السودان في طريقه للتفاوض.. هل تكسر الجهود الدولية الجمود؟
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
منذ تعينه في أواخر فبراير الماضي، بدأ المبعوث الامريكي توم بيريليو عضو الكونغرس السابق، جولات اقليمية حثيثة لإنهاء الصراع في السودان.
كمبالا: التغيير
حراك دبلوماسي متسارع، وجولات مكوكية، بالإضافة إلى لقاءات علنية وسرية بين الفرقاء السودانيين، عسكريين ومدنيين على حد سواء، في القاهرة، أديس أبابا، جنيف، في مسعى مكثف من اللاعبيين الاقليميين والدوليين لحل الأزمة السودانية التي دخلت عامها الثاني.
منذ تعينه في أواخر فبراير الماضي، بدأ المبعوث الامريكي توم بيريليو عضو الكونغرس السابق، جولات اقليمية حثيثة لإنهاء الصراع في السودان، وأعلن أن المحادثات التي تشارك الرياض في قيادتها قد تنطلق في 18 أبريل، ومع اقتراب الموعد، أكد المسئول الأمريكي انه من غير المرجح أن استئناف المفاوضات في ذلك التاريخ لان الدعوة لم تحظ بموافقة الطرفين.
وفي مايو الماضي، توقعت تقارير صحفية استئناف التفاوض في ذات الشهر الا أن التعثر لازم قيامها.
مع حلول يوليو الجاري انخرط فاعلين اقليميين في حراك دبلوماسي، بدأه نائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، الذي وصل إلى مدينة بورتسودان، الإثنين الماضي، في أول زيارة لمسؤول سعودي إلى السودان، منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، في 15 أبريل قبل الماضي، وبعد 24 ساعة استقبل قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي وصل مدينة بورتسودان في أول زيارة له منذ اندلاع المواجهات المسلحة، سبق ذلك، اجتماع للقوى السياسية والمدنية السودانية في مؤتمر تبنته مصر، (السبت) بهدف إيجاد حلول سياسية للأزمة في السودان، حيث نتج عنه بيان ختامي يدعو إلى “إيقاف الحرب”، دون عقد اجتماعات مشتركة بين الأطراف المشاركة.
ودخل الاتحاد الافريقي على خط الازمة، باجتماع للآلية الرفيعة المستوي امس( الاربعاء) بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بشأن الأوضاع في السودان، في غياب تنسيقية القوى المدنية و الديمقراطية (تقدم)، احزاب البعث، الشيوعي، حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور، الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو، تزامن ذلك مع اجتماع اخر ترعاه الأمم المتحدة بين ممثلين عن الطرفين المتقاتلين في العاصمة السويسرية جنيف، لبحث إيصال المساعدات الإنسانية لسكان السودان الذين يحتاج نصفهم تقريباً، أي حوالى 25 مليون شخص، للمساعدة.
رغم هذا الحراك النشط يشكك محللون وسياسيون تحدثوا إلى (التغيير) بقدرته على تحريك الجمود في المسار التفاوضي المستمر منذ شهور.
أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، إبراهيم كباشي، ذكر في مقابلته مع صحيفة (التغيير) أن التفاوض الجاد حول إيقاف الحرب يحدث عادة عندما تصل أطراف النزاع إلى مرحلة توازن الضعف أو تتعرض لضغوط داخلية أو خارجية. وأشار إلى أنه بالنظر إلى الواقع الميداني العسكري والسياسي الداخلي والخارجي، فإن الشروط التي تدفع نحو التفاوض المثمر غير متوفرة حاليًا.
وعزا ذلك لان كل طرف، بناءً على رؤيته العملياتية، يعتقد أنه متفوق عسكريًا، مما يجعله يُصر على الخيار العسكري بدلاً من التفاوض. كما لفت إلى أن هناك تعددًا في مراكز القرار داخل القوى المتحاربة نظرًا لتركيبتها المكونة من تحالفات عسكرية، وشرح قائلا: الحرب التي بدأت بين الجيش والدعم السريع أفرزت مع مرور الوقت لاعبين وفاعلين عسكريين جدد لديهم دوافع ومصالح قد تتوافق أو تتناقض مع أهداف التحالف الذي انضموا إليه، مما يعقّد عملية التوافق في صناعة القرار بشأن التفاوض.
من بين العوامل -غير المرئية- التي أشار إليها كباشي وتعترض طريق التفاوض، بروز لوردات حرب مرتبطين بشبكات محلية وإقليمية ودولية تسعى لاستمرار النزاع وتقاوم أي جهود تفاوضية.
وقبل نحو 6 أشهر، انهارت آخر جولات التفاوض(جدة) بين طرفي الحرب، في ديسمبر الماضي، بعدما فشل الجانبان في تنفيذ إجراءات بناء الثقة التي تم الاتفاق عليها في نوفمبر .
قال عضو تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)، شهاب إبراهيم الطيب، أن التفاوض يواجه عقبات كبيرة بسبب نقص الإرادة من أطراف الصراع في تحقيق التفاهم والتوافق المستمرين لإنهاء الصراع
واشار في حديثه (للتغيير) الى ان هناك محاولات مستمرة للتفاوض، لكن هذه المحاولات لم تنجح حتى الان، واعتبر، أن المجتمع الدولي والإقليمي لم يمارس الضغوط الكافية على أطراف الصراع وهو ما يؤدي إلى عدم جديتها في المفاوضات.
تعاطي المجتمع الدولي والاقليمي الحالي مع ما يجري في السودان، يعكس تباينًا وعدم توافق كلى وصولا لضغط جماعي على أطراف الحرب، وفسر كباشي، التباين لكون ان صراع المصالح لايزال مستمرا وقد يكون خيار الحرب احد الأدوات المستخدمة لتحقيق بعض المصالح من قبل قوى إقليمية ودولية، واضاف: العوامل المذكورة، هي التي ترجح تغليب خيار الحرب على خيار التفاوض بالإضافة إلى عدم الالتزام بماتم الاتفاق حوله في تجربة مفاوضات منبر جدة.
عضو تنسيقية (تقدم) شدد، على الحاجة الملحة لضغوط إقليمية ودولية كافية على أطراف الصراع، كما رأي أن تصنيف المؤتمر الوطني المعزول والحركة الإسلامية المحلولة كجماعات إرهابية قد يساعد في تعزيز فرص الحلول التفاوضية.
وراي أن الوقت الحالي مناسب وضروري للتوصل إلى حلول، حيث أن استمرار الحرب يزيد من معاناة الشعب السوداني ويشرد المزيد منهم.
بدوره اشار استاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، الى ان الدخول في تجربة تفاوضية جديدة يتطلب وضع رؤية جديدة تاخذ في الاعتبار الواقع الذي تشكل مابين جدة مايو 2023م وحتى الوقت الراهن ووفق خارطة الطريق التي طرحها كباشي، تستند الرؤية والتصورات الجديدة للتفاوض على مقاربة شاملة تشمل المجموعات والقوى العسكرية والتي لم تشارك في الحرب حتى الآن وهي( حركتي عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور) في الخارطة الاستراتجية للتفاوض تجنبا لتكرار أخطاء الماضي و لمعالجة جذور الحرب بصورة كلية.
واقر كباشي وإبراهيم، بان طبيعة الحروب تعتمد على خطاب التعبئة الذي يلعب دوراً مؤثراً في تشكيل السياسات الداخلية، التوترات المتزايدة والاستقطاب الشديد، و غالباً ما يعرقل الحراك و النشاط السياسي المدني ويفضل الحلول العسكرية. ومع ذلك، لا يمكن أن يستمر هذا الوضع ، إذ أنه عادة ما يتراجع ليحل محله خطاب السلام و الحلول السلمية.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: المبعوث الأمريكي الخاص للسودان المفاوضات حرب الجيش والدعم السريع فی السودان
إقرأ أيضاً:
عون: لا يمكن أن تعود الحياة الطبيعية إلى المناطق المتضررة من الحرب دون تطبيق القرارات الدولية
لبنان – أكد الرئيس اللبناني جوزي عون أن المناطق المتضررة من الحرب لا يمكن أن تعود إلى الحياة الطبيعية من دون تطبيق القرارات الدولية التي تضمن سيادة لبنان وانسحاب المحتل وعودة الأسرى.
وفي كلمة ألقاها خلال حفل إفطار دار الفتوى امس السبت، قال جوزيف عون: “يسعدني أن ألبي اليوم دعوة صاحب السماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، إلى المشاركة في حفل إفطار دار الفتوى، في أيام الرحمة من شهر رمضان المبارك، وذلك للمرة الأولى بعد توقف قسري لسنوات عدة فرضته ظروف قاهرة”.
ولعل التدبير الإلهي شاء أن يتزامن هذا الشهر الفضيل مع زمن الصوم الكبير لدى الطوائف المسيحية. فالصوم، بما يعنيه من ممارسة روحية مشتركة بين المسلمين والمسيحيين، هو التقرب إلى الله من خلال الصلاة والعبادة والتوبة والاستغفار والصبر وضبط النفس وتربية الإرادة والتضامن مع الفقراء والمحتاجين، وهو ما نشاهده ونلمسه في مجتمعنا في هذا الشهر الكريم، والحمد لله”.
وتابع عون: “واذا كان الصوم يعلمنا التضامن والوحدة، فإن رمضان يذكرنا بأهمية المشاركة والانخراط الإيجابي في قضايا وطننا. فلبنان الذي نعتز به جميعا، هو وطن الرسالة والتنوع والتعددية، وطن يتسع للجميع بمختلف انتماءاتهم ومعتقداتهم. ومن هنا تأتي أهمية المشاركة السياسية لجميع شرائح المجتمع اللبناني، من دون تهميش أو عزل أو إقصاء لأي مكون من مكوناته”.
وأضاف الرئيس اللبناني أن “هذه المشاركة تقوم على مبدأ أساس، وهو احترام الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وتفسيرهما الحقيقي والقانوني لا التفسير السياسي أو الطائفي أو المذهبي أو المصلحي”، مردفا: “إن الدولة اللبنانية بمؤسساتها المختلفة، وبقدر حرصها على حماية التنوع اللبناني وخصوصيته، فإنها ملتزمة، وقبل أي شيء، بحفظ الكيان والشعب، فلا مشروع يعلو على مشروع الدولة القوية القادرة العادلة، التي ينبغي بناؤها وتضافر جميع الجهود لأجل ذلك”.
وتوجه جوزيف عون إلى الحفل قائلا: “في خضم التحديات التي يواجهها وطننا، يبرز موضوع تنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار كقضية محورية تستدعي اهتمامنا وعنايتنا. فلا يمكن أن يستقر لبنان ويزدهر في ظل استمرار التوتر على حدوده الجنوبية، ولا يمكن ان تعود الحياة الطبيعية الى المناطق المتضررة من دون تطبيق القرارات الدولية التي تضمن سيادة لبنان وأمنه واستقراره، وانسحاب المحتل من أرضنا وعودة الأسرى إلى أحضان وطنهم وأهاليهم”.
وأكمل عون: “وهذا يوجب أيضا وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته للإيفاء بضماناته وتعهداته، وتجسيد مواقفه الداعمة للدولة ووضعها موضع التنفيذ”، مضيفا: “إن إعادة إعمار ما دمرته الحرب تتطلب منا جميعا العمل بجد وإخلاص، وتستدعي تضافر جهود الدولة في الداخل والخارج، والمجتمع المدني والأشقاء والأصدقاء، والقطاع الخاص، لكي نعيد بناء ما تهدم، ونضمد جراح المتضررين، ونفتح صفحة جديدة من تاريخ لبنان”.
وختم الرئيس اللبناني كلمته بالقول: “إن التحديات التي يواجهها لبنان كبيرة ومتنوعة، لكن إرادة الحياة لدى اللبنانيين أكبر وأقوى، من أجل بناء لبنان القوي بدولته ومؤسساته، المزدهر باقتصاده وموارده، المتألق بثقافته وحضارته، المتمسك بهويته وانتمائه، المنفتح على محيطه العربي والعالمي.. ختاما، اشكر صاحب الدار، سماحة مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان، على دعوته الكريمة.. كل عام وأنتم بخير، عشتم وعاش لبنان”.
المصدر: RT
Previous “صحة غزة”: ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل إلى 48 ألفا و572 شهيدا Related Postsليبية يومية شاملة
جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results