العراق والتحولات البينية في العلاقة مع واشنطن
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
يوليو 11, 2024آخر تحديث: يوليو 11, 2024
محمد حسن الساعدي
لم يكن يسعى رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني في زيارته الاخيرة الى الولايات المتحدة الامريكية الى وهج اعلامي او التقاط صورة تذكارية في البيت الابيض بقدر ما كان يسعى الى إحداث نقلة نوعية في العلاقة بين بغداد وواشنطن،وتحول عميق في هذه العلاقة وتجاوز مرحلة التركيز في الملف الامني والذي سيطر على العلاقة منذ عام 2003،والذهاب نحو شراكات متعددة، في مجالات عدة، ولكن في البدء هناك حاجة ملحة الى إعادة الثقة بين الطرفين بما يحقق المصالح الاستراتيجية للعراق فلا تزال هناك خلافات حادة بين الطرفين واهمها في طريقة الاداء وإدارة الملفات، ويبدو ان السيد السوداني بدا أكثر أستعداداً للتفاهم وتقديم شروط لم تكت مطروحة سابقاً في رسم العلاقة بين الطرفين،بما في ذلك الضمانات المالية للقروض وغيرها من تبادلات مالية كانت غير واضحة في التبادل بين العراق واميركا.
بعد زيارة السيد السوداني تكشفت العديد من النقاط الايجابية والتي انعكست على العلاقة بين الطرفين والتي سادها فيما بعد التهدئة والتنازل من قبل واشنطن التي قرات حكومة السيد السوداني انها جاءت لتعمل ولا تبحث عن تأزيم للعلاقة او زج مصالح الشعب العراقي باي صراع قادم،ويسعى الجانبان الى مزيد من العلاقات التجارية وخاصة صناعة النفط والغاز والمبيعات الدفاعية والتي من المرجح ان تشهد تقدماً دون أي تنازل من العراق .
هناك تحسن واضح في قطاع الاعمال والاعمار منذ وصول السيد السوداني الى السلطة،ومنها التحسن الملحوظ على القطاع الضريبي بعد عملية الاصلاح التي شهدها هذا القطاع، ولكن ما زال التقدم ملحوظ باتجاه تعزيز العلاقة مع الشركات الامريكية التي تسعى من خلالها واشنطن تعزيز نفوذها في مؤسسات الدولة العراقية،لذلك من الضروري ان تسعى الولايات المتحدة الامريكية الى سحب قواتها كافة من العراق،لايجاد أرضية مناسبة وتعزيز الثقة مع بغداد من أجل إيجاد شراكة حقيقية مبنية على أساس هذه الثقة.
العراق يسعى الى إيجاد الارضية المناسبة للتكامل الإقليمي، فقد بذلت حكومة السيد السوداني جهدًا كبيرًا لجعل العراق جارًا جيدًا في المنطقة، ومع الحفاظ على العلاقات التاريخية مع إيران، بالمقابل سعى السوداني أيضًا الى تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع دول الخليج على الرغم من التوترات التي سادت العلاقة سابقاً، وأضحى العراق طاولة حوار لتقريب وجهات النظر بين مختلف الدول التي تختلف سواءً مع العراق او فيما بينها.
احياء مشروع طريق التنمية الطريق القديم وإصلاح العلاقات العراقية –التركية كان محط اعجاب للغرب بصورة عامة وواشنطن خصوصاً وبتعديلات حديثة وهو المشروع الذي يربط بين الاقتصاد والسياسة ويبدو ان الاطار التنسيقي الشيعي قد أبدى قبوله لخطة السوداني الاقتصادية، وخصوصاً انها تسعى الى خلق علاقات اقتصادية متوازنة مع الولايات المتحدة الامريكية.
بات من شبه المؤكد أن الأشهر المقبلة ستشهد تقليص الوجود العسكري الأمريكي في العراق على ان تتحول العلاقة بين بغداد والغرب الى علاقات سياسية واقتصادية ، وخصوصاً بعد التفاهمات بين الحكومة العراقية وبين واشنطن حول ضرورة إنهاء الوجود، واما الامر الذي ليس واضحًا هو ما إذا كان البنتاغون سيكون قادرًا على التحكم على الأرض لإجراء عملية إعادة الانتشار هذه وفقًا لشروطه الخاصة ، خصوصاً مع التغييرات الكبيرة والاستراتيجية التي يشهدها العراق وسياسته الداخلية والخارجية ، إذ بات العراق يشهد تغيير سريع وان الصيغة القديمة للسنة والشيعة والأكراد تفسح المجال بسرعة للمخاوف بشأن التركيبة السكانية والتضخم الشبابي فضلاً عن تغير المناخ ونقص المياه، لذلك بات من الواضح ان العراق أكثر تماسكاً من ذي قبل وانه مقبل على حركة اقتصادية كبيرة ومهمة في المنطقة.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: السید السودانی العلاقة بین بین الطرفین
إقرأ أيضاً:
مستشار السوداني: امريكا لن تلغي الإعفاء الخاص بالغاز الايراني
الاقتصاد نيوز — بغداد أكد مستشار رئيس الوزراء، فرهاد علاء الدين، أن العرق يعمل على تنويع مصادر استيراد الغاز لتوليد الكهرباء، وتقليل اعتماده على الغاز الإيراني الذي يمثل حاليًا نحو 46% من الإنتاج. وأوضح علاء الدين في مقابلة متلفزة اطلعت عليها "الاقتصاد نيوز"، أن الاستثناء الأمريكي لاستيراد الغاز الإيراني ما زال ساريًا، لكن الولايات المتحدة طلبت من العراق تنويع مصادره، وهو ما تعمل عليه الحكومة من خلال تجهيز البنى التحتية والتفاوض مع دول أخرى مثل قطر. وأشار علاء الدين إلى أن الحكومة تعمل كفريق واحد مع وزارة الخارجية لتصحيح بعض الشائعات والمفاهيم الخاطئة عن العراق، خاصة فيما يتعلق بتهريب الدولار، مؤكدا أنهم يقومون بزيارات مستمرة للكونغرس الأمريكي لتوضيح الحقائق وتصحيح وجهات النظر. وفيما يتعلق بالعلاقات الدولية، أكد علاء الدين أن الصين هي أكبر مستورد للنفط العراقي، وأنها وروسيا تعتبران شريكين تجاريين رئيسيين. وأوضح أن هذه الشراكات اقتصادية بحتة، وأن العراق يسعى للحفاظ على علاقات متوازنة مع جميع الأطراف. تحسن العلاقات مع السعودية وأشاد علاء الدين بالعلاقات المتنامية مع المملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن العلاقات في أفضل حالاتها، وأن المملكة تستثمر مليارات الدولارات في العراق، وأنه تم توقيع اتفاق أمني بين البلدين لأول مرة منذ عام 1982. وأكد علاء الدين أن العراق ما زال بحاجة إلى الدعم الفني من بعض المنظمات الأممية، مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وأن هذه المنظمات ستواصل عملها في العراق بغض النظر عن عمل البعثة الأممية.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام