميرات المراقبة الأمنية، ومنع التدخين بكل أنواعه، مع توفير صندوق الإسعافات الأولية.
وشددت الوزارة على القيام بالصيانة الدورية والوقائية على العناصر الإنشائية وكافة التجهيزات والتمديدات والتوصيلات والمعدات، ومنها: صيانة اللوحات التجارية والحفاظ عليها خالية من التشققات والكسور والأعطال، والجدران والأرضيات والمصابيح وصيانة واجهة الورشة والمحافظة عليها خالية من العيوب مثل الكسور والشروخ الكبيرة الواضحة والمسببة للتشوه البصري.
ومنعت الوزارة تركيب الأسلاك الكهربائية والأنابيب الصحية وغيرها من تمديدات الخدمة ووحدات التكييف الخارجية على واجهة المبنى أو بشكل ظاهر على السطح.

مقالات مشابهة

  • اجلاء أكثر من 560 مهاجرا افريقيا من اليمن إلى بلدانهم خلال ديسمبر الماضي
  • منخفض جويّ يضرب لبنان غداً.. أمطار وثلوج والأب خنيصر: ان شاء الله شباط يكون مولع الدني
  • السعودية: تقاطعات الماضي والحاضر في تحف بديعة بمعرض بينالي للفنون الإسلامية
  • 4 تصنيفات لجهات الفحص الفني الدوري للمركبات.. وهذا شرط الترخيص
  • متى يكون الصيام مكروها في شعبان؟ احذر يوم الشك
  • حسين الموسوي: يغتالون الأبرياء القاصدين أرضهم لاستخراج شهدائهم الأبرار
  • شمال غزة وجنوب لبنان.. عودةٌ تُــــعيد الكرامةَ والأمل
  • الخارجية: مصر تستضيف أكثر من 10 ملايين ضيف وتلتزم بتوفير حياة كريمة لهم
  • روائح الزمن الماضي.. 9 حرف يدوية بالفيوم تواجه الاندثار
  • دراسة: الرجال أصبحوا أطول وأثقل وزنًا بمرتين أكثر من النساء خلال القرن الماضي