لجريدة عمان:
2024-08-01@05:43:16 GMT

كيف تجعـل الإجـازة الصيفيـة لابنـك مثمـرة؟

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

كيف تجعـل الإجـازة الصيفيـة لابنـك مثمـرة؟

يعلم المسلم أن كل يوم يمر من حياته فإنه لن يعود، وهذه الأيام هي رصيد عمر الإنسان، فيجب عليه أن يستثمرها في ما يفيده في دينه ودنياه، ومن أهم المعاني والقيم التي ينبغي أن يغرسها المسلم في الناشئة والأطفال هي قيمة القت وطرق استثماره، ومن أهم المواسم التي يجب على المربي أن يستثمرها في هذا الجانب هو موسم الإجازة الصيفية للطلاب.

فيجب أن يكون التخطيط لهذه الإجازة تخطيطا علميا قائما على جدول زمني، وأنشطة محددة تكفل أن يستفيد منها الطالب مهاريا وعلميا ونفسيا وجسديا وعقليا، ويجب أن تصب كل هذه المعارف في قالب يضمن المتعة في اكتساب هذه المعارف والمهارات، لأن الطالب يعتبر هذا الفترة هي فترة راحة من المدرسة النظامية لكي ينتقل إلى سنة دراسية جديدة، فيجب على المربي أن يزين هذه الإجازة أو يطعمها بهذه المهارات والمعارف التي يسعى إلى أن يكتسبها ابنه الطالب في هذه الفترة الزمنية.

ولو تتبعنا المنهج النبوي في الترويح عن القلوب لرأينا الرسول صلى الله عليه وسلـم يأمر أصحابه بأن يروحوا عن أنفسهم ساعة بعد ساعة، فيقول: «روحوا عن أنفسكم ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا كلت عميت»، ويقول عليه الصلاة والسلام : «إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى» أي أن الذي يسافر وحده على ظهر دابته بعيدا عن أصحابه ويواصل السفر ليلا ونهارا فإنه لن يصل إلى وجهته لأنه سيجهد راحلته، فهو لن يقطع أرضا، وكذلك أعطب راحلته بإجهادها وتحميلها ما لا تطيق.

ومن أهم الجوانب التي يجب العناية بها الجانب الروحي، وما يمثله من ارتباط بكتاب الله عز وجل قراءة وتجويدا وحفظا، فقراءة القرآن تجلو القلب من الآثام والعوالق الدنيوية فالرسول صلى الله عليه وسلـم قال: «إنَّ هذه القلوبَ تصدأُ كما يصدأُ الحديدُ ، قيل: يا رسولَ اللهِ فما جلاؤُها؟ قال: قراءةُ القرآنِ»، كما يجب على المربي أن يحدد وردا يوميا للطالب يقرأه مجزءا قبل كل صلاة أو يقرأه مجتمعا مرة واحدة كأن يقرأ جزءا من القرآن بعد صلاة الفجر، أو بين صلاة المغرب والعشاء.

وأما فيما يتعلق بتعلم التجويد والقراءة والحفظ، فإن الجهود المجتمعية تكفلت بهذا الأمر وذلك بافتتاح مراكز صيفية متعددة في كل ولاية، وهي مراكز مجانية يقوم عليها أساتذة أكفاء، وتشتمل على حصص تعليمية في القرآن وعلومه وحفظه، بالإضافة إلى مواد أخرى، إلى جانب أنشطة ترفيهية، تتمثل في تنظيم رحلات إلى بعض الأماكن السياحية.

ولا يكتفي المربي بهذه الأنشطة التعليمية، وإنما ينبغي عليه أن ينمي الجوانب المهارية لدى الطالب وذلك من خلال إشراكه في الدورات التدريبية المهارية مثل دورات في الفروسية، أو دورات في السباحة، أو دورات أخرى في الرماية سواء كانت الرماية بالقوس أو بالبندقية الهوائية، وقد التفت الأقدمون إلى هذا الأمر فقد أمر الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضوان الله تعالى عليه أصحابه فقال: «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل».

ولو أتينا إلى رياضة السباحة لوجدنا أنها من أهم الرياضات التي يستعمل فيها الممارس عدة مهارات في وقت واحد، فالسباح يقوم بتحريك كل عضلة من عضلات جسمه، وقد وضعت لها أساليب حديثة لتعلمها، وذلك بتوفير أحواض سباحة معدة ومجهزة لتعليم الناشئة هذه الرياضة، نجدها في مجموعة من الأندية الرياضية التي تنظم دورات صيفية، وهذه الرياضة إلى جانب تحريك عضلات الجسم فهي تقوم أيضا بتعليم مهارة التحكم في التنفس، وضخ الأوكسجين في الدم، فهذه الرياضة تساعد في صحة الرئتين وتنشيط الدورة الدموية، فهي رياضة مهارية بامتياز.

ومن الرياضات التي تكسب الطالب الجانب المهاري رياضة الرماية بمختلف أشكالها، سواء كانت الرماية بالقوس، أو الرماية بالبندقية الهوائية، ولكن يجب ممارستها مع وجود اشتراطات الأمن والسلامة وتحت إشراف مدربين مختصين لما يوجد في هذه الرياضة من مخاطر إذا تمت ممارستها بشكل فردي، وقد وجدت مجموعة من الأماكن المخصصة لممارسة رياضة الرماية بالقوس والسهام في المجمعات التجارية الكبيرة، وهذه الرياضة تكسب الطالب مهارة اختيار الأهداف وتحديدها بدقة، وحبس النفس قبل الإطلاق لمنع الاهتزاز، واختيار اللحظة المناسبة للإطلاق وإصابة الهدف، وكل هذه المعاني يمكن أن يستخدمها الإنسان وذلك من خلال تحديد أهدافه في الحياة، والتركيز عليها، واقتناص الفرص المناسبة، وهذا ينعكس إيجابا في شخصية الطالب وطريقة نظرته للحياة.

وهنالك رياضة محببة إلى قلوب الكثير من الأطفال، لارتباطها بحيوان جميل، وهي رياضة الفروسية أو ركوب الخيل، لما في هذه الرياضة من مهارات متعددة يكتسبها الممارس، منها مهارة تكوين الرابط أو العلاقة بين الطالب وبين الحصان الذي يريد أن يمتطيه، وهذا الرابط ينشأ من خلال ملاطفة هذا الحصان بتقديم الطعام له، والمسح على وجهه وجبهته وجسمه لكي يألف الطالب، ومن ثم تأتي مرحلة امتطاء هذا الحصان، ومحاولة السيطرة عليه، من خلال الإشارات والحركات التي يقوم المدرب بتعليمها للطالب، وكذلك مهارة التوازن على ظهر الحصان، وفي مراحل متقدمة من التدريب يستطيع الطالب أن يتفاهم مع الحصان بإشارات بسيطة خفيفة يستطيع من خلالها توجيهه وأمره بالمشي أو الركض أو الدوران لجهة اليمين أو الشمال، أو التقدم للأمام أو الرجوع للخلف. ويتعرف الطالب على بعض صفات الخيل الأصيلة من عزة النفس، والوفاء للفارس.

كما يجب على المربي أن يطلع الطالب على المعاني الخفية لهذه الرياضات، وكيف أنها ليست مجرد رياضات يمارسها ليرفه عن نفسه، ولكن لها معاني عميقة متصلة بالحياة الواقعية التي نعيشها، وأن هذه المهارات التي نكتسبها بالإمكان أن نطبقها في مختلف نواحي الحياة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذه الریاضة من خلال من أهم

إقرأ أيضاً:

سمعنا زمان أن الطالب في الصين يدخل الجامعة من غير شهادة ويتخرج فيها أيضا من غير شهادة

سمعنا زمان أن الطالب في الصين يدخل الجامعة من غير شهادة ويتخرج فيها أيضا من غير شهادة ... واليوم اين الصين واين من جعلوا من الامتحانات اكبر زوبعة في ( فنجال ) ؟!

وزراء التربية عندنا خاصة بعدما تدحرج التعليم الي أسفل السلم وأركان حربهم ومكاتب التعليم ومدراء المدارس والمعلمون وأولياء الأمور وعامة الجمهور كل هؤلاء البشر لديهم غرام وهيام وحب جارف للامتحانات يبذلون من أجلها كل مرتخص وغال ويسهرون فيها الليالي الطوال كأنما هم جميعا تقمصوا شخصية الشاعر العربي الفيلسوف ( المتنبي ) الذي وصف حاله من السهر كما هو مجسد في هذا البيت :
ليالي بعد الظاعنين شكول .. طوال وليل العاشقين طويل .
المهم أن عشق المتنبي لمحبوبته ربما يقل عن عشق من ذكرناهم آنفا للامتحانات تلك الامتحانات التي عندما يحين موسمهما لا يعلو صوت علي معركتها فتبدأ حملة جمع الرسوم ( الاتاوات ) في وقت مبكر ولا يستثني من ذلك الطلاب الفقراء بل يتم التضييق عليهم والتشهير بهم أمام زملائهم ومن يعجز في النهاية عند الدفع يحرم من الامتحان مع أن دستور البلاد يؤكد صراحة علي مجانية التعليم علي الاقل في مرحلة التعليم العام ومعني هذا يقول لنا الدستور لا داعي لفرض رسوم علي الامتحانات قلت أو كثرت !!..
عندما يحين موسم الهجرة للامتحانات يصبح مكتب الوزير مثل خلية النحل وكذلك مكتب الوكيل ومكاتب كبار المسؤولين بالوزارة ويصبح مكتب الامتحانات في حالة طواريء وأمامه مهمة التدقيق في البيانات والكشوفات لاستخراج ارقام الجلوس لطلاب منهم من نزح ومن لجأ لدول الجوار ومنهم من يبحث عن لقمة تقيم اوده أو جرعة دواء وشربة ماء ومنهم من أصبح بلا عنوان والوزارة الهمامة لا يهمها هذا الخطب الجلل أنها فقط تريد رسوم لاستخراج ارقام جلوس لطلاب بعضهم ابتلعتهم المنافي وبعضهم كل همه أن يجد خيمة تحميه من خريف هذا العام الذي بدأ مبشرا وغيثه نزل مدرارا ( اللهم اجعلها امطار خير وبركه وعم بنفعها جميع المسلمين ) .
والطالب وهو ملاحق لدفع الرسوم يطارده الوالي بأن يخلي المدرسة التي احتمي بها بعد أن احتل الجنجويد بيته فهذا الوالي كل همه أن تفتح المدارس أبوابها في المواعيد المحددة حتي يقال عنه أنه ابن السودان البار قلبه علي التعليم وعلي الصغار !!..
منذ أن اندلعت الحرب اللعينة العبثية اكيد أن ضحاياها كثر وعلي رأسهم طلبة العلم وقد تهدمت مدارسهم وتشرد أولياء أمورهم ومعلموهم والبنية التحتية التعليمية باتت في عداد العدم ... كيف في ظل هذا الوضع المأساوي أن ندعي بأن لنا حكومة ودولة والحكومة سموها مجازا حكومة الأمر الواقع والدولة تمزقت أمام أعيننا وفشلنا جميعا في أن ننتزعها من انياب الطامعين سواء كانوا من الداخل أو من الإقليم أو من العالم !!..
الذي استغرب له أن السوداني المعذب وهو في حالة من الضعف وحتي الموسرين فقدوا بين ليلة وضحاها كل ما امتلكوا من شقاء السنين وباتت المعيشة بالنسبة لهم صعبة ومن اين لهم برسوم المدارس التي تتحكم فيها مافيا المدارس الخاصة وتتحكم فيها المعسكرات والدروس الخصوصية وهذه الدروس الخصوصية اكبر دليل علي أن المدارس حكومية وخاصة خاوية عند الصباح تقدم فيها المواد بصورة مملة رتيبة تجلب النعاس وتورث الفشل والبلادة وجيل منهزم لا يساهم في تنمية ولا تطوير بل يساهم في إنعاش سوق الموبايلات.
إن شاء الله سبحانه وتعالى سوف نعود لبلادنا ونرجو أن نعود بروح جديدة وان يكون من أولوياتنا اصلاح التعليم الحكومي المجاني وان تكون كوادر التعليم من الوزير الي الغفير من العناصر المهنية ولا داعي لإسناد منصب الوزير لأحزاب الفكة كنوع من الترضية واقتسام الكعكة وان يكون مرتب المعلم هو الاعلي في الدولة يفوق مرتب الرئيس المنتخب ديمقراطيا !!..
كل هذا الهراء وآلات الطباعة التي تخرج منها آلاف المذكرات من غير مراجعة أو تنقيح تباع للطلاب بواسطة المعلمين الذين اتخذوا من التعليم تجارة وبيع داخل المدرسة تحت بصر المسؤولين الذين لا يحركون ساكنا وقد اختلط الحابل بالنابل .
والملاحظ أن بعض المعلمين الذين ينشطون في التنقل مابين مدرسة واخري في أثناء اليوم الدراسي ويشتغلون بالدروس الخصوصية هم الأكثر نعاسا في المدرسة وفي الأمسيات عندما يبدأ عملهم الخاص تدب فيهم الروح لم لا فهنا العطاء جزيل وقد كون كل منهم لنفسه لقبا علميا يجعله يسكن القصور ويركب افخم السيارات فهذا اديسون وذاك طه حسين ومنهم احمد زويل واوسكار وايلد وانشتاين وفارادي وجان جاك روسو وغيرهم من العلماء والأدباء والمفكرين !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
معلم مخضرم.

ghamedalneil@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • كل ما تريد معرفته بشأن التظلمات على نتيجة الثانوية الأزهرية 2024
  • مستوطنون يقتلعون 80 شجرة مثمرة جنوب الخليل
  • "العمانية لحقوق الإنسان" تنفذ برامج توعوية للطلبة بالمراكز الصيفية
  • لغة الإشارة والذكاء الاصطناعي.. 43 مشروعًا نوعيًا لطلاب "تكامل الصيفية"
  • سمعنا زمان أن الطالب في الصين يدخل الجامعة من غير شهادة ويتخرج فيها أيضا من غير شهادة
  • مستشار قانوني: سعر التكلفة للمنتج معروف وإضافة النسبة الربحية تجعل المنافسة عادلة ..فيديو
  • الرياضة والاستثمار والحلقة المفرغة
  • «الحديريات» تمدد أنشطتها الصيفية
  • محافظ أسيوط يوجه بصيانة المدارس خلال الإجازة الصيفية
  • مبادرات مجتمعية تخدم المشاركين في صيف رياضة بمحافظة مسقط