كشف تقرير نشره موقع “ ارابيا بوست بالانجليزية”  أن تفجير 30 يوليو الماضي الذي وقع في باجور بمقاطعة خيبر  باختونخوا الباكستاني، وتسبب في مقتل 45 شخص يبين أن الدولة باتت تكتوي بنار الإرهابيين المتطرفين، لاسيما جماعة طالبان الباكستانية، التي كانت تحظى بدعمها في السابق.

ولفتت الموقع  إلى أن الانتخابات الباكستانية باتت مهددة بهذه الهجمات الإرهابية، حيث تنشط الجماعات الإرهابية في استهداف التجمعات السياسية للأحزاب والسياسيين، كما حدث في باجور، مشيرة إلى أن التفجير الذي وقع في نهاية يوليو الماضي ينذر بالسوء لجميع أصحاب المصالح والأحزاب الليبرالية وليس فقط باكستان.

ويشير الموقع  إلى أن باكستان باتت لا تواجه خطر حركة طالبان باكستان ولا الجماعات الانفصالية فحسب، ولكن أيضا تنظيم داعش الإرهابي الذي عاد إلى نشاطه بقوه.

لكن الخطر الأكبر يكمن في اندماج  هذه الجماعات، إذ كشف تقرير  المراقبة الأخير المقدم إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن حركة طالبان باكستان تتطلع إلى الاندماج مع تنظيم داعش، وهذا يشكل تحذير حقيقي لباكستان والمجتمع الدولي.

ويؤكد التقرير أن باكستان باتت مرة أخرى بؤرة التشدد الديني في العالم، فقد  أقام تنظيم داعش إلى جانب القاعدة نقاط إرهابية عبر العديد من الجماعات التابعة له في مختلف المناطق في البلاد، مما يشكل تحديا حقيقيا لباكستان.

وأكد تقرير الأمم المتحدة وكذلك محللون أمنيون باكستانيون أن تجمع الإرهاب نشر بؤره إلى ما وراء الحزام القبلي الممتد بين باكستان وأفغانستان، ولكن أيضا في قلب باكستان، لاسيما في البنجاب وبلوشستان.

ويشير التقرير أن  باكستان تظهر إنها ضحية الإرهاب، لكنها لا يبدو أنها تخلت عن موقفها الدبلوماسي في دعم الجماعات المتطرفة لاسيما حركة طالبان أفغانستان التي تسيطر على الحكم في الوقت الحالي في كابول، لكن هذه الأخيرة باتت توفر الدعم لشريكتها في الفكر الديني، طالبان باكستان، لمهاجمة الحكومة في إسلام أباد.

وبالنسبة للمجتمع الدولي، فإن الصورة الأكبر تنذر بالخطر. وبحسب وثيقة الأمم المتحدة، فإن مقاتلي حركة طالبان باكستان المحظورة يستخدمون معسكرات التدريب التي تديرها مجموعات إرهابية مختلفة في مقاطعة كونار  الأفغانية.

 ويشير التقرير إلى أنه "منذ إعادة التوحيد مع العديد من الجماعات المنشقة، وبتشجيع من سيطرة طالبان على أفغانستان، تطمح حركة طالبان الباكستانية إلى استعادة السيطرة على الأراضي في باكستان”.

على صعيد آخر، كشفت وكالة الأنباء الأفغانية، “خاما برس”عن احتدام النزاع الحدودي بين باكستان وأفغانستان، الأمر الذي يهدد بخلق مستنقع أمني لكلا البلدين.

وبينت الوكالة أن رؤية  إجبار الإدارة الأفغانية الجديدة على قبول موقف باكستان على خط دوراند المثير للجدل قد أفسدتها المشاجرات المنتظمة على طول الحدود.

تشير الوكالة إلى أن تصرفات باكستان كانت تهدف إلى إجبار حكومة طالبان على الحصول بقوة على موقفها على خط دوراند، لكن باكستان اصطدمت بموقف متعنت من قبل طالبان أفغانستان.

كما لوحظ أنه بعد إدخال النظام الجديد في أفغانستان عام 2021، كانت حياة القبائل العادية التي تعيش على طول المناطق الحدودية في بؤس بسبب حوادث إطلاق النار المتكررة وانتهاكات المجال الجوي الأفغاني من قبل قوات الأمن الباكستانية.

كما استهدف إنشاء السور والمراكز الحدودية من جانب واحد على طول الحدود المتنازع عليها على نطاق واسع القبائل وأعاق حركتها.

كان السياج مؤًملا للغاية بالنسبة للمجتمعات القبلية البشتونية والبلوشية المتماسكة التي تعيش على جانبي الحدود بما في ذلك أراضيهم الزراعية والتجارة التقليدية وحركة العمالة، وفقا للوكالة.

 

 

 

 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الهجمات الارهابية طالبان باکستان حرکة طالبان إلى أن

إقرأ أيضاً:

الأدوية المقلدة في أفغانستان.. أزمة صحية وفوضى التهريب

كابل- في بلد أنهكته الحروب والنزاعات لعقود، تبرز أزمة الأدوية المقلدة في أفغانستان كواحدة من أخطر التحديات التي تهدد حياة المواطنين، وتفاقم من هشاشة النظام الصحي في ظل ظروف اقتصادية قاسية.

وتعتمد البلاد بشكل شبه كامل على استيراد الأدوية، بينما يتفشى التهريب وتنتشر السوق السوداء وسط ضعف في الرقابة ومحدودية القدرات الحكومية، ما جعل أفغانستان ساحة مفتوحة لتداول أدوية مغشوشة ومنتهية الصلاحية، وفق مراقبين.

اعتماد شبه كلي على الواردات

ومنذ سنوات طويلة، لم تتمكن أفغانستان من بناء صناعة دوائية محلية مكتملة، ما جعلها تعتمد على الاستيراد بنسبة تتراوح بين 90 إلى 95% من احتياجاتها الدوائية، حسب تقديرات الهيئة الوطنية للغذاء والدواء الأفغانية.

وتأتي هذه الواردات بشكل أساسي من باكستان، الهند، إيران، والصين، وتبلغ قيمتها السنوية حوالي 800 مليون إلى مليار دولار، وفقا لتقديرات محلية وتحليلات اقتصادية، تشمل الأدوية (حوالي 70%) والمستلزمات والمعدات الطبية.

أفغانستان تعتمد على الاستيراد بنسبة تتراوح بين 90% إلى 95% من احتياجاتها الدوائية (الجزيرة)

هذا الاعتماد المفرط جعل السوق الدوائية في البلاد هشة، خاضعة لتقلبات سعر الصرف، وتغيرات السياسات التجارية في دول الجوار، فضلا عن تأخيرات مزمنة في التوريد.

إعلان

ومع كل تأخير أو أزمة على الحدود، تعاني الصيدليات من نقص الأدوية الأساسية، خاصة في المناطق النائية، ما يدفع المرضى إلى اللجوء إلى مصادر غير رسمية.

شبكات التهريب

على الحدود مع باكستان وإيران، تتحرك يوميا -وفقا لتقارير محلية ودولية- شبكات تهريب معقدة تدخل أدوية من دون رقابة رسمية، وغالبا غير صالحة للاستخدام أو مقلدة، وتُباع لاحقا في الأسواق الشعبية بأسعار زهيدة.

وتُقدّر الهيئة الوطنية للغذاء والدواء أن نحو 20% إلى 30% من الأدوية المتداولة في السوق الأفغانية تدخل عبر التهريب، بما يشمل الأدوية المقلدة التي تشكل حوالي 10% من السوق، وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية.

هذا الرقم المقلق يشير إلى حجم السوق السوداء التي تنافس المستورد الرسمي وتعرقل جهود السيطرة على جودة الأدوية.

في منطقة كوتل خيرخانه في كابل، تُعد محلات الجملة مركزا رئيسيا لتوزيع الأدوية والمستلزمات الطبية، لكن ضعف الرقابة يجعلها أحيانا قناة لتسرب الأدوية المقلدة إلى الأسواق المحلية.

وتقول مصادر طبية في العاصمة الأفغانية كابل إن بعض هذه الأدوية تأتي من دون تاريخ إنتاج أو انتهاء، وأحيانا من دون ملصقات أصلية، بينما تُخزن في ظروف غير مناسبة.

ويُرجح مراقبون أن بعض هذه الشبكات ترتبط بجهات محلية قوية، ما يصعّب عملية المراقبة والمحاسبة، ويُغذي الاقتصاد غير الرسمي الذي تحاول السلطات الأفغانية السيطرة عليه.

أدوية مهربة ومقلدة معروضة في أسواق كابل الشعبية من دون رقابة (الجزيرة) صيادلة في قبضة دواء مغشوش

وفي أحد أزقة حي كارتي بروان بكابل، تتحدث نورين قاضي زاده، أم لـ3 أطفال، عن تجربتها المؤلمة مع دواء خافض للحرارة اشترته لابنها الصغير أمير (5 سنوات) من صيدلية قريبة.

تقول: "كان يعاني من الحمى واشتريت له دواء رخيصا، ظنا أنني أساعده. لكن حالته ازدادت سوءا، وبعد فحص الدواء، تبين أنه خالٍ من المادة الفعالة". اضطرت نورين لنقل طفلها إلى عيادة خاصة ودفع مبلغ كبير للعلاج.

إعلان

"فقدت الثقة في الصيدليات، لم أعد أعرف كيف أميز بين الدواء الحقيقي والمزور"، تقول وهي تمسح دموعها.

عبد الرحمن عزيزي، صيدلاني في ولاية قندهار جنوبي أفغانستان، يواجه تحديا يوميا بين توفير الدواء للمواطنين والمحافظة على المعايير المهنية.

ويروي بأسى: "أحيانا تصلنا شحنات لأدوية السكري والضغط تبدو جيدة من حيث التغليف، لكنها لا تعطي نتائج عند المرضى. وعند الفحص، نكتشف أنها مهربة ومقلدة".

ويرى عبد الرحمن أن ضعف الرقابة وغياب سياسة مركزية واضحة في إدارة سوق الدواء جعلا الصيدليات تتعامل بحذر شديد، حتى أصبح بيع الدواء مغامرة أخلاقية.

ويضيف: "هناك ضغط من المرضى للحصول على دواء رخيص، لكن الرخيص قد يقتل".

الإنتاج المحلي

في المنطقة الصناعية "بل جرخي" بضواحي كابل، يقف حيدر علي زاده، صاحب مصنع محلي صغير، بين آلات تصنيع المسكنات والمضادات الحيوية، ويواجه تحديات تتعدى مجرد الإنتاج.

ويوضح حيدر: "نحاول أن ننتج أدوية بجودة معقولة وأسعار مقبولة، لكن المنافسة مع الأدوية المهربة والمقلدة تضعنا في موقف صعب".

ويقول إن المواد الخام باهظة الثمن، والاستيراد بطيء، والرقابة على السوق ضعيفة، ما يُغري التجار بجلب الأدوية المغشوشة.

ويضيف زاده -وهو يتفقد منتجه النهائي- "اشترينا مادة خام ذات مرة من وسيط غير رسمي، ليتبين لاحقا أنها مغشوشة، وكان علينا التخلص من كامل الشحنة".

ما رأي الهيئة الوطنية للغذاء والدواء؟

الدكتور جاويد هجير، المتحدث باسم الهيئة الوطنية للغذاء والدواء، يؤكد للجزيرة نت أن الحكومة تبذل جهودا لضبط السوق، رغم التحديات الكبيرة.

ويقول: "هناك بين 50 إلى 100 مصنع محلي، معظمها صغيرة ومتوسطة، تنتج نحو 600 نوع من الأدوية، تغطي حوالي 5% إلى 10% من حجم السوق، رغم أنها تشكل 20% إلى 25% من أنواع الأدوية المتداولة".

افتتاح أول مصنع لإنتاج الأدوية في ولاية هلمند جنوبي أفغانستان باستثمار 30 مليون أفغاني موفرا 220 فرصة عمل (الجزيرة)

ويضيف هجير أن الهيئة أنشأت مختبرات لفحص الأدوية على المنافذ الحدودية، وتجري حملات رقابية دورية على الصيدليات.

في الوقت نفسه، يشير صيادلة محليون في كابل إلى أن السلطات الحالية حققت تقدما ملحوظا في الحد من الأدوية المهربة مقارنة بالحكومة السابقة، وذلك من خلال تشديد الرقابة على المنافذ الحدودية وتفعيل آليات التفتيش.

لكنه يعترف بأن التهريب والأدوية المقلدة يشكلان تحديا خطيرا فـ"الأمر يحتاج إلى تنسيق إقليمي ودولي، وتعاون من المواطنين أيضا في الإبلاغ عن الأدوية المشبوهة".

إعلان مخاطر تهدد الأمن الصحي

يؤكد متخصصون في الصحة العامة والصيدلة، بدعم من تقارير منظمة الصحة العالمية، أن انتشار الأدوية المغشوشة يؤدي إلى نتائج كارثية، منها ارتفاع مقاومة الأمراض للمضادات الحيوية، وتفاقم الحالات المزمنة بسبب عدم فعالية العلاج.

وتعاني مناطق واسعة من أفغانستان من نقص حاد في الأدوية الأساسية، مثل الأنسولين، أدوية الضغط، والمضادات الحيوية، ما يجعل الفئات الأضعف، مثل الأطفال وكبار السن، الأكثر عرضة للخطر.

ويضعف غياب سياسة وطنية متماسكة للأمن الدوائي ثقة المواطنين بالنظام الصحي.

الحل في الإنتاج المحلي والتعاون الإقليمي

ويُجمع الخبراء الأفغان على أن مفتاح الحل يكمن في دعم الصناعة المحلية من خلال تخفيف الضرائب على المواد الخام، وتوفير الطاقة بأسعار مدعومة، وجذب استثمارات من دول الخليج، وتركيا، والهند.

ويطالب هؤلاء الخبراء بمنح الأولوية لتأسيس مختبر مركزي وطني يتمتع بقدرات فحص متقدمة، وتدريب فرق تفتيش مهنية.

ويقول الدكتور هجير: "نرحب بأي دعم من منظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية وصندوق قطر للتنمية، فالتعاون الدولي ضروري لبناء منظومة صحية تحمي المواطن الأفغاني".

وتتجاوز أزمة الأدوية المقلدة حدود أفغانستان، لتشكل تهديدا للصحة العامة في المنطقة، خاصة مع وجود شبكات تهريب نشطة قد تُغرق أسواق الدول المجاورة بأدوية غير آمنة.

فعلى سبيل المثال، قد تصل الأدوية المقلدة إلى أسواق باكستان وطاجيكستان عبر شبكات التهريب، وهذا يهدد الصحة العامة في المنطقة.

ومع استمرار الفجوة بين الطلب والعرض، يظل المواطن الأفغاني الحلقة الأضعف في معادلة صحية معقدة تتطلب حلا مستداما، وإرادة سياسية، وتعاونا إقليميا ودوليا عاجلا.

مقالات مشابهة

  • وزير النقل يبحث مع القائم بالأعمال بالنيابة بالسفارة الباكستانية سبل تطوير آلية العمل وتعزيز علاقات التعاون
  • طلبة مغاربة بمدرسة الإدارة يجرون تدريبات في المقاطعات و الجماعات المحلية الفرنسية
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • في عيد ميلادها الـ78.. نجوى إبراهيم أيقونة الإعلام التي صنعت طفولة أجيال (تقرير)
  • في ذكرى ميلاده.. نور الشريف “الأستاذ” الذي كتب اسمه في تاريخ الفن بحروف من نور (تقرير)
  • 7 قتلى في هجوم على اجتماع لجنة سلام في باكستان
  • الأدوية المقلدة في أفغانستان.. أزمة صحية وفوضى التهريب
  • ما هي معاهدة نهر السند بين باكستان والهند التي أعلنت نيودلهي تعليقها
  • مهن مهددة بالإختفاء .. كيف يغيّر الذكاء الإصطناعي سوق العمل ؟
  • بحرُ أحمر مشتعل.. ومركز أمني أمريكي يقر: تحالف واشنطن الأوروبي ينهار تحت الضربات اليمنية