كيف تجعـل الإجـازة الصيفيـة لابنـك مثمـرة؟
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
يعلم المسلم أن كل يوم يمر من حياته فإنه لن يعود، وهذه الأيام هي رصيد عمر الإنسان، فيجب عليه أن يستثمرها في ما يفيده في دينه ودنياه، ومن أهم المعاني والقيم التي ينبغي أن يغرسها المسلم في الناشئة والأطفال هي قيمة القت وطرق استثماره، ومن أهم المواسم التي يجب على المربي أن يستثمرها في هذا الجانب هو موسم الإجازة الصيفية للطلاب.
فيجب أن يكون التخطيط لهذه الإجازة تخطيطا علميا قائما على جدول زمني، وأنشطة محددة تكفل أن يستفيد منها الطالب مهاريا وعلميا ونفسيا وجسديا وعقليا، ويجب أن تصب كل هذه المعارف في قالب يضمن المتعة في اكتساب هذه المعارف والمهارات، لأن الطالب يعتبر هذا الفترة هي فترة راحة من المدرسة النظامية لكي ينتقل إلى سنة دراسية جديدة، فيجب على المربي أن يزين هذه الإجازة أو يطعمها بهذه المهارات والمعارف التي يسعى إلى أن يكتسبها ابنه الطالب في هذه الفترة الزمنية.
ولو تتبعنا المنهج النبوي في الترويح عن القلوب لرأينا الرسول صلى الله عليه وسلـم يأمر أصحابه بأن يروحوا عن أنفسهم ساعة بعد ساعة، فيقول: «روحوا عن أنفسكم ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا كلت عميت»، ويقول عليه الصلاة والسلام : «إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى» أي أن الذي يسافر وحده على ظهر دابته بعيدا عن أصحابه ويواصل السفر ليلا ونهارا فإنه لن يصل إلى وجهته لأنه سيجهد راحلته، فهو لن يقطع أرضا، وكذلك أعطب راحلته بإجهادها وتحميلها ما لا تطيق.
ومن أهم الجوانب التي يجب العناية بها الجانب الروحي، وما يمثله من ارتباط بكتاب الله عز وجل قراءة وتجويدا وحفظا، فقراءة القرآن تجلو القلب من الآثام والعوالق الدنيوية فالرسول صلى الله عليه وسلـم قال: «إنَّ هذه القلوبَ تصدأُ كما يصدأُ الحديدُ ، قيل: يا رسولَ اللهِ فما جلاؤُها؟ قال: قراءةُ القرآنِ»، كما يجب على المربي أن يحدد وردا يوميا للطالب يقرأه مجزءا قبل كل صلاة أو يقرأه مجتمعا مرة واحدة كأن يقرأ جزءا من القرآن بعد صلاة الفجر، أو بين صلاة المغرب والعشاء.
وأما فيما يتعلق بتعلم التجويد والقراءة والحفظ، فإن الجهود المجتمعية تكفلت بهذا الأمر وذلك بافتتاح مراكز صيفية متعددة في كل ولاية، وهي مراكز مجانية يقوم عليها أساتذة أكفاء، وتشتمل على حصص تعليمية في القرآن وعلومه وحفظه، بالإضافة إلى مواد أخرى، إلى جانب أنشطة ترفيهية، تتمثل في تنظيم رحلات إلى بعض الأماكن السياحية.
ولا يكتفي المربي بهذه الأنشطة التعليمية، وإنما ينبغي عليه أن ينمي الجوانب المهارية لدى الطالب وذلك من خلال إشراكه في الدورات التدريبية المهارية مثل دورات في الفروسية، أو دورات في السباحة، أو دورات أخرى في الرماية سواء كانت الرماية بالقوس أو بالبندقية الهوائية، وقد التفت الأقدمون إلى هذا الأمر فقد أمر الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضوان الله تعالى عليه أصحابه فقال: «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل».
ولو أتينا إلى رياضة السباحة لوجدنا أنها من أهم الرياضات التي يستعمل فيها الممارس عدة مهارات في وقت واحد، فالسباح يقوم بتحريك كل عضلة من عضلات جسمه، وقد وضعت لها أساليب حديثة لتعلمها، وذلك بتوفير أحواض سباحة معدة ومجهزة لتعليم الناشئة هذه الرياضة، نجدها في مجموعة من الأندية الرياضية التي تنظم دورات صيفية، وهذه الرياضة إلى جانب تحريك عضلات الجسم فهي تقوم أيضا بتعليم مهارة التحكم في التنفس، وضخ الأوكسجين في الدم، فهذه الرياضة تساعد في صحة الرئتين وتنشيط الدورة الدموية، فهي رياضة مهارية بامتياز.
ومن الرياضات التي تكسب الطالب الجانب المهاري رياضة الرماية بمختلف أشكالها، سواء كانت الرماية بالقوس، أو الرماية بالبندقية الهوائية، ولكن يجب ممارستها مع وجود اشتراطات الأمن والسلامة وتحت إشراف مدربين مختصين لما يوجد في هذه الرياضة من مخاطر إذا تمت ممارستها بشكل فردي، وقد وجدت مجموعة من الأماكن المخصصة لممارسة رياضة الرماية بالقوس والسهام في المجمعات التجارية الكبيرة، وهذه الرياضة تكسب الطالب مهارة اختيار الأهداف وتحديدها بدقة، وحبس النفس قبل الإطلاق لمنع الاهتزاز، واختيار اللحظة المناسبة للإطلاق وإصابة الهدف، وكل هذه المعاني يمكن أن يستخدمها الإنسان وذلك من خلال تحديد أهدافه في الحياة، والتركيز عليها، واقتناص الفرص المناسبة، وهذا ينعكس إيجابا في شخصية الطالب وطريقة نظرته للحياة.
وهنالك رياضة محببة إلى قلوب الكثير من الأطفال، لارتباطها بحيوان جميل، وهي رياضة الفروسية أو ركوب الخيل، لما في هذه الرياضة من مهارات متعددة يكتسبها الممارس، منها مهارة تكوين الرابط أو العلاقة بين الطالب وبين الحصان الذي يريد أن يمتطيه، وهذا الرابط ينشأ من خلال ملاطفة هذا الحصان بتقديم الطعام له، والمسح على وجهه وجبهته وجسمه لكي يألف الطالب، ومن ثم تأتي مرحلة امتطاء هذا الحصان، ومحاولة السيطرة عليه، من خلال الإشارات والحركات التي يقوم المدرب بتعليمها للطالب، وكذلك مهارة التوازن على ظهر الحصان، وفي مراحل متقدمة من التدريب يستطيع الطالب أن يتفاهم مع الحصان بإشارات بسيطة خفيفة يستطيع من خلالها توجيهه وأمره بالمشي أو الركض أو الدوران لجهة اليمين أو الشمال، أو التقدم للأمام أو الرجوع للخلف. ويتعرف الطالب على بعض صفات الخيل الأصيلة من عزة النفس، والوفاء للفارس.
كما يجب على المربي أن يطلع الطالب على المعاني الخفية لهذه الرياضات، وكيف أنها ليست مجرد رياضات يمارسها ليرفه عن نفسه، ولكن لها معاني عميقة متصلة بالحياة الواقعية التي نعيشها، وأن هذه المهارات التي نكتسبها بالإمكان أن نطبقها في مختلف نواحي الحياة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: هذه الریاضة من خلال من أهم
إقرأ أيضاً:
إنجاز مصري في الرماية بالخرطوش.. ماجي عشماوي ضمن أفضل 6 راميات بالعالم
حققت الرامية المصرية ماجي عشماوي المركز السادس مكرر على مستوى العالم في بطولة كأس العالم للرماية علي أطباق الحفرة المقامة في اليونان ، من بين 73 رامية تمثل نخبة الدول المشاركة في البطولة، حيث حققت وهو رقم غير مسبوق في تاريخ اللعبة علي المستويين المحلي والأفريقي في إنجاز جديد يُضاف إلى سجل الرياضة المصرية.
وسجلت ماجي رقماً محلياً وإفريقياً جديداً غير مسبوق في تاريخ المنافسات 125/118 ، لتصعد بتصنيفها العالمي وتؤكد استمرار تطور الرماية المصرية على الساحة الدولية.
وأعرب الاتحاد المصري للرماية برئاسة حازم حسني عن خالص التهنئة للبطلة المصرية، مشيداً بالأداء البطولي والمستوى المتميز الذي قدمته خلال المنافسات، والذي يعكس روح الإصرار والتحدي التي يتميز بها أبطال مصر في مختلف المحافل الدولية.
وأكد رئيس الاتحاد أن هذا الإنجاز يعكس ثمرة دعم الدولة المصرية للرياضة والرياضيين، وتطور منظومة الإعداد داخل الاتحاد المصري للرماية، التي تواصل إنتاج أبطال وبطلات يرفعون اسم مصر عالياً في جميع البطولات العالمية.
واختُتم البيان بالتأكيد أن الاتحاد يواصل جهوده لتأهيل المزيد من الأبطال للمنافسات الدولية المقبلة، سعياً لمزيد من الإنجازات ورفع علم مصر في ساحات التتويج العالمية.