الجزيرة:
2024-08-01@10:17:59 GMT

هل يعكس عزل يوسف عزت أزمة مكتومة في الدعم السريع؟

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

هل يعكس عزل يوسف عزت أزمة مكتومة في الدعم السريع؟

الخرطوم- في خطوة مفاجئة، أقال قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو "حميدتي" مستشاره للشؤون السياسية يوسف إبراهيم عزت، من دون تحديد أسباب. وعدّ مراقبون هذه الخطوة بأنها تعكس أزمة مكتومة في قوات الدعم السريع، بسبب تكريس حميدتي السلطات العسكرية والسياسية في يد نائبه وأخيه الأكبر عبد الرحيم دقلو.

وأعلن بيان من المتحدث باسم قوات الدعم السريع أن القرار صدر الأربعاء بعزل المستشار، وأنه يأتي في إطار الترتيبات الداخلية الروتينية، حيث وجه حميدتي الجهات ذات الصلة باتخاذ ما يلزم لتنفيذه.

بسم الله الرحمن الرحيم
قوات الدعم السريع
بيان مهم

أصدر السيد قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو اليوم قراراً أنهى بموجبه تكليف الاستاذ يوسف ابراهيم عزة إسماعيل من مهام المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع وذلك اعتباراً من تاريخ اليوم الأربعاء الموافق 10…

— Rapid Support Forces – قوات الدعم السريع (@RSFSudan) July 10, 2024

علاقة قديمة

ولد يوسف إبراهيم عزت في منطقة كتم بولاية شمال دارفور، ودرس في نيالا حاضرة جنوب دارفور، ثم كوستي بوسط السودان، وتخرج من كلية الحقوق بجامعة النيلين في الخرطوم في العام 1998، وربط اسمه بالماهرية ليصبح "يوسف عزت الماهري"، نسبة لمجموعة بدوية من أحد أفرع قبيلة الرزيقات، التي ينحدر منها "حميدتي" وغالبية قادة قواته.

كان عزت ناشطًا في منابر الطلاب الديمقراطيين اليساريين بالجامعة، وغادر بعد تخرجه إلى السعودية ثم القاهرة، واستقر في كندا التي يحمل جوازها حاليا، وله محاولات في الكتابة الروائية و أصدر مجموعة قصصية باسم "جقلا"، وهي أحد أسماء الناقة، وقصة قصيرة بعنوان "مساويط الرماد".

وقبل التحاقه بقوات الدعم السريع، عمل عزت في الحركات المسلحة في دارفور، التي حاربت نظام الرئيس المعزول عمر البشير في العام 2003، وكان ضمن قلة من شباب دارفور ذوي الأصول العربية الذين التحقوا بحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد النور، قبل انشقاق مني أركو مناوي وتزعمه فصيلاً آخر في الحركة.

وبعد ذلك برز كأحد مؤسسي "جبهة القوى الثورية المتحدة" التي تولى فيها منصب الأمين السياسي، وشارك في عملية الدوحة للسلام في دارفور ضمن قوى التحرير والعدالة، قبل أن يختلف مع رئيس الحركة التجاني السيسي وينشق عنه.

وعمل عزت مستشارا سياسيا لحميدتي منذ بداية العام 2021 وكان في حينها نائبا لرئيس مجلس السيادة، ونشط وسط القوى السياسية والمدنية وأصبح مبعوثا لقائد قوات الدعم السريع والمتحدث الأول باسمها عقب اندلاع القتال مع الجيش السوداني منتصف أبريل/نيسان 2023.

غياب الحركة الاسلامية كتنظيم من مؤتمر القاهرة لا ارى مبررا له. هي طرف أصيل في الحرب ، كما انها تنظيم مدني بأجنحة عسكرية واجتماعية حضر بعضها المؤتمر. فإذا تم تجاوز (إلا) المؤتمر والوطني وواجهاته ، فقبول الواجهات ، يستدعي قبول الأصل.
اعتقد نجحت القاهرة وشركاءها في إعادة الأمر الى…

— Yousif .I. Izzat (@yousifizz) July 9, 2024

أسباب الإقالة

يرجح مراقبون أن من الأسباب التي عجلت بقرار عزل عزت هي تغريدته في منصة "إكس" عن غياب الحركة الإسلامية السودانية عن مؤتمر القاهرة للقوى السياسية والمدنية الأسبوع الماضي، حيث رأى أنه لم يكن مبررا.

ووضح في التغريدة أن الحركة "طرف أصيل في الحرب، كما أنها تنظيم مدني بأجنحة عسكرية واجتماعية حضر بعضها المؤتمر، فإذا تم تجاوز حزب المؤتمر الوطني وواجهاته ، فإن قبول الواجهات يستدعي قبول الأصل".

ويعتقد عزت أن "نتيجة مؤتمر القاهرة تشير إلى إمكانية تصميم عملية سياسية على مشاركة الجميع بالوصول لاتفاق شامل بين السودانيين، يخاطب الأزمة وجذورها والاتفاق على الحلول التي تؤسس للدولة وشكل الحكم فيها وحقوق المواطنة وحل كافة القضايا".

من جهته، قال يوسف عزت، إنه هو من طلب إعفاءه من منصبه بعد هيكلة العمل المدني والسياسي للقوات، ونقل مسؤولية إدارته إلى عبد الرحيم دقلو، إلى جانب أسباب أخرى وعد بكشفها لاحقا.

ويكشف عزت أنه "منذ شهر أبريل/نيسان الماضي، وبعد ورشة عقدت في أوغندا، تمت هيكلة العمل المدني والسياسي ونقل مسؤولية إدارته، تحت مسمى مجلس التنسيق المدني لقوات الدعم السريع".

ويوضح في تغريدة أخرى أنه لا يمكنه العمل تحت قيادة عبد الرحيم دقلو بحكم تجربته وقناعاته، ولأنه شخص مدني ويعمل من موقع لا يخضع فيه للأوامر العسكرية، وليس جزءًا من هياكل قوات الدعم السريع، حسب تعبيره، وقال "طلبت إعفائي لأن تكليفي مرتبط بعلاقة شخصية قبل أن تكون أسرية ربطتني بالأخ محمد حمدان دقلو منذ أزمنة الطفولة".

وأشار إلى أن قائد قوات الدعم السريع هو من طلب حضوره من المنفى إلى السودان عام 2011، للمساهمة معه في التعامل مع العمل السياسي وتعقيداته في ظل ظروف تلك الفترة.

خلافات مكتومة

من جانبه، يكشف الباحث في شؤون دارفور والمحلل السياسي علي منصور أن عزت لم يكن على وفاق مع عبد الرحيم دقلو منذ فترة طويلة، لكن الخلافات تفاقمت في الأشهر الأخيرة، بعدما بدأ دقلو خطوات للتفكير في إيجاد حاضنة سياسية للدعم السريع وعدم الاعتماد على قيادات في تحالف القوى المدنية والديمقراطية "تقدم".

وحسب حديث الباحث للجزيرة نت، فإن دقلو يعتقد أن قوى الحرية والتغيير التي صارت جزءًا من تحالف "تقدم" خانت حلفاءها من الحركات المسلحة في دارفور، التي كانت ضمن تحالفها قبل أن توقع اتفاق جوبا للسلام، ولذا يمكن أن تغدر بقوات الدعم السريع أيضا، فشرع في خطوات لإيجاد كيان سياسي يعبر عنهم، مما أثار غضب عزت.

وتعمقت الخلاقات بين عزت ودقلو بعد ورشة عقدت في باريس، وناقشت مستقبل الدعم السريع بعد الحرب، مما زاد من مخاوف الثاني، ولم يستطع عزت إقناعه باستمرار التعاون مع تحالف "تقدم"، حسب ما يرى الباحث، الذي يعتقد أيضا أن التحالف هو الخاسر الأكبر من عزل مستشار "حميدتي".

ويرجح المتحدث ذاته، أن دعوة عزت إلى إشراك الإسلاميين في العملية السياسية وعدم إقصائهم من المشهد السياسي، أثارت غضب قوى إقليمية داعمة لقوات الدعم السريع، فأوعزت إلى "حميدتي" بإبعاد مستشاره.

غير أن مصادر في الدعم السريع قالت للجزيرة نت، إن عزت لديه رؤى سياسية وتنظيمية تتقاطع مع مواقف القوات، وبات يتحرك  ويعبر عن مواقف وتقديرات شخصية، مما جعله يغرد "خارج السرب" وصارت مواقفه تحدث قدرًا من التشويش وتوجه رسائل خاطئة، وأن عزله لا يعكس صراعا أو خلافات داخلية خاصة. إنه هو أبدى عدم رغبته بالاستمرار في موقعه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قوات الدعم السریع عبد الرحیم دقلو

إقرأ أيضاً:

هجوم بمسيرة على قاعدة عسكرية أثناء تواجد قائد الجيش السوداني فيها  

 

 

الخرطوم- هاجمت مسيرة حربية الأربعاء 1يوليو2024، قاعدة عسكرية شرق السودان، المنطقة التي بقيت في منأى عن الحرب الدامية في البلاد، أثناء وجود قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان فيها، وفق ما أفاد شهود وكالة فرانس برس.

من جهته، أعلن الجيش سقوط "خمسة قتلى" في هجوم بمسيرة خلال حفل تخرج عسكريين أقيم في قاعدة جبيت الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر عن مدينة بورت سودان التي أضحت العاصمة الفعلية للحكومة الموالية للجيش.

وقال شهود لوكالة فرانس برس إن البرهان غادر الحفل بعد الهجوم، فيما قطع التلفزيون السوداني البث الحي لوقائعه لمدة ربع ساعة تقريبا.

يشهد السودان حربا منذ نيسان/أبريل 2023 بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو والجيش الذي يقوده البرهان، أوقعت إلى الآن عشرات آلاف القتلى وأدت إلى أزمة إنسانية.

ولم تعلن قوات الدعم السريع تبني هذا الهجوم. وهو الأول من نوعه على قاعدة عسكرية في ولاية شرق البحر الأحمر (شرق) والتي اتخذها الجيش والحكومة والأمم المتحدة مقرا بعد اندلاع الحرب.

تسيطر قوات الدعم السريع على الجزء الأكبر من العاصمة الخرطوم، وولاية الجزيرة (وسط) ودارفور (غرب) إضافة إلى أجزاء واسعة من القضارف (جنوب).

وأعلنت نهاية حزيران/يونيو سيطرتها على قاعدة عسكرية في عاصمة ولاية سنار (جنوب شرق).

في الأثناء، تدور معارك عنيفة منذ مطلع أيار/مايو في الفاشر، المدينة الوحيدة الكبيرة في دارفور التي لم تسقط تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

وتحاصر قوات الدعم السريع المدينة التي يقطنها مئات آلاف السودانيين.

الثلاثاء شدّدت وزارة الخارجية السودانية الموالية للجيش على الحاجة لمزيد من النقاشات قبل تقديم رد إيجابي على دعوة واشنطن لإجراء محادثات حول وقف لإطلاق النار في آب/أغسطس.

وأسفرت الحرب في السودان عن سقوط عشرات آلاف القتلى، لكن لم تتّضح بعد الحصيلة الفعلية للنزاع، في حين تفيد تقديرات بأنها تصل إلى "150 ألفا"، وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.

ونزح نحو عشرة ملايين شخص داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. ودمرت المعارك إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي بات سكانها يواجهون خطر المجاعة.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • ???? “لقد مات المؤلف، ونحن الذين قتلناه!” عبد الرحيم دقلو
  • محاولة اغتيال البرهان.. ما هدفها؟ ومن وراءها؟
  • محاولة اغتيال البرهان.. تكثيف استخدام المسيّرات يُنذر بتوسّع الحرب
  • هجوم بمسيرة على قاعدة عسكرية أثناء تواجد قائد الجيش السوداني فيها  
  • والي شمال دارفور: سكان الولاية يعيشون أوضاعا معيشية خانقة
  • معارك بجنوب كردفان والدعم السريع تستهدف قاعدة عسكرية
  • مستشار لقائد قوات الدعم السريع لـAWP: لا نستهدف المواقع المدنية في الفاشر
  • حصيلة مؤلمة في أيام دموية جديدة بالفاشر السودانية
  • شاهد بالفيديو.. سيدة “دعامية” تترحم على روح “حميدتي” وتؤكد اقتناعها بوفاته: (لو لقينا زول جاي من الجنة كان بقول لينا حميدتي في نعيم وفي الفردوس)
  • قصف على الفاشر والجيش السوداني يحبط هجوما بالمسيرات للدعم السريع