بغداد اليوم - بغداد

كشف الباحث في الشأن السياسي محمد علي الحكيم، اليوم الخميس (11 تموز 2024)، عن وجود صراع خفي بين بعض قوى الاطار التنسيقي بشأن اجراء الانتخابات المبكرة، فيما طرح عدة سيناريوهات لامكانية اجراء الانتخابات المبكرة، على رأسها "لي الاذرع"، باعتباره الطريقة الوحيدة لاجراء الانتخابات مع تحول الطرق المألوفة والمشروعة إلى "ابواب مغلقة" تجاه الانتخابات.

وقال الحكيم في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "هناك صراعاً خفياً عند بعض اطراف الاطار التنسيقي بين راغب وداعم لفكرة الانتخابات المبكرة بزعامة رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وبين بعض الأطراف الأخرى غير راغبة لهذه الفكرة بزعامة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الا ان الصراع بينهما وصل لحد لي الأذرع وكسر العظم بين كلا الجناحين التي باتت تطفوا خلافاتهم على السطح".

واضاف انه "رغم ان تشكيل حكومة السوداني كانت مشروطة طبقا للمادة الثالثة من (المنهاج الوزاري) الذي تؤكد تغيير قانون الانتخابات وإجراء انتخابات مبكرة لا تتجاوز مدة سنة واحدة من قبل جميع أطراف قوى الدولة الذي يتشكل من اغلب القوى السياسية، الا انه بعد الاقتراب من انتهاء السنة الثانية من حكومة السوداني، هناك أطراف بسبب سيطرتها على جميع مفاصل الدولة لا ترغب بأجراء انتخابات مبكرة لعدم خسارتها للمكاسب والمغانم، وضربت المنهاج الوزاري الذي أصبح مادة قانونية وتم التصويت عليه في البرلمان العراقي (عرض الحائط) في إشارة ان القوى السياسية لا تعترف ولا تلتزم بالدستور والقانون، بل ان التوافقات السياسية فيما بين القوى السياسية خلف الكواليس في الغرف المظلمة سيدة الموقف منذ ٢٠٠٣".

وأوضح الحكيم ان "الحديث عن حل البرلمان والانتخابات المبكرة لا يمر الا عن طريقين، الطريق المألوف توافق فيما بين القوى السياسية والطريق غير المألوف وسيلة ضغط مثل تظاهرات على غرار تشرين او قرار من المحكمة الاتحادية، لكن الحديث عن الطريق المألوف في هذه المرحلة حديث خرافة بسبب وجود قوى سياسية كبيرة سيطرت على مفاصل الدولة وغير مستعدة بخسارة المكاسب والمغانم مهما كان الثمن، لو تم رمي المنهاج الوزاري الذي أصبح قانون لازم التنفيذ عرض الحائط".

وتابع ان "الطريق المألوف والتوافق فيما بين القوى السياسية يحل مجلس النواب بالأغلبية المطلقة لعدد اعضائه، بناء على طلب من ثلث اعضائه، فإذا كانت  الصعوبة بجمع تواقيع  110 نائبا لتحقيق الطلب، فكيف يمكن  حينها الوصول إلى الأغلبية المطلقة لحل البرلمان والتي تتجاوز 165 نائبا للتصويت، والطريق المألوف الاخر هو بطلب من رئيس مجلس الوزراء وحصول موافقة رئيس الجمهورية، لكن حسب المعطيات السياسية لن يقدم كلاهما على تقديم الطلب، ولذا هذا الطريق المألوف الاخر مغلق او بحكم المستحيل حسب المعطيات السياسية".

وأكد انه "لم يتبقى الا الطريق غير المألوف او ما يسمى طريق لي الأذرع او كسر العظم فيما بين القوى السياسية وهو تقديم طعن للمحكمة الاتحادية بعدم مشروعية استمرار مجلس النواب والحكومة لوجود تصويت ملزم بإجراء الانتخابات المبكرة في المادة الثالثة من المنهاج الوزاري استنادا لاحكام المادة 76 /رابعا وحينها هناك احتمالية لقبول الطعن وتصبح الانتخابات المبكرة بحكم الامر الواقع".

وختم الباحث في الشأن السياسي قوله إن "القوى السياسية الرافضة لفكرة اجراء الانتخابات المبكرة متيقنة في حال حل البرلمان وإجراء الانتخابات المبكرة وفي حال عودة التيار الصدري للعملية السياسية والمشاركة في الانتخابات البرلمانية لم يكن لها حظوظ للمناورة لحفظ ما كسبتها من مغانم ومكاسب خلال السنوات الأخيرة، لذلك تحاول بشتى الطرق ان تناور لتمديد ولاية السوداني ولو كان الأمر يتطلب عدم تنفيذ المنهاج الوزاري المصوت عليه في البرلمان العراقي الذي يعتبر واجب التنفيذ".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الانتخابات المبکرة

إقرأ أيضاً:

"لن نعترف بإسرائيل".. مسيرة نضال إسماعيل هنية.. كابوسٌ يطارد الاحتلال حتى زواله

 

هنيّة شكّل علامة فارقة في تحول استراتيجيات المُقاومة الفلسطينية

◄ عرف بأنَّه العقل المدبر لانفتاح حركة حماس سياسيًا على دول العالم

تصريحاته ومواقفه مثلت قلقا كبيرا للاحتلال الإسرائيلي

تعرض هنية للعديد من محاولات الاغتيال منذ 2003 وحتى 2024

هنيّة في آخر ظهور: القدس محور الصراع مع إسرائيل

◄ استشهد في غارة استهدفت مقر إقامته في طهران

 

الرؤية- الوكالات

في السادس من أكتوبر عام 2006 وأمام حشد جماهيري يضم عشرات الآلاف من أبناء قطاع غزة، قال إسماعيل هنية، رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية آنذاك: "أقول لكم وبأمانة سنُسأل عنها أمام الله، وبثبات الرجال وعهدة الشهداء، أننا لن نعترف لن نعترف لن نعترف بإسرائيل".

منذ ذلك الحين، تغيَّرت الكثير من استراتيجيات المقاومة الإسلامية الفلسطينية بعدما حكمت "حماس" قطاع غزة وحتى تنفيذ عملية طوفان الأقصى التي شكلت علامة فارقة في مسيرة النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ولقد كان هنيّة علامة مضيئة في مسيرة المقاومة الفلسطينية وأبرز قادتها السياسيين وأحد رموز حركة حماس، ورئيس مكتبها السياسي منذ عام 2017 وحتى استشهاده في 31 يوليو 2024.

ففي صباح الأمس، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، مضيفة: "قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران".

وفي بيان آخر، قال الحرس الثوري الإيراني: "ندرس أبعاد حادثة استشهاد هنية في طهران وسنُعلن عن نتائج التحقيق لاحقًا".

وكان هنية في زيارة لطهران للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

ولقد كانت مسيرة رئيس المكتب السياسي لحماس بمثابة كابوس يطارد الاحتلال، سواء خلال عمله في الداخل بقطاع غزة أو في الخارج لتنسيق العمل السياسي مع دول العالم.

وفي مهرجان جماهيري عام 2014، حذر هنيّة إسرائيل قائلا: ""أيها الصهاينة، ما أخفته المقاومة عنكم أكبر مما تقدرون"، لتتحقق مقولته بعد حوالي 10 أعوام بتنفيذ عملية طوفان الأقصى التي أذلت الكيان الإسرائيلي وأسفرت عن مقتل وإصابة وأسر الآلاف من الإسرائيليين، في ضربة موجعة لم يتعرض لها الاحتلال منذ 1948.

"نحن قوم نعشق الموت كما يعشق أعداؤنا الحياة"، هذه من الجمل التي سجلها التاريخ لإسماعيل هنية، فلقد استشهد الكثير من أفراد أسرته خلال العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة في أكتوبر 2023، واستقبل خبر استشهاد أبنائه وأحفاده بصبر واحتساب.

كما أن هنية تعرض للعديد من محاولات الاغتيال في سبتمبر 2003 وأكتوبر 2006 وفي 2014.

وعلى الرغم من عمله النضالي منذ تأسيس حركة حماس خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، إلا أنه كان من أوائل المدافعين عن دخول حماس معترك السياسة.

وقال في عام 1994 "إن تشكيل حزب سياسي سيمكن حماس من التعامل مع التطورات الناشئة"، ورفض قادة حماس الدخول في ميدان السياسة في البداية، ثم وافقوا عليه لاحقا وأصبح هنية رئيسا للوزراء بعد فوز الحركة في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية عام 2006، وذلك بعد عام من انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.

أما عن ملخص نضاله ضد الاحتلال، فلقد التحق هنية بالجامعة الإسلامية في غزة، عام 1981 وبدأ نشاطه السياسية من خلال العمل الطلابي وحتى تخرجه مُجازا في الأدب العربي.

تعرض للاعتقال من قبل الجيش الإسرائيلي لأكثر من مرة، وأجبره الاحتلال على مغادرة الأراضي الفلسطينية إلى جنوب لبنان لمدة سنة كاملة، وعرف خلال الانتفاضة الفلسطينية كأحد القادة الشباب بـ"حماس"، واُشتهر بكونه خطيبا مفوها، وفي عام 1997، شغل منصب مدير مكتب مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، ثم تولى رئاسة الحكومة الفلسطينية بتكليف من الرئيس محمود عباس عقب فوز حماس في الانتخابات، وفي عام 2007 تولى منصب قائد حركة حماس في قطاع غزة، قبل أن يتركه في عام 2017 ليخلفه يحيى السنوار.

ومنذ عام 2013 وحتى مايو 2017، شغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، لتولى بعد ذلك رئاسة المكتب السياسي للحركة وحتى استشهاده.

وفي آخر ظهور له بالعاصمة الإيرانية، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن القدس في القلب وهي محور الصراع مع إسرائيل.

وأشار هنية -في تصريحات لقناة "إس إن إن" الإيرانية على هامش حضوره معرض أرض الحضارات في طهران- إلى أنَّ الدول وشعوب الأمة الإسلامية ترى في القدس أنها قبلتها الأولى وأنها محور الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد أنَّ الحضارات الإنسانية نشأت من هذه المنطقة ومن شعوبها، محذرا من محاولات البعض صناعة حضارات زائفة تعتمد على القتل وسفك الدماء ونهب الثروات واحتلال الأراضي.

 

مقالات مشابهة

  • ليند.. «كابوس الشلل» إلى حلم الميدالية!
  • "لن نعترف بإسرائيل".. مسيرة نضال إسماعيل هنية.. كابوسٌ يطارد الاحتلال حتى زواله
  • تقييم الوزارات على طاولة البرلمان قريبًا.. ودعوات لتغييرات وزارية عاجلة
  • القانونية النيابية:الخلافات السياسية أثرت على أداء البرلمان.
  • مراسم تنصيب الرئيس بزشكيان تبدأ في إيران
  • بارزاني وطالباني في مواجهة حاسمة: من يظفر بكرسي الحكم في كردستان؟
  • إطلاق منصة إلكترونية خاصة بشباب سوهاج لرصد تطورات العمل بالمحافظة
  • انتهاء تموز يدق ساعة الحقيقة: أوراق ضغط في صراع رئاسة البرلمان
  • «العدالة والبناء» الليبي لـ«عربي21»: هذا موقفنا من انتخابات رئاسة مجلس الدولة (فيديو)
  • فتح باب الترشح لرئاسيات تونس وشكوك حول التزكيات