شبكة انباء العراق:
2024-07-31@23:46:20 GMT

حديث مع قبر الحسين ع

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

بقلم : وجيه عباس ..

وسألتُ قبرَكَ لم أقُلْكَ عتابا
كيف استطلتَ إلى السماءِ قبابا؟
ويداكَ كيفَ تَجمَّعتْ بجراحِهم
فإذا القيامةُ تستطيل ترابا
وإذا الترابُ جوامعٌ وصوامعٌ
للخلدِ فيك فكنتَهُ محرابا

إني وقفتُ على ثراك فهزَّني
شوقٌ إليكَ يُقبِّلُ الأعتابا
ودلفتُ هيّاباً أجر به الخطى
لولا جراحُكَ لم أكن هيّابا
ولأنت أكبرُ في الظنونِ وماروتْ
تلك القصائد تستعيرُ خطابا
عارٍ تُوزِّعُني الرياحُ كأنَّني
بالدمع أسترُني بها جلبابا
مستوحشاً وأنا الغريبُ وكلُّ ما
بيدي سؤالاتٌ تريدُ جوابا
عذراً إذا سائلتُ قبركَ وحدَه
وأراك وحدَكَ دونه وهّابا
لكن قبرَكَ وهو كونٌ واحدٌ
بابٌ إليك فَدَعْهُ يفتحُ بابا

ياظهرَ ساريةِ الحسين على الثرى
حملَ اللواءَ على الضلوعِ مُهابا
ياكربلاء دم الحسين يضمُّهُ
وَيَقيهِ حرَّ الموحشاتِ غيابا
وَحِجابُهُ مُقَلٌ وكحلُ عيونِهِ
تربٌ يظلِّلُهُ بها أهدابا
كنتَ الضنين به، وأيُّ وديعةٍ
حُمّْلتَها، وجعلتها أسبابا
وطويتَها طيَّ الجناحِ كأنَّما
نسرٌ تصعَّدَ في السماءِ وجابا

أَعَلمْتَ من يغفو بتربِكَ ساجداً
وعلى ترابِكَ يستفيضُ ذهابا
وبأيِّ ضلعٍ يستقيمُ ركوعُهُ
وبأيِّ كفٍّ يتَّقيكُ جنابا
طَحَنتْهُ في أرض الطفوفِ جيادُهم
وَتَوزَّعت أشلاؤهُ أسلابا
رأسٌ يسيرُ إلى دمشق ودونه
جَسَدٌ يسيلُ بكربلاء خضابا
حتى الأصابعُ في يديه تقطَّعتْ
فَتَجمَّعتْ في بردتيك رقابا
دَمُهُ الوضوءُ بمقلتيك فأيُّها
ماءٌ تخلَّقَ في الوجودِ وذابا؟
المُلْكُ والمَلَكوتُ فيكَ تَجمَّعا
أيُّ العوالم كنتَ فيهِ كتابا؟
من آدمٍ لِمُحمَّدٍ، وكأنَّما
اختصرَ الزمانُ بدفَّتيكَ رحابا
مُذ قيلَ كُن:كنتَ استعارةَ تربِهِ
وجرى الترابُ على ثراك وشابا

الآن يُمتَحَنُ الضريحُ بظلِّهِ
فتراهُ دون ظلالِهِ أطنابا
الإنتظارُ وعينُهُ مُحْمَرَّةٌ
زمنٌ يُقطِّرُ طينَهُ تسكابا
الإنتظارُ هناك رمحٌ شاهدٌ
لكنه لايستطيلُ خطابا
أمٌّ على الأبواب واقفةً بها
وترى السرابَ على الرماح رقابا
وَكَأنْ تَمنَّتْ لو تخلَّقَ طينُها
سيفاً ليدفعَ عن حماك ضِرابا

دعني أحدِّثُ فيك نفسي عارفاً
لوكنتُ سائلَهُ بها فأَجابا
ومن السؤالِ إلى العيون معارجٌ
تَتَلمَّسُ البُقيا لديكَ رغابا
أنا إنْ وقفتُ ببابِ قبرِكَ مُفرَداً
لَيَلُمَّني وجعُ الحروفِ صِعابا
وحدي ويمطرُني الدوارُ عجائباً
لكنَّما وثراكَ كنتَ عِجابا
يا أيُّها المذخورُ من أَزَلٍ لهُ
لِتَضُمَّهُ بين الضلوعِ إيابا
ولأنتَ من قَبَضتْ يدا جبريل
قبضةَ تربِهِ فتقاطرتْ أعنابا
هل فيك ينتحرُ الكلامُ إذا جرى
وعلى يديك الحرفُ فيكَ أصابا؟
خَبِّرْ، فقد سَكَنَ الدمُ العلويُّ فيك
وضلعُكَ المكسورُ كان حسابا
تسفي الرياحُ على رمالك والخطى
لاتستبينُ على الوجوه صِخابا
والشمسُ عاريةٌ الثياب، وحمرةُ
الخدين تقطرُ بالزوالِ نقابا
أَرَأيْتَ تلك الموحشاتِ تجمَّعتْ
وَتَفرَّقتْ في جانبيك عذابا
وعلى أديم الأرضِ تحمرُّ الجراحُ
كأنَّها في ميتةٍ تتصابى
وهنا رضيعٌ والقِماطُ يحوطُهُ
مثل السوار أحاطَهُ وأعابا
وعلى الثرى كفّان،بل قمران
ينسكبان فيك توحُّداً وشبابا
وهنا الخيامُ وجمرُها متوقِّدٌ
كان الرمادُ على الوجوه ثيابا
جَسَدُ الحسين على الثرى، وتكاد
تشربُهُ الرمالُ على ظماهُ شرابا
لثلاثةٍ تحت الهجير تركتَهُ
هلّا مددتَ من الترابِ شِعابا؟
أَسَمعتَ من جَسَدِ الحسينِ عتابا؟
كان انتظارُك غربةً ومُصابا
أَ فَلا سعيتَ إليهِ تبريءُ جرحَهُ
وَلَعلَّ…لكنْ زِدْتَهُ إتعابا

أَنا لا ألومُكَ كلُّ جرحٍ شاهدٌ
ولك الشهادةُ لو نطقتَ طِلابا
ياثالث السبعين كنتَ مُوكَّلاً
حدَّ انتظارِكَ في الطفوفِ رِكابا
وصدى رمالِكَ كربلاءُ وأنتَ منْ
صان الوديعةَ فيهِ والأصحابا
وأميرُ مملكة القبورِ وسورُها
لولاك لاغترب الزمانُ وغابا
كنتَ الحسينَ من القبورِ وكعبةً
للثائرين تزيدُهم إغضابا
كنتَ اللصيقَ هناك لا مُتَحَزِّباً
لسواهُ حين تفرَّقوا أحزابا
وحملتَ ديّاتِ الذين تجمَّعوا
بثراك لاتخشى بهم إرهابا
نبشاً وقد أبرزتَ صدرَكَ دونهم
ووقيتُهم نبشَ القبور خرابا
غرسوا بلحمِكَ في الثرى أنيابَهم
وكفيتَهم في نبشِكَ الأنيابا
وغرقتَ والمتوكّلون توارثوا
يَمّاً وقد أجروهُ فيك هضابا
وبقيتَ وحدَكَ كالحسين حمامةً
حتى لتُرعبَ في النزالِ عُقابا
وفِدىً لما ضمّتْ ضلوعُكَ قِبلةً
كنّا بها الأُمناءَ والحُجّابا
كنا بها الشهداءَ ندفعُ أعيناً
ويداً تُجذُّ وقاطعٌ يتغابى
ونسيلُ من ذَهَبٍ لنبلغ قبرَهُ
حدَّ التشفّي من عداك رِغابا

اللهُ ياهذا الضريحُ مُوحِّداً
وسواه عدَّدَ دونه الأربابا
ياواقفاً حد انثناءةِ ظلِّهِ
لكنَّهُ حذرَ الفجائع هابا
وأراهُ في النجوى أطال سجودَهُ
وأحاطَ بالمعنى هناك ثوابا
يبقى على شفةِ السؤالِ فجيعةٌ
والقبرُ والماءُ الفراتُ أجابا
قولا فأيَّكُما الحسينُ على الثرى؟!
وأرى الحسينَ لوحدِهِ أبوابا

11-7-2024

وجيه عباس

.

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات على الثرى

إقرأ أيضاً:

السوداني يوجه المحافظين بخدمة الزوار الإيرانيين المشاركين في أربعينية الحسين

آخر تحديث: 29 يوليوز 2024 - 10:57 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أصدرت اللجنة العليا للتنسيق بين المحافظات غير المنتظمة بإقليم، أمس الأحد، حزمة توجيهات للمحافظات تخص الاستعداد للزيارة الأربعينية وحوادث الحرائق والعام الدراسي الجديد.وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان ، إن “رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ترأس، امس الأحد، الجلسة الرابعة للهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات غير المنتظمة بإقليم”، مبينا أنه “جرى فيها بحث مجمل الأوضاع في المحافظات، والتداول في الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال واتخاذ القرارات اللازمة”.وثمّن السوداني، في مستهل الجلسة، “جهود المحافظين ورؤساء وأعضاء مجالس المحافظات في التواصل والتعاون مع الوزارات لمواجهة مختلف التحديات الإدارية والفنية والخدمية، خصوصاً خلال فصل الصيف وموسم ارتفاع درجات الحرارة، وأثره الواضح في منظومة الطاقة الكهربائية واستقرارها، وتفاقم شحّ المياه، لاسيما ما يتعلق بمتطلبات الخطة الزراعية لمحصول الشلب وضرورات الرّي المبكر”. ووجه السوداني، “الحكومات المحلية ببذل الجهود المطلوبة استعداداً للزيارة الأربعينية، كما وجّه المحافظات التي لديها منافذ حدودية، بالقيام بواجباتها ومهامها على أكمل وجه لخدمة الزوار الإيرانيين “، مؤكداً أن “اللجنة الدائمية للزيارات المليونية مستمرة في عقد اجتماعاتها منذ انتهاء مراسم الزيارة في العام الماضي، وحددت أولوياتها وستعقد الأسبوع المقبل مؤتمراً خاصاً بهذا الشأن”.وثمن في الوقت نفسه “جهود محافظة كربلاء  والجهات الساندة لها في زيارة محرّم الحرام”. كما جدد توجيهاته “بشأن متابعة الإجراءات القانونية المتخذة بخصوص أصحاب الدرّاجات المخالفة للقانون”.وشدد رئيس مجلس الوزراء على “ضرورة تقليص النفقات التشغيلية، والاستفادة من الإيرادات المسموح بها للمحافظات وفق قانون الموازنة، وتعزيز إيرادات خزينة الدولة، وكذلك تنمية الإيرادات غير النفطية، وهي مهمة مشتركة للوزارات والحكومات المحلية، ويجب أن تكون ضمن سياق عمل مستمر تُلزم به كل الوزارات والمحافظات والجهات الأخرى.وشهدت الجلسة التداول بشأن المواقف الشهرية للمشاريع التي تنفذ في المحافظات، ومناقشة المشاريع المتلكئة والمتوقفة لمحافظات؛ بغداد، وكربلاء ، ونينوى وميسان، وأسباب تلكئها، ووضع المعالجات السريعة للمباشرة في إعادة العمل بها”.وضمن الصلاحيات الخاصة بالقطاع الزراعي، وضماناً لسير المرفق العام بانتظام واضطراد وتقديم الخدمات العامة دون انقطاع، تقرر تخويل وزارة الزراعة الاستمرار بممارسة صلاحياتها الواردة في القانون لمدة (60) يوماً، أو لحين تقديم لجنة الأمر الديواني رقم (24164) لسنة 2024، الخاصة بالموضوع، توصياتها والمصادقة عليها أيهما أقرب. وتقرر خلال الجلسة تأليف لجنة بأمر ديواني برئاسة الهيئة التنسيقية بين المحافظات وعضوية ممثلين عن الدائرة القانونية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ووزارتي المالية والشباب والرياضة، وممثلين عن محافظات (ميسان، بابل، بغداد، نينوى، واسط)، تتولى دراسة التشريعات ذات العلاقة بقطاع الشباب والرياضة التي تتعارض مع اللامركزية الإدارية، واقتراح التوصيات اللازمة بشأن إلغاء أو تعديل هذه التشريعات، والإشراف على استكمال نقل الدوائر الفرعية والأجهزة والوظائف والخدمات والاختصاصات التي تختص وزارة الشباب والرياضة بممارستها، وذلك استناداً لأحكام قانون المحافظات غير المنتظمة في إقليم رقم (21 لسنة 2008 المعدل).كما جرى التصويت على تأليف لجنة بأمر ديواني برئاسة المدير العام للمركز الوطني للصحة والسلامة المهنية التابع لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وعضوية ممثلين عن الدوائر المعنية ومحافظات (بغداد– البصرة – نينوى)، تتولى تقديم مقترح مشروع قانون الصحة والسلامة المهنية.واستعدادا لتصفيات كأس العالم المقبلة، تم التصويت على تولي محافظة البصرة متطلبات تهيئة المنشآت الرياضية في البصرة، ومن موازنة المحافظة، مع استكمال تنفيذ عقد شركة الهلال السابق مع المحافظة، على أن يتم التنسيق مع وزارة الشباب والرياضة بهذا الخصوص.

مقالات مشابهة

  • وزارة الشباب تنظم فعالية في ذكرى استشهاد الإمامين الحسين وزيد
  • ثقافيات لـ ” الثورة “: ثورة الإمام زيد.. ثورة القرآن ضد رموز الإجرام
  • حديث البرهان أكد أن الرفض منه أصالة وليس تمريرا لرغبة أي جهة
  • تحت شعار “بصيرة وجهاد”.. وزارة الشباب تنظم فعالية خطابية إحياءً لذكرى استشهاد الإمامين الحسين وزيد عليهما السلام
  • اغتيال هنية .. إسرائيل وإيران أعداء العلن وحلفاء الخفاء
  • تامر أمين عن حديث نتنياهو في الكونجرس الأمريكي: "سيرك القرن"
  • شاهد.. مليشيا الحوثي تقدم وجبات ‘‘المندي’’ المجانية لـ‘‘زوار الحسين’’ في كربلاء.. وتفتتح عددًا من المطاعم (فيديو)
  • حديث عن مسؤولية ‘‘مجلس القيادة’’
  • انتاج الطاقة وصل لأكثر من 27 ميغاواط ونعمل على هذا الشيء.. حديث "متفائل" من وزير الكهرباء
  • السوداني يوجه المحافظين بخدمة الزوار الإيرانيين المشاركين في أربعينية الحسين