الجيش السوداني يتحدث عن تقدم بسنار والبرهان ينفي وجود محادثات
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
السودان – أكد الجيش السوداني إنه تمكن من دحر قوات الدعم السريع في مدينة سنار وسط البلاد.
وفي حين نفى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وجود أي مفاوضات لوقف إطلاق النار، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن 8.9 ملايين طفل سوداني يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وأشار الجيش السوداني في بيان إلى أنه “كبد الدعم السريع خسائر فادحة”، كما نشر الجيش صورا قال إنها لقواته في أرض المعارك بمدينة سنار.
وكانت مصادر عسكرية مقربة من الجيش السوداني أفادت الجزيرة بأن قوات الدعم السريع هاجمت مدينة سنار من عدة محاور صباح اليوم، كما ذكرت مصادر أخرى للجزيرة أن طيران الجيش السوداني شن سلسلة غارات على مواقع الدعم السريع بمنطقة “جبل مُوية” وسط البلاد.
ومنذ نحو أسبوعين، تشهد ولاية سنار اشتباكات عنيفة بين الجيش و”الدعم السريع” بغرض السيطرة على المدن الرئيسة في الولاية “سنجة وسنار والسوكي والدندر”.
وقال مراسل الجزيرة، إن الجيش السوداني شن هجمات مكثفة بالمدفعية الثقيلة والطيران على مواقع لقوات الدعم السريع جنوبي وشمالي العاصمة الخرطوم.
من جهته، قال حاكم إقليم دارفور مني مناوي إن الجيش السوداني والقوة المشتركة دحرت هجوما شنته قوات الدعم السريع، مساء أمس، على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، حسب تعبيره.
وكان مراسل الجزيرة ذكر أن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة تجددت، مساء أمس، بين الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه وقوات الدعم السريع جنوب شرق الفاشر، التي يقترب القتال فيها من شهره الرابع.
وأسفر القتال بولاية شمال دارفور عن سقوط ألفي قتيل من المدنيين، وفرار أكثر من 143 ألف شخص من منازلهم إلى مدن أخرى بالولاية.
وتحذر الأمم المتحدة من أن النزاع المسلح بالفاشر يهدد حياة 800 ألف شخص بالمدينة.
سياسيا، بدوره، دعا وزير الخارجية الإثيوبي تايي أطقي سيلاسي إلى توحيد المبادرات والعمل الجماعي من أجل إنهاء معاناة السودانيين، مشددا في حديث خاص للجزيرة، على أن الحل يجب أن يكون من السودانيين أنفسهم.
وأضاف الوزير أن دور بلاده سيكون داعما ومساندا للسودانيين.
وفي وقت سابق، قال رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان في تصريحات بمدينة عطبرة بولاية نهر النيل شمالي السودان، إنه لا توجد أية مفاوضات مع قوات الدعم السريع في جدة أو سويسرا أو أي مكان آخر، حسب قوله.
وأكد البرهان أن أي وقف لإطلاق النار رهين بانسحاب قوات الدعم السريع من مدن الجنينة وزالنجي والفاشر والضعين وولاية الجزيرة وولاية سنار، ونوه إلى أنه في حال عدم انسحابها فإن الجيش سيواصل قتال قوات الدعم السريع حتى سحقها.
وقطع قائد الجيش بأنه لن يكون هناك تسامح في كل الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع وأضاف “ما في عفا الله عما سلف”.
في المقابل، أصدر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) اليوم قرارا أنهى بموجبه تكليف يوسف إبراهيم عزت من مهام المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع، وذلك اعتبارا من تاريخ أمس الأربعاء الموافق العاشر من يوليو/تموز 2024.
ووجه حميدتي الجهات ذات الصلة باتخاذ ما يلزم لتنفيذ القرار الذي يأتي في إطار الترتيبات الداخلية الروتينية، بحسب زعمه.
إنسانيا، قالت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في السودان مانديب أوبراين، الخميس، إن “قرابة 8.9 ملايين من أطفال السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد والأمراض”.
ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية، عن أوبراين، قولها إن “أكثر من 7 ملايين سوداني نزحوا داخليا منذ بدء الحرب، منهم نحو 4 ملايين طفل”.
وأضافت أن “نزوح الأطفال تصاحبه أزمات أخرى متعددة نتيجة للحرب”.
من جهته، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن الحرب في السودان أدت لمقتل عشرات الآلاف، وإن أكثر من 15 مليون مواطن سوداني بحاجة لمساعدات صحية.
وأضاف غيبريسوس في مؤتمر صحفي في جنيف أن 15 شهرا من الحرب في السودان أدت أيضا إلى انتشار الأمراض مثل الكوليرا والملاريا وفاقمت خطر المجاعة لدى أكثر من نصف الشعب السوداني.
وطالب غيبريسوس طرفي النزاع في السودان بتسهيل وصول المساعدات الصحية إلى المناطق المنكوبة.
المصدر : الجزيرة + وكالاتالمصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی فی السودان أکثر من
إقرأ أيضاً:
البرهان ينجو من محاولة اغتيال بطائرات مسيرة خلال احتفال عسكري في جبيت
في حادثة جديدة، نجا رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، من محاولة اغتيال باستخدام طائرات مسيرة خلال احتفال عسكري في جبيت بولاية البحر الأحمر شرقي السودان.
الواقعة التي هزّت ولاية البحر الأحمر يوم الأربعاء، أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص بينهم طلاب وضابط، لتكون هذه الحادثة الأولى من نوعها التي تضرب الولاية منذ بداية الصراع العنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023. هذا الهجوم يعزز احتمالات انتقال ألسنة الحرب إلى الولاية الشرقية التي أصبحت موطنًا للعديد من الوزارات والسفارات الأجنبية بعد اختيارها عاصمة بديلة للخرطوم.
تفاصيل الهجومالهجوم وقع أثناء مهرجان تخريج طلاب الكلية الحربية بمعهد جبيت العسكري، حيث استهدفت طائرتان مسيرتان انتحاريتان موقع الاحتفال بعد وصول البرهان. وبحسب البيان الصادر عن مكتب المتحدث باسم الجيش، فقد تصدت الدفاعات الجوية للطائرتين، مما أسفر عن مقتل خمسة أفراد وإصابة آخرين بجروح طفيفة. تم إخلاء البرهان بسرعة إلى بورتسودان، العاصمة الإدارية البديلة، لضمان سلامته.
وقد بث إعلام مجلس السيادة صورًا للقائد العام للقوات المسلحة وهو يحضر مراسم تخريج الدفعات الـ68 من الكلية الحربية، بالإضافة إلى الدفعتين الـ20 والـ23 من التأهيلية، الكلية الجوية، والأكاديمية البحرية، وذلك في استاد معهد المشاة بجبيت.
الأوضاع المتصاعدةهذا الهجوم يأتي في سياق تصاعد العنف في السودان، حيث شهدت الأيام الماضية سلسلة من الهجمات بالطائرات المسيرة على أهداف مختلفة في البلاد. قبيل هذا الهجوم، كانت كوستي في ولاية النيل الأبيض هدفًا لطائرات مسيرة، مما أسفر عن مقتل ضابط في جهاز المخابرات العامة وإصابة آخرين، إضافة إلى تضرر إحدى كليات جامعة الإمام المهدي. وقد شنت قوات الدعم السريع هجمات مماثلة على مدن أخرى مثل القضارف وشندي وكوستي وكنانة.
تعرضت مدينة كوستي التي تقع على بُعد 400 كيلومتر جنوبي الخرطوم لهجوم جوي غير مسبوق من قبل خمس طائرات مسيرة على الأقل وفقاً لشهود العيان، مما يجعل هذا الهجوم الأوسع والأعنف بالطيران المسير في تاريخ المدينة التي تحتضن الفرقة 18 مشاة التابعة للجيش.
عبد الفتاح البرهان: الجيش لن يشارك فى الشأن السياسى في السودان بعد انتخابات 2023عبد الفتاح البرهان يشكل مجلس سيادة انتقاليا جديدا في السودان (التلفزيون الرسمي) بالفيديو: أسبوعٌ على انقلاب عبد الفتاح البرهان على الديموقراطية في السودانعبد الفتاح البرهان يصل إلى جوبا لبحث الأزمة في السودانوفي حادثة موازية، شهدت مدينة ربك، القريبة من كوستي، هجومًا آخر يوم الإثنين بواسطة طائرة مسيرة استهدفت معسكرًا للجيش، بالإضافة إلى هجومين متزامنين استهدفا قاعدة كنانة الجوية بالولاية.
كما شنت الطائرات المسيرة هجومًا على مقار حكومية في مدينة الدامر التي تبعد 310 كيلومترات شمال الخرطوم دون أن تُسجل أي خسائر بشرية.
منذ عدة أشهر، أصبحت قوات الدعم السريع تعتمد بشكل متزايد على الطيران المسير كوسيلة للهجوم على المدن التي يسيطر عليها الجيش. وقد بدأ هذا التكتيك بهجوم على إفطار رمضاني لكتيبة البراء بن مالك في عطبرة بولاية نهر النيل في أبريل الماضي والذي أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.
وتواصل الحملة الجوية توجيه ضرباتها إلى مدن أخرى مثل القضارف في شرق السودان، وشندي في ولاية نهر النيل، بالإضافة إلى كوستي وكنانة في ولاية النيل الأبيض، مما يبرز تصاعد وتيرة الهجمات بالطيران المسير في النزاع القائم.
الوضع السياسي والمفاوضات
يأتي الهجوم في وقت حساس، حيث كان الجيش السوداني قد أبدى قبوله المشروط لدعوة من الولايات المتحدة والسعودية لإجراء محادثات سلام في سويسرا في أغسطس المقبل. في المقابل، أعربت قوات الدعم السريع عن رغبتها في التفاوض مع الجيش فقط دون التطرق إلى المحسوبين على التيار الإسلامي في الخدمة المدنية.
تجدر الإشارة إلى أن الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مستمر منذ أبريل 2023، مما أدى إلى أزمة إنسانية كبيرة ودمار واسع. وهناك دعوات للهدنة ومفاوضات تحت رعاية الولايات المتحدة والسعودية مع مشاركة محتملة للاتحاد الأفريقي والإمارات والأمم المتحدة.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية هيومن رايتس ووتش: تقرير يوثق اغتصابات جماعية وزواج قسري من قبل قوات الدعم السريع والجيش في السودان بعد قطيعة دامت ثماني سنوات عودة العلاقات الدبلوماسية بين السودان وإيران بغياب الأطراف المتحاربة.. اجتماع في القاهرة يناقش حل الأزمة السودانية عبد الفتاح البرهان قوات الدعم السريع - السودان احتجاجات في السودان