أحد كبار حاخامات “إسرائيل”: لا حق في الوجود للدولة التي تجند أعضاء المدارس الدينية
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
الجديد برس:
أصدر كبار حاخامات السفارديم في “إسرائيل”، تعليمات لطلاب المدارس الدينية، بشكلٍ رسمي، بعدم الحضور إلى مكاتب التجنيد لجيش الاحتلال، مهاجمين قانون التجنيد الذي تمت مناقشته في الكنيست، وأمروا الطلاب “بتفضيل السجن وحرمان الميزانيات من أي تعاون مع الجيش الإسرائيلي في هذه القضية”، بحجة أنه “تدمير للتوراة”.
وهاجم الحاخام الليتواني دوف لاندو، أحد كبار حاخامات اليهود الحريديم، بشدة، قرار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت باستدعاء 3 آلاف من الحريديم للخدمة العسكرية، قائلاً: “الدولة التي تجند المدارس الدينية، ليس لها الحق في الوجود”.
وقال الحاخام لاندو “إن الجيش الإسرائيلي في حالة حرب ضدنا، ويريدون أخذ حق طلاب التوراة، وهذا انتحار كامل”، مضيفاً: “عندما لا يكون هناك نظام، والجيش في حالة حرب ضدنا، ما الفائدة من الوقوف معهم؟ هذه الحكومة ضدنا بكل الطرق”.
وعلى خلفية المناقشات بشأن تجنيد الحريديم في جيش الاحتلال، عقد كبار الحاخامات في “إسرائيل” اجتماعاً وجهوا خلاله دعوة إلى الشباب المتدينين للامتناع عن الانصياع إلى أوامر التجنيد أو الذهاب إلى المكاتب المختصة.
وفي نهاية الاجتماع، طلب لاندو من الحاخام حاييم أهارون كوفمان، رئيس لجنة المدرسة الدينية، أن ينقل رأيه إلى الحاخامات السفارديم والحسيديم، حتى يكون هناك موقف موحد بشأن رفضهم للخدمة العسكرية.
كما أمر رئيس مدرسة “سلابودكا” الدينية، وأحد أبرز الحاخامات في الحركة الحريدية الليتوانية، الحاخام موشيه هيليل هيرش، طلاب المدارس الدينية العليا بالتحدث مع “الشباب الأرثوذكسي المتطرف”، الذين لا يدرسون في المدارس الدينية، طالباً منهم أيضاً، عدم الانصياع لأية أوامر بشأن التجنيد.
فتوى بتحريم دخول الجيش الإسرائيلي
وعلى وقع تصريحات لاندو، اجتمع كبارة قادة المدارس الدينية لليهود السفارديم الغربيين، وبعضهم أعضاء في مجلس حكماء التوراة “شاس”، وأصدروا فتوى توراتية “تحرم الدخول إلى جيش الاحتلال”.
ووفقاً للوثيقة التي وقعوا عليها، قالوا إن “أي تواجد في مكاتب التجنيد محظور بموجب التوراة”.
وكان غالانت، قد وافق، يوم الثلاثاء، على شروع الجيش الإسرائيلي في تجنيد “الحريديم” ابتداءً من شهر أغسطس المقبل، بسبب ما وصفه بـ”الاحتياجات العملياتية”.
وتقضي الخطة الجديدة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بتجنيد 3 آلاف من اليهود المتشددين “الحريديم”، 50% منهم من سن 18 وحتى 21.
وبشأن أزمة التجنيد في جيش الاحتلال، تحدث الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، يوم الثلاثاء، عن الأثر الاقتصادي والاجتماعي لهذه الأزمة، موضحاً أن جيش الاحتلال يُعاني من نقصٍ في العديد، وهم “مضطرون إلى محاولة إجبار الحريديم على التجنيد”.
وقال نصر الله إن جيش الاحتلال مضطر إلى تمديد التجنيد الإجباري “وهذا له “أثر اقتصادي واجتماعي كبير في المجتمع الإسرائيلي”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی المدارس الدینیة جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
مافيا “ياكوزا” بين حكمة الأرقام الثلاثة والأصابع المقطوعة!
اليابان – تتميز “ياكوزا”، وهو الاسم الذي يطلق على المنظمات الإجرامية في اليابان عن مثيلاتها بالكثير، وكانت تعرف في القرن السابع عشر باسم “جوكودو”.
تدور العديد من الأساطير على “ياكوزا” ومدى قوتها وتأثيرها في اليابان، علاوة على ما يقال عن شبكاتها في الولايات المتحدة والصين، وكوريا الجنوبية وتايلاند والفلبين. في تاريخ هذه المافيا الشهيرة اختلط الخيال بالواقع.
تتحدث تقارير الشرطة اليابانية الرسمية عن وجود 110 ألف عضو في المافيا اليابانية حاليا، وهي تضم حوالي 2500 عصابة منتشرة في جميع أنحاء البلاد، وهي على تواصل دائم وتقتسم فيما بينها العالم الذي تنشط فيه إلى مناطق نفوذ محددة.
بداية “ياكوزا” المعاصرة كانت في النصف الأول ممن القرن العشرين. ظهرت في عام 1930 إحدى عصاباتها الشهيرة وكانت تسمى “ياماغوتشي غومي” على اسم مؤسسها. انخرطت هذه العصابة في ممارسة الابتزاز والإقراض الربوي، وسيطرت على مؤسسات صناعية عديدة. في تلك الحقبة بدأت “ياكوزا” في التعاون مع السلطات الحكومية. على سبيل المثل قام أعضاؤها في عام 1934 بالتدخل وإنهاء اضراب للعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة في مدينة كوبي.
من الأمور اللافتة المعنى الذي يضمنه الاسم “ياكوزا”. يا في اللغة اليابانية تعني ثمانية، وكو تعني تسعة، وزا ثلاثة. هذه التركيبة لأوراق اللعب أثناء القمار في اليابان تعد الأسوأ. بهذا الاسم أراد القائمون على هذه المافيا القول إنه حتى في أسوأ الظروف والأحوال، لا بد من إيجاد مخرج والانتصار!
يرتبط أعضاء ما يمكن وصفها بـ”عشائر” المافيا اليابانية “ياكوزا” بعلاقات اجتماعية عريقة ومترسخة مبنية على أساس علاقة الاب والابن، بغض النظر عن وجود قرابة من عدمها.
بالنسبة للملامح الخاصة الأخرى، يستخدم أعضاء ياكوزا مثل نظرائهم في أنحاء كثيرة من العالم الأوشام، ومنذ قرون عديدة كعلامات مميزة للمكانة والانتماء العشائري. الوشم في اليابان ارتبط لفترة طويلة بالمافيا فقط، وهو يتميز بشموليته وبالرسوم الخاصة الكبيرة وبأنه أحيانا يغطي الجسم بالكامل.
مافيا “ياكوزا” مثل غيرها من المنظمات الإجرامية لها ميثاق شرف خاص وطقوس في التعامل وفي المحاسبة بعضها قاس ودموي. على سبيل المثال حين يفشل أحد أعضاء أو رؤساء هذه العصابات في عمل ما، يكون ملزما بالتضحية بفقرة من أصابع يديه. يقطع الرجل بسكين جزءا من أحد أصابعه ويسلمه إلى رئيس العشيرة علاوة على الولاء وعلى التضحية. في الوقت الحالي يخفي أعضاء ” ياكوزا” عن الأنظار ما اقتطع من أصابعهم بأطراف صناعية.
مافيا “ياكوزا” والموقف من الاحتلال الأمريكي لليابان:
في سنوات تنامي الأفكار الاشتراكية ما بعد الحرب العالمية الثانية، استخدمت النخبة الحاكمة في اليابان “ياكوزا” في مواجهة النشاطات الاشتراكية والعمالية، وذلك لأن هذه المافيا المعروفة بتمسكها بهويتها الوطنية والتقاليد اليابانية القديمة، كانت معارضة بشدة للأفكار الاشتراكية وللشيوعية بشكل خاص. أعضاء “ياكوزا”، كانوا شاركوا في تلك الفترة بنشاط في قمع الإضرابات العمالية.
عصابات “ياكوزا” في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية تعاونت مع سلطات الاحتلال الأمريكية. من ذلك أن اعضاءها بدأوا في عام 1950 في تقديم خدمات للقواعد العسكرية في كوريا، وخاصة في مجال صناعة الترفيه.
ترتب على تعاون أعضاء المافيا اليابانية مع السلطات، أن الشرطة في تلك الفترة كانت تغض الطرف عنهم وبدلا من محاربتهم، شاركت في إضفاء الشرعية جزئيا على أنشطتهم. مثلا تم تقنين نشاطات القمار وأدخلت إصلاحات على بيوت الدعارة، وبالتالي تحولت “ياكوزا” بالتدريج إلى مجال “الأعمال القانونية”.
هذا الوضع المهادن بدأ في التغير منذ تسعينيات القرن الماضي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. شنت الحكومة حربا واسعة على نشاطات المافيا، وصدرت تشريعات ومراسيم أضرت بأنشطتها ومصالحها وحدت من تأثيرها بدرجة كبيرة.
في السنوات الأخيرة بعد أن تأقلمت مع وضعها الجديد في المجالات المقننة، تزايدت نشاطات أعضاء “ياكوزا” في مجال الأعمال الخيرية. على سبيل المثال ساعد هؤلاء بعد كارثة فوكوشيما الضحايا من خلال توزيع المساعدات الإنسانية وتنظيم مراكز للإيواء والرعاية.
أعضاء المافيا اليابانية تأقلموا من أجل البقاء، وقاموا في عام 2020 مع انتشار جائحة الفيروس التاجي بتوزيع الأقنعة والأدوية المطهرة في الأماكن العامة وفي المدارس والمستشفيات ومحطات المترو. كل ذلك بطبيعة الحال لا يعني أن “ياكوزا” تابت عن الأعمال الإجرامية، وأصبحت “فاعل خير”.
كل ما في الأمر أن نشاطاتها “المشبوهة” أصبحت بعيدة عن الأنظار وتجري في الخفاء في سرية تامة، وإن كانت بشكل اقل بكثير مما كانت عليه في السابق، كما يؤكد بعض الخبراء.
المصدر: RT