الجوع يهدد ثلث أطفال أفغانستان
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
دينا محمود (كابول، لندن)
أخبار ذات صلة 5 دول الأكثر تأثراً بالتغير المناخي «الأونروا»: مستويات الجوع الكارثية بالقطاع من صنع البشرأعربت منظمة «أنقذوا الأطفال» غير الحكومية المعنية بحماية الطفولة في العالم، عن تخوفها من أن يواجه قرابة 6.5 مليون طفل أفغاني، مستويات جوع مُنذرة بالخطر في عام 2024.
يأتي ذلك في وقت تعاني فيه أفغانستان، من التأثيرات المباشرة للفيضانات الأخيرة التي ضربتها، وكذلك التبعات بعيدة المدى للجفاف الذي عصف بأنحاء مختلفة منها من قبل، بجانب آثار عودة مئات الآلاف من اللاجئين إلى ديارهم، في الفترة الماضية.
وحسب المنظمة، فإن «ثلاثة من كل 10 أطفال أفغان سيواجهون مستويات جوع طارئة أو كارثية خلال العام الجاري».
تحذيرات جديدة أطلقتها منظمات إغاثية دولية، من تردي الوضع الإنساني للصغار في أفغانستان، وذلك وسط توقعات تفيد بأن ثلث السكان هناك، سيعانون من انعدام الأمن الغذائي، بحلول فصل الخريف المقبل.
ففي وقت سابق من الشهر الجاري، اجتاحت أمطار غزيرة وفيضانات مفاجئة المناطق الشمالية من أفغانستان، ما أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص، بالإضافة إلى تدمير آلاف المنازل أو تضررها، فضلاً عن إلحاق خسائر كبيرة، بمساحات واسعة من الأراضي الزراعية.
وخلال العام الماضي، تعرضت مناطق أفغانية مختلفة لموجة جفاف شديدة الوطأة، أثرت على منسوب المياه في الأنهار الرئيسية في البلاد بوجه عام، ما قاد لمشكلات عانى منها ثلثا السكان على الأقل، وجعل من الصعب توفير مياه الشرب، للقاطنين في الولايات الجنوبية والغربية.
وبحسب خبراء الإغاثة، قادت تبعات هذه الموجات المتعاقبة من الجفاف والفيضانات، إلى تفاقم أزمة شُح الغذاء التي تشهدها أفغانستان من الأصل، خاصة بعدما استقبلت أكثر من 1.4 مليون لاجئ، عادوا إليها في غضون أشهر قليلة من دول مجاورة، ما أدى إلى تزايد الاحتياجات الغذائية للمواطنين الأفغان.
ووفقاً لمقياس «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي»، الذي يتم في سياقه تقييم البيانات الخاصة بالأمن الغذائي والتغذية وسبل العيش في العالم، يُتوقع أن يواجه 28% من سكان أفغانستان، أي ما يقارب 12.4 مليون شخص، مشكلة الانعدام الحاد في الأمن الغذائي، بحلول أكتوبر من العام الجاري.
ومن المنتظر أن يعاني 2.4 مليون من إجمالي هذا العدد، من مستويات طارئة من الجوع، وفقاً لما حذرت منه منظمة «أنقذوا الأطفال»، في تقرير نشرت وكالة «أسوشيتدبرس» للأنباء، مقتطفات منه على موقعها الإلكتروني.
وكشف التقرير نفسه عن أن ما يصل إلى 2.9 مليون طفل أفغاني دون سن الخامسة، سيعانون على الأرجح من سوء التغذية الحاد، خلال العام الحالي كذلك.
ومن جهته، قال المسؤول عن أنشطة هذه المنظمة الإغاثية الدولية في أفغانستان، أرشد مالك، إن الفرق التابعة لها انخرطت منذ مطلع العام الجاري، في معالجة أكثر من سبعة آلاف طفل في أفغانستان، من سوء التغذية الحاد أو الشديد، مشدداً على أن ذلك يمثل مؤشراً على مدى احتياج الأُسَر هناك لدعم كبير، لتمكينها من مواجهة آثار ما تتعرض له، من صدمات متتالية.
واعتبر مالك أن أزمة الجوع التي تضرب أطفال أفغانستان نتاج للآثار المدمرة لثلاثة أعوام من الجفاف وارتفاع معدلات البطالة، وعودة عدد كبير من اللاجئين إلى البلاد، ما يؤكد ضرورة بلورة حلول مجتمعية طويلة الأمد، من شأنها مساعدة العائلات المتضررة من كل هذه التقلبات على إعادة بناء حياتها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أفغانستان الجوع مكافحة الجوع المجاعة أنقذوا الأطفال سوء التغذية
إقرأ أيضاً:
وسط حالات سوء التغذية.. وفاة رجل مسن بسبب الجفاف الحاد شمال غزة
أعلن مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة على لسان مديره، حسام أبو صفية، الأربعاء، عن وفاة رجل مسن بسبب الجفاف الحاد، كما ذكر أن حالات سوء التغذية بدأت تتوافد منذ الثلاثاء إلى المستشفى حيث حضر 17 طفلا إلى الطوارئ بعلامات سوء تغذية وجفاف إثر أزمة غذاء جديدة في شمال القطاع.
ويذكر أن ما يزيد عن أربعين شخصا توفوا خلال الحرب بسبب سوء التغذية والجفاف معظمهم من الأطفال، وفقا لمراسلة "الحرة".
وقال أبو صفية إن الوضع أصبح كارثيا أكثر ولا حراك ولا حتى دعوات من أي جهة دولية بفتح ممر إنساني يدخل من خلاله المستلزمات الطبية والوفود الطبية الجراحية وطعام وحليب الأطفال لمعالجة حالات سوء التغذية.
الوضع الصحي كارثي للغايةوقالت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، إن عمل المستشفيات بشكل جزئي في شمال قطاع غزة "مقلق للغاية"، بينما حذر مدير مستشفى كمال عدوان من أن الوضع الصحي "كارثي للغاية".
وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، في كلمة لها أمام صحفيين في جنيف" "نحن قلقون للغاية، تتزايد صعوبة تقديم المساعدات في حين تتزايد الاحتياجات، أشعر بقلق خصوصا على مستشفى كمال عدوان".
وتابعت "في الفترة ما بين 8 و16 نوفمبر، تم رفض أربع بعثات لمنظمة الصحة العالمية كنا نحاول إيصالها"، مشددة على أن المستشفى لديه لوازم طبية "بالكاد تكفي لأسبوعين في أفضل السيناريوهات".
من جانبه، أكد أبو صفية أن "الوضع في شمال قطاع غزة كارثي للغاية والجميع معرض للموت الوشيك. المنظومة الصحية تعمل بظروف قاسية للغاية".
وتابع في تصريح لوكالة فرانس برس "قام الاحتلال بقصف المستشفى أكثر من مرة آخرها بالأمس (الاثنين) بشكل مفاجئ بينما كنا نحاول إنقاذ جريح".
وأضاف "الاحتلال يمنع إدخال الطعام والماء والكوادر والمستلزمات الطبية للشمال، بدأنا نفقد أعدادا من المصابين لعدم وجود مستلزمات وكوادر طبية في المشفى".
لكن وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية "كوغات" قالت في بيان إنها "قامت الاثنين بتسليم 1000 وحدة دم" إلى مستشفى الصحابة في مدينة غزة، وقالت إن "الجهود الإنسانية في المجال الطبي مستمرة" في شمال قطاع غزة.
وفي آخر تحديث له عن الوضع في قطاع غزة نشر مساء الثلاثاء، قال مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا) إن "الوصول إلى مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة والمستشفى الإندونيسي مقيد للغاية"، مشددا على أن هذه المستشفيات تواجه "نقصا خطيرا في المعدات والوقود ووحدات الدم".
وأطلقت القوات الإسرائيلية عملية برية واسعة النطاق في شمال قطاع غزة تقول إن هدفها منع حركة حماس من إعادة تجميع صفوفها.
وبدأت العملية بمحاصرة جباليا، وامتدت شمالا إلى بيت لاهيا في محيط مستشفى كمال عدوان الذي تعرض لعمليات قصف واقتحام نفذها الجيش، بحسب مسؤولين فلسطينيين.