مقارنة إسرائيلية بين حربي 1973 وطوفان الأقصى.. القوة العسكرية ليست وحدها الحلّ
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
في الوقت الذي تزامنت فيه الذكرى الخمسون لحرب أكتوبر 1973 مع هجوم طوفان الأقصى في أكتوبر 2023، شاع انطباع بين الإسرائيليين مفاده أن القوة العسكرية وحدها لا توفر الأمن لهم، ومن هنا تم تمهيد الطريق لاتفاقية فصل القوات المصرية والسورية عن الإسرائيلية عام 1974، مما قد يكرر الأمر ذاته مع حماس هذه المرة في غزة.
إيهود عيران عضو معهد "ميتافيم" للدراسات الشرق أوسطية، ومحاضر العلاقات الدولية بجامعة حيفا، ذكر أن "خمسين عاماً ويوماً مرّ على الهجوم المصري على دولة الاحتلال عام 1973، حتى تفاجأت فيه مجددا هذه المرة من الجبهة الجنوبية مع غزة في أكتوبر 2023، مع العلم أن ما تكرر ليس التاريخ فحسب، بل السلوك السياسي والعسكري أيضًا، وكما كان الحال في عام 1973، وكذلك في 2023 أيضاً، فقد أدى العمى السياسي لقادة الاحتلال إلى شعورهم بالرضا عن الذات إلى حدّ الغرور".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أنه "كما حدث في 1973، فقد أدى شعور جيش الاحتلال المفرط بالثقة بالنفس إلى التهام العدو له، وكما كان الحال في ذلك الوقت، فاتت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الكثير من المعلومات التي تنبّأت بالهجوم المصري السوري الوشيك".
وأشار إلى أن "أوجه التشابه بين حرب أكتوبر 1973 وهجوم أكتوبر 2023 لا تنتهي عند هذا الحد، لا سيما التحرك البطيء للعقلية الإسرائيلية في السنوات التي تلت حرب الغفران، وفهمها المتأخر لحدود القوة العسكرية، والقناعة التي بدأت تنتشر في الأوساط العسكرية والسياسية ومفادها أن الضربة القاسية التي تلقاها الاحتلال آنذاك جعلت الرأي العام يدرك أن القوة العسكرية وحدها لا توفر الأمن، مما مهّد الطريق لاتفاقية فصل القوات عام 1974 والاتفاق المرحلي عام 1975".
وأوضح أنه "كما هو الحال الآن في 2024، فإن الهدف المعلن المتمثل بالقضاء على حماس في غزة غير ممكن التحقق، وهذا اعترافات شملت تقريبا مختلف الرتب العسكرية، وهكذا نفهم أيضًا الأحداث في الشمال مع لبنان، فالأوضاع تزداد سوءًا، ورغم القوة العسكرية، فإن جيش الاحتلال غير قادر على توفير الأمن لمستوطني الشمال، ولا يزال يجري إجلاء عشرات الآلاف، فيما تواصل مسيّرات حزب الله وصواريخه الإضرار بالمستوطنين وممتلكاتهم".
وأكد أنه "في ظل هذه الظروف يظهر البديل السياسي المتمثل بوقف القتال في غزة كجزء من صفقة تشمل إعادة المختطفين، مع أن حزب الله أعلن أن انتهاء القتال في غزة سيضع نهاية لهذه الجولة من القتال في الشمال، وبالتالي فإن استمرار القتال قد يجرنا إلى حرب شاملة معه، سيكون ثمنها باهظاً جداً على الجبهة الداخلية، وفي النهاية ليس واضحا على الإطلاق أننا سنتمكن من تحييد تهديده".
وأضاف أن "هذا يعني أنه إذا لم تنته الحرب في الجنوب مع غزة، فلن نتمكن من التوصل إلى اتفاق في الشمال مع لبنان، وإذا لم نتوصل إلى صفقة للإفراج عن جميع المختطفين فلن نتمكن من استعادتهم، وهذه نتيجة ليست سهلة الهضم على الإسرائيليين، لكن لا بد منها، لأن الواجب الأساسي للدولة تجاه مواطنيها هو إزالة التهديد من الجنوب، حتى لا يتكرر هجوم السابع من أكتوبر مرة أخرى، رغم أنه لا تزال قطاعات من الجمهور ترغب بالانتقام من أحداث ذلك الهجوم".
وأشار إلى أن "التهديد الذي يشكله حزب الله في الشمال لن يختفي، ومستوطنو الشمال يطالبون بأن يتوقف عن تشكيل تهديد لهم، لكن التقييمات العسكرية الأكثر أهمية على الحدود في الجنوب والشمال جزء من الجواب، فالجيش وحده لن يؤدي لتحقيق هذه الأهداف، لأن الغزو العسكري الإسرائيلي إلى لبنان سيحمل تكاليف باهظة، ليس فقط بالنسبة للجنود، بل أيضاً بالنسبة للإسرائيليين العاديين، وعلاقاتنا الخارجية، وفي ظل هذه الظروف، يتعين على الدولة أن تعيد النظر في أهدافها الكاملة من الحرب الحالية".
وأكد أنه "في حرب 1973 كان التركيز العام منصبًا على النتائج العسكرية، ومن مسافة بعيدة فقط، ومع مرور السنين، أصبح من الواضح أن الاحتلال حقق أخيرًا هدفه النهائي من خلال الوسائل السياسية، عبر اتفاق سلام مع دولة عربية، هي مصر، رغم أن بعض الأهداف العسكرية، مثل طرد جيشها من الجانب الشرقي لقناة السويس لم يتحقق".
تنضم هذه السطور إلى مقالات وتحليلات سابقة تدفع كلها باتجاه وقف العدوان على غزة، والذهاب إلى حل سياسي لإنهاء حالة لجوء مستوطني الجنوب والشمال، وإعادة المختطفين عبر صفقة تبادل، على اعتبار أن انتهاء القتال في غزة سيعيدهم إلى ذويهم، ويمهّد الطريق لتحقيق الاستقرار في الجبهة الشمالية، لأن هناك أهدافا وسيطة لا يتم تحقيقها دائمًا، وهذه فقط واحدة من الدروس التي بدأ الاحتلال ونخبه السياسية بتعلمها من أيام حرب 1973، ومفادها أن القوة العسكرية ليست وحدها هي الحل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة الاحتلال حرب أكتوبر غزة الاحتلال حرب أكتوبر طوفان الاقصي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القوة العسکریة فی الشمال القتال فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
صبري: مؤامرات تهدف إلى تسليم الأقصى لليهود
حذر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري من أن "كل المؤامرات الحالية"، وحتى "صفقة القرن" التي طرحها سابقا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، تستهدف تسليم "الأقصى" لليهود.
وتولى ترامب الرئاسة بين عامي 2017 و2021، ويبدأ فترة رئاسية ثانية في 20 يناير/كانون الثاني الجاري، إثر فوزه في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وألقى الشيخ صبري كلمة في إسطنبول، خلال لقاء مع جمعية "جيهان الأمة" (أهلية) أمس الثلاثاء حول موضوع "فلسطين حقنا"، تحدث خلالها عن حقوق المسلمين في فلسطين.
وقال إن "فلسطين حقنا، وعندما نقولها نتكلم باسم جميع المسلمين في أرجاء المعمورة، لا نتكلم باسم الفلسطينيين فقط، نقول حقنا بأدلة وليس مجرد عواطف".
وأضاف "نحن كمسلمين جميعا نحب القدس والأقصى، ولكن العاطفة هذه لا تكفي".
صبري: التزم عمر بن الخطاب بالحفاظ على الكنائس، ولم يكن هناك كنس يهودية (الجزيرة) دفاع بالأدلةوأوضح أنه "لا بد أن يكون دفاعنا عن حقنا بالأدلة والبراهين، وحقنا يتضمن مجموعة حقوق وليس جانبا معينا، وأول هذه الجوانب الحق العقدي الإيماني بأن فلسطين هي جزء من عقيدتنا".
وأكمل "المفسرون قالوا إن القدس هي بوابة الأرض للسماء بعروج سيدنا محمد (منها)، وبوابة السماء للأرض بنزول الأنبياء والرسول، وأرض فلسطين هي أرض المحشر والمنشر وجزء من يوم القيامة ومعجزة وارتباط بعقيدتنا".
إعلانوعن الحق الثاني أفاد بـ"ارتباط فلسطين بالعقيدة وهناك ارتباط بالعبادة، فالصلاة (في الأقصى) بحسب الرسول الكريم كل ركعة تعادل 500 ركعة في مكان آخر، والصلاة شرعت في سماء فلسطين ليلة الإسراء والمعراج".
و"الحق الثالث، وهو الارتباط السياسي والفتح السياسي، في معجزة الإسراء والمعراج كان فتحا روحيا، وعلى يد عمر بن الخطاب كان فتحا سياسيا وسياديا، دخلها مشيا على الأقدام للدلالة على أنه دخلها بسلاسة وسلم لم يستخدم القوة"، كما أكد صبري.
واستطرد "التزم عمر بن الخطاب بالحفاظ على الكنائس، ولم يكن هناك كنس يهودية، لو كانت هناك لكانت في العهدة العمرية، استلام المدينة كان من الرومان، وادعاء اليهود أن المسلمين اغتصبوا البلاد منهم هذا ليس بحقائق ولا يوجد ما يدل عليه".
سلطات الاحتلال كثفت إجراءاتها في القدس منذ احتلالها وفق خطيب الأقصى (وكالة الأناضول) منع الأذانوبشأن ما تتعرض له القدس حاليا، قال صبري "يحاول الاحتلال منع رفع الأذان، وخاصة الفجر والعشاء، بحجة أنه يزعج المستوطنين الذين أتوا غرباء لفلسطين، حاولوا منع الأذان عدة مرات وفشلوا، فإن نداء الله أكبر سيبقى قائما حتى يوم القيامة".
وأردف صبري "مَن ينزعج من الأذان عليه أن يرحل، أما نحن فمتجذرون بأرضنا ومتمسكون بحقنا".
وتابع "ونطمئن جميع المسلمين بأن شعب فلسطين متمسك بحقه ملتزم بدينه لن يستسلم، رغم ما حصل ويحصل الآن في غزة العزة، إننا أقوياء في حقنا، لأن صاحب الحق قوي".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أميركي حرب "إبادة جماعية" على غزة، أسفرت عن أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وشدد صبري على أن "ثبات أهل فلسطين ثبات إيماني، ولو أن المؤامرات التي لحقت بفلسطين أصابت دولا أخرى لانقرضت، ولكن القضية الفلسطينية منذ 100 عام بقيت قائمة، لأن الأقصى في قلب فلسطين".
خطيب الأقصى: سلطات الاحتلال تضيق على الأتراك القادمين للأقصى (الجزيرة) مؤامراتوحذر خطيب الأقصى من أن "جميع المؤامرات الحالية تستهدف الأقصى حتى صفقة القرن، التي ينادي بها الرئيس الأميركي (المنتخب ترامب) تهدف للسيطرة على الأقصى وتسليمه لليهود".
إعلانوأرجع ذلك إلى أن "المسلمين مرتبطون بفلسطين من أجل الأقصى، ويحبون فلسطين لوجود الأقصى، فيتآمرون (إسرائيل وحلفاؤها) على الأقصى لقطع علاقة المسلمين به".
وفي يناير/كانون الثاني 2020، أعلن ترامب ما تُعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن"، وهي خطة لتسوية سياسية رفضها الفلسطينيون لأنها مجحفة بحقهم ومنحازة لإسرائيل.
وعن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، قال صبري إن "سلطات الاحتلال تضيق على الأتراك القادمين للأقصى، وخاصة خلال حرب غزة، ولكن أقول لا تستلموا، وحاولوا مرة تلو أخرى، فلديكم العزيمة والوفاء للأقصى".
وأضاف أنه "بالحفريات أسفل الأقصى ومحيطه لم يجدوا (الإسرائيليون) حجرا واحدا له علاقة بالهيكل (المزعوم) ولا بالتاريخ العبري القديم، والادعاء باطل لا دليل له، لكن يستخدمون القوة الظالمة في سيطرتهم على الأقصى".
وتابع "لا نيأس وعلينا أن نثبت، والمفاجآت قد تحصل بين الفترة والأخرى، ولم نكن نصدق ما حصل في سوريا وحصل"، في إشارة إلى الإطاحة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بنظام بشار الأسد (2000-2024).
وأكد أنه "في فلسطين لا نستطيع أن نحكم ماذا (قد) يحصل، وعلينا أن نثبت على حقنا حتى يفرج الله الكرب".