تأثيراتُ العمليات اليمنية وفقَ الوقائع والمعطيات الحالية
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
عبدالجبار الغراب
فرضت أحداث الحرب الصهيونية الهمجية على سكان قطاع غزة وبفظاعة الجرائم المرتكبة فيها بكافة جوانبها الإنسانية وعدم تحقيقهم لأهدافهم المعلنة بتدمير كامل لحركة حماس واستعادتهم للأسرى أَو المخفية بتهجيرهم لسكان القطاع واحتلاله عسكريًّا لتصل مستويات ارتكابهم للإبادة الجماعية بحق سكان قطاع غزة إدانتها الواسعة من قبل كبرى المؤسّسات العالمية ومحاكم العدل والجنايات الدولية والتي أصدرت قراراتها بإيقاف الحرب فورًا ليرفضه الكيان، مسبباً تصاعُدًا في حدة الصراعات في المنطقة وارتفاعاً كبيراً لخطورة توسيع دائرة الاشتباك العسكري على صعيدها الإقليمي والدولي، لتتوضح وباستمرار العنجهية والاستكبار الأمريكي في دعمه للكيان الإسرائيلي بكل أشكال وأنواع الدعم عسكريًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا ومالياً ولوجستياً مُضيفاً له الغطاء لمواصلة إتمام مهمة القضاء على سكان القطاع.
حقّقت العمليات العسكرية اليمنية تأثيراتها القوية والفعالة في كافة الأصعدة والمستويات الدولية، وفرضت وقائع ومعطيات حالية موجودة غيرت من خلالها موازين القوى العسكرية العالمية، ورسمت معها ملامح جديدة لقدرات وكفاءات متطورة لها التفوق وتمتلك الإمْكَانيات على قلبها لكل الأحداث، فما حقّقته العمليات اليمنية من نجاحات خلقت معضلاتها المتصاعدة وتأثيراتها البالغة على الأمريكان والصهاينة جراء استهدافهم وبشكل كبير ومتواصل في البحار والمحيطات ولداخل الأراضي المحتلّة باستمرار وبمفاجآت لم يتوقعها أحد، والتي كان لها إبرازها التأثيري على إدخَال القوات الأمريكية في متاهات وبعثرة لكل ما لديهم من أوراق وورطة لم تكن لهم في الحسبان.
كانت لمعركة (طوفان الأقصى) تشكيلها للعديد من المعادلات الجديدة ومنها ما أخرجته القوات المسلحة اليمنية وبحسب تطورات الأحداث من أسلحة متطورة جديدة وإدخَالها للخدمة العسكرية لإسناد المقاومة الفلسطينية من زوارق بحرية مسيّرة وصواريخ بالستية مدياتها بعيدة كالفرط صوتية ومجنحة حديثة في التصنيع والإنتاج وتصاعد كبير ويومي في استهدافهم للسفن الصهيونية والأمريكية والبريطانية التجارية والحربية، وإسقاطها لمكانة وهيبة الأمريكان العالمية وفضحها لأسلحتهم المتطورة بإسقاطها لطائراتهم المتطورة، وبعمليات عسكرية عديدة كان لها رسائلها القوية الأهداف والوضوح وتحذيراتها المُستمرّة من مغبة تورطهم بشنهم لحرب على حزب الله، وبمدلولاتها الباعثة ومن زواياها المختلفة أن ما لدى الجيش اليمني كبير وعظيم وسيكون في طليعة المساندين للمقاومة اللبنانية، وَأَيْـضاً تأتي في سياق ردعها الاستراتيجي القوي والفعال التي أحدثت تأثيراتها الكبرى ومن أوجه ومسارات عديدة اقتصاديًّا وفي عدم حصول الكيان بحرياً على المزيد من الشحنات التسليحية القادمة من الدول الداعمة لهم في المنطقة أَو من الشركات الكثيرة التي تمدهم بالسلاح والعتاد، وفي الإغلاق التام لموانئه في “إيلات” والتهديدات الواسعة والقادمة من اليمن بصواريخ مجنحة وبالستية وطائرات مسيّرة على ميناء حيفا وانخفاض شديد للإنتاج وارتفاع حاد للسلع وندرة كبيرة لأدوات البناء، وتهاو وانكماش للاقتصاد الإسرائيلي لم يسبق له مثيل في تاريخه المشؤوم.
أعطت الوقائع والمعطيات الحالية في البحر الأحمر والعربي والأبيض المتوسط والمحيط الهندي التي حدّدتها القوات اليمنية أهدافاً في منعها لسفن الكيان الإسرائيلي شواهدها وتأثيراتها الكبيرة والتي وثقتها عدسات الإعلام الحربي لمشاهد وبصور حية للهجمات الناجحة التي شنتها القوات البحرية اليمنية لسفن الكيان والإنجليز والأمريكان في بسطها للسيادة والنفوذ اليمني على البحر الأحمر بالذات، رغم كُـلّ محاولات الأمريكان والإنجليز العسكرية الفاشلة لردع اليمنيين، والذين تمكّنوا من تصعيد عملياتهم العسكرية والوصول للبحر الأبيض المتوسط وبأسلحة نوعية دكوا سفن الكيان، وتنسيقهم مع المقاومة العراقية في ضربهم لمواقع وأهداف حيوية هامة في مدينة حيفا المحتلّة فتزعزع أمن واستقرار كيان الاحتلال ليذهب به للتفكير مع حليفه الأمريكي لإيجاد بدائل وخيارات قد تمكّنهم من إيقاف هجمات اليمن التأثيرية والتي ألحقت بهم خسائر فادحة وعظيمة.
تأثيرات العمليات اليمنية بلغت مفعولها في الوصول، ومنها ما قاله قائد المدمّـرة الأمريكية يو يو إس كارني (روبرت سن) بعد مغادرته البحر الأحمر والذي أقر بقوة الأسلحة اليمنية وبقدرتها الفائقة على استهدافها للأهداف وبأن المعركة شديدة للغاية وصواريخهم الفرط صوتية التي هي أسرع من الصوت بـ 30 مرة شكلت عائقاً أمامنا وأظهرت عجزنا حتى في صدها، وَأَيْـضاً ما نشرته مؤخراً بعض الوكالات العالمية بارتفاع أسعار التأمين لسفن ثلاثي الشر؛ بسَببِ مخاطر العمليات اليمنية، والتي يقابلها الاستقرار الواضح للسفن غير المرتبطة بثلاثي لشر ليضيف هذا الارتفاع خسائر بعشرات الملايين من الدولارات، وما تسألت عنه عديد الصحف الكبرى العالمية هل تستطيع اقتصاديات ثلاثي الشر تحمل تلك الأعباء جراء استمرار هذا الوضع في البحار والذي نتج عنه تكاليف باهظة الثمن في ظل استسلامهم الواضح واعترافهم المتواصل بعدم قدرتهم على التصدي لقوة اليمنيين الهائلة والقوية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العملیات الیمنیة
إقرأ أيضاً:
مسؤول في “البنتاغون”: اليمن أصبح يمتلك تكنولوجيا صناعة الصواريخ الباليستية التي تستحوذ عليها الدول المتقدمة فقط
يمانيون../ اعترف مسؤول عسكري كبير في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بفشل أمريكا أمام القوات المسلحة اليمنية في معركة البحر الأحمر، مؤكدا أن اليمن أصبح يمتلك تكنولوجيا صناعة الصواريخ الباليستية التي تستحوذ عليها الدول المتقدمة فقط حول العالم.
ونقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن، بيل لابلانت، وكيل وزارة الحرب الأمريكية لشؤون الاستحواذ والاستدامة وكبير مسؤولي مشتريات الأسلحة قوله إن الجيش اليمني أصبح مخيفا، حد وصفه.
وأضاف خلال قمة مستقبل الدفاع في واشنطن العاصمة: “أنا مهندس وفيزيائي، وعملت في مجال الصواريخ طوال حياتي المهنية. وما رأيته من أعمال قام بها الحوثيون خلال الأشهر الستة الماضية أمر أذهلني”.
وتابع كبير مسؤولي المشتريات في البنتاغون، القوات المسلحة اليمنية تلوح بأسلحة متطورة بشكل متزايد بما في ذلك الصواريخ التي يمكنها القيام بأشياء مذهلة، مردفا “إذا أصاب صاروخ باليستي سفينة قتالية فهذا يوم سيئ للغاية لذا علينا أن نبتعد عن البحر الأحمر”.
واستطرد بقوله: إن ما حدث في البحر الأحمر يؤكد أن اليمنيون أصبحوا مخيفين بعد امتلاكهم قدرات صاروخية مذهلة”، مؤكدا أن اليمن ينتج الصواريخ الباليستية بتقنية لا يمكن القيام بها إلا من الدول المتقدمة فقط، حد وصفه.
وأشار إلى أن الجيش اليمني يلوح بأسلحة متطورة بشكل متزايد، بما في ذلك صواريخ “يمكنها أن تفعل أشياء مذهلة”.
يذكر أن الإعلام الأمريكي، في الآونة الأخيرة، سلط الضوء على القدرات العسكرية اليمنية وذلك عقب إعلان القوات المسلحة اليمنية عن ضرب حاملة الطائرات الأمريكية (إبراهام) ومدمرتين أمريكيتين بالصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة.