٢٦ سبتمبر نت:
2025-03-15@12:21:40 GMT

حرب طماطم بين المغرب والجزائر

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

حرب طماطم بين المغرب والجزائر

وبدأت الجزائر تحصد ثمار الاصلاح الزراعي الذي أقدمت عليه خلال السنوات الأخيرة بعدما قررت تقليد الدول الأوروبية وبعض الدول مثل إيران وتركيا في السعي نحو الاكتفاء الذاتي في الغذاء، وخلال الخمس سنوات الأخيرة، أصبحت الجزائر القوة الزراعية الثانية في القارة الإفريقية بعد مصر وتجاوزت جارتها المغرب المعروفة بسياسة السدود والزراعة.

وبلغ إنتاج الجزائر من الخضروات 23 مليار دولار، حسب الأرقام والمعطيات التي قدمتها منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو” الخاصة بسنة 2021.

وجاءت الجزائر في المرتبة الثانية بعد دولة مصر التي اعتلت الترتيب العربي والإفريقي، وتستمر هذه الأرقام سنة 2022، وقد تكون نفسها لسنتي 2023 و2024، علما أن محصول القمع في الجزائر حقق فائضا قياسيا الأعلى من نوعه في التاريخ الزراعي للبلاد. هذا وقد أوردت “الفاو” أرقاما واحصائيات منها ما تم انتاجه من البطاطس في الجزائر التي بلغت ما يقارب 4.7 مليون طن في العام الواحد، يليه البصل بمعدل إنتاج 1.7 مليون طن، ثم الطماطم بمعدل إنتاج 1.6 مليون طن، وذلك في عام 2021.

ورفعت الجزائر من هذه المحاصيل سنتي 2022 و2023، وتتنافس الآن مع مصر حول المركز الأول في بعض المنتجات مثل البطاطس والطماطم.

ولا تنهج الجزائر سياسية المغرب، فهي تعطي أولوية للاستهلاك الداخلي للرفع من استهلاك المواطن الجزائري للخضر، وبعد تحقيق معدل استهلاك أكثر من مقبول للمواطن، تبحث الآن عن تصدير الفائض الى الخارج.

وبلغ إنتاج الجزائر من الطماطم مليون و600 ألف طن منذ سنة 2021، وتعطي الأولوية للدول الإفريقية والآن ترغب في توجيه جزء من صادرات الطماطم الى السوق الأوروبية.

وإذا كان المغرب يوجه ثلثي الطماطم للتصدير على حساب السوق الداخلي، لا تسمح السلطات الجزائرية بتصدير كميات كبيرة حتى لا ترتفع الأسعار الداخلية.

وتحتل الجزائر المرتبة الرابعة في إفريقيا في استهلاك الطماطم الكرزية والمصنعة ب 32 كلغ سنويا للفرد، وتتفوق عليها كل من تونس الأولى عالميا في استهلاك هذه المادة بأكثر من 97 كلغ للفرد سنويا ومصر في المرتبة الثانية ثم الكاميرون وبعدها الجزائر ثم بنين ونيجيريا في المركز الخامس والسادس ويحتل المغرب المرتبة السابعة.

ورغم تصدير المغرب للطماطم إلا أنه يتجاوز معدل الاستهلاك العالمي للفرد 11 كلغ للفرد تقريبا مرتين، والجزائر ثلاث مرات.

وتنوي الجزائر تصدير جزء محدود من الطماطم للسوق الخارجية ومنها الأوروبية.

ورغم ذلك بدأ الحديث عن صراع مغربي-جزائري حسب مقالات عديدة نشرتها الصحافة.

وكتبت جريدة جون أفريك الفرنسية يوم 29 من الشهر الفارط عن رغبة الجزائر دخول سوق الطماطم الأوروبية التي سيسطر عليها المغرب وإسبانيا وهولندا، واستعرضت أبرز الشركات الجزائرية في هذا القطاع.

وتتفاوض الجزائر مع الاتحاد الأوروبي حول إعادة صياغة اتفاقية التبادل التجاري بين البلدين المجمدة منذ ثلاث سنوات، وتعتبر الجزائر نفسها خاسرة في الاتفاقية، وتريد تحقيق توازن ومنه تخصيص الأوروبيين للمنتوجات الزراعية الجزائرية نسبة من السوق الأوروبية، ولا تعارض المفوضية الأوروبية من تخصيص نسبة للطماطم الجزائرية، وستكون على حساب حصة للمغرب وتونس ومصر واسبانيا.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

للهلع مفاعيل… تبون يُشرِع أبواب الجزائر أمام ترامب

بقلم : د. طالع السعود الأطلسي

القيادة الجزائرية ضيّقت على “عقلها الاستراتيجي” موارد تغذيته حين جعلت من حساسيته تجاه المغرب المجال المحوري، لدوران موَلِّداتِه. كتبتُ، وكتبَ غيْري، مِرارا، أن تلك ليست حالة عرضية أو مجرد انفعالات مُتقطعة ومُتفرقة، بل هي خلل في تركيبة ذلك “العقل” منذ نشأته و”تجهيزه” في معامِل حكومات “جبهة التحرير” الأولى، بُعيدٓ استقلال الجزائر، وإلى اليوم، القيادة الجزائرية، بشقَّيْها، الظاهر المُعتلي لمنصات الرئاسة والحكومة، والشق المتواري، المهم، المشَكَّل من جنرالات أركان الجيش وامتداداتهم في الأمن والمخابرات، تُواصل تمرين “تفكيرها” السياسي على المرور إلى العالم من معبر المغرب… تعوّدتْ أن يكون حقدها على المغرب هو وقود “عقلها” في ترتيب حاجات وأولويات علاقاتها مع دوَل العالم… وحتى في تدبير شؤونها الداخلية الاجتماعية...

هي حكاية قديمة، أدمنت عليها قيادة الجزائر… يطول الحديث فيها، والبراهين عليها مُتوَفِّرة، بل متدفقة من بين شقوق السياسات الجزائرية، وهي كثيرة… نجم عن ذلك أن تلك القيادة انشغلت بمحاولات الحدّ من تفوّق المغرب، بتاريخه العريق، بممكناته البشرية والطبيعية وبتقدّمه في مساره التنموي… والأهم بقيادته الملكية المتبصرة، وهي التي نهجت سياسات مُنتجة للتقدّم اجتماعيا واقتصاديا،وحكيمة، منفتحة وواقعية في علاقات المغرب الخارجية… تلك المحاولات انتظمت في سياسات مُشبعة بالحقد ليس إلا، وأهدرت لعقود فُرص القيادة الجزائرية بأن تكون مفيدة أوّلا وأخيرا لشعبها ولتقدّم الجزائر…

لعقود وتلك القيادة “تستثمر” عائدات الطاقة الأحفورية الضّخمة والمقدرة بعشرات الملايير من الدولارات سنويا (مُعدل مبيعات الجزائر من البترول والغاز في السنوات الأخيرة حوالي 50 مليار دولار أمريكي) فيما لا ينفع الجزائر، ولا يُفيد شعبَها ولا يبقى في أرضها… والاستثمار هنا ليست الكلمة المناسبة، بالأصح، تنفقها، أو تبذرها في اتجاهين… اتجاه إفادة جنرالات القيادة من ذلك الريع وتأمين اغتنائهم منه، فيما يشبه “أتعاب” تحمُّلهم “مَشاق” القيادة، أو هي “جِزية” من الشعب الجزائري لهم، يقتطعونها بأنفسهم. وكان الرعيل الأول منهم سنوات ستينيات وسبعينيات القرن الماضي وزع الغنيمة على “شلته” بأن كان للجزائر جنرال الرّمل وجنرال البنِّ وجنرال الساعات وجنرال النسيج وجنرال الاسمنت وجنرال المشروبات الكحولية إلى غير ذلك من المواد، التي، في أغلب الحالات، الدولة هي التي كانت تحتكر استيرادها أو إنتاجها وتوزيعها. في نوع من “اشتراكية الدولة” هجينة، مائعة ومكذوب عليها، لتكون الاسم المستعار للنهب…

الاتجاه الآخر الذي امتص ويمتص ملايير من الريع البترولي الجزائري، هو تشغيل القيادة المفرط لآليات الدَّولة وسياستها تربُّصا بالمغرب ومُشاغبَة ضده والتآمر عليه… بدءًا من شجع القيادة في التسلح وشحن الثكنات بالأخضر واليابس من السلاح الروسي، أساسا، وإلى حد التخمة، المُضيعة للفطنة، بِعِلّة الاستعداد للتصدي للعدوّ المغربي، وهي ما تبرر به القيادة العسكرية حكمها للجزائر وامتصاصها لثروات البلد، ليس إلا… فهي تعرف أن المغرب لن يُبادِر أبدًا بالهجوم على الشقيقة الجزائر، لأنه دائما وأبدا يقدر الأخوة مع الشعب الجزائري… وقد كان للمغرب، دولة وشعبا، إسهامه، المثبت في التاريخ، في انتصار الكفاح التحرري الجزائري من الاستعمار. والمغرب لا يضمر للجزائر إلا الخير، ويدعو قيادتها، بإلحاح وسبق إصرار، إلى التفاهُم والتضامُن والتعاوُن… لأن المغرب، فضلا عن اعتبارات الأخوة وحسن الجوار، يُلحُّ على المصلحة الواقعية للبلديْن في التعاون والتكامل ثنائيا وفي الإطارالمغاربي الأعمّ… القيادة الجزائرية تعرف ذلك وتتجاهله وتتعامى عنه لأنها تسعى أن تستفز في المغرب عدوانية لتبرِّر عُدوانيتها وتؤججها… وفي جانب من هذا السلوك ما لا يُحلِّله إلا المختصون في علم النفس السياسي،والمرضي خاصة منه… لذلك السفَه في الانفاق العدواني ضد المغرب، بالملايير السائلة مَصبّات أخرى، رديفة، في الرشوة “الديبلوماسية” مع بعض الدول الإفريقية، لاستمالتها لصالح الجزائر…. وهي ممارسة “عريقة” لدى القيادة الجزائرية منذ ستينيات القرن الماضي. رشوة بأشكال متنوِّعة، منها النقدي في حقائب ومنها العيني الملفوف في زعم “تعاون” اقتصادي وتجاري…

التآمر الاستخباراتي، العملياتي والدعائي مجرى آخر لنزيف عائدات ثروة الجزائر النفطية والغازية… والجزء الأكبر من ذلك الهدر يذهب إلى إعاشة البوليساريو، خاصة بعد انقطاع التحمّل المالي الليبي لها منذ 1984، لمّا وقّع العقيد القذافي مُعاهدة وجدة مع الملك الحسن الثاني… إعاشة البوليساريو في مُخيّمات تندوف والتكفُّل بمستلزمات تحكريك قادتها وممثليهم وأعوانهم ومليشياتها ضد المغرب. ويذهب جزء آخر من استنزاف المخابرات الجزائرية للرصيد المالي الوطني إلى التّحريض ضد المغرب دعائيا، عبر رعاية تناسل الذباب الإلكتروني المعادي للمغرب، ودعْمه بالحمَلات الإعلامية، خاصة في الإعلام الجزائري وإنطاق عُمَلاء في بعض المواقع الغربية، ومنها لمُرتزقة مَغاربة لفظتهم مخابرات عدة دول لنتانتهم…

أهملت قيادة الجزائر شعبها وأبقته في وضعية خصاصات سياسية، اقتصادية واجتماعية مُتعدِّدة ومُريعة… تحتاج إلى إرادة وجُهد حثيث لسدها من حيث الحريات وتحرر الاقتصاد الوطني من “أسر” الريع البترولي (90% من صادرات الجزائر مواد نفطية) واستدامة توفير المواد الغذائية الضرورية هيكليا، فضلا على ملائمة الاقتصاد الوطني مع تطورات الاقتصادات الإفريقية الصاعدة ومن بينها اقتصاد المغرب، الذي يؤرق تطوره قيادة الجزائر…

قيادة الجزائر انقادت “غريزيا”، مع انْفعالات مُعاداتها للمغرب، وخاصمَت بل واسْتَعْدَتْ، مجّانا، دولاً عدة، أهمها الإمارات العربية وفرنسا وقبلهما إسبانيا، بسبب المغرب. وهي اليوم في حالة توتر، صامت، مع موريتانيا أيضا بسبب المغرب، وحالة عداوة مُعْلَنة مع النيجر ومالي، ما يجعل البلَد في وضعية تشنُّج مع مُحيطه الجيوسياسي، بينما قيادته تكابِر بأنها “قوة ضاربة” و”فاعل محوري” في الاستقرار والسلم والتعاون في المنطقة. الوقائع وحدَها تبطل الادِّعاء.

خسارات قيادة الجزائر من “انشغالها” المرضي بالمغرب كبيرة… خسارات تُوَسِّع الفارق بينها وبين المغرب. المغرب راكم من التطورات في مساره التنموي درجات نوعية، بينما تغتاض قيادة الجزائر من ذلك، وتواصل تخبُّطها في محاولات اللحاق به، أو حين تسعى إلى تدارك تشنجاتها مع دول انحازت إلى عدالة القضية الوطنية المغربية.

لن أقف هنا عند أزمة الجزائر مع إسبانيا، بسبب موقفها من المغرب وكيف أن قيادة الجزائر لحست غضبها من إسبانيا وتجاهلت سببه، لتستجدي وِدّ إسبانيا… وما مصير أزمتها الحادة اليوم مع فرنسا إلا على شاكلة ما حدث مع إسبانيا… الأزمة مع فرنسا تبدو حادة غير أن مؤشرات كثيرة في الإعلام الجزائري تكشف عن أمل جزائري في تجاوزها… الإعلام الجزائري هذه الأيام ينقب في تصريحات المسؤولين الفرنسيين عن أي بارقة تهدئة… فرنسا تسكن مخيِّخ القيادة الجزائرية، ولن تصبر على تجاهلها لفائدة المغرب... سنرى قريبا فصلا جديدا من اللهاث الجزائري وراء فرنسا…

وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في واشنطن سُمع وقعه مُزَلْزلاً في قصر المرادية بالجزائر… وتملِك الجزائر أكثر من سبب للارتياب من نظر ترامب جهتها… والمغرب وصِلة ترامب به في أساس ذلك الارتياب أو ذلك الهلع…

هذه المرة استبقت قيادة الجزائر احتمال هبوب “الترامبية” عليها، وكلفت سفيرها في واشنطن (الوزير الأسبق للخارجية) صبري أبوقدوم، بأن يعرض على ترامب “السماء حدودا للتعاون بين البلدين”… والتعاون هنا كلمة لا تقول الواقع… الواقع أن الجزائر تُهدي نفسها لأمريكا… السفير في حوار صحفي (أقرب إلى منشور العلاقات العامة منه إلى حوار صحفي) مع موقع أمريكي، تمنى أن تبيع أمريكا السلاح للجزائر، وعرض عليها منحها مساحات أرضية حسب حاجتها وحرّضها للدخول إلى إفريقيا عبر البوابة الجزائرية ضدَّ الحضور الروسي فيها… وأشْرع لتعاون الجزائر مع أمريكا ليس مجرد أبواب، لا، بل فتح لها “السماء حدودا”…

كانت الجزائر وهي تسير، تغمز بشارة الانعراج إلى اليسار بينما هي تتجه يمينا… كانت توظف لغة “مُتيَاسرة” بينما هي أعجز من أن تكون في مستواها… اليوم تعلن عن استعدادها للتخلي حتى عن قناع المكابرة والشعاراتية… تنحني “للترامبية” قبل هزيزها عليها… مجرد تخيلها لما هي ذاهبة إليه من بَرد عزلة أضيق أرعبها… فتحت لترامب السماء، فقط لأنها ضد المغرب،مسكونة بالعداء، ولله في دًوله أو ما يشبهها شؤون… وكان الله في عون الشعب الجزائري.

مقالات مشابهة

  • للهلع مفاعيل… تبون يُشرِع أبواب الجزائر أمام ترامب
  • البوعمري: القمة الثلاثية في طرابلس بلا مخرجات واضحة وتسعى لشق الصف المغاربي
  • السلاك يحذر: قمة ليبيا والجزائر وتونس غير واضحة المعالم.. وعلى الرئاسي الا يزج بليبيا في صراعات إقليمية
  • فرنسا ترسل “قائمة المطرودين” إلى الجزائر
  • المغرب يحقق قفزة في مؤشر الحرية النقدية..احتل المرتبة 45 عالميًا
  • بفضل الإصلاحات الحكومية.. المغرب في المرتبة 6 إفريقيا وعريبا في مؤشر الحرية الاقتصادية
  • المغرب يحقق قفزة مهمة في “مؤشر حرية الاستثمار 2025” ويصعد إلى المرتبة 21 عالمياً
  • تقرير يرصد تراجع المغرب والجزائر في ترتيب مستوردي الأسلحة بالعالم
  • إنتاج يفوق 691 ألف طن.. 76% اكتفاءً ذاتيًا من الطماطم
  • “البيئة”: إنتاج محلي متنامٍ من الطماطم يفوق 691 ألف طن بنسبة اكتفاء ذاتي تجاوزت 76%