لجريدة عمان:
2025-01-30@20:51:06 GMT

كيف تجعـل الإجـازة الصيفيـة لابنـك مثمـرة؟

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

كيف تجعـل الإجـازة الصيفيـة لابنـك مثمـرة؟

يعلم المسلم أن كل يوم يمر من حياته فإنه لن يعود، وهذه الأيام هي رصيد عمر الإنسان، فيجب عليه أن يستثمرها في ما يفيده في دينه ودنياه، ومن أهم المعاني والقيم التي ينبغي أن يغرسها المسلم في الناشئة والأطفال هي قيمة القت وطرق استثماره، ومن أهم المواسم التي يجب على المربي أن يستثمرها في هذا الجانب هو موسم الإجازة الصيفية للطلاب.

فيجب أن يكون التخطيط لهذه الإجازة تخطيطا علميا قائما على جدول زمني، وأنشطة محددة تكفل أن يستفيد منها الطالب مهاريا وعلميا ونفسيا وجسديا وعقليا، ويجب أن تصب كل هذه المعارف في قالب يضمن المتعة في اكتساب هذه المعارف والمهارات، لأن الطالب يعتبر هذا الفترة هي فترة راحة من المدرسة النظامية لكي ينتقل إلى سنة دراسية جديدة، فيجب على المربي أن يزين هذه الإجازة أو يطعمها بهذه المهارات والمعارف التي يسعى إلى أن يكتسبها ابنه الطالب في هذه الفترة الزمنية.

ولو تتبعنا المنهج النبوي في الترويح عن القلوب لرأينا الرسول صلى الله عليه وسلـم يأمر أصحابه بأن يروحوا عن أنفسهم ساعة بعد ساعة، فيقول: «روحوا عن أنفسكم ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا كلت عميت»، ويقول عليه الصلاة والسلام : «إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى» أي أن الذي يسافر وحده على ظهر دابته بعيدا عن أصحابه ويواصل السفر ليلا ونهارا فإنه لن يصل إلى وجهته لأنه سيجهد راحلته، فهو لن يقطع أرضا، وكذلك أعطب راحلته بإجهادها وتحميلها ما لا تطيق.

ومن أهم الجوانب التي يجب العناية بها الجانب الروحي، وما يمثله من ارتباط بكتاب الله عز وجل قراءة وتجويدا وحفظا، فقراءة القرآن تجلو القلب من الآثام والعوالق الدنيوية فالرسول صلى الله عليه وسلـم قال: «إنَّ هذه القلوبَ تصدأُ كما يصدأُ الحديدُ ، قيل: يا رسولَ اللهِ فما جلاؤُها؟ قال: قراءةُ القرآنِ»، كما يجب على المربي أن يحدد وردا يوميا للطالب يقرأه مجزءا قبل كل صلاة أو يقرأه مجتمعا مرة واحدة كأن يقرأ جزءا من القرآن بعد صلاة الفجر، أو بين صلاة المغرب والعشاء.

وأما فيما يتعلق بتعلم التجويد والقراءة والحفظ، فإن الجهود المجتمعية تكفلت بهذا الأمر وذلك بافتتاح مراكز صيفية متعددة في كل ولاية، وهي مراكز مجانية يقوم عليها أساتذة أكفاء، وتشتمل على حصص تعليمية في القرآن وعلومه وحفظه، بالإضافة إلى مواد أخرى، إلى جانب أنشطة ترفيهية، تتمثل في تنظيم رحلات إلى بعض الأماكن السياحية.

ولا يكتفي المربي بهذه الأنشطة التعليمية، وإنما ينبغي عليه أن ينمي الجوانب المهارية لدى الطالب وذلك من خلال إشراكه في الدورات التدريبية المهارية مثل دورات في الفروسية، أو دورات في السباحة، أو دورات أخرى في الرماية سواء كانت الرماية بالقوس أو بالبندقية الهوائية، وقد التفت الأقدمون إلى هذا الأمر فقد أمر الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضوان الله تعالى عليه أصحابه فقال: «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل».

ولو أتينا إلى رياضة السباحة لوجدنا أنها من أهم الرياضات التي يستعمل فيها الممارس عدة مهارات في وقت واحد، فالسباح يقوم بتحريك كل عضلة من عضلات جسمه، وقد وضعت لها أساليب حديثة لتعلمها، وذلك بتوفير أحواض سباحة معدة ومجهزة لتعليم الناشئة هذه الرياضة، نجدها في مجموعة من الأندية الرياضية التي تنظم دورات صيفية، وهذه الرياضة إلى جانب تحريك عضلات الجسم فهي تقوم أيضا بتعليم مهارة التحكم في التنفس، وضخ الأوكسجين في الدم، فهذه الرياضة تساعد في صحة الرئتين وتنشيط الدورة الدموية، فهي رياضة مهارية بامتياز.

ومن الرياضات التي تكسب الطالب الجانب المهاري رياضة الرماية بمختلف أشكالها، سواء كانت الرماية بالقوس، أو الرماية بالبندقية الهوائية، ولكن يجب ممارستها مع وجود اشتراطات الأمن والسلامة وتحت إشراف مدربين مختصين لما يوجد في هذه الرياضة من مخاطر إذا تمت ممارستها بشكل فردي، وقد وجدت مجموعة من الأماكن المخصصة لممارسة رياضة الرماية بالقوس والسهام في المجمعات التجارية الكبيرة، وهذه الرياضة تكسب الطالب مهارة اختيار الأهداف وتحديدها بدقة، وحبس النفس قبل الإطلاق لمنع الاهتزاز، واختيار اللحظة المناسبة للإطلاق وإصابة الهدف، وكل هذه المعاني يمكن أن يستخدمها الإنسان وذلك من خلال تحديد أهدافه في الحياة، والتركيز عليها، واقتناص الفرص المناسبة، وهذا ينعكس إيجابا في شخصية الطالب وطريقة نظرته للحياة.

وهنالك رياضة محببة إلى قلوب الكثير من الأطفال، لارتباطها بحيوان جميل، وهي رياضة الفروسية أو ركوب الخيل، لما في هذه الرياضة من مهارات متعددة يكتسبها الممارس، منها مهارة تكوين الرابط أو العلاقة بين الطالب وبين الحصان الذي يريد أن يمتطيه، وهذا الرابط ينشأ من خلال ملاطفة هذا الحصان بتقديم الطعام له، والمسح على وجهه وجبهته وجسمه لكي يألف الطالب، ومن ثم تأتي مرحلة امتطاء هذا الحصان، ومحاولة السيطرة عليه، من خلال الإشارات والحركات التي يقوم المدرب بتعليمها للطالب، وكذلك مهارة التوازن على ظهر الحصان، وفي مراحل متقدمة من التدريب يستطيع الطالب أن يتفاهم مع الحصان بإشارات بسيطة خفيفة يستطيع من خلالها توجيهه وأمره بالمشي أو الركض أو الدوران لجهة اليمين أو الشمال، أو التقدم للأمام أو الرجوع للخلف. ويتعرف الطالب على بعض صفات الخيل الأصيلة من عزة النفس، والوفاء للفارس.

كما يجب على المربي أن يطلع الطالب على المعاني الخفية لهذه الرياضات، وكيف أنها ليست مجرد رياضات يمارسها ليرفه عن نفسه، ولكن لها معاني عميقة متصلة بالحياة الواقعية التي نعيشها، وأن هذه المهارات التي نكتسبها بالإمكان أن نطبقها في مختلف نواحي الحياة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذه الریاضة من خلال من أهم

إقرأ أيضاً:

رياضة العجل.. طوق نجاة في مواجهة شبح الانتحار بسوهاج

شهدت محافظة سوهاج في الآونة الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الانتحار، ما أثار مخاوف واسعة بين الأهالي وأطلق نقاشًا مجتمعيًا حول أسباب هذه الظاهرة وطرق مواجهتها.

وبالتزامن مع هذه الأزمة، برزت دعوات لتعزيز الصحة النفسية ونشر ثقافة التعامل الإيجابي مع الضغوط الحياتية، وكان من بين أبرز هذه الجهود مبادرة "Take Bike"، التابعة للمبادرة الرئاسية التي ناشدت المواطنين ممارسة رياضة قيادة الدرجات لجيل صحي أكثر.

وأطلقت المبادرة حملة توعوية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

رسالة المبادرة: الرياضة كبديل للصعوبات النفسية

نشرت رسالة توعوية موجهة إلى الشباب، مستندة إلى قول الله تعالى: "ولا تقتلوا أنفسكم"، في إشارة إلى حرمة الانتحار وأهمية البحث عن حلول إيجابية بديلة، وجاء في منشور المبادرة: “ليه تلجأ إنك تنهي حياتك، إنما ممكن تغير حياتك بشكل صحي.. جاهز تغير حياتك؟ وعشان إحنا خايفين عليك وعلى صحتك النفسية، Take Bike قررت تمسك إيدك وتساعدك تبقى في حالة نفسية أفضل.

"رياضة العجل مش بس متعة، دي صحة وعافية هتقوي قلبك، وتفصلك عن ضغط اليوم.. اركب عجلتك، وانطلق لعالم جديد".

محافظ المنيا يعقد اجتماعاً موسعاً لتجهيز المساعدات الغذائية لدعم غزةمدبولي يجتمع مع أعضاء اللجان الاستشارية بالمجالات المختلفةدور الرياضة في تحسين الصحة النفسية

أكد القائمون على المبادرة أن ممارسة الرياضة، خاصة ركوب الدراجات، تلعب دورًا مهمًا في تحسين الحالة النفسية والمزاجية، حيث تساعد في إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، وتخفيف الضغط العصبي، وتحسين اللياقة البدنية، كما أن ركوب الدراجات يُعزز الشعور بالحرية والانطلاق، ما يجعله وسيلة فعالة للهروب من الضغوط اليومية بطريقة إيجابية وصحية.

تفاعل مجتمعي واسع

لقيت الحملة إشادة واسعة من قبل الأهالي والشباب في سوهاج، حيث اعتبر الكثيرون أنها خطوة إيجابية في مواجهة الضغوط النفسية، ودعوة إلى توسيع نطاق المبادرة لتشمل حملات أخرى لدعم الصحة النفسية، مثل جلسات التوعية والتأهيل النفسي.

في ظل تزايد التحديات النفسية والاجتماعية، تمثل مبادرات مثل "Take Bike" بارقة أمل للشباب، حيث توفر لهم متنفسًا صحيًا وإيجابيًا بدلًا من الاستسلام للأفكار السلبية.

ومع استمرار مثل هذه الجهود، يمكن أن يسهم المجتمع في خلق بيئة داعمة نفسيًا وجسديًا، تساعد في الحد من ظاهرة الانتحار، وتعزز ثقافة البحث عن الحلول الإيجابية للحياة.

مقالات مشابهة

  • سياسة.. فن.. رياضة القضية الفلسطينية
  • دبلوماسي روسي يلمح إلى توسيع الترسانة النووية لمواجهة الغرب
  • فتاة تجعل صديقها يمسك لها الجوال لكي تضع مكياج أثناء مباراة لكرة القدم.. فيديو
  • إصابة 6 أشخاص في حادث بين أتوبيس وسيارة نقل بمنطقة الرماية
  • وزير الشباب يدشن فعاليات دورة تدريبية لكوادر اللجنة الفنية للأنشطة الصيفية
  • دورة تدريبية لكوادر اللجنة الفنية للأنشطة الصيفية
  • لا تجعل مشاعرك قيدًا يُعطِّلك عن الحياة
  • تفاصيل الدورة التدريبية الصيفية لطلاب «بنها الأهلية» في الصين.. إليك رابط التقديم
  • رياضة العجل.. طوق نجاة في مواجهة شبح الانتحار بسوهاج
  • أولياء أمور مصر: تفعيل مبادرة الإجازة متعة وإفادة لطلاب الثانوية العامة