حرب السودان: هل تنجح غرسة رئيس الوزراء الإثيوبي في غرس بذرة المودة بين البلدين؟
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
مبادرات إقليمية ودولية لحل الأزمة السودانية، مع زيارات خاطفة لرئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد ونائب وزير الخارجية السعودية وليد الخريجي إلى بورتسودان، أمس واليوم، للقاء رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، أثارت الاهتمام بتداعيات الحرب التي اندلعت في منتصف أبريل من العام الماضي.
غرس البرهان مع ضيفه آبي أحمد نخلة بقصر الضيافة ببورتسودان بعد لقاء تطرقا فيه لأواصر العلاقات الثنائية بين السودان وإثيوبيا، وفق ما جاء في تعميم صحفي نشره إعلام مجلس السيادة الإنتقالي.
وقال البرهان إن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي تأتي للدلالة على عمق العلاقات بين شعبي البلدين مبيناً أنها إمتداد لصدق القيادة الإثيوبية وحسن نواياها تجاه السودان، مؤكداً متانة العلاقات بين البلدين وأهمية المحافظة عليها.
وقدم البرهان تنويراً لرئيس الوزراء الإثيوبي حول الوضع في السودان على خلفية التمرد الذي قادته مليشيا الدعم السريع الإرهابية ضد الدولة ومؤسساتها، مبيناً أن المليشيا ارتكبت جرائم وفظائع ضد الشعب السوداني فضلا عن تدميرها للبنية التحتية للدولة وإستهداف المؤسسات القومية.
وأكد رئيس مجلس السيادة حرص السودان على تطوير مجالات التعاون مع إثيوبيا وذلك لخدمة المصالح المشتركة لشعبي البلدين.
من جانبه عبر رئيس الوزراء الإثيوبي عن شكره لرئيس مجلس السيادة على حسن الضيافة والاستقبال مبيناً أن زيارته للسودان تأتي للتضامن مع الشعب السوداني وقال أن الأصدقاء الحقيقيون يظهرون وقت الشدة.
وقال أبي أحمد إن هذه الزيارة جاءت لتأكيد وقوف إثيوبيا حكومة وشعباً مع السودان مبيناً أن الزيارة بمثابة رسالة تضامن مع شعب السودان في محنته وأضاف قائلا “هذه الحرب ستنتهي وستبقى العلاقات بين البلدين راسخة ووطيدة”.
مشيراً لأهمية السلام بإعتباره أساس التنمية مؤكدا أن مشكلات الدول يجب أن تحل داخلياً دون تدخل خارجي.
جهود سعودية
وسبقت زيارة رئيس الوزراء الاثيوبي إلى بورتسودان تأكيدات نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي خلال لقائه برئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان في بورتسودان (الأثنين) على دعم السعودية تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في السودان، والدفع باتجاه استكمال ما توصلت إليه مفاوضات “جدة 1″، و”جدة 2”.
وأكد الخريجي “حرص قيادة المملكة على عودة الأمن والاستقرار للسودان، وما يتطلبه ذلك من تهدئة وتغليبٍ للحكمة وضبط النفس، والحرص على استئناف المفاوضات، وإبداء المرونة، والتجاوب مع المبادرات الإيجابية والإنسانية”.
مخاوف وأجندات
تلك الزيارات تعكس بوضوح مخاوف المجتمع الدولي وأجنداته من تأثيرات الحرب في السودان، وإعادة تشكيل المشهد من جديد في القرن الأفريقي وفق صراع المصالح بين الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في المنطقة من جهة، ومن جهة أخرى روسيا والصين ومصالحهما في القارة الأفريقية وفي ساحل البحر الأحمر من خلال إقامة قواعد عسكرية والتأثير على توجهات أنظمة دول الجوار الأفريقي للسودان.
كما أن المخاوف من انتقال تأثيرات الحرب في السودان بدخول دولتي اثيوبيا وارتريا في القتال بصورة مباشرة لتصدير مشاكل الدولتين إلى شرق البلاد، يعزز من احتمالية تفجير الأوضاع في القرن الافريقي، وفق مراقبين.
مجهودات إقليمية ودولية
تأتي زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي بعد مجهودات للمملكة العربية السعودية والاتحاد الأفريقي ومنظمة الايغاد، حيث انطلق منبر جدة في 6 مايو 2023 بعد أقل من شهر من اندلاع الحرب، وجرت المفاوضات بتنسيق بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية.
وفي مدينة المنامة البحرينية، عقد لقاء في الفترة ما بين نوفمبر 2023 ويناير 2024 برعاية الولايات المتحدة الأميركية وأحيطت بسرية تامة، قبل أن تكشف عنها وزارة الخارجية الأميركية في فبراير 2024.
كما أجرى الإتحاد الأفريقي و “إيغاد” 6 محاولات أولها في مايو والثانية في 12 يونيو 2023 حيث عقد رؤساء الدول الأعضاء في”إيغاد” قمة استثنائية في العاصمة الجيبوتية، أعقبها دعوة قدمتها اللجنة الرباعية الإفريقية للجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع للاجتماع في أديس ابابا، وعقد الاجتماع في العاشر من يوليو 2023، لكن وفد الجيش السوداني قاطع الاجتماع احتجاجاً على رئاسة كينيا للجنة الرباعية والتي يراها منحازة للتمرد بشكل صارخ.
وفي 9 ديسمبر 2023، عقدت “إيغاد” قمة استثنائية ثانية في جيبوتي.
وبعد نحو شهر من القمة، شكل الاتحاد الأفريقي آلية رفيعة المستوى برئاسة محمد بن شمباس الممثل السامي للاتحاد الإفريقي ، وسيمبيوسا وانديرا نائب رئيس أوغندا الأسبق، وفرانسيسكو وانديرا الممثل الخاص السابق للاتحاد الإفريقي إلى الصومال، وكلفت اللجنة بالعمل مع جميع الأطراف المعنية من أجل استعادة السلام في السودان.
وفي 20 يناير 2024، عقدت “إيغاد” قمة ثالثة في العاصمة الأوغندية كمبالا وحددت أسبوعين لعقد لقاء مباشر بين قائدي الجيش والدعم السريع لوضع حد للحرب، لكن السودان أعلن تجميد عضويته في المنظمة وذلك بعد ساعات من انتهاء أعمالها.
وفي العاصمة المصرية القاهرة، جاءت المبادرة الثانية في السادس من يوليو الجاري تحت شعار “معا من أجل وقف الحرب”، بعد أن كانت القاهرة قد رتبت لقمة رئاسية لدول جوار السودان قبل عام وشكلت تلك القمة لجنة على مستوى وزراء الخارجية كان من المقرر أن ترتب لحل الأزمة، لكن يبدو أن انخراط بعض تلك الدول في دعم وموالات التمرد، أفشل جهود تلك القمة.
ويعتبر لقاء القاهرة التشاوري قبل يومين هو الأشمل تمثيلاً والأرفع على مستوى المشاركين، الأمر الذي سيضع سقفاً لما سيعقبه من لقاءات يصعب التنازل عنه.
الحوار التحضيري في أديس أبابا
وتترقب الأوساط السياسية نتائج الحوار التحضيري في أديس أبابا بين الأحزاب السودانية خلال العاشر من يوليو وحتى الخامس عشر منه، وسط خلافات داخلية بين قيادات تنسيقية القوى السياسية والمدنية السودانية “تقدم” برئاسة، عبد الله حمدوك، بعد انفراد لجنة من التنسيقية بقرار عدم المشاركة في الاجتماع التحضيري للاتحاد الأفريقي لحل الأزمة في السودان.
وأكدت المصادر بأن لجنة من “تقدم” تضم كلاً من صديق الصادق المهدي، وأحمد تقد لسان، وشهاب إبراهيم، عقدت اجتماعاً مع الاتحاد الأفريقي بشأن تسليمهم أسماء المرشحين للمشاركة في الاجتماع.
وأشارت المصادر إلى أن لجنة “تقدم” طلبت منع 15 شخصية من رموز الكتل السياسية السودانية الحضور إلى أديس أبابا للمشاركة في الاجتماع، أبرزهم محمد سيد أحمد(الجاكومي)، ومبارك أردول، وجبريل إبراهيم، ومني أركو مناوي، والناظر محمد الأمين ترك، والتوم هجو، وعلي عسكوري.
هذا وطالب أعضاء التنسيقية الاتحاد الأفريقي بتزويدهم بقائمة المدعويين كاملة، إلا أن الاتحاد رفض ذلك.
كما كشفت المصادر أن قيادات من “تقدم” أبدت تخوفها من دعوة “المؤتمر الوطني” للمشاركة في الاجتماع، وطرحت فكرة تأجيله الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل الجهة المنظمة.
وأكدت المصادر بأن قيادات تنسيقية “تقدم” التي حضرت إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أبلغت الاتحاد الأفريقي بعدم مشاركتها في الاجتماع من دون الاستجابة لتلك المطالب.
وقد أثار قرار لجنة “تقدم” بعدم المشاركة في الاجتماع التحضيري للاتحاد الأفريقي موجة غضب وتبادلاً للاتهامات بين المكونات السياسية الداخلية للتنسيقية، ووصفت ما جرى بأنه “انفراد بالرأي وعمل مجافي للديمقراطية وقفز فوق المؤسسية”، فوق ما ذكرت المصادر المتابعة.
القضارف – المحقق – طلال إسماعيل
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: رئیس الوزراء الإثیوبی رئیس مجلس السیادة الاتحاد الأفریقی فی الاجتماع فی السودان أدیس أبابا
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة المنيا: نسعى لإنشاء جامعة تكنولوجية تقدم كوادر فنية مدربة
أعلن رئيس جامعة المنيا، الدكتور عصام فرحات، بدء إجراءات إنشاء الجامعة التكنولوجية، والتي تبدأ الدراسة بها العام الدراسي المقبل لتقديم كوادر فنية مدربة من التكنولوجيين على أعلى مستوى للالتحاق بسوق العمل محلياً وإقليمياً ودولياً.
قال رئيس الجامعة، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الإثنين، إن الجامعة شهدت في الآونة الاخيرة طفرة تنموية وإنشائية في قطاعي التعليم والمستشفيات الجامعية، والتي ساهمت في إحداث نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة، سواء للطلاب، والتي منها انشاء 10 مباني مدرجات وتطوير 80 قاعة كمرحلة أولى، وتطوير ورفع كفاءة الاسكان الطلابي، حتى أصبحنا نستوعب أكثر من 4 آلاف طالب وطالبة ويجري حاليا تطوير وتحديث 3 مبان من إسكان المدن الجامعية لتحويلها لاسكان فندقي على أعلى مستوى بواقع 240 غرفة لكل مبنى وخلال شهور قليلة سوف يضاف الى الطاقة الفندقية بمحافظة المنيا 880 سريرا خمسة نجوم لخدمة المجتمع المحلى.
بالنسبة للقطاع الطبي، فقد شهد نهضة غير مسبوقة عقب اعتماد الخطة المستقبلية للمستشفيات، بإتاحة طاقه سريرية خلال الفترة القادمة بأكثر من 900 سرير لتقديم خدمه طبيه متميزة لأهالي الإقليم، اضافة إلى انضمام المستشفيات الجامعية لمنظومة التأمين الصحي الشامل خلال هذا العام، وافتتاح المستشفى الجامعي الرئيسي بسعة 400 سرير منها 70 سريرا للعناية المركزة وبه 3 أجنحة مجهزة مبنية باعلى كود في المستشفيات وايضا مستشفى لجراحات الاطفال ووحدة للعلاج الاشعاعي التي تعد ثاني وحدة بمحافظة المنيا بعد وحدة مركز الاورام بالمنيا باعتمادات مالية إجمالية بلغت 2 مليار جنيه، وذلك بعد أن بلغت تكلفة السرير الواحد إلى 5 ملايين جنيه.
أوضح رئيس الجامعة أن الجامعة سوف تحتفل العام المقبل باليوبيل الذهبى لانشائها وسوف تتضمن الاحتفالات العديد من الاعمال والانجازات التى تحققت على ارض الجامعة فى قطاعى التعليم والمستشفيات وذلك بعدما وصلت ميزانية الجامعة إلى اكثر من 600 مليون جنيه خلال العام الجاري، في حين انها لم تتجاوز 23 مليون جنيه عام 2013 / 2014.
أعرب رئيس الجامعة عن تقديره وشكره للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعدما اختص المحافظة بجامعة أهلية جديدة تم انشاؤها خلال عام واحد، وبدأت الدراسة في 7 كليات العام الماضى ويدرس بها الآن اكثر من 5 آلاف من الطلاب بمصروفات اقل كثيرا من الجامعات الخاصة، ما ادى بشكل كبير إلى خفض مصروفات تلك الجامعات الخاصة وساهمت فى دعم طلاب الجامعة الحكومية.
أضاف أن عملية التطوير تشمل أيضا رفع كفاءة ملاعب المدينة الرياضية، لافتا إلى حرص الجامعة على دعم الطلاب المحتاجين، من صندوق التكافل الطلابى ويعتبر هذا العام اكبر دعم حصل عليه طلاب جامعة المنيا.
أشار الدكتور عصام فرحات، إلى أن جامعة المنيا رفعت شعار الجامعة المنتجة سواء للمنتجات الحيوانية أو الداجنة والزراعية بعد أن اصبح الانتاج يغطي حاليا احتياجات الجامعة والعاملين فيها وبعد ذلك سوف نوجه هذا الانتاج للمجتمع المحلي.
وردا عن سؤال بشأن النهضة التي شهدتها الجامعة في قطاع التحول الرقمي، قال " نحتل الآن المركز الثاني على مستوى جامعات مصر بعد جامعة المنصورة في التحول الرقمي، والمركز الثالث على مستوى القطاعات الحكومة، وكل ذلك بأيدي المتخصصين من أبناء الجامعة الذين بذلوا مجهودات كبيرة من أجل هذا التحول الذي أعتبره نقطة تحول كبيرة في الجامعة للحفاظ على مواردها".
أكد رئيس جامعة المنيا حرصه على دعم مشروعات البحث العلمي وذلك بعد الموافقة على دعم 15 مشروعًا بحثيًا مؤخرا بتمويل بلغ 20 مليون جنيه، وهذه المشروعات حققت نجاحات كبيرة في تخصصات العلوم والصيدلة والزراعة والطب وكان آخرها فوز بحث تحسين سلالات القمح الجديدة بكلية الزراعة والذي حقق انتاجية كبيرة وتوفير كبير لمياه الري.