الثورة نت:
2024-08-01@15:10:20 GMT

الهجرة النبوية نقطة تحول محوري في تاريخ الإسلام

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

الهجرة النبوية نقطة تحول محوري في تاريخ الإسلام

 

تعد الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة المنورة واحدة من أبرز الأحداث الفارقة في التاريخ الإسلامي، بل وفي تاريخ الإنسانية جمعاء. فقد شكّلت هذه الهجرة نقطة تحول محورية في مسيرة الدعوة الإسلامية، حيث انتقل المسلمون من مرحلة الاضطهاد والمعاناة إلى مرحلة بناء الدولة والمجتمع الإسلامي المتكامل.
بدأت الهجرة في ظروف بالغة الصعوبة، حيث كان المسلمون في مكة يتعرضون لأشد أنواع التعذيب والاضطهاد على يد قريش التي رأت في الدعوة الإسلامية تهديدًا لمكانتها الدينية والاجتماعية والاقتصادية.

ولم يكن أمام النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله وأتباعه سوى البحث عن ملاذ آمن يمكنهم فيه ممارسة شعائرهم الدينية بحرية، ونشر الإسلام في جو من السلام والأمان.
مدينة يثرب (المدينة المنورة) كانت هي الوجهة المختارة، وقد سبق النبي صلوات الله عليه وعلى آله إليها عدد من الصحابة الذين هاجروا فرارًا بدينهم. كانت يثرب تتمتع بتركيبة سكانية مميزة، حيث كان يسكنها القبيلتان اليمانيتان الأوس والخزرج. وقد استقبل أهل يثرب المسلمين المهاجرين بحفاوة وكرم، وعاهدوا النبي صلوات الله عليه وعلى آله على الدفاع عن الإسلام وحمايته.
الهجرة النبوية لم تكن مجرد انتقال جغرافي، بل كانت بداية لتأسيس أول دولة إسلامية تقوم على مبادئ العدالة والمساواة والإخاء. ففي المدينة المنورة، وضع النبي صلوات الله عليه وعلى آله دستور المدينة الذي نظّم العلاقات بين المسلمين وغيرهم من السكان، وأرسى قواعد التعايش السلمي واحترام الحقوق والواجبات.

دوافع الهجرة النبوية
في بداية البعثة النبوية كان المجتمع المكي هو الأصلح لنشأة الرسالة الإلهية وابتداء الدعوة، وذلك لما تتمتع به مكة من قداسة ومكانة دينية، ولكن بعد مضي 13 عاما من الدعوة لم تعد مكة البيئة الأفضل للرسالة
فلماذا أذن الله تعالى للنبي -صلوات الله عليه وعلى آله- بأن يهاجر من مكة المكرمة، بالرغم من قداستها، وأهميتها، وأن يهاجر إلى المدينة (يثرب)؟؟؟
والجواب، أن هذه الهجرة أتت بسبب فقدان مجتمع مكة لصلاحية أن يكون هو الحاضن للرسالة الإلهية، والحامل لرايتها، فقد صلاحية هذا الدور المهم والعظيم، وهذا الشرف الكبير، في مقابل أنَّ مجتمع يثرب (الأنصار) كان قد تهيأ لهذا الشرف الكبير، ولهذه الفضيلة العظيمة.
فتركها بالرغم من قدسيتها عندما فقدت الصلاحية لحمل هذا المشروع العظيم؛ نتيجةً لتلك العوائق ومنها:
-أنه مجتمع مادي وطمَّاع، يركِّز على الماديات.
-الارتباط بالولاء والاتّباع لأصحاب السلطة والثروة “الملأ المستكبرون”.

محطات تاريخية في الهجرة النبوية
نشأ النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” يتيماً، توفي والده مبكِّراً، وتوفيت والدته في وقتٍ مبكِّر، ثم توفي أيضاً جده عبد المطلب في وقتٍ مبكِّر، فقام بكفالته والعناية به عمه أبو طالب.
والذي قام بدورٍ مهم وإيجابي وكبير، في الدفاع عن الرسول “صلوات الله عليه وعلى آله” وكان له ثقله ونفوذه وتأثيره، ووقف معه بنو هاشم (عشيرة النبي “صلوات الله عليه وعلى آله”) في ذلك.
بعد وفاة أبي طالب زادت المخاطر على رسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله” ومع استمرار النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” بحركته بالرسالة الإلهية، وتحركه الواسع والقوي والمؤثِّر، كانت الحساسيات تزداد، فكلما استمرت الحركة وكلما زاد التأثير؛ كلما زاد انزعاجهم من الإسلام، ومن حركة النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” به؛ ولذلك نظَّم الملأ من قريش حملةً للتصدي للرسول “صلوات الله عليه وعلى آله” ولمحاربته بأساليب متعددة، منها:
العمل من خلال الدعايات المشوهة للنبي “صلوات الله عليه وعلى آله” بهدف التأثير على الناس، وإبعادهم عن التقبل منه، وعن الاستماع له، وعن الاستجابة له، ومنها (دعاية أنه مجنون، ساحر، شاعر)
الدعاية على القرآن الكريم ومنها:
-أن يصفوه بالأساطير {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
-شككوا بقدر ما يستطيعون في أنَّه من الله، وأنَّه افتراه، وتارة يزعمون أنَّه تلقَّاه من أشخاص آخرين، {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ}
المساومات ثم عندما فشلوا، وازداد قلقهم، دخلوا في مساومات:
-عرضوا عليه أن يملِّكوه عليهم.
-عرضوا عليه مساومات مالية.
اتجاههم لوسيلة الضغط والاستهداف
عندما فشلوا في الدعايات، والمساومات، اتجهوا إلى وسيلة الضغط والاستهداف، بالتعذيب لكل الذين يؤمنون به ممن ليس لهم حماية اجتماعية من خلال قبائلهم، واضطهادهم، وقتلهم كما فعلوا مع ياسر وزوجته.

التآمر على النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” لاستهدافه بشكلٍ مباشر
عندما توفي أبو طالب ازدادت وتيرة الأخطار على حياته “صلوات الله عليه وعلى آله” في الوقت الذي كان الله يهيِّئ له الهجرة، التقى النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” في موسم الحج بمجموعةٍ من الخزرج من المدينة، عرض عليهم الإسلام؛ فأسلموا وآمنوا وقبلوا، ثم في الموسم الثاني أتت مجموعة أكبر، وكانت فيها بيعة العقبة الأولى، في الموسم الثالث أتت مجموعة أكبر كذلك، وكانت بيعة العقبة الثانية، والتي هي كانت قريبة من وقت الهجرة.
بعد ذلك بدأ النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” يدفع بأصحابه للخروج من مكة والالتحاق بالمدينة، الكثير منهم ممن قد يتعرَّضون للخطر فيما لو هاجر قبلهم، قدَّمهم قبله ليهاجروا إلى المدينة.

دار الندوة والمؤامرة الكبرى
الإمام علي عليه السلام ودوره البارز في نجاح الهجرة النبوية
أخبر الله “جلَّ شأنه” نبيه “صلوات الله عليه وعلى آله” بواسطة الوحي بمؤامرة الأعداء، وأنهم قد عزموا على قتله، وقد أعدوا خطةً لتنفيذ ذلك، وبات الوقت ملحاً لخروجه “صلوات الله عليه وعلى آله” وهجرته.
ففي تلك الليلة، بعد أن أعدوا خطتهم هذه، وجهزوا لتنفيذها، وأرسلوا أولئك المقاتلين للتنفيذ، نزل جبريل “عليه السلام” بوحي من الله، أخبر النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” مسبقاً، وأعطاه الإذن والأمر من الله بالهجرة، ولكن لنجاح عملية الهجرة والخروج من منزل النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” سيما والمكان الذي كان يبيت فيه النبي كان مكاناً مكشوفاً، يتضح ما إذا كان النبي موجوداً أو غائباً، كان لابد من عملية تمويه حتى يتوهم أولئك أن النبي لا يزال موجوداً بينما يتمكن هو من الخروج والهجرة؛ فالنبي “صلوات الله عليه وعلى آله” عندما أخبر الإمام علياً “عليه السلام” بذلك كان جاهزاً لفداء النبي، فقال: ((نُعُمَا وكرامة))، وفرح بذلك، واستبشر جدًّا، أنه سيحظى بهذه المهمة الفدائية، التي يبيت فيها في فراش النبي، حتى يتوهم أولئك الأعداء أن النبي لا يزال في فراشه، وأنه يبيت في منزله، فينتظروا حتى اللحظة التي حددوها لقتله، فينقضّوا عليه لقتله؛ يكون النبي قد خرج..
وبات علي “عليه السلام” في فراش النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” وعندما هجم أولئك، مع طلوع الفجر، تفاجؤوا حينما ثار فيهم الإمام علي “عليه السلام” تفاجأوا بأن الموجود هو علي بن أبي طالب، أما النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” فلم يكن موجوداً، وكان قد خرج.
خرج بألطاف الله دون أن يشعر أولئك؛ خرج -برعايةٍ من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”- بدون أن يشعروا، ، واتجه اتجاهاً معاكساً للطريق إلى المدينة، (جنوبا)، واتجه إلى(غار ثور)، وفي ذلك الغار بقي النبي “صلوات الله عليه وعلى آله”؛ -في بعض الروايات 3 أيام-لأن أولئك المشركين عندما فشلوا في عملية الاغتيال، واكتشفوا أن من كانوا يتربصون به أثناء نومه هو الإمام على عليه السلام، عندها باتوا يبحثون عن النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” في كل محيط مكة، ويعلنون الجوائز المغرية كمكافأة لمن يدل على النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” ويكشف لهم عن مكانه، واستمروا في عملية البحث في كل محيط مكة.
ثم انتقل النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” وكان وصوله إلى المدينة، ووصل إليها وأهل المدينة ستقبلونه بكل فرحة وشوق يرددون:
طلع البــدر علــينا … من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا … مـا دعـــا لله داع
دلالة ارتباط العام الهجري بالهجرة النبوية المطهرة
ارتكز تاريخ أمتنا الإسلامية على الهجرة النبوية، وبالتالي برسول الله محمد “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ” في حركته برسالة الله تعالى، لإخراج المجتمع البشري من الظلمات إلى النور، وتطهيره من رجس الجاهلية ومفاسدها، وما ترتب على ذلك من تحولات ومتغيرات، انتقلت بالمسلمين إلى أعلى موقع بين الأمم آنذاك، ويحمل ارتباط العام الهجري بالهجرة النبوية العديد من الدلالات أهمها:
–خير مُلهمٍ وحافز لأمتنا الإسلامية لاستقبال العام الجديد، والانطلاقة فيه بروحٍ وَثّابة، وأمل عظيم، ومعنوياتٍ عالية.
–التحرك الجاد ببصيرة نافذة، ورؤية عملية منبثقة عن مبادئها الإلهية.
-الاعتماد في انطلاقتها على كلمة الله تعالى، وعلى أساس «وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا».
-الاقتداء والتأسي بخاتم النبيين وسيد المرسلين محمد بن عبدالله-صلوات الله عليه وعلى آله- بأن يستلهموا من حركة رسول الله صلى الله عليه وآله ومن دروس الهجرة النبوية ما فيه الهداية الكافية، وما يحظون من خلاله بنصر الله ومعونته، {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}.
-الاقتباس من الرسول-صلوات الله عليه وعلى آله-عزمه وثقته وصبره ونوره ما يضمن لها النجاح، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}.
التحرك من موقع المسؤولية المقدسة في حمل راية الإسلام دين الله الحق وجوهر الرسالات الإلهية، وإرث الرسل والأنبياء (صلوات الله عليهم).

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

كيف سيرد حزب الله على اجتياز إسرائيل خطين ‏أحمرين؟

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إن المنطقة باتت على "حافة تصعيد ‏كبير وعلى قاعدة واسعة"، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية، واغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر.

وأشارت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن المفاوضين قالوا إن "إسرائيل تعرضت لضغوط كي تبحث عن هدف قوي لا يستفز ردا واسعا من قبل حزب الله" .

وأضافت: "حزب الله كان أشار أكثر من من مرة، أن ضرب بيروت، أو استهداف قادتها البارزين، هو خط أحمر، والآن بعد اجتياز إسرائيل للخطين، فإن حجم العنف سيتوسع".

وقالت الصحيفة إن الهجوم على طهران متغير جديد وخطير لهذه الحسابات، والشرق الأوسط يمضي نحو حافة الحرب الإقليمية.



وبدأ حزب الله بإطلاق الصواريخ ‏باتجاه الاحتلال، بعد يوم من عملية طوفان الأقصى، لتقديم الإسناد إلى ‏حماس. وبعدما ضرب الاحتلال، القنصلية الإيرانية في دمشق ‏وقتلت قيادات بارزة في الحرس الثوري، اعتبرت طهران ‏الهجوم خرقا للسيادة وشنت في نيسان/أبريل هجوما ‏بالصواريخ والمسيرات وفي أول عملية مباشرة ضد ‏إسرائيل.

وعملت الولايات المتحدة على بناء تحالف للحد من ‏أثر الغارات وكذا الرد الإسرائيلي بحيث رضي كل طرف ‏عما فعل. وعندما ضرب الحوثيون صاروخا قتل إسرائيليا ‏في تل أبيب رد الاحتلال على مواقع تابعة للحوثيين ‏في ميناء الحديدة. ‏

وأشارت الصحيفة، إلى أن  "الدبلوماسيين الأمريكيين، قاموا بجولات مكوكية بالمنطقة ‏لمنع تصعيد الهجمات والردود الإنتقامية، ولا يعرف أحد ‏كيف سيكون أثر العملية المزدوجة في بيروت وطهران على ‏الوضع الراهن، إلا أن إسرائيل تنتظر الرد داخلها وعلى ‏أهداف إسرائيلية ويهودية في الخارج".

وختمت بالقول، إن ياكوف ‏عميدرور، عضو مجلس الأمن القومي السابق، قال إن ‏إيران قد "تحاول العثور على نقطة ضعيفة في النظام ‏الإسرائيلي الواسع".‏

مقالات مشابهة

  • تعرف على كيفية صلاة قضاء الحاجة في 3 خطوات
  • كيف سيرد حزب الله على اجتياز إسرائيل خطين ‏أحمرين؟
  • جواتيمالا تدخل تاريخ الذهب في الأولمبياد
  • عالم أزهري يكشف حقيقة ظهور "المهدي المنتظر"
  • منسقة أممية: قطاع غزة بلغ نقطة تحول رهيبة من حيث الألم والدمار والصدمات والخسائر في الأرواح
  • الصحبة في الإسلام.. شروط ومواصفات الصاحب الصالح
  • منسقة أممية: قطاع غزة بلغ نقطة تحول رهيبة من حيث الدمار والخسائر بالأرواح
  • المنسقة الأممية بالأراضي الفلسطينية: قطاع غزة بلغ نقطة تحول رهيبة من حيث الألم والدمار والخسائر بالأرواح
  • أوقاف الفيوم تواصل تنظيم الندوات الدعوية بالمساجد
  • حكم استخدام أدوات العمل فى أمور شخصية.. الإفتاء تحسم الجدل«فيديو»