امرأة لم تؤدِ زكاة الذهب ولا الفضة الخاص بها منذ تسعة وثلاثين عاما وقد قامت ببيع أجزاء من الذهب، والآن تتساءل: ماذا يجب عليها بعد هذه السنين؟ وقد قامت بوزن الذهب المتبقي لديها فوصل 135 جراما فما الواجب عليها؟

تقدمت أجوبة كثيرة في مثل هذه المسألة ولكن يمكن له أن يتواصل معنا لنتبين ما الذي دفع هذه المرأة إلى عدم إخراج زكاة مالها ذلك أن القول الراجح: إن الذهب المستعمل تجب فيه الزكاة كالذهب المدخر الذي لا يستعمل شهدت بذلك آيات كتاب الله عز وجل ونجد في سنة رسول الله صـلى الله عليه وآله وسلم من الأحاديث والروايات ما يشد بعضه بعضا، ليؤدي إلى القول بالاحتجاج بتلك الأحاديث أيضا مع ما ورد في كتاب الله عز وجل ليكون القول الراجح بلزوم زكاة الذهب المستعمل هو القول الأعدل والأظهر دليلا، ولكن مع ذلك لا يمكن إنكار أن المسألة فيها خلاف وأن عددا من العلماء والأئمة ذهبوا إلى أن الذهب المستعمل لا زكاة فيه وهو يتحدث عن امرأة مضى عليها تسع وثلاثون سنة لا تزكي ذهبها فهل يشملها الحكم العام أو يمكن أن يلتمس لها شيء من أقوال المسلمين إذا كانت لم تقصد المخالفة ولم يخطر ببالها أن هذا الذهب الذي تستعمله فيه زكاة؟ فيمكن أن تتواصل معنا لتبين التفاصيل ثم بعد ذلك يكون الجواب والله تعالى أعلم.

امرأة فقدت ذهبا قبل أدائها للزكاة ووجدته بعد أدائها للزكاة بثمانية أشهر هل يجب عليها أن تؤدي زكاة الذهب المفقود؟

نعم إذا وجدته فإن عليها أن تزكيه إن كانت لم تزكه مع ذهبها حينما حال عليها الحول، وفي أصل المسألة خلاف والظاهر أن عليها أن تؤدي زكاته مع ذهبها إلا إذا آيست منه، وهذا هو الذي يسمى مال الضمار يعني أن تفقد شيئا من ذهبها وقيل أن تفقده في مكان معلوم، ولكن لا تعرف إين، كأن تعلم أنه في البيت، أو في المكان الفلاني ولكنها لم تجده مع بحثها واجتهادها في الوصول إليه، فإن هذا يسمى مال الضمار، وقيل لا يشترط في المال الضمار أن لا تعرف أين هو، فهي لا تعرف أبدا أين هو، والظاهر أنه لا فرق إذا فقدت ذهبا أو فقد رجل شيئا من ماله ولم يعرف أين هو، فهذا يسمى كما تقدم مال الضمار.

الضمار إذا بلغ حد اليأس وأصبح مضمرا وكأنه آيس منه خارج من ملكه فإنه لا يزكيه، أما أنه إذا غلب على ظنه أنه سيجده، وكان من عادته أنه يفقد الأشياء ثم يجدها أو أنه ينسى أين وضع الشيء الفلاني ثم بعد ذلك يجده، فهذا يحسبه من جملة أمواله ويزكيه، لكن إن وجده أثناء الحول فإن عليه أن يزكيه والله تعالى أعلم.

كيف تتصرف الأم إن لم يبقَ على خروج وقت الصلاة إلا وقت يسير وطفلها يبكي ولا معين لها عليه وإن جلست لترضعه وتسكته ذهب وقت الصلاة وإن ذهبت للصلاة لم يتوقف عن البكاء فكيف تتصرف؟

في هذه الحالة يمكن لها أن تتناوله وأن تؤدي صلاتها وهي تحمله، ولا حرج عليها إن شاء الله تعالى.

ما رأيكم في من يدخل المسجد ولا يلقي السلام؟ وهل يجب السلام عند دخول المسجد حتى وإن لم يكن هناك أحد؟»

لا، ليس من آداب دخول المسجد أن يسلم إلا إذا كان يسلم بصوت غير مسموع على نفسه وعلى من حضر، لأن المسجد لا يخلو من أن يكون الناس فيه إما في صلاة أو ذكر لله عز وجل أو تلاوة للقرآن الكريم أو شيء من حلقات العلم فإذا كان حالهم كذلك فلا ينبغي إلقاء السلام عليهم.

وإنما يأتي بذكر دخول المسجد بعد أن يذكر الله تعالى ويصلي ويسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يقول: اللهم اغفر لي وافتح لي أبواب رحمتك، هذا من أذكار دخول المسجد فإن كان هناك من هم غير مشتغلين بشيء مما يكون في بيوت الله عز وجل من التلاوة والذكر والصلاة والدعاء أو العلم، فحينئذ لا مانع من إلقاء السلام عليهم والله تعالى أعلم.

هل يصح للرجل أن يلبي دعوة صاحبه إذا كان صاحبه على خصومات مع أحد والديه أو كان غير بار بأحد والديه، مع العلم بأن تلبيته للدعوة قد تحدث بعض الحرج بينه وبين والده؟

ولماذا يقدم هذا الاحتمال؟ لماذا لا تكون تلبية الدعوة سببا لإصلاح ذات البين، وللكلمة الطيبة التي يزيل بها سخائم النفوس، ويجتث بها أسباب الفرقة والخلاف في هذه الأسرة فليحسن ظنه بربه تبارك وتعالى وليحسن نيته وقصده، وعسى أن يجري الله تبارك وتعالى على يديه وفي مسعاه هذا ما يزيل به أسباب الخصام، وما يذكر به المخطئ منهم، وما يعينه على إصلاح ذات البين والله تعالى أعلم.

أين المكان الصحيح للمأموم إذا صلى الرجل بأهله، بجانبه أم في الخلف؟

إذا صلى الرجل بأهله في مكان يأمن فيه من دخول أجانب فإنها تقف منه كما يقف الرجل حين يصلي مع الإمام، أما إذا كان في مكان يمكن أن يدخل عليهم غيرهم ففي هذه الحالة تكون خلفه ويكون هو في الأمام كانت النساء في زمن رسول الله صـلى الله عليه وآله وسلم يصلين خلف الرجال ونحن نتحدث عن أمهات المؤمنين وعن الصحابيات الجليلات رضوان الله تعالى عليهم يصلين خلف رسول الله صـلى الله عليه وآله وسلم وصفوف الرجال خلفه وكنا يصلين في الخلف دون ساتر، فكان موضع صفوف النساء خلف صفوف الرجال، هذا هو الأصل في صفوف الجماعة، وكما جاء في رواية أنس قال والعجوز من خلفنا لمظنة أن يوجد أجنبي أو أن يدخل أجنبي، أما إذا كان داخل البيت وهذا الاحتمال منتفٍ فتقف منه كما يقف الرجل من الرجل بجانبه عن اليمين والله تعالى أعلم.

ما صحة المقولة التي مفادها أن مشاعر المسلمين عبادة في الدين الإسلامي، وإذا كانت عبادة كيف يحقق المسلم هذه العبادة؟

هذا يمكن أن يدخل فيما وصف الله تبارك وتعالى به المؤمنين حينما قال: «إنما المؤمنون إخوة»، وفي قوله: «والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض»

هناك رواية لكنها ضعيفة وبعضهم قال: إنها منكرة وإن كان كثير من الوعاظ يستشهد بها بحديث وجاء فيه: «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم» لكن كما تقدم هذه الرواية ضعيفة أو منكرة وإنما هذا الذي يشير إليه يدخل في الأصول المقررة في كتاب الله عز وجل من التآخي بين المؤمنين والموالاة بينهم ومما أيضا دلت عليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل قوله: «ترى المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر» وفي قوله عليه الصلاة والسلام: «المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا» فإذن هذه الأدلة تدل على أن مشاعر المسلمين يجب أن تلتقي على التآخي والموالاة والمناصرة وأداء الحقوق ولذلك عد رسول الله صـلى الله عليه وسلم جملة من الحقوق منها ما يتعلق بالجانب المعنوي، فيعني هذه المقولة بهذا الإطلاق لا بد من بيانها وتفصيلها على هذا النحو المتقدم الذي دلت عليه هذه الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة والله تعالى أعلم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: رسول الله صـلى الله علیه دخول المسجد الله عز وجل یمکن أن إذا کان

إقرأ أيضاً:

” الحِكمة ” في مشروع الشهيد القائد

أينما تجد الحكمة تجد العقل، تجد التدبير الصحيح، تجد الأخلاق السامية، تجد المواجهة ضد الظالمين وعدم الاستسلام للمستكبرين … سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو المجتمعات..

فلا رقي ولا حضارة ولا عزة ولا كرامة إلا بوجود الحكمة واستخدامها في السير في هذه الحياة وفق المنهج الإلهي الذي رسمه لنا في كتابه الكريم الذي قال فيه(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شيء) .

وإذا ما فقدت المجتمعات الحكمة كانت الفرقة والشتات والجهل والتخلف والخنوع والاستسلام لأعداء الله تعالى

إن الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه – عندما تكلم عن الحكمة إنما تكلم عنها بالمفهوم الواسع وليس بالمفهوم الضيق، لأنه – رضوان الله عليه – كان يحمل هموم أمة يريدها أن ترتقي من التخوم إلى أعالي النجوم يريدها أن تنطلق وتتحرك بحركة القرآن الكريم كما كان نبيها العظيم – صلى الله عليه وآله وسلم – قرآناً يمشي على وجه الأرض، يتحرك بحركته، ويسير على منهجه (إن اتبع إلا مايوحى إليَّ)[الأحقاف:9] .

ولهذا قال الشهيد القائد- رضوان الله عليه – : ((الحكمة أن تكون تصرفاتهم حكيمة، أن تكون مواقفهم حكيمة، أن تكون رؤيتهم حكيمة … وقال – أيضاً- الحكمة هي تتجسد بشكل مواقف، بشكل رؤى، بشكل أعمال، هي تعكس وعياً صحيحاً، وعياً راقياً، تعكس زكاء في النفس تعكس عظمة لدى الإنسان ….)).

لقد انطلق الشهيد القائد في كلامه عن الحكمة من قوله تعالى : (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا)[البقرة:269] .

والحكمة اسم لإحكام وضع الشيء في موضعه، والحكيم هو من تصدر أعماله وأقواله عن رويّة ورأي سديد…

يُقال: فلان من أهل الحكمة أي من أهل العلم والمعرفة والتبصر بحقائق الأمور وكنهها ….

والحَكَمَة (بفتح الحاء والكاف) هي في اللغة ما أحاط بحنكي الفرس وتُسمى بحَكَمَة اللجام وهي حديدته التي تكون في الفرس لإحكام لجامه وسميت بذلك لأنها تمنعه من الجري الشديد وتذلل الدابة لراكبها حتى تمنعها من الجماح ومنه اشتقاق الحِكمة- التي نحن في صدد الكلام عنها – لأنها تمنع صاحبها من أخلاق الأراذل ومن المهانة والابتذال ومن الانحطاط في سفاسف الأمور وما يخل بالمرؤة والفتوة .

والحكمة المذكورة في قوله تعالى :(ويُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)[البقرة:129] ليس المراد بها السنة كما ذهب إليها المفسرون..

فقد استبعد الشهيد القائد هذا المعنى وقال رداً عليهم : ((إن الله تعالى قال في آية أخرى لنساء النبي ( وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ)[الأحزاب:34]، هل معنى ذلك أنهن يقرأن أحاديث في البيوت ؟ لا…)).

قلتُ: لايُعقل أن يكون المراد بالحكمة هي السنة في قوله ( و يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) وذلك لأمور كثيرة منها -إضافة لما ذكره الشهيد القائد -:

– أن الحكمة هي من القرآن وليس منفصلة عنه قال تعالى:(وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ..)[النساء:113] فالإنزال واحد، والحكمة هي من الكتاب مما يتلى على نساء النبي- صلى الله عليه وآله وسلم – قال تعالى:(وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ) فهل الأحاديث كانت تتلى على نساء النبي – صلى الله عليه وآله وسلم-؟! مع أن الأحاديث بدأ تدوينها مع مطلع القرن الثاني للهجرة، قال ابن حجر في فتحه[ 1/ 277] : (( وكان ابن شهاب الزهري أول من دوّن الحديث على رأس المائة بأمر من عمر بن عبدالعزيز ))

– إن كلمة الحكمة مجردة عن إضافة الرسول أو النبي يعني لم يقل الله : “ويعلمهم الكتاب وحكمة النبي أو وحكمة الرسول وإنما قال:(ويُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) وأما واو العطف  فهو مثل قوله تعالى:(وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ)[الحجر:87] فالسبع المثاني هن من القرآن وليس هن السنة !! .

– إذا كان المراد بالحكمة هي السنة فكيف نفهم معناها في قوله(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ..)[آل عمران:81] .

فهل الله آتى أنبياءه الأحاديث التي لم يتم تدوينها إلا في مطلع القرن الثاني الهجري والتي قام بتدوينها الزهري؟!

قال الشهيد القائد – رضوان الله عليه – : (( كلمة (حكمة) في القرآن الكريم لا تعني سنة إطلاقاً، رسول الله – صلى لله عليه وآله وسلم – مهمته هو أن يعلِّم الناس هذا القرآن بما فيه من آيات وهي: أعلام وحقائق في كل مجال تتناوله )).

قلت: من هذا نعلم أن المراد من ذلك المفهوم الواسع للحكمة حسب ما تكلم عنها الشهيد القائد وهي منبثقة من القرآن وهي أيضاً آيات من القرآن تمنح الإنسان الحكمة إذا ما أتمر بأوامر القرآن وانتهى عن نواهيه..

قال الشهيد القائد: ((القرآن الكريم فيه أشياء كثيرة تتجه نحو الإنسان لتمنحه الحكمة (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ)[الإسراء:39] كما قال في سورة الإسراء بعد أن ذكر عدة وصايا ثم قال (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ)….)).

وهذا يعني أن الوصايا هن آيات الحكمة لأنه تعالى قال عقبها: (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ) .

وهذه حقيقة تفرد بها الشهيد القائد وغفل عنها العلماء، ولا أظن أحداً تفطن إليها ونحن فهمناها من مضمون كلامه -رضوان الله عليه – وإليك توضيح ذلك :

ذكر الله تعالى آيات في سورة الإسراء تشتمل على وصايا

وكل آية منها تبدأ بصيغة (لا تفعل) وبعضها تبدأ بصيغة (افعل) وهي الأقل :

– (لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ…..   وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا – وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ…

– وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ….

– وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا….

– وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ….

– وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ …..

– وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ…

– وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ …

– وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا…..)[انظر سورة الإسراء من آية 22 – 27 ]

ثم قال تعالى عقب هذه الوصايا (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ) يعني أن هذه الآيات

– الوصايا – هي مما أوحى الله لنبيه من الحكمة …

كذلك قال الله تعالى في لقمان الحكيم(وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ)[لقمان:12] ثم ذكر بعد هذه الآية وصايا لقمان لابنه وهي من الحكمة التي آتاها الله إياه :

_ (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ……

– يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ…

– وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا…

– وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ …)[انظر سورة لقمان من آية 13 – 19]

وهكذا كل آية تبدأ بصيغة (افعل) أو (لا تفعل) تدخل ضمن آيات الحكمة التي ذكرناها آنفا.

وآيات الحكمة هن المراد من الحكمة في قوله(وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ..) ومن قوله (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ..) ومن قوله (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) وغيرها من الآيات التي تُعرف بالقرينة والسياق وهذه الآيات – الوصايا الحكيمة  – تمنحك الحكمة كما أشار إلى ذلك الشهيد القائد.

نعم تمنحك الحكمة بالعمل بها بأن تأتمر بأوامرها وتنتهي عن نواهيها بل إن العمل بمنهجية القرآن هو من سيجعلنا كلنا حكماء لأنه (كتاب أُحكمت آياته.) .

قال الشهيد القائد – رضوان الله عليه-(( إنه _ أي القرآن _ في الأخير يجعل كل من يسيرون على وفق توجيهاته ويتثقفون بثقافته يُمنحون الحكمة، والعكس الذين لا يسيرون على ثقافة القرآن، لا يهتمون بالقرآن، سيفقدون الحكمة، وسيظهر مدى حاجة الناس إلى الحكمة في المواقف المطلوبة منهم في القضايا التي تواجههم…))إهـ .. ثم أتى الشهيد القائد بمثال عن من فقدوا الحكمة قال – رضوان الله عليه – :((الآن في هذا الوضع الذي نعيش فيه وتعيش فيه الأمة العربية، الأمة الإسلامية، ونحن نسمع تهديدات اليهود والنصارى، تهديدات أمريكا وإسرائيل وسخريتها من الإسلام ومن المسلمين ومن علماء الإسلام ومن حكام المسلمين بشكل رهيب جداً تجد موقف الناس بكل فئاتهم يتنافى مع الحكمة أي هم فقدوا الآن الموقف الحكيم مما يواجهون، الرؤية الحكيمة لما يواجهون، النظرة الصحيحة للوضع الذي يعيشون …)).

إذاً لا مخرج لهم من هذا الإنحطاط الذي وصلوا إليه إلا بالتمسك بالقرآن الكريم وذلك بالتثقف بثقافته والسير على نهجه حتى يمنحهم الله الحكمة ويكونوا كما قال الله (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ)[المائدة:54].

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • ” الحِكمة ” في مشروع الشهيد القائد
  • تأملات قرآنية
  • حكم قول "بلى" بعد قوله تعالى: ﴿أليس الله بأحكم الحاكمين﴾
  • مدبولي: الرئيس كلّف الحكومة بوضع حزمة اجتماعية يتم العمل عليها حاليا.. والإعلان عنها قريبا
  • إحالة أوراق ميكانيكي لـ «فضيلة المفتي» في الشرقية| تفاصيل
  • أمير قطر يُغرِّد حول زيارته لسلطنة عُمان
  • موعد نتيجة الشهادة الإعدادية بالجيزة ورابط الحصول عليها
  • لماذا خلق الله البعض فقراء والآخر أغنياء؟.. الأطفال يسألون الإمام بمعرض الكتاب
  • الإسراء والمعراج