"جيروزاليم بوست": ما هى خيارات حزب الله بعد تسعة أشهر من الحرب فى غزة؟
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مرت تسعة أشهر على العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، والتى أعقبها اندلاع الاشتباكات بين حزب الله المتمركز فى جنوب لبنان، وجيش الاحتلال الإسرائيلي التى أسفرت عن مقتل وإصابة المئات من الجانبين، وسط تهديدات كبيرة بشن جيش الاحتلال حربا ضد لبنان يعيدها إلى العصور الوسطى بحسب تصريحات قادة دولة الاحتلال.
وفى ١٩ يونيو الماضي، هدد زعيم حزب الله حسن نصر الله بأنه إذا بدأت إسرائيل حربًا شاملة ضدها، فإن حزب الله سوف يحتل الجليل، ويسوى بقية إسرائيل بالأرض، ويهاجم قبرص، وبعد ١٠ لأيام هددت إيران بأنه إذا صعدت إسرائيل الوضع "فستبدأ حرب إبادة".
وفى هذا السياق، نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية تقريرا قالت فيه إن هذه التهديدات لا تدل على الثقة بالنفس بل على الهيستيريا وحتى بعد مرور تسعة أشهر على بدء الحرب، لا تزال طهران تقدر أنه فى حرب شاملة، ستوجه إسرائيل ضربة قاتلة لحزب الله، حليفها الأكثر أهمية لكن ما لا يقل أهمية عن ذلك، أنه خلال أشهر عدة طرأ تغير جذرى فى موقف إيران من الحرب، ومن أجل فهم أين تقف إيران وحزب الله اليوم، لا بد من العودة إلى البداية.
وقالت الصحيفة العبرية فى تقريرها المنشور فى ١٠ يوليو ٢٠٢٤ إن هجوم ٧ أكتوبر بدأه يحيى السنوار دون التنسيق مع بيروت وطهران، وقام خامنئى ونصر الله بتمويل وتدريب وتسليح حماس، لكن فى ذلك الصباح فوجئوا مثل إسرائيل، بالسنوار الذى قرر الهجوم دون تنسيق لأنه كان يعلم أنهم سيمنعونه.
وأضافت الصحيفة: "أولًا، لأن إسرائيل كانت لا تزال قوية للغاية، وكان بوسعها القضاء على حماس وحزب الله، ثانيًا، طالما أن إسرائيل لم تهاجم المنشآت النووية الإيرانية، فإن طهران لم تكن حريصة على تعريض حزب الله للخطر".
ومع ذلك، أمر السنوار بالهجوم على أساس افتراض أن الوعد بالدعم الشعبى الذى تلقاه رجاله فى بيروت فى مارس ٢٠٢٣ سيجبر نصر الله على دخول الصراع وشعر خامنئى ونصر الله بالحرج، وانضم الأخير بسبب عدم وجود خيار آخر.
وأشادت طهران بالمسار الأوسط الذى اختاره نصر الله: تقديم المساعدة لحماس من خلال مهاجمة القوات الإسرائيلية وطرد المدنيين الإسرائيليين من منازلهم فى الجليل الأعلى، ولكن دون التورط فى حرب شاملة؛ فبينما تعهد نصر الله فى خطاباته بالانخراط فى هجمات على إسرائيل طالما استمرت الحرب فى غزة، فإن ضبط النفس الذى يمارسه حزب الله أثار انتقادات فى العالم الإسلامى لإيران وحزب الله وجعل الحدث برمته محرجًا للغاية.
ولهذا السبب قدمت طهران طلبات يائسة متكررة من العالم للضغط على الولايات المتحدة لفرض نهاية للحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن نصرالله متشوق لاتفاق وقف إطلاق النار.
وفى الأشهر الأخيرة، لم تعد طهران تطالب بذلك وبدلًا من ذلك، تشير إيران بفخر إلى مساهمة حزب الله والحوثيين فى استنزاف إسرائيل حيث يعتقدون أنها تفقد دعم الغرب، وأن جيش الاحتلال الإسرائيلى منهك، وأن المجتمع الإسرائيلى ينهار، وميناء إيلات مشلول، والاقتصاد ينهار.
من ناحية أخرى؛ بالنسبة لنصر الله، فإن كل يوم إضافى من القتال يشكل عبئًا هائلًا فهو يتوق إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة، حتى لو أعلنت إسرائيل وحدها نهاية الحرب الشاملة وبقيت فى غزة لكن إيران ستحاول إجباره على الاستمرار.
وإذا كان هناك اتفاق عام لوقف إطلاق النار فإن نصر الله سيلتزم به بل إن هناك احتمالًا أن يوافق على التراجع ١٥ كيلومترًا وربما إلى نهر الليطانى لتجنب الحرب، لكن هذا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تم التوصل إلى موقف إسرائيلى أمريكى مشترك.
وأوضحت "جيروزاليم بوست" أنه سوف تعلن إسرائيل أنه إذا لم ينسحب حزب الله فإنه سوف يبدأ حربًا شاملة، وسوف تتعهد الولايات المتحدة بدعمها بالسلاح والمعلومات الاستخبارية والدعم فى مجلس الأمن وسيكون على إسرائيل أن تركز قوات كبيرة جدًا فى الشمال من أجل إقناع نصر الله بصدق نواياها.
وإذا اقتنع نصر الله وطهران، فمن المرجح أن ينسحب على افتراض أن رجاله سوف يتمكنون من التسلل مرة أخرى فى أقرب وقت ممكن، تمامًا كما فعلوا فى عام ٢٠٠٦.
وسيُسمح للمدنيين الإسرائيليين النازحين بالعودة إلى الشمال، وهذه المرة مع وجود أعداد كبيرة من قوات الجيش الإسرائيلى بشكل دائم على الحدود لكن كل رئيس وزراء إسرائيلى سيكون مسئولًا شخصيًا وقانونيًا عن منع حزب الله من العودة إلى الحدود، حتى لو أدى ذلك إلى الحرب بهذه الطريقة فقط سيتجدد الشعور بالأمن فى الشمال.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قطاع غزة حزب الله الاحتلال الإسرائيلي حزب الله نصر الله فى غزة
إقرأ أيضاً:
مقابل هذ الشرط.. إسرائيل تقترح هدنة في غزة
صرح مسؤولون إسرائيليون، الإثنين، بأن إسرائيل اقترحت هدنة في غزة مقابل إعادة حوالي نصف الرهائن المتبقين.
وستترك هذه المقترحات الباب مفتوحا أمام التوصل إلى اتفاق نهائي لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، التي دمرت مساحات واسعة من غزة، وأودت بحياة عشرات الآلاف، وشردت معظم سكانها منذ أن بدأت في أكتوبر 2023.
وتنص المقترحات على عودة نصف الرهائن الـ 24 الذين يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة في غزة، وحوالي نصف الـ 35 الذين يُعتقد أنهم في عداد الأموات، خلال هدنة تستمر ما بين 40 و50 يوما.
وكشفت تقارير إعلامية أن هناك خلافين أساسيين بين إسرائيل وحركة حماس، بشأن مقترح هدنة لوقف الحرب الدامية في قطاع غزة.
ومساء السبت قالت حماس إنها وافقت على اقتراح جديد لوقف إطلاق النار في غزة من الوسيطتين مصر وقطر، لكن إسرائيل ذكرت أنها قدمت "اقتراحا مضادا بالتنسيق الكامل" مع الوسيطة الثالثة، الولايات المتحدة.
وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن الخلاف الأول يكمن في أن إسرائيل تصر على أن أي اتفاق الآن يجب أن يركز فقط على وقف مؤقت لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن، وفي المقابل تسعى حماس وفقا للصحيفة إلى إجراء مفاوضات لإنهاء الحرب بشكل كامل.
أما الخلاف الثاني، وهو إجرائي، فيتعلق بعدد الرهائن المفترض الإفراج عنهم، حيث أبدت حماس استعدادها لإطلاق سراح 5 محتجزين من بينهم الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، أما إسرائيل فتقول إن أي اتفاق يجب أن يشمل إطلاق سراح 10 رهائن أحياء على الأقل، وذلك مقابل وقف الحرب لمدة 50 يوما.