معارك متواصلة في مدينة غزة .. والعثور 60 جثة في حي الشجاعية
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
غزة (الاراضي الفلسطينية) "أ ف ب": أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة اليوم العثور على ستين جثة في حي الشجاعية في شرق مدينة غزة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منه إثر أسبوعين من معارك عنيفة، بينما يتواصل القتال في باقي أنحاء المدينة متسبباً بعمليات نزوح متكرّرة للسكان.
دبلوماسيا، أفاد مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان عن عودة الوفد المفاوض اليوم من الدوحة بعد جولة المفاوضات الجديدة الهادفة للتوصل الى هدنة في القطاع، بعد تسعة أشهر من الحرب.
ووفق البيان، "جرت خلال اللقاء مناقشة بنود صفقة الرهائن وسبل تنفيذ الخطوط العريضة لها مع ضمان (تنفيذ) كافّة أهداف الحرب".
كذلك، أفاد المكتب بأنّه من المقرّر أن يغادر وفد برئاسة رئيس الشاباك مع ممثلين للجيش الإسرائيلي إلى القاهرة لمواصلة المحادثات.
من جهتها، قالت حركة حماس في بيان "لم نُبلَّغ حتى الآن من الإخوة الوسطاء بأيّ جديد بشأن المفاوضات...".
واعتبرت أن "الاحتلال يستمر في سياسة المماطلة لكسب الوقت بهدف إفشال هذه الجولة من المفاوضات مثلما فعل في جولات سابقة".
يأتي ذلك فيما تتواصل المعارك في القطاع الفلسطيني المحاصر، وفي مدينة غزة خصوصاً. وأفاد الدفاع المدني في قطاع غزة عن العثور على نحو ستين جثة تحت أنقاض المباني في حي الشجاعية في مدينة غزة، بعدما كان الجيش الإسرائيلي أعلن انسحابه منه مساء الأربعاء.
وقال محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع في بيان، إنّ "طواقم الدفاع المدني وفور انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من حي الشجاعية استطاعت بالتعاون مع أهالي الحي انتشال نحو 60 شهيداً حتى اللحظة".
ومساء الأربعاء، أوضح الجيش الإسرائيلي أنّ عملياته التي استمرّت أسبوعين في الشجاعية أفضت إلى تدمير "ثمانية أنفاق" و"القضاء على عشرات من الإرهابيين وتدمير مجمّعات قتالية ومبانٍ مفخّخة".
وكانت المعارك في الشجاعية امتدّت إلى كلّ أنحاء مدينة غزة.
تفجير ونسف المباني
من جهته، قال مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس إن الجيش "قام بتفجير بعض المباني ونسف عشرات المنازل في محيط الأونروا".
كما نُقل أربعة قتلى بينهم طفل إلى مستشفى ناصر في رفح، بعد الغارات الإسرائيلية على حي تل السلطان غرب مدينة غزة، حسبما أفادت إدارة المستشفى.
وأفاد مراسلون لوكالة فرانس برس وشهود والدفاع المدني في قطاع غزة، بأنّ غرب مدينة غزة يشهد قتالاً وقصفاً اليوم.
وأشار الدفاع المدني إلى "نزوح آلاف المواطنين، بينما لا مكان آمناً، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غرب غزة".
وأفاد صحفي في وكالة فرانس برس عن غارات جوية فجراً شنتها طائرات حربية اسرائيلية على حي الصبرة في المدينة. كما سُمع صوت إطلاق نار كثيف ناجم عن اشتباكات مسلّحة بين مقاتلين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة.
وقالت سرايا القدس الجناح المسلّح لحركة الجهاد الإسلامي في بيان، "قصفنا بالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى جنود وآليات" الجيش الإسرائيلي "المتوغلين في محيط منطقة الصناعة جنوب غرب مدينة غزة بعدد من قذائف الهاون".
"دمار هائل"
وكان الجيش الإسرائيلي ألقى الأربعاء آلاف المنشورات باللغة العربية على مدينة غزة تحدّد للسكان "طرقاً آمنة" للخروج من المدينة نحو الجنوب. وحذّر من أنّ "مدينة غزة سوف تبقى منطقة قتال خطيرة".
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنه وفقاً لتقديراته، كان 350 ألف شخص تقريباً لا يزالون داخل المدينة قبل المنشورات.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنّ هذه التوجيهات الجديدة "لن تؤدي إلّا إلى زيادة المعاناة الجماعية للعائلات الفلسطينية التي تمّ تهجير العديد منها عدة مرات".
ووفق فرانس برس، بدأ السكان اليوم بالعودة إلى حي الشجاعية والبحث بين الأنقاض، كما هي حال محمد النيري الذي وجد نفسه في مواجهة "دمار هائل".
وكان المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة أفاد ب"تدمير هائل للبنية التحية والمربعات السكنية في حي الشجاعية" الذي تحوّل إلى "مدينة أشباح"، مناشداً "المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان التحرّك".
وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس بعض سكان الشجاعية يمشون وسط الركام محاطين بدمار هائل. في قطاع غزة عموماً، أشارت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الخميس إلى وقوع "عشرات الشهداء غالبيتهم من الأطفال والنساء" خلال الساعات الماضية.
وفي وسط القطاع، قُتل أربعة أشخاص في ضربة إسرائيلية على مخيّم النصيرات للنازحين، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
في جنوب قطاع غزة، أفاد الجيش الإسرائيلي بأنّه يواصل عملياته في منطقة رفح (جنوب) الحدودية مع مصر، مؤكداً أنّ قواته "قضت على عشرات الإرهابيين"، بينهم حسن أبو كويك الذي يوصف بأنه أحد قادة العمليات الأمنية في جهاز الأمن الداخلي لحركة حماس الذي "نفّذ العديد من الهجمات الإرهابية" ضد إسرائيل.
كما أكدت إسرائيل أنها اعترضت خمسة "مقذوفات" أطلقت من رفح على جنوب الدولة العبرية.
ويعتبر الوضع في القطاع المحاصر كارثياً، حيث تنتظر المساعدات الإنسانية عند الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم (جنوب)، في حين تتبادل الأمم المتحدة وإسرائيل الاتهامات بهذا الشأن. وبينما تقول إسرائيل إنّ الأمم المتحدة فشلت في إيصال المساعدات إلى داخل القطاع، تؤكد الأخيرة أنّ خطورة الوضع تمنع القافلات من التقدّم.
يأتي ذلك فيما وصلت سامانثا باور مديرة وكالة التنمية الأميركية (USAID)، إلى إسرائيل الخميس للحث على زيادة تدفّق المساعدات الإنسانية.
وفي سياق متصل، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة حماس، بأنّه ستتم إعادة تشغيل المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" ومستشفى الخدمة العامّة، ابتداءً من الخميس 11 يوليو، بعدما أخرجتهما العمليات الإسرائيلية عن الخدمة.
الخطوط الحمراء
سياسياً، تتواصل جهود الوساطة بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة.
وبعد أشهر بذلت خلالها جهود لم تفضِ إلى نتيجة، توجّه رئيس الموساد الإسرائيلي دافيد برنيع إلى الدوحة الأربعاء ثمّ عاد الخميس إلى إسرائيل، حسبما أفاد مكتب رئيس الحكومة. ويتواجد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليام برنز في العاصمة القطرية.
وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران قال لوكالة فرانس برس مساء الأربعاء، إن إسرائيل "تحاول الضغط في المفاوضات من خلال تكثيف عمليات القصف والتهجير وارتكاب المجازر".
ورأى بدران أن الحكومة الإسرائيلية "تأمل أن تتنازل المقاومة خلال المفاوضات عن مطالبها المشروعة" التي تشمل وقف إطلاق نار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة.
لكنه أكد أن "استمرار المجازر يدفعنا للتمسك بمطالبنا".
وكانت حماس أعلنت الأحد أنّها وافقت على التفاوض بشأن إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة "من دون وقف إطلاق نار" دائم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الدفاع المدنی فی فی حی الشجاعیة غرب مدینة غزة فی قطاع غزة لحرکة حماس فی القطاع فرانس برس
إقرأ أيضاً:
عاجل - الجيش الإسرائيلي يستعد لعملية توغل كبرى في غزة: خطة تفصيلية وتشدُّد في التصعيد
أعلن موقع "والا" العبري، الأحد، أن الجيش الإسرائيلي يعد العدة لتنفيذ عملية توغل واسعة في قطاع غزة. الخطة تتضمن تقسيم مدينة غزة إلى قسمين، ما يؤدي إلى فقدان حركة "حماس" 50% من الأرض، بهدف تعزيز الضغط العسكري على الحركة وتقييد قدرتها على المناورة. كما تشمل الخطة توزيع المواد الغذائية مباشرة عبر مراكز تديرها شركات أميركية، في خطوة تهدف إلى تحييد قبضة حماس والإضرار بحكمها.
الحاجة إلى تعبئة قوات الاحتياط: التحضير لعملية واسعة النطاقوفقًا للموقع العبري، يتطلب التوغل الواسع في غزة تعبئة أعداد كبيرة من قوات الاحتياط، بالإضافة إلى جلب قوات نظامية من جبهات أخرى مثل لبنان وسوريا والضفة الغربية. هذه الخطوة تعكس الاستعدادات الواسعة التي تقوم بها إسرائيل لشن أكبر عملية هجومية في القطاع منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023.
دعوة سموتريتش: توسيع نطاق الحرب واحتلال غزة بالكاملفي إطار التصعيد، دعا وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إلى احتلال قطاع غزة بشكل كامل. وفي تغريدة له على موقع "إكس"، أكد سموتريتش أن هذا هو الطريق لضمان سلامة إسرائيل، وأنه السبيل لإعادة الرهائن الذين تم اختطافهم من قبل "حماس" بسرعة. تصريح سموتريتش يشير إلى توسيع الحرب لتشمل كامل القطاع، وهو ما يعكس نية إسرائيلية لتكثيف الضغوط العسكرية بشكل غير مسبوق.
استراتيجية الجيش الإسرائيلي: الضغط العسكري لإجبار حماس على التفاوضتركز رؤية الجيش الإسرائيلي على زيادة الضغط العسكري على "حماس"، بهدف إعادتها إلى طاولة المفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن المختطفين. هذه الاستراتيجية تهدف إلى تحقيق هدفين رئيسيين: تعطيل قدرات "حماس" العسكرية، ودفعها إلى التفاوض مع الحكومة الإسرائيلية تحت ضغط الوضع العسكري المتفاقم.
التصعيد الإسرائيلي في غزة يعكس نية لتوسيع رقعة الحرب، مع التركيز على تدمير قدرة "حماس" على إدارة المنطقة. في الوقت نفسه، يظل الوضع الإنساني في القطاع في تدهور مستمر، مع تزايد الخسائر البشرية.
كان وقع مئات الطيارين في الجيش الإسرائيلي عريضة، أبريل الجاري، طالبوا خلالها بقف الحرب على غزة إذا تطلب إطلاق سراح الأسرى في القطاع الفلسطيني ذلك. وبحسب مصادر عسكرية إسرائيلية تدلي في الإعلام الدولي، دون ذكر اسمها، فإن جيش الاحتلال يعاني نقصا كبيرا في الجنود، بسبب امتناع عدد منهم من العودة إلى وحداته مع استئناف الحرب على قطاع غزة. بل وهناك تاكيدات نشرتها "يديعوت أحرونوت"، بأن هناك مكافحة من أجل ملء الصفوف، حيث هناك تحد كبير في استدعاء جنود الاحتياط؛ لأنهم ببساطة لا يستجيبون.
بناءً عل ذلك، تبدو أسباب التصعيد جاية من جانب العدو، فالموقف الحرج داخل الجيش وأمام أهالي الأسرى، يجعهلعم متشبثين بأقل إنجاز، لا سيّما بعد فضائج مُوقّعة للحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، إثر أزمة تسريب وثائق أمنية اتُّهم فيها رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي "الشاباك".