بالنسبة للكثير من الناخبين الفرنسيين من خلفيات متنوعة، كانت نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الأحد الماضي مريحة، حيث بدت وكأنها احتضان للتنوع العرقي في البلاد بدلاً من انتصار لقوى اليمين المتطرف المعادية للأجانب.

اعلان

لقد كانت لحظة فرح، رأينا الضوء في آخر النفق... لقد احتفلت يوم الأحد مع آلاف المحتشدين ضد اليمين المتطرف في ساحة الجمهورية في باريس حول علم فرنسي عملاق كُتب عليه فرنسا نسيج الهجرات"، هكذا علّقت لوفين بنسيمون على نتائج الاقتراع.

وهي سيدة من أصول أفريقية، تعمل في مجال الاتصالات. وأضافت بنسيمون (27 عامًا):"لكنّ المعركة لم تنتهِ بعد...علينا أن نكافح ضد العنصرية التي نواجهها كل يوم، والتي كانت أكثر وضوحًا في الأسابيع القليلة الماضية".

كان يُعتقد أن التجمع الوطني المناهض للهجرة على وشك الاستيلاء على الأغلبية في الجمعية الوطنية، إلا أنه في نهاية المطاف حلّ في المركز الثالث في تصويت يوم الأحد، بعد أن تحالف الوسطيون واليساريون. وانسحب المرشّحون في السباقات الثلاثية من جولة الإعادة لصالح المنافس الذي يُعتبر الأوفر حظًا للتغلب على اليمين المتطرف. إلا أنّ منظمات المجتمع المدني والمواطنين المعنيين يقولون إن الحملة كشفت عن خطاب الكراهية والعنصرية والعنف. ومن غير المرجح أن يختفي عندما يتسلم البرلمان الجديد مهامه.

أشخاص يحتفلون في ساحة الجمهورية بالعاصمة باريس بعد الجولة الثانية من الانتخابات التشريعيةLouise Delmotte/AP

تؤكد الفرنسية نصيرة (61 عامًا) تعرضها للإساءة بسبب أصولها الجزائرية لأول مرة خلال الحملة الانتخابية في يونيو/حزيران. فقد هشّم جيرانها سلة قمامتها وبصقوا عليها ناعتين إياها بصفات بذيئة أثناء مشادة كلامية. تضيف وهي تحاول حبس دموعها: "أنا خائفة، خائفة حقًا، شعور لم ينتبني من قبل".

قدمت شكوى للشرطة في اليوم التالي، لكنها تقول إنها تخشى مغادرة منزلها. وهي تعيش ببلدة هادئة شمال باريس، مع أطفالها الخمسة وزوجها الفرنسي البنيني منذ 37 عاماً.

من الصعب تحديد عاملي العرق والإثنية في المجتمع الفرنسي باستخدام الإحصاءات لأن البلاد لا تحصي الناس حسب العرق أو الدين. فعلى سبيل المثال غير معروف ما إذا كان الأشخاص من خلفيات أجنبية قد خرجوا للتصويت يوم الأحد بأعداد أكبر من المتوقع، على الرغم من أن نسبة المشاركة بشكل عام كانت مرتفعة، إذ لا تحصي وكالات الاقتراع أنماط التصويت حسب المجموعات العرقية.

الانتخابات التشريعية الفرنسية بدورتها الأولى: الفائزون والخاسرون في باريسآلاف الفرنسيين في باريس يتقدمهم موسيقيون ومثقفون يقولون لا لليمين المتطرف رحلة صعود استثنائية: من ضاحية فقيرة في فرنسا إلى رئيس وزراء محتمل.. من هو جوردان بارديلا؟صحف عبرية: تحالف اليسار المعادي للسامية يحتل فرنسا.. يهود فرنسيون يتحدثون عن لحظة تقشعر لها الأبدان

ومع ذلك، أعلنت اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان في فرنسا عن ارتفاع بنسبة 32% لحوادث العنصرية في عام 2023، وارتفاع "غير مسبوق" في الأعمال المعادية للسامية، بزيادة 284% عن عام 2022. وجاء في تقرير اللجنة أنه من المحتمل أن تكون الأرقام أقل من الواقع، نظرًا لأن العديد من ضحايا العنصرية لا يتقدمون بشكاوى. ووفقًا لوكالة الإحصاء الوطنية الفرنسية، قال مليون شخص إنهم كانوا ضحايا للعنصرية مرة واحدة على الأقل العام الماضي.

وأبرزت لجنة حقوق الإنسان أنّ هناك انخفاضًا في التسامح تجاه السود والعرب والغجر واليهود والمسلمين في فرنسا. واستشهدت بالتجمع الوطني كحزب رئيسي في تشجيع خطاب الكراهية. لكنها بيّنت أنّ أحزابًا أخرى ساهمت في ذلك أيضًا، بما في ذلك المتشدّدون المقرّبون من حزب فرنسا الأبية اليساري المتطرف، والمتّهم بمعاداة السامية.

فرنسيون من أصول متنوعة في أحد المقاهي بباريسAP Photo

وبالنسبة لدومينيك سوبو، رئيس منظمة المجتمع المدني "الاستغاثة من العنصرية" (SOS Racisme)، فإن الأرقام تعكس مناخًا سياسيًا متوترًا بشكل خاص. فقد صرّح أنّ الرسالة الأساسية للتجمع الوطني، الذي شهد زيادة مطّردة في الدعم على مدى العقد الماضي، هي أنّ الفرنسيين سيكونون أفضل حالًا "إذا قاموا بضرب المهاجرين وأبنائهم بطريقة أو بأخرى، رمزيًا وقانونيًا". وقد تقدمت مجموعته مؤخرًا بشكوى بعد أن أبلغ سكان أحد أحياء الطبقة الراقية غرب باريس، عن تلقيهم منشورات مجهولة المصدر كُتب عليها "أوقفوا السود".

يتألّف المجتمع  الفرنسي المتنوع من مهاجرين جدد وآخرين تعود جذورهم الأجنبية إلى أجيال سابقة، بما في ذلك إلى أشخاص من المستعمرات الفرنسية السابقة في أفريقيا. ووجدت دراسة أُجريت عام 2022 أن حوالي ثلث الفرنسيين الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا لديهم أسلاف مهاجرين، على الرغم من أن التقسيم الدقيق غير معروف.

وقالت نونا ماير، وهي خبيرة بارزة في التجمع الوطني، إن تنامي دعم الناخبين للحزب اليميني المتطرف في السنوات الأخيرة جعل الناس أكثر ارتياحًا لاستخدام لغة معادية للأجانب ومعادية للسامية في الأماكن العامة. وأوضحت ماير: "يدافع التجمع الوطني عن استراتيجية "فرنسا أولًا" التي تجعل من الأجانب والمهاجرين كبش فداء... إن نجاحها يؤيد الأعمال العنصرية، وجله اعتداءات لفظية".

ماير: "يدافع التجمع الوطني عن استراتيجية "فرنسا أولا" التي تجعل من الأجانب والمهاجرين كبش فداء... إن نجاحها يؤيد الأعمال العنصرية، وجله اعتداءات لفظية".

خلال الحملة الانتخابية، خصّ التجمع الوطني المواطنين مزدوجي الجنسية بالذكر، قائلاً إنه لا ينبغي أن يُمنحوا بعض "الوظائف الاستراتيجية". وأثار أحد مرشحيه، روجيه شودو، جدلًا عندما قال على شاشة التلفزيون إنه كان "خطأ" تعيين نجاة فالو بلقاسم، الفرنسية-المغربية الأصل، في منصب وزيرة التعليم في الفترة 2014-2017، معتبرا أنه "ليس أمرًا جيدًا للجمهورية".

نجاة فالو بلقاسمFrancois Mori/AP

كما قامت حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون الوسطية بتشديد إجراءات الهجرة، مما أدى إلى تفاقم الشعور المعادي للمهاجرين في المجتمع، بحسب لجنة حقوق الإنسان.

تقرّ سعادة، اليهودية من أصل تونسي، بأنّ العنصرية أصبحت ملموسة الآن أكثر مما سبق. وتعمل جيسيكا، البالغة من العمر 31 عاماً، في مستشفى فرنسي لطب الأطفال. وبيّنت أنها تعارض مقترحات التجمع الوطني بحظر ارتداء الحجاب الإسلامي في الأماكن العامة أو حظر الذبح في الأماكن العامة، الأمر الذي من شأنه أن يحد من حصول المسلمين واليهود الفرنسيين على اللحوم الحلال والكوشر. وقالت: "سوف يسبب ذلك مشاكل ويجلب المزيد من الكراهية". ومع ذلك، يرى الكثيرون أن نتائج يوم الأحد تجلب الأمل.

من جهته، يعتبر توماس برتراند، الذي يعمل في مجال الإعلانات في باريس، أنّ تصويت يوم الأحد كان حول "الحريات الفردية وكذلك التسامح واحترام الآخرين". أمّا المدرس رشيد صبري فبيّن أنه جاء إلى فرنسا كطالب قبل بضعة عقود ووقع في حب هذا البلد. وقال: "لقد بنيت أسرة مع امرأة فرنسية، وقبل بضعة أسابيع، كانت هناك لحظة شك. الآن أشعر بتحسن كبير".

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية كيف أدى سقوط معسكر ماكرون وانحسار شعبيته إلى تغيير المشهد السياسي في فرنسا؟ يساريو فرنسا قلقون بشأن مكاسب اليمين المتطرف ويأملون في تحقيق تقدم بالجولة الثانية رحلة صعود استثنائية: من ضاحية فقيرة في فرنسا إلى رئيس وزراء محتمل.. من هو جوردان بارديلا؟ خطاب الكراهية الانتخابات الرئاسية في فرنسا عنصرية اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. حرب غزة: قصف متواصل على القطاع وبوريل يؤكد أن ممثلي دول الناتو سيبحثون سبل التوصل لحل الدولتين يعرض الآن Next الخارجية الروسية: موسكو سترد عسكريا على نشر أمريكا صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا يعرض الآن Next تصعيد جديد.. الناتو يتهم الصين بالتورط في الحرب الروسية الأوكرانية وبكين تندد بـ "الخطاب العدائي" يعرض الآن Next فيضانات وانهيارات أرضية في تشونغتشينغ الصينية تُخلف 6 قتلى على الأقل يعرض الآن Next الجيش الأمريكي يعلن تدمير طائرتين مسيرتين وزورقا للحوثيين في البحر الأحمر اعلانالاكثر قراءة جريمة مروعة تهز لندن: مقتل 3 نساء والشرطة تبحث عن مشتبه به مسلح بقوس ونشاب شاهد: انفجار كيميائي يشعل حريقا ضخما في مصنع بملبورن الخطر سيطال دولة عربية.. احتمالية حدوث تسونامي في البحر المتوسط ترتفع الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لعملياته في قطاع غزة المنكوب الكاوبوي الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل.. عمل متواصل رغم نيران حزب الله وصواريخه اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ضحايا محطة الفضاء الصينية روسيا الصين حركة حماس غزة براغ موجة حر حيوانات الحرب في أوكرانيا مهاجرون Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ضحايا محطة الفضاء الصينية روسيا الصين حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ضحايا محطة الفضاء الصينية روسيا الصين حركة حماس خطاب الكراهية الانتخابات الرئاسية في فرنسا عنصرية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ضحايا محطة الفضاء الصينية روسيا الصين حركة حماس غزة براغ موجة حر حيوانات الحرب في أوكرانيا مهاجرون السياسة الأوروبية الیمین المتطرف التجمع الوطنی خطاب الکراهیة یعرض الآن Next یوم الأحد فی باریس فی فرنسا

إقرأ أيضاً:

مرشحة حزب الاشتراكية والتحرير: برنامجي يهتم بالحقوق الإنسانية والمجتمعات الأكثر حرمانا بسبب العنصرية والبنية التحتية المتدهورة

قالت كلوديا دى لا كروز، مرشحة حزب الاشتراكية والتحرير بالولايات المتحدة الأمريكية، إن الرعاية الصحية، ورعاية الأطفال، ورعاية المسنين، والطعام الميسور والمغذى، والتعليم تُعد ضمن قائمة من الضروريات ينبغى توفيرها للشعب الأمريكى الذى حُرم منها بسبب الرأسمالية، لافتة إلى أن برنامجها يتضمن الحقوق الإنسانية التى يستحقها جميع الناس، مع الاهتمام بشكل خاص بالمجتمعات الأكثر حرماناً من الموارد بسبب العنصرية والبنية التحتية المتدهورة.

أسعى لتخفيض الميزانية العسكرية 90% وإغلاق جميع القواعد فى الخارج وإلغاء العقوبات التى تخنق أكثر من ثلث البشرية للاستثمار فى نظام دولى قوامه السلام

وتعهدت «دى لا كروز»، فى حوارها لـ«الوطن»، بتقليص الميزانية العسكرية 90% على الأقل إذا ما فازت بالانتخابات الأمريكية، فضلاً عن إغلاق جميع القواعد العسكرية فى الخارج، وإلغاء حلف شمال الأطلسى والقيادة العسكرية الأمريكية فى أفريقيا ووكالة الاستخبارات المركزية، مشيرة إلى أنها سوف تُنهى جميع العقوبات التى تخنق أكثر من ثلث البشرية، على حد قولها، وستسعى إلى الاستثمار مجدداً فى نظام دولى للتعاون والسلام.. وإلى نص الحوار:

فى البداية.. كيف تديرين حملتك الانتخابية؟

- ندير هذه الحملة كجبهة واحدة فى حزب الاشتراكية والتحرير بالولايات المتحدة الأمريكية. لقد كنت أنا وكارينا -المرشحة على منصب نائب الرئيس الأمريكى- منظمتين وناشطتين لأكثر من عشرين عاماً من النضالات المحلية إلى الحركات الوطنية والدولية. إن هذه الحملة الرئاسية هى جزء من كل العمل السياسى الآخر الذى يعمل عليه أعضاء الحملة الانتخابية وحزب الاشتراكية والتحرير يومياً، الحملة الانتخابية هى وسيلة رائعة لإقامة روابط بين كل النضالات المختلفة التى نشارك فيها وتقديم منصة اشتراكية للولايات المتحدة الأمريكية، إن الانتخابات هى الوقت الذى ينخرط فيه الملايين من المواطنين فى السياسة أكثر من المعتاد، ورسالتنا ليست مجرد التصويت، بل أن نصبح منظمين وننضم إلى النضال من أجل الاشتراكية كل يوم.

ما موقفك من العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والقضية الفلسطينية بوجه عام؟

- كانت فلسطين وستظل قضية أساسية لحزبنا منذ تأسيسنا فى عام 2004، نحن مناهضون للإمبريالية، وفلسطين ولبنان على خط المواجهة فى النضال ضد الإمبريالية الأمريكية، ولفترة طويلة كانت الحركات التقدمية والطلابية المناهضة للحرب فى هذا البلد لديها آراء مختلفة حول النضال الوطنى الفلسطينى للتحرر، وخلال كل هذه المناقشات كنا دائماً نرفع العلم الفلسطينى عالياً.

أنت منخرطة دائماً فى الاحتجاجات الطلابية والعمالية، كيف ستتعاملين مع الاحتجاجات حال فوزك بالرئاسة؟

- لقد أنعشت حركات الطلاب والجامعات من أجل فلسطين حياة الحركة على المستوى الوطنى خلال العام الماضى، فالشباب لا يلهموننا بشجاعتهم واستعدادهم للقتال فحسب، بل يسلطون الضوء على الروابط بين فلسطين وجامعاتهم ونضالاتهم اليومية، إنهم يربطون بين الرأسمالية والإمبريالية، فالرأسمالية والإمبريالية بحاجة إلى العنصرية والاستعمار وقمع المرأة، لذا فإن أى نضال ضد واحد من هؤلاء يتطلب نضالاً ضد الباقين، ففى كل يوم تواجه النساء العاملات والسود والمهاجرون واللاجئون وطأة الاستغلال الرأسمالى فى هذا البلد، سواء كان ذلك التمييز العنصرى أو ظروف العمل القاسية، أو القيود المفروضة على الحقوق القانونية، ونحن نرى أن دورنا كاشتراكيين هو إقامة هذه الروابط.

- فى السنوات العشرين الماضية، شهدت الولايات المتحدة موجة تلو الأخرى من حركات الاحتجاج الجماهيرية، الحركة ضد حرب العراق، وحركة حقوق المهاجرين، واحتلوا وول ستريت، وحركة حياة السود مهمة، والانتفاضات ضد العنصرية ووحشية الشرطة فى عام 2020، ومنذ أكثر من عام يستمر التضامن مع فلسطين، ورفض ما يحدث فى قطاع غزة، إذ تتمتع حركاتنا بشعبية وطاقة، ويتمثل التحدى الأكبر الذى نواجهه اليوم فى بناء أنواع المنظمات والتحالفات القادرة على التعامل مع هذه الأوقات المعقدة، وبناء قوتنا، والقتال من أجل الفوز.

علينا منع إفلات الشرطيين العنصريين من العقاب وتقديم الضباط المتهمين بالوحشية إلى العدالة وسجنهم حال إدانتهم

كيف ستتعاملين مع قضايا مثل العنف المسلح المحلى والاتجار الدولى بالأسلحة المصنعة فى الولايات المتحدة؟

- الشرطة كمؤسسة فى الولايات المتحدة الأمريكية على وجه التحديد هى بلا شك مؤسسة للقمع العنصرى، ويدعو برنامجنا إلى إنهاء إفلات الشرطة العنصرية من العقاب، بما فى ذلك التحقيق مع الضباط المذنبين بالوحشية العنصرية ومقاضاتهم وسجنهم، ويدعو برنامجنا إلى إدارة أكبر 100 شركة فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يشمل العديد من أكبر مُصنعى الأسلحة فى العالم وإنهاء مشكلة الإفراط فى الإنتاج والاستفادة من العنف والموت محلياً ودولياً، إلى جانب وضع تصور لتعويض الدول التى دمرتها السياسة الخارجية الأمريكية وإعادة الاستثمار فى البرامج الاجتماعية محلياً من شأنها أن تضعنا على الطريق للتغلب على هذه القضايا.

حدثينا عن برنامجك للحماية الاجتماعية.

- «الرعاية الصحية، ورعاية الأطفال، ورعاية المسنين، والطعام الميسور والمغذى، والتعليم» قائمة الضروريات لحياة كريمة تحرمها الرأسمالية الأمريكية عن المواطنين بشكل مستمر، يتضمن برنامجنا هذه الحقوق الإنسانية التى يستحقها جميع الناس، مع الاهتمام بشكل خاص بالمجتمعات الأكثر حرماناً من الموارد اليوم بسبب العنصرية والبنية التحتية المتدهورة. على الرغم من كون الرأسماليين الأمريكيين أغنى أغنياء العالم، إلا أن حياة المواطن الأمريكى العادى كانت تزداد فقراً بشكل مطرد على مدى عقود من الزمان، لا يستطيع غالبية الناس فى هذا البلد تحمُّل تكاليف الطوارئ بقيمة 500 دولار، وكما رأينا فى عامى 2008 و2020، يمكن للأزمة الاقتصادية أن تدفع الملايين على الفور تقريباً إلى التشرد أو الجوع أكثر من أولئك الذين يواجهون بالفعل هذه الصراعات اليوم.

ولماذا تسعين إلى خفض الميزانية العسكرية للولايات المتحدة؟

- إذا فزت فى هذه الانتخابات، فسوف نخفض الميزانية العسكرية بنسبة 90% على الأقل، ونغلق جميع القواعد العسكرية فى الخارج، ونلغى حلف شمال الأطلسى، والقيادة العسكرية الأمريكية فى أفريقيا، ووكالة الاستخبارات المركزية، وسوف ننهى جميع العقوبات التى تخنق حالياً أكثر من ثلث البشرية، لنستثمر مجدداً فى نظام دولى للتعاون والسلام ونسعى إلى تحقيقه، فالعالم يتجه نحو صراع كارثى غير مسبوق بسبب العدوانية المطلقة والتهور من جانب السياسيين وجنرالات البنتاجون، ولا بد أن تنتهى الحرب الباردة الجديدة ضد الصين وروسيا، إلى جانب العدوان المصاحب لها مثل الحرب بالوكالة فى أوكرانيا، والشحنات العسكرية الضخمة إلى تايوان، أو أى حشد عسكرى ضد أى دولة مستهدفة.

لا بد أن تُغلق على الفور الشبكة الواسعة من القواعد العسكرية التى يحتفظ بها البنتاجون فى بلدان أخرى، ونحن نطالب بإلغاء تحالف الناتو العسكرى والقيادة العسكرية الأمريكية فى أفريقيا، ويجب رفع العقوبات الاقتصادية القاسية المفروضة على بلدان فى مختلف أنحاء العالم، بما فى ذلك كوبا وفنزويلا وزيمبابوى وإريتريا وكوريا الشمالية وإيران، وعلينا إنهاء كل المساعدات الأمريكية لإسرائيل التى كانت تمارس نظام الفصل العنصرى على الفور.

كيف ستتعاملين مع ملف الإجهاض فى الولايات المتحدة؟

- يجب أن يكون الإجهاض متاحاً دون قيود ومجانياً حتى يكون للنساء وجميع الناس الحق فى التحكم فى أجسادهم، كان قرار المحكمة العليا فى قضية دوبس عام 2022 بمثابة ضربة تاريخية للمساواة فى الحقوق، لكن المحكمة لم تكن لتتمكن من القيام بذلك دون مساعدة سلبية من جانب الحزب الديمقراطى امتدت لعقود، كما رفض الديمقراطيون اغتنام أى من الفرص العديدة التى سنحت لهم -بما فى ذلك الفترة بين انتخابات 2020 و2022- لتمرير قانون على المستوى الفيدرالى يشرع الإجهاض، نحن بحاجة إلى مثل هذا التشريع على الفور، إلى جانب تدابير أخرى لضمان توفر خدمات الإجهاض عند الطلب بغض النظر عن الدخل.

وماذا عن العنف ضد المرأة.. لديكِ تاريخ طويل فى هذه القضية أيضاً؟

- يجب معالجة وباء العنف ضد المرأة باعتباره أولوية قصوى للمجتمع، لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال نهج شامل يتضمن برامج لمساعدة النساء على تجاوز المواقف المسيئة، ووضع حد للإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد المرأة، والحملات الثقافية للقضاء على الانتهاكات الجنسية، يجب أن يتضمن الدستور أخيراً حكماً يضمن المساواة فى الحقوق للنساء فى الولايات المتحدة الأمريكية.

تطرقتِ كثيراً خلال الفترة الماضية إلى مسألة الرشوة فى الولايات المتحدة.. لماذا؟

- الرشوة فى أمريكا هى صناعة قانونية ومعترف بها تسمى «الضغط المؤسسى»، يجب حظر هذه الممارسة، ويجب أن يخضع جميع السياسيين لحظر الخدمة فى أى مجلس إدارة شركة أو شغل منصب تنفيذى من أى نوع فى شركة خاصة بعد ترك مناصبهم، علينا إنهاء جميع عمليات إنقاذ وول ستريت على الفور، وبالمثل لا ينبغى السماح للمليونيرات والمليارديرات بشراء الانتخابات من خلال التبرعات السخية، يجب تمويل جميع الحملات الانتخابية من القطاع العام، وإغلاق الثغرات المختلفة مثل لجان العمل السياسى التى يستخدمها المليارديرات للالتفاف على حدود التبرعات. فى ظل الديمقراطية التى يفرضها العمال، سيتم حبس مجرمى الحرب ومحتالى «وول ستريت»، وتقديمهم أخيراً إلى العدالة على جرائمهم الوحشية ضد الشعب، الفساد قضية ثنائية الحزبية للطبقة الحاكمة فى الولايات المتحدة، يستغل أشخاص مثل هانتر بايدن وجاريد كوشنر على حد سواء مناصبهم فى السلطة لتأمين مصادر مربحة للدخل وتجاهل القانون، فبعض الأثرياء يزدادون ثراء من خلال تسهيل جرائم الآخرين، مثل الرئيس التنفيذى لبنك جى بى مورجان تشيس جيمى ديمون، الذى كان بنكه يضم جيفرى إبستاين بين عملائه، إن الأشخاص الخطأ هم الذين يقبعون فى السجن، وبدلاً من سجن الملايين من الفقراء الذين وقعوا فى مواقف يائسة، فإن أولئك الذين ينبغى محاسبتهم هم الرأسماليون الفاسدون.

معالجة الأزمات

ما يقرب من تريليون دولار ينفقه دافعو الضرائب الأمريكيون سنوياً على الحرب، ينبغى أن ننفق بدلاً من ذلك على معالجة الأزمات المروعة التى تواجه العمال، ومن الممكن خفض أسعار السلع الأساسية، وبخاصة الغاز، بشكل كبير إذا تم رفع العقوبات الاقتصادية الخانقة التى تفرضها حكومة الولايات المتحدة على البلدان فى جميع أنحاء العالم، فالبشرية بحاجة إلى نظام عالمى قائم على التعاون والسلام، وليس الهيمنة والحرب

مقالات مشابهة

  • التصرف الشرعي لشخص لا يستطيع إخراج كفارة اليمين.. أمين الفتوى يوضح
  • بمناسبة العيد الوطني.. "ميتسوبيشي" تعلن تمديد عرض "اشترِ الآن وادفع لاحقًا"
  • نائب رئيس مجلس السيادة يجدد التزام الدولة بدعم مبادرات التصالح المجتمعي ومناهضة خطاب الكراهية
  • ترامب: "ما كان لي أن أغادر البيت الأبيض في 2020".. خطاب اللحظات الأخيرة قُـبـيـل الانتخابات الرئاسية
  • فنانون رفضوا تجسيد المرأة في الأعمال الفنية وعبروا عن مواقفهم من قضايا الهوية والتنوع (تقرير)
  • مرشحة حزب الاشتراكية والتحرير: برنامجي يهتم بالحقوق الإنسانية والمجتمعات الأكثر حرمانا بسبب العنصرية والبنية التحتية المتدهورة
  • بعد مرور 4 سنوات على الحادثة.. فرنسا تحاكم 8 أشخاص اتهموا بالضلوع في جريمة قطع رأس معلم
  • المتطوعون الإسبان يغادرون المناطق المتضررة من الفيضانات مع تصاعد الغضب من استجابة الحكومة
  • 11 فرنسياً متهماً بالإرهاب حوكموا في العراق بالإعدام يطلبون نقلهم باريس
  • أمريكا.. المحكمة العليا تقضي بخسارة الجمهوريين قضية التصويت البريدي في بنسلفانيا