عبدالجبار الغراب

فرضت أحداث الحرب الصهيونية الهمجية على سكان قطاع غزة وبفظاعة الجرائم المرتكبة فيها بكافة جوانبها الإنسانية وعدم تحقيقهم لأهدافهم المعلنة بتدمير كامل لحركة حماس واستعادتهم للأسرى أَو المخفية بتهجيرهم لسكان القطاع واحتلاله عسكريًّا لتصل مستويات ارتكابهم للإبادة الجماعية بحق سكان قطاع غزة إدانتها الواسعة من قبل كبرى المؤسّسات العالمية ومحاكم العدل والجنايات الدولية والتي أصدرت قراراتها بإيقاف الحرب فورًا ليرفضه الكيان، مسبباً تصاعُدًا في حدة الصراعات في المنطقة وارتفاعاً كبيراً لخطورة توسيع دائرة الاشتباك العسكري على صعيدها الإقليمي والدولي، لتتوضح وباستمرار العنجهية والاستكبار الأمريكي في دعمه للكيان الإسرائيلي بكل أشكال وأنواع الدعم عسكريًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا ومالياً ولوجستياً مُضيفاً له الغطاء لمواصلة إتمام مهمة القضاء على سكان القطاع.

حقّقت العمليات العسكرية اليمنية تأثيراتها القوية والفعالة في كافة الأصعدة والمستويات الدولية، وفرضت وقائع ومعطيات حالية موجودة غيرت من خلالها موازين القوى العسكرية العالمية، ورسمت معها ملامح جديدة لقدرات وكفاءات متطورة لها التفوق وتمتلك الإمْكَانيات على قلبها لكل الأحداث، فما حقّقته العمليات اليمنية من نجاحات خلقت معضلاتها المتصاعدة وتأثيراتها البالغة على الأمريكان والصهاينة جراء استهدافهم وبشكل كبير ومتواصل في البحار والمحيطات ولداخل الأراضي المحتلّة باستمرار وبمفاجآت لم يتوقعها أحد، والتي كان لها إبرازها التأثيري على إدخَال القوات الأمريكية في متاهات وبعثرة لكل ما لديهم من أوراق وورطة لم تكن لهم في الحسبان.

كانت لمعركة (طوفان الأقصى) تشكيلها للعديد من المعادلات الجديدة ومنها ما أخرجته القوات المسلحة اليمنية وبحسب تطورات الأحداث من أسلحة متطورة جديدة وإدخَالها للخدمة العسكرية لإسناد المقاومة الفلسطينية من زوارق بحرية مسيّرة وصواريخ بالستية مدياتها بعيدة كالفرط صوتية ومجنحة حديثة في التصنيع والإنتاج وتصاعد كبير ويومي في استهدافهم للسفن الصهيونية والأمريكية والبريطانية التجارية والحربية، وإسقاطها لمكانة وهيبة الأمريكان العالمية وفضحها لأسلحتهم المتطورة بإسقاطها لطائراتهم المتطورة، وبعمليات عسكرية عديدة كان لها رسائلها القوية الأهداف والوضوح وتحذيراتها المُستمرّة من مغبة تورطهم بشنهم لحرب على حزب الله، وبمدلولاتها الباعثة ومن زواياها المختلفة أن ما لدى الجيش اليمني كبير وعظيم وسيكون في طليعة المساندين للمقاومة اللبنانية، وَأَيْـضاً تأتي في سياق ردعها الاستراتيجي القوي والفعال التي أحدثت تأثيراتها الكبرى ومن أوجه ومسارات عديدة اقتصاديًّا وفي عدم حصول الكيان بحرياً على المزيد من الشحنات التسليحية القادمة من الدول الداعمة لهم في المنطقة أَو من الشركات الكثيرة التي تمدهم بالسلاح والعتاد، وفي الإغلاق التام لموانئه في “إيلات” والتهديدات الواسعة والقادمة من اليمن بصواريخ مجنحة وبالستية وطائرات مسيّرة على ميناء حيفا وانخفاض شديد للإنتاج وارتفاع حاد للسلع وندرة كبيرة لأدوات البناء، وتهاو وانكماش للاقتصاد الإسرائيلي لم يسبق له مثيل في تاريخه المشؤوم.

أعطت الوقائع والمعطيات الحالية في البحر الأحمر والعربي والأبيض المتوسط والمحيط الهندي التي حدّدتها القوات اليمنية أهدافاً في منعها لسفن الكيان الإسرائيلي شواهدها وتأثيراتها الكبيرة والتي وثقتها عدسات الإعلام الحربي لمشاهد وبصور حية للهجمات الناجحة التي شنتها القوات البحرية اليمنية لسفن الكيان والإنجليز والأمريكان في بسطها للسيادة والنفوذ اليمني على البحر الأحمر بالذات، رغم كُـلّ محاولات الأمريكان والإنجليز العسكرية الفاشلة لردع اليمنيين، والذين تمكّنوا من تصعيد عملياتهم العسكرية والوصول للبحر الأبيض المتوسط وبأسلحة نوعية دكوا سفن الكيان، وتنسيقهم مع المقاومة العراقية في ضربهم لمواقع وأهداف حيوية هامة في مدينة حيفا المحتلّة فتزعزع أمن واستقرار كيان الاحتلال ليذهب به للتفكير مع حليفه الأمريكي لإيجاد بدائل وخيارات قد تمكّنهم من إيقاف هجمات اليمن التأثيرية والتي ألحقت بهم خسائر فادحة وعظيمة.

تأثيرات العمليات اليمنية بلغت مفعولها في الوصول، ومنها ما قاله قائد المدمّـرة الأمريكية يو يو إس كارني (روبرت سن) بعد مغادرته البحر الأحمر والذي أقر بقوة الأسلحة اليمنية وبقدرتها الفائقة على استهدافها للأهداف وبأن المعركة شديدة للغاية وصواريخهم الفرط صوتية التي هي أسرع من الصوت بـ 30 مرة شكلت عائقاً أمامنا وأظهرت عجزنا حتى في صدها، وَأَيْـضاً ما نشرته مؤخراً بعض الوكالات العالمية بارتفاع أسعار التأمين لسفن ثلاثي الشر؛ بسَببِ مخاطر العمليات اليمنية، والتي يقابلها الاستقرار الواضح للسفن غير المرتبطة بثلاثي لشر ليضيف هذا الارتفاع خسائر بعشرات الملايين من الدولارات، وما تسألت عنه عديد الصحف الكبرى العالمية هل تستطيع اقتصاديات ثلاثي الشر تحمل تلك الأعباء جراء استمرار هذا الوضع في البحار والذي نتج عنه تكاليف باهظة الثمن في ظل استسلامهم الواضح واعترافهم المتواصل بعدم قدرتهم على التصدي لقوة اليمنيين الهائلة والقوية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العملیات الیمنیة

إقرأ أيضاً:

احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن

قوي سياسية وناشطون علي السوشل ميديا لا يكفون عن التلاعب بأمن هذه البلاد و امن شعبها وخاصة من يسمون أنفسهم الاخوان الجمهوريون وغيرهم من مجموعات الحرية والتغيير التي تشظت الي مجموعات كلها علي نهج الخيانة والغدر والعمالة للأجانب علي حساب الوطن واستقراره وامنه وسلامة انسانه بعد انقسام تقدم الي صمود و غيرها يدفعهم من وراء المساس بالأمن و الأجهزة الامنية الوطنية سهوة السلطة ولو علي سنابك خيول الغزاة والمرتزقة القادمين من وراء البحار ومن تحت الشمس كأنهم ياجوج وماجوج من شدة فسادهم في الأرض وطغيانهم علي الناس وصولتهم علي أبناء هذه الأمة الصابرة المحتسبة التي كما يقول شاعرها السودان :
همي اشوفك عالي ومتقدم طوالي
وما بخطر علي
بالي غير رفعة شأنك
وتقدم انسانك
بحبك من ما قمت
بحبك يا سودان
بحبك رغم الكان
٢-
لم يكتفي المتربصون بالاجهزة الامنية من جيش وشرطة وجهاز أمن وطني باستهداف هذه الأجهزة بحلها تحت مسمي الديمقراطية والحرية كما حدث مع جهاز الامن القومي عقب الانتفاضة في ٦ ابريل ١٩٨٥م .ولا التامر علي الأجهزة الأمنية عقب ثورة ديسمبر ٢٠١٩م والشعارات المرفوعة ضد الشرطة بقصد تحقيرها والحط من دورها كنداكة جات بوليس جرا .بوليس بحب الجرجرة … معليش معليش ما عندنا جيش وتم تريد هذا الشعار أمام رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك في الذكري الاولي للثورة وهو يتبسم لجوقة العابثين .
اما جهاز الأمن الوطني والمخابرات فقد تم تجريده عقب الثورة من صلاحياته وصارت مهمته جمع المعلومات وتحليلها ورفعها للمسئولين .وعندما قام الجهاز برفع المعلومات لا احد يأبه لها حتي تسللت عناصر داعش الي داخل الخرطوم ودفع جهاز الامن والمخابرات ثمنا غاليا في التصدي لها واستشهد أكثر الضباط ذكاءا افضلهم تدريبا في المواجهات مع الإرهابيين داخل الخرطوم التي تمكنوا من الوصول إليها .من غير حياء يتحدث كل من الامين العام للمؤتمر السوداني خالد عمر يوسف والقيادية بحزب الامة مريم الصادق المهدي داعين المجتمع الدولي للتدخل في السودان حماية لنفسه من هذه الرقعة الواسعة ودافعهم الحقيقي هو تعطيل تحرك القوات المسلحة صوب دارفور وكردفان للقضاء علي مليشيا ال دقلو الإرهابية التي يتحالفون معها عبر ميثاق سياسي يمكنهم من تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع المزعومة .
٣ –
بعد اندلاع الحرب التي اشعلوها تحت نير الاتفاق الاطاري والتدخل الدولي والرباعية الدولية والاتحاد الافريقي وما قامت به مليشيا الدعم السريع من احتلال لمنازل المواطنين والانتشار في المدن السودانية وتهديد الولايات الآمنة وعلي رأسها نهر النيل والشمالية .
أمام كل هذه المخاطر والتهديدات وأعلان القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس السيادي الاستنفار العام خرجت المقاومة الشعبية المسلحة لدعم القوات المسلحة عندها ظهر سحرة فرعون من مكونات قحط الذين تحدثوا عن تجييش الشعب وكتائب إسناد القوات المسلحة مثل لواء البراء ابن مالك بانهم كيزان وإرهابيين .
٤-
بعد تحرير الخرطوم علي يد القوات المسلحة الباسلة و عودة قوات الشرطة لاستكمال دورها ووجودها …بدات إدارة الشرطة المجتمعية في التواصل مع المجتمع وهي من الإدارات المعروفة في الشرطة قررت الانطلاق والعودة ولكن سرعان ما ظهر جماعة (( الم اقل لكم)) بأن الكيزان يريدون العودة للسلطة والدليل هو عودة الشرطة المجتمعية والشرطة المجتمعية هي نفسها الشرطة الشعبية و هي شرطة النظام السابق ونسيت عصابة الجمهوريين ا سلاف القراى أن قوات الشرطة الشعبية وأصدقاء الشرطة نشأت بقانون في عهد مايو وكل ما جاءت به الإنقاذ بخصوص الشرطة الشعبية أنها فعلت القانون وظلت الشرطة الشعبية تتبع لقوات الشرطة الموحدة الي ان جاء نظام الحرية والتغيير الذي اختطف ثورة الشباب واستهدفت قحط مواقع بسط الأمن الشامل والشرطة الشعبية وعمت الجريمة المنظمة وسيطرت تسعة طويلة علي الخرطوم كما سيطر الجنجويد بعد ١٥ ابريل ٢٠٢٣م علي الاوضاع في السودان .
٥-
كانت ٩ طويلة عصابات اجرام منظمة لها إمكانات علي رأسها الدراجات النارية والأسلحة ودقة التنظيم والانسحاب المنظم والاعتداء علي رجال الشرطة أنفسهم و تصويرهم الأمر الذي يعتبر مران علي حرب الشوارع والمدن التي انخرطت فيها مليشيا الدعم السريع بموجب الخطة ب بعد المحاولة الانقلابية ومن غير سابق إنذار عادت تسعه طويلة الي ولاية نهر النيل وقد تمكنت قوات المباحث من القبض علي عصابة قامت بنهب مبلغ مالي وهواتف من مواطنين تحت تهديد السلاح في الأيام القليلة الماضية وهذا ما تريده جماعات الفوضي الخلاقة التي تحرك آليات الإجرام عبر هذه المجموعات قبل أن تضع الحرب أوزارها بصورة نهائية وتتسلم قوات الشرطة مقارها وتستجمع قواها وتضع خططها الأمنية والشرطية .
ختاما
الشعب السوداني قادر علي إسناد ودعم قوات الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات مثلما دعم القوات المسلحة بالمستنفرين ويمكن أن يعود العسس وكان أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقوم بالعسس أو العمل الشرطي ليلا لتأمين المدينة المنورة من المجرمين وهو من الأعمال التي تكون مدعاة لدخول الجنة لقوله صلي الله عليه وسلم : عينان لا تمسهما النار يوم القيامة عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله .
المرحلة القادمة من تاريخ السودان تستوجب نفرة شعبية واسعة مع قوات الشرطة لتأمين الاحياء السكنية والمنشآت وحماية مراكز البوليس نفسها .
الاحياء السكنية عليها أن تشرع في إعادة مواقع بسط الأمن الشامل والشرطة المجتمعية والشرطة الشعبية قبل الماء والكهرباء علي أن يتولي أبناء الحي عمليات الحراسة وتلقي البلاغات في المواقع وبقاء الارتكازات الحالية من المستنفرين وقدامي المحاربين وقدامي رجال الشرطة والأجهزة الأمنية والدفاع الشعبي وقوات الاحتياط .
إذا لم يقم السودانيون بهذ ه المهام الأمنية مباشرين لها بأنفسهم فسوف يدفعون الثمن من جديد في شكل اغتيالات وتصفيات وتفجيرات وتدوين مدفعي ومسيرات لأن حرب الإمارات العربية المتحدة لن تنتهي بهزيمة مليشيا الجنجويد والقضاء عليها وسوف تخرج الخلايا النائمة من اجحارها ومعها غاضبون وديسمبر يون بكل ما فيها من شر مستطير .

د.حسن محمد صالح

الاربعاء
٢٣ ابريل ٢٠٢٥م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • هيئة البث: إسرائيل الآن أقرب إلى توسيع العمليات العسكرية في غزة
  • ما دلالات تصاعد الضربات العسكرية اليمنية على عمق العدوّ الصهيوني؟
  • احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن
  • القوات المسلحة اليمنية تجدد استهداف قاعدة نيفاتيم الإسرائيلية
  • تراكم أخطاء إتفاقيات السلام … وثمارها المرة الحرب الحالية .. 2023 – 2025م .. وفي الحروب التي ستأتي !
  • بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن استهداف قاعدة نيفاتيم الجوية في منطقة النقب جنوبي فلسطين المحتلة (إنفوجرافيك)
  • شاهد| بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن استهداف قاعدة نيفاتيم الجوية في منطقة النقب جنوبي فلسطين المحتلة (فيديو)
  • القوات المسلحة اليمنية تعلن استهداف قاعدة (نيفاتيم) الإسرائيلية بصاروخ باليستي
  • كوريا الجنوبية تطور جيلا جديدا من القوارب العسكرية المسيّرة
  • جزين: التيّار وعازار يدعمان مرشّح زياد أسود لمواجهة القوات