«واشنطن بوست»: العدوان الإسرائيلي المتجدد يتسبب في انهيار الرعاية الصحية بغزة
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير لها، إن المستشفيات في شمال قطاع غزة تحديات كبيرة في تقديم الرعاية الطبية اللازمة للمرضى وسط العدوان الإسرائيلي في مدينة غزة، وفقًا لما أفاد به مسئولون محليون وإداريون في المستشفيات.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن استئناف الهجوم العسكرى الإسرائيلي أسفر عن نزوح عشرات الآلاف، مما تسبب في حالة من الفوضى بين المرضى والجرحى الفلسطينيين، المرافق الطبية المتبقية في المدينة أصبحت محاصرة في مناطق الإخلاء التي فرضتها إسرائيل، بينما تعانى المرافق الأخرى من نقص حاد في الوقود والإمدادات الطبية.
ولم يقتصر العمل العسكرى على شمال قطاع غزة، حيث استشهد ما لا يقل عن ١٧ فلسطينيا، من بينهم ١١ طفلًا، بعد غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلًا في مخيم النصيرات للاجئين في وسط غزة، وفقًا لنصار غريز، المتحدث باسم الدفاع المدنى الفلسطيني.
وفى وقت لاحق من يوم الثلاثاء الماضي، أفادت وزارة الصحة في غزة باستشهاد ٢٥ شخصًا وإصابة ٥٣ آخرين في غارة إسرائيلية بالقرب من مدرسة العودة في شرق خان يونس، والتي كانت تُستخدم كمأوى للنازحين.
ورفضت قوات الاحتلال الإسرائيلي التعليق على الغارة في النصيرات، زاعمة أنها ملتزمة بالقانون الدولى واتخت الاحتياطات اللازمة لتقليل الأضرار المدنية ولم يصدر تعليق رسمى من جيش الاحتلال بشأن الغارة على مدرسة العودة.
وفى شمال غزة، أفاد المتحدث باسم الدفاع المدنى الفلسطيني محمود بصل، بأن القتال جعل من الصعب جدًا على المرضى وسيارات الإسعاف الوصول إلى مستشفى الأهلى في مدينة غزة وأضاف أن قوات الاحتلال لا تزال في المناطق الجنوبية من المدينة، بما في ذلك حول مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وبحسب منظمة الصحة العالمية، توقف مستشفى الأهلى ومستشفى جمعية أصدقاء المرضى عن العمل فعليًا اعتبارًا من مساء الاثنين الماضي.
وأفادت أبرشية القدس الأسقفية، التي تساعد في تشغيل المستشفى الأهلي، في بيان لها بأن طائرات بدون طيار حلقت حول المستشفى مساء الأحد، مما أجبر الموجودين على الفرار وأظهرت صور مستشفى الأهلى الملتقطة في اليوم التالى أجنحة خالية من المرضى والعاملين، مع تناثر المعدات الطبية على الأرض. وفى منشور عبر منصة "إكس"، قال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إن المرضى غادروا المستشفى أو أُجبروا على إخلائه، وتم تحويل بعضهم إلى مستشفى كمال عدوان والمستشفى الإندونيسي، وكلاهما يعانى من نقص في الوقود والأسرة والإمدادات الطبية وذكر أن "المستشفى الإندونيسى يعمل بثلاثة أضعاف طاقته".
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني الثلاثاء ٩ يوليو الجاري، عن خروج جميع النقاط الطبية وعيادات الطوارئ التابعة له عن الخدمة في محافظة غزة، مشيرا إلى أن هذا القرار جاء نتيجة لإجراءات الإخلاء القسرى التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق مختلفة من المحافظة، حيث تتواجد هذه النقاط والعيادات الطبية.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، فإن من بين ٣٦ مستشفى في قطاع غزة، يعمل حاليًا فقط ١٥ مستشفى، وجميعها بشكل جزئي، بسبب نقص حاد في الكادر الطبى والإمدادات الطبية، بما في ذلك التخدير والمضادات الحيوية، مما يضع العاملين في مجال الرعاية الصحية في تحدٍ كبير لإنقاذ الأرواح.
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تم إخراج معظم المستشفيات عن الخدمة، ما تسبب في تعريض حياة المرضى والجرحى للخطر، وفقًا للبيانات الفلسطينية والأممية.
وأكد مدير إعلام الهلال الأحمر الفلسطيني رائد النمس، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف خيام النازحين في غزة بشكل ممنهج، وأضاف أن الهلال الأحمر اضطر لإغلاق العيادات والنقاط الطبية بمدينة غزة بسبب إخطارات جيش الاحتلال بالإخلاء الفوري، معبرًا عن قلقه البالغ إزاء نقص المستلزمات والمعدات الطبية في ظل استمرار الأعمال القتالية المدمرة في القطاع.
وحذر من أن قطاع غزة يواجه مجاعة حقيقية بسبب حظر إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية والغذائية، معبرًا عن اعتراضه الشديد على استمرار إغلاق المعابر الحدودية الذي يعرض حياة الفلسطينيين للخطر.
وناشد المجتمع الدولى بضرورة ممارسة ضغوط أكبر على إسرائيل للامتثال للقوانين الدولية وتوفير الحماية للمدنيين في قطاع غزة.
ونفى جيش الاحتلال الإسرائيلي شمول المستشفيات والمرافق الطبية في أوامر الإخلاء، وأكد في بيان صباح الثلاثاء: "ليس هناك حاجة لإخلاء المستشفيات والمرافق الطبية في المنطقة"؛ مشيرًا إلى أن المدنيين في مناطق محددة صدرت لهم أوامر بالإخلاء لحمايتهم من القتال النشط. شمل أمر الإخلاء ٧٠ في المائة من المدينة.
وفى بيان منفصل، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قتل العشرات من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وكان يعمل "فوق وتحت الأرض" في حى الشجاعية في مدينة غزة.
ومنذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر، استهدفت إسرائيل المستشفيات بزعم استخدام حماس لها في أنشطة مسلحة وأدت الحرب إلى تدمير البنية التحتية الطبية في غزة، مع نقص حاد في الإمدادات الطبية والوقود وحذر مسؤولو الصحة مرارًا من أن النظام الصحى على وشك الانهيار.
واعتقلت القوات الإسرائيلية عددًا من العاملين في المجال الطبي، بما في ذلك بعض الذين لقوا حتفهم أثناء الاحتجاز.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قطاع غزة العدوان الإسرائيلي إسرائيل الاحتلال الإسرائیلی العدوان الإسرائیلی جیش الاحتلال الطبیة فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: العلاقات بين ترامب وبوتين تضع العالم على المحك
قالت صحيفة واشنطن بوست إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "المستبد الماكر والمناهض لأميركا"، يريد الجلوس مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب المتعطش لاتفاقية سلام في أوكرانيا تظهره صانع سلام، ويأمل في إغرائه بإنشاء نظام عالمي جديد قائم على المعاملات دون قواعد أو حقوق إنسان ليقسما العالم إلى مناطق نفوذ بينهما.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم روبين ديكسون وكاثرين بيلتون وفرانسيسكا إيبل- أن بوتين يسعى إلى إبرام صفقة كبرى بشأن الأمن الأوروبي، تترك أوكرانيا تحت رحمة الكرملين، وتضعف حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتعزز مكانة روسيا كقوة عالمية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جدعون ليفي: إسرائيل غارقة في الكارثة ومصابة بالعمىlist 2 of 2كاتب أميركي: الجمع بين رأيي بايدن وترامب مهم لنا في سورياend of listوقبل أي محادثات يقوم الكرملين بعناية بتقييم رسائل ترامب وطموحاته ونقاط ضعفه التي تشمل -حسب المحللين الروس- السذاجة الجيوسياسية وقصر فترة الانتباه، والميل إلى الاعتماد على الحدس دون العقل، يقول كونستانتين ريمتشوكوف، محرر صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا "أعتقد أن ترامب يلتزم الصمت عمدا لأنه لا يعرف. لقد رأينا حملته. إنه ليس مفكرا عميقا في الأمور الجيوسياسية".
وستكون القضية الكبرى بين الرجلين -حسب الصحيفة- حرب أوكرانيا التي وعد ترامب بإنهائها خلال 24 ساعة، مع أن بوتين وضع شروطا صارمة لأي صفقة، تشمل إبقاء أوكرانيا خارج الناتو بشكل دائم، وتقليص قوتها العسكرية بشكل كبير والتمسك بجزء من أراضيها، مما يعني بالنسبة للمحللين، ضعف الأمل في التوصل إلى اتفاق، بسبب موقف بوتين المتطرف وخوف ترامب من الظهور بمظهر الضعيف.
إعلان
لا إشارات لعصر جديد
ورأت الصحيفة أن الأمور الآن لا تشير على الفور إلى عصر جديد من العلاقات الدافئة بين الرجلين، إذ بث مذيعو التلفزيون الحكومي الروسي صورا عارية لميلانيا ترامب بعد أيام قليلة من الانتخابات، كما حذر بوتين من أن ترامب "ليس آمنا"، في إشارة واضحة إلى اغتياله المحتمل.
ومن جهته، أعلن ترامب بعد خسارة بوتين لعميله السوري بشار الأسد أن روسيا في "حالة ضعف" بسبب الحرب الأوكرانية والاقتصاد المتعثر، وقال "هذا هو وقته للتحرك"، وطالب بوتين بالذهاب إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا وإجراء محادثات سلام.
ومع ذلك، يتفق الرجلان في أمور عديدة، فبوتين لا يحب ذكر القمع الروسي وحقوق الإنسان، وهو يرى في ترامب شخصا قاسيا لا يهتم بالقيم مثله، مما يساعد في تشكيل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب بدون حقوق الإنسان، تتقاسم فيه الشركات العملاقة الخريطة وتتاجر بسيادة الدول الأضعف.
مزاج منتصروذكّرت الصحيفة بأن بوتين عبّر بعد أيام من فوز ترامب عن مزاج منتصر، مدعيا أن نظامه الجديد أصبح قريبا، وقال إن "الناتو لم يعد يناسب العصر، وميثاق الأمم المتحدة -الذي يحظر الغزو- أنشأه المنتصرون ويجب تغييره، والليبرالية الغربية شمولية في جوهرها".
وقال الكاتب الروسي المقيم بالولايات المتحدة ميخائيل زيغار إن بوتين بدا وكأنه يخاطب ترامب بشكل مباشر عندما قال إن الغرب عاجلا أم آجلا سوف يفهم الحاجة "لنهج عملي رصين يرتكز على تقييم قاسٍ، ولكنه عقلاني يراعي الأحداث والقدرات الخاصة"، وأوضح أن "القوة تصنع الحق، وإن على الدول الدفاع عن مصالحها عسكريا، وبأي وسيلة ضرورية".
صفقة كبرى
وبينما يستعد بوتين وترامب للملاكمة -حسب تعبير الصحيفة- يبقى الزعيم الروسي مقيدا بالوقت بسبب اقتصاده الذي يعاني من العقوبات، ولكنه يراهن على أن أوكرانيا لا تستطيع الصمود وقتا طويلا، خاصة أن موسكو تعتقد أن تسليم الأسلحة الغربية سوف ينخفض تحت حكم ترامب.
إعلانوقالت تاتيانا ستانوفايا، من مركز كارنيغي، إن بوتين يأمل في "إقناع ترامب بأن الحرب يجب أن تنتهي وفقا لشروطه. وإذا لم ينجح الأمر سوف يستمر في القتال". وقال أكاديمي روسي (لا يريد كشف هويته) إنه لا يوجد مزاج للتسوية في الكرملين مع تقدم قواته بشكل مطرد في شرق أوكرانيا، ولا أحد يتوقع انهيارا اقتصاديا، وبالتالي "فإن روسيا مستعدة لإجراء مفاوضات، ولكن من موقع قوة".
ورأت واشنطن بوست أن تفاخر ترامب بقدرته على إبرام صفقة سريعة يشير إلى نفاد الصبر، ولذلك يصر المسؤولون الروس على صفقة تعالج "الأسباب الجذرية" للحرب، ورغبة بوتين في صفقة كبرى بشأن البنية الأمنية الأوروبية، وقال أحد المقربين من الكرملين إن بوتين سيرفض أي صفقة لا تشمل أوروبا وبقية العالم.
تقسيم العالموهذا يعني -حسب الصحيفة- عقد قمة بين ترامب وبوتين يتفقان فيها على تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ، مع ضمان تفوق روسيا على أوكرانيا وجورجيا وغيرهما من جيران الاتحاد السوفياتي السابقين غير الأعضاء في الناتو، ومن شأن هذا أن يكبح جماح الحلف ويهدد أمن أوروبا.
غير أن المحيطين بترامب يرون تقسيم النفوذ الناشئ بين روسيا والصين، وقال ترامب إنه سيضطر إلى "تفكيك التحالف" بين روسيا والصين، ولكن لعبته لإضعاف العلاقات بين موسكو وبكين لن تنجح، "نظرا للعلاقة الشخصية بين المستبدَين وعدم ثقتهما المشتركة في واشنطن وآمالهما في أن يصبحا أكثر قوة في نظام ناشئ متعدد الأقطاب على حساب الولايات المتحدة".