مبادرات إقليمية ودولية لحل الأزمة السودانية، مع زيارات خاطفة لرئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد ونائب وزير الخارجية السعودية وليد الخريجي إلى بورتسودان، أمس واليوم، للقاء رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، أثارت الاهتمام بتداعيات الحرب التي اندلعت في منتصف أبريل من العام الماضي.

غرس البرهان مع ضيفه آبي أحمد نخلة بقصر الضيافة ببورتسودان بعد لقاء تطرقا فيه لأواصر العلاقات الثنائية بين السودان وإثيوبيا، وفق ما جاء في تعميم صحفي نشره إعلام مجلس السيادة الإنتقالي.

وقال البرهان إن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي تأتي للدلالة على عمق العلاقات بين شعبي البلدين مبيناً أنها إمتداد لصدق القيادة الإثيوبية وحسن نواياها تجاه السودان، مؤكداً متانة العلاقات بين البلدين وأهمية المحافظة عليها.

وقدم البرهان تنويراً لرئيس الوزراء الإثيوبي حول الوضع في السودان على خلفية التمرد الذي قادته مليشيا الدعم السريع الإرهابية ضد الدولة ومؤسساتها، مبيناً أن المليشيا ارتكبت جرائم وفظائع ضد الشعب السوداني فضلا عن تدميرها للبنية التحتية للدولة وإستهداف المؤسسات القومية.

وأكد رئيس مجلس السيادة حرص السودان على تطوير مجالات التعاون مع إثيوبيا وذلك لخدمة المصالح المشتركة لشعبي البلدين.

من جانبه عبر رئيس الوزراء الإثيوبي عن شكره لرئيس مجلس السيادة على حسن الضيافة والاستقبال مبيناً أن زيارته للسودان تأتي للتضامن مع الشعب السوداني وقال أن الأصدقاء الحقيقيون يظهرون وقت الشدة.

وقال أبي أحمد إن هذه الزيارة جاءت لتأكيد وقوف إثيوبيا حكومة وشعباً مع السودان مبيناً أن الزيارة بمثابة رسالة تضامن مع شعب السودان في محنته وأضاف قائلا “هذه الحرب ستنتهي وستبقى العلاقات بين البلدين راسخة ووطيدة”.

مشيراً لأهمية السلام بإعتباره أساس التنمية مؤكدا أن مشكلات الدول يجب أن تحل داخلياً دون تدخل خارجي.

 

جهود سعودية

 

وسبقت زيارة رئيس الوزراء الاثيوبي إلى بورتسودان تأكيدات نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي خلال لقائه برئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان في بورتسودان (الأثنين) على دعم السعودية تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في السودان، والدفع باتجاه استكمال ما توصلت إليه مفاوضات “جدة 1″، و”جدة 2”.

وأكد الخريجي “حرص قيادة المملكة على عودة الأمن والاستقرار للسودان، وما يتطلبه ذلك من تهدئة وتغليبٍ للحكمة وضبط النفس، والحرص على استئناف المفاوضات، وإبداء المرونة، والتجاوب مع المبادرات الإيجابية والإنسانية”.

 

مخاوف وأجندات

 

تلك الزيارات تعكس بوضوح مخاوف المجتمع الدولي وأجنداته من تأثيرات الحرب في السودان، وإعادة تشكيل المشهد من جديد في القرن الأفريقي وفق صراع المصالح بين الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في المنطقة من جهة، ومن جهة أخرى روسيا والصين ومصالحهما في القارة الأفريقية وفي ساحل البحر الأحمر من خلال إقامة قواعد عسكرية والتأثير على توجهات أنظمة دول الجوار الأفريقي للسودان.

كما أن المخاوف من انتقال تأثيرات الحرب في السودان بدخول دولتي اثيوبيا وارتريا في القتال بصورة مباشرة لتصدير مشاكل الدولتين إلى شرق البلاد، يعزز من احتمالية تفجير الأوضاع في القرن الافريقي، وفق مراقبين.

 

مجهودات إقليمية ودولية

 

تأتي زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي بعد مجهودات للمملكة العربية السعودية والاتحاد الأفريقي ومنظمة الايغاد، حيث انطلق منبر جدة في 6 مايو 2023 بعد أقل من شهر من اندلاع الحرب، وجرت المفاوضات بتنسيق بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية.

وفي مدينة المنامة البحرينية، عقد لقاء في الفترة ما بين نوفمبر 2023 ويناير 2024 برعاية الولايات المتحدة الأميركية وأحيطت بسرية تامة، قبل أن تكشف عنها وزارة الخارجية الأميركية في فبراير 2024.

كما أجرى الإتحاد الأفريقي و “إيغاد” 6 محاولات أولها في مايو والثانية في 12 يونيو 2023 حيث عقد رؤساء الدول الأعضاء في”إيغاد” قمة استثنائية في العاصمة الجيبوتية، أعقبها دعوة قدمتها اللجنة الرباعية الإفريقية للجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع للاجتماع في أديس ابابا، وعقد الاجتماع في العاشر من يوليو 2023، لكن وفد الجيش السوداني قاطع الاجتماع احتجاجاً على رئاسة كينيا للجنة الرباعية والتي يراها منحازة للتمرد بشكل صارخ.

وفي 9 ديسمبر 2023، عقدت “إيغاد” قمة استثنائية ثانية في جيبوتي.

وبعد نحو شهر من القمة، شكل الاتحاد الأفريقي آلية رفيعة المستوى برئاسة محمد بن شمباس الممثل السامي للاتحاد الإفريقي ، وسيمبيوسا وانديرا نائب رئيس أوغندا الأسبق، وفرانسيسكو وانديرا الممثل الخاص السابق للاتحاد الإفريقي إلى الصومال، وكلفت اللجنة بالعمل مع جميع الأطراف المعنية من أجل استعادة السلام في السودان.

وفي 20 يناير 2024، عقدت “إيغاد” قمة ثالثة في العاصمة الأوغندية كمبالا وحددت أسبوعين لعقد لقاء مباشر بين قائدي الجيش والدعم السريع لوضع حد للحرب، لكن السودان أعلن تجميد عضويته في المنظمة وذلك بعد ساعات من انتهاء أعمالها.

وفي العاصمة المصرية القاهرة، جاءت المبادرة الثانية في السادس من يوليو الجاري تحت شعار “معا من أجل وقف الحرب”، بعد أن كانت القاهرة قد رتبت لقمة رئاسية لدول جوار السودان قبل عام وشكلت تلك القمة لجنة على مستوى وزراء الخارجية كان من المقرر أن ترتب لحل الأزمة، لكن يبدو أن انخراط بعض تلك الدول في دعم وموالات التمرد، أفشل جهود تلك القمة.

ويعتبر لقاء القاهرة التشاوري قبل يومين هو الأشمل تمثيلاً والأرفع على مستوى المشاركين، الأمر الذي سيضع سقفاً لما سيعقبه من لقاءات يصعب التنازل عنه.

 

الحوار التحضيري في أديس أبابا

 

وتترقب الأوساط السياسية نتائج الحوار التحضيري في أديس أبابا بين الأحزاب السودانية خلال العاشر من يوليو وحتى الخامس عشر منه، وسط خلافات داخلية بين قيادات تنسيقية القوى السياسية والمدنية السودانية “تقدم” برئاسة، عبد الله حمدوك، بعد انفراد لجنة من التنسيقية بقرار عدم المشاركة في الاجتماع التحضيري للاتحاد الأفريقي لحل الأزمة في السودان.

وأكدت المصادر بأن لجنة من “تقدم” تضم كلاً من صديق الصادق المهدي، وأحمد تقد لسان، وشهاب إبراهيم، عقدت اجتماعاً مع الاتحاد الأفريقي بشأن تسليمهم أسماء المرشحين للمشاركة في الاجتماع.

وأشارت المصادر إلى أن لجنة “تقدم” طلبت منع 15 شخصية من رموز الكتل السياسية السودانية الحضور إلى أديس أبابا للمشاركة في الاجتماع، أبرزهم محمد سيد أحمد(الجاكومي)، ومبارك أردول، وجبريل إبراهيم، ومني أركو مناوي، والناظر محمد الأمين ترك، والتوم هجو، وعلي عسكوري.

هذا وطالب أعضاء التنسيقية الاتحاد الأفريقي بتزويدهم بقائمة المدعويين كاملة، إلا أن الاتحاد رفض ذلك.

كما كشفت المصادر أن قيادات من “تقدم” أبدت تخوفها من دعوة “المؤتمر الوطني” للمشاركة في الاجتماع، وطرحت فكرة تأجيله الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل الجهة المنظمة.

وأكدت المصادر بأن قيادات تنسيقية “تقدم” التي حضرت إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أبلغت الاتحاد الأفريقي بعدم مشاركتها في الاجتماع من دون الاستجابة لتلك المطالب.

وقد أثار قرار لجنة “تقدم” بعدم المشاركة في الاجتماع التحضيري للاتحاد الأفريقي موجة غضب وتبادلاً للاتهامات بين المكونات السياسية الداخلية للتنسيقية، ووصفت ما جرى بأنه “انفراد بالرأي وعمل مجافي للديمقراطية وقفز فوق المؤسسية”، فوق ما ذكرت المصادر المتابعة.

 

القضارف – المحقق – طلال إسماعيل

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: رئیس الوزراء الإثیوبی رئیس مجلس السیادة الاتحاد الأفریقی فی الاجتماع فی السودان أدیس أبابا

إقرأ أيضاً:

الخارجية السودانية تشارك في تنصيب الرئيس الإيراني

شكر الوزير الإيراني اهتمام قيادة وشعب السودان بما يدور في إيران، وعبر عن ارتياحه لمشاركة وفد رفيع في هذه المناسبة المهمة..

التغيير:الخرطوم

التقى وزير الخارجية السودانية المكلف، حسين عوض علي بوزير الخارجية الإيرانية علي باقري في مستهل زيارة تهدف للمشاركة في تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.

ووفقا للخارجية السودانية الاثنين، فإن الوزير المكلف يشارك في تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

ونقل وزير الخارجية حسين عوض تهنئة القائد العام للجيش، وحكومة وشعب السودان للقيادة والشعب الإيراني بمناسبة نجاح الانتقال السلس للسلطة عبر انتخابات حرة.

ووفقاً للوزير السوداني في حكومة الأمر الواقع، فإن الانتخابات الإيرانية، جسدت إرادة الشعب الإيراني في احتكامه لصناديق الاقتراع، وشكلت نموذجا لنهج ديمقراطي يحتذى به في المنطقة.

وقدم وزير الخارجية السودانية المكلف حسين عوض علي، قدم تنويرا عن الأوضاع في السودان.

من جانبه شكر الوزير الإيراني اهتمام قيادة وشعب السودان بما يدور في إيران، وعبر عن ارتياحه لمشاركة وفد رفيع في هذه المناسبة المهمة.

كما أكد الوزير الإيراني وقوف إيران مع السودان ومتابعتها لما يدور فيه من أحداث.

وعبر الوزيران عن سعادتها باستعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، وأكدا عزمهما على المضي بها قدما لتحقيق المصالح المشتركة للشعبين.

واتفق الطرفان السودان وإيران على تعزيز التنسيق بينهما في المحافل الإقليمية والدولية.

وفي الخامس من فبراير الماضي، اجتمع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بوزير الخارجية السوداني في العاصمة الإيرانية طهران كأول مسؤول سوداني يزور إيران بعد إعلان عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أعقاب قطيعة امتدت لنحو 7 أعوام.

وفي أكتوبر من العام 2023 أعلنت وزارة الخارجية السودانية، استئناف العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية الإيرانية الإسلامية إثر اتصالات رفيعة المستوى بين البلدين جرت قبلها بأشهر.

ووقتها اتفق البلدان على اتخاذ الإجراءات اللازمة لفتح سفارتي البلدين وإجراء تبادل الوفود الرسمية لبحث سبل تطوير التعاون المشترك بين البلدين.

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 قتالاً عنيفاً بين الجيش وقوات الدعم السريع، بدأ في الخرطوم وامتد إلى مناطق واسعة من دارفور وكردفان والجزيرة وسنار، وأدى إلى أزمات إنسانية كارثية.

الوسومآثار الحرب بين الجيش والدعم السريع الخارجية السودانية العلاقات السودانية الإيرانية

مقالات مشابهة

  • وزير الاستثمار السعودي: نعمل كـ«خلية نحل» مع الوزراء المصريين لبحث الملفات المشتركة
  • رئيس الوزراء يُبحث ضم عمال البناء والتشييد تحت مظلة التأمين الصحي
  • رئيس الوزراء يتابع موقف إنتاج الأسمدة بعد استئناف عمل المصانع
  • عاجل - رئيس الوزراء يتابع موقف ضم عمال البناء وأسر "تكافل وكرامة" تحت مظلة التأمين الصحى
  • مباحثات مصرية تشادية بشأن حرب السودان
  • “القطراني” يبحث تحسين الخدمات الأساسية مع وفد من بلدية الأبيار
  • رئيس الوزراء يؤكد حرص العراق على توطيد وتوسعة العلاقات مع إيران
  • رئيس وزراء فيتنام يزور الهند لبحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين
  • الرئيس السيسي يبحث مع نظيره التشادي تطورات الأوضاع في السودان
  • الخارجية السودانية تشارك في تنصيب الرئيس الإيراني