شارك الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمود الهواري في فعاليات الندوة العلميَّة التي أقامتها كلية الدعوة الإسلاميَّة بالقاهرة بعنوان (أحداث  السيرة النبوية بين المحدثين والمؤرخين)، بحضور وعاظ الأزهر.

البحوث الإسلامية: الشهامة من القيم المهمة عند العرب قبل الإسلام وبعده

وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عيّاد: إن أحداث السيرة النبوية المباركة تمثل أهمية كبرى في التاريخ الإسلامي؛ فهي تجمع في ثناياها مزيجًا عظيمًا من القيم النبوية الرفيعة، من صدق العزم، والإخلاص في القول والعمل، والتضحية في سبيل الحق وللحق، والصبر وتحمل المكاره، والرضا بقضاء الله، وحسن الاعتماد عليه، وجميل اللجوء إليه، وضرورة التوكل عليه، وحتمية الثقة فيه، وكذلك الرعاية الربانية، والعناية الإلهية.

 

أضاف عياد أن أحداث السيرة النبوية اشتملت على الدروس والقيم المهمة التي نحن جميعًا بحاجة إلى تطبيقها والاستفادة منها في واقعنا الحالي في ظل التحديات المختلفة التي نواجهها جميعًا. 

التعامل مع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لا ينبغي أن يتأثر بالاتجاهات المغلوطة

من جانبه قال الدكتور الهواري: إن التعامل مع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لا ينبغي أن يتأثر بالاتجاهات المغلوطة التي تخضع سيرته وشخصيته لمعايير البشر المعروفة، وأن بعض أصحاب الأقلام يغالون في إثبات مقام بشرية الرسول ﷺ، على حساب مقام نبوته ﷺ: فيصورون النبي ﷺ كإنسان عادي يعتريه ما يعتري البشر من الشهوة والغريزة والطمع والرغبة في الشهرة والجاه والسلطان وسائر الصفات البشرية، متجاهلين أو مشككين في جوانب الوحي والنبوة، مضيفا أن المبالغة في إثبات وصف البشرية لرسول الله متضمن للتهوين والتقليل من قدره نبيا ورسولا، ويؤيد هذا ما حكاه القرآن في سورة يس من خَبر أصحاب القرية التي أرسل الله إليهم اثنين من رسله يأمرانهم بالمعروف وينهيانهم عن المنكر، ولكن أهل القرية كذبوهما فعزز الله بثالث من الرسل فكانوا جميعا يدلونهم على ما فيه فلاحهم، ولكن أصحاب القرية لم يقبلوا منهم؛ قال الرسل لأصحاب القرية: {إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ}، فقال أصحاب القرية للرسل: {مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ} [يس: 14، 15]، فهنا مقابلة بين أمرين: إما بشرية وإما نبوة، وكأنهما نقيضان لا يجتمعان!

أضاف الهواري إن هذه المقابلة متضمَّنة في كلام من يبالغ في إثبات بشرية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، دون ذكر لنبوته، وإن لم يعلن هذا، ويحلو لبعضهم أن يستند إلى كلام الله في محاولة عرجاء، فترى بعضهم يستدل بقوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} [الكهف: 110]، ولكنهم بتروا السياق كعادتهم، وتغافلوا عن بقية الآية، فإن الله جل جلاله يقول: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} [الكهف: 110] فجعل «يُوحَى إِلَيَّ» إلى جوار «بَشَرٌ مِثْلُكُمْ» لتوجه معنى البشرية، وتضيف إليها هذا التفصيل والتفضيل.
فمن ذكر الجملة الأولى «بَشَرٌ مِثْلُكُمْ» وسكت عن الثانية «يُوحَى إِلَيَّ»؛ كان كمن قال للناس: «لا تقربوا الصلاة» وزعم أن هذا نهي من الله عن الصلاة إليه!
أوضح الهواري أنه لو أن إنسانا في دنيا الناس تلقى من عناية مدرب ورعايته ما يصل به إلى رفع أثقال الحديد لم يقبل من آحاد الناس أن يقولوا إنهم مثله أو إنه مثلهم! فكيف يقبل من هؤلاء ما يقولون وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ناهيك عن أن بشريته صلى الله عليه وسلم ليست كبشريتنا، بل لها من الخصائص ما ليس لأحدنا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السيرة السيرة النبوية وعاظ الأزهر البحوث الإسلامية صلى الله علیه وسلم البحوث الإسلامیة

إقرأ أيضاً:

"تعالبم الدين" ندوة تثقيفية مشتركة بين مديرية أوقاف سوهاج وقصر الثقافة

أقيمت اليوم الأربعاء ندوة تثقيفية مشتركة بين مديرية أوقاف سوهاج برئاسة الدكتور محمد حسني وكيل وزارة الأوقاف بالمحافظة وفرع ثقافة سوهاج برئاسة ضياء مكاوي رئيس الفرع بالمركز الإستكشافي تحت عنوان ( مكارم الأخلاق بين تعاليم الدين الإسلامي والمسيحي ) وذلك لتفعيل مبادرة (مستقبلنا في أجازتنا) ،لتعليم الأطفال الإستغلال الأمثل للأجازة الصيفية.

جرت فعاليات اللقاء بقيادة الدكتور محمد حسني عبد الرحيم وكيل وزارة الأوقاف بسوهاج وضياء مكاوي وكيل وزارة الثقافة بسوهاج وإشراف الدكتورة الزهراء رضوان رئيس قسم المواهب بالإدارة الثقافية بسوهاج والقمص ميخائيل داوود كاهن كنيسة ماري جرجس بأولاد مامن بسوهاج.

وأكد الدكتور محمد حسني عبدالرحيم خلال اللقاء أن الأخلاق الفاضلة هي أهم الركائز التي تسير بالأمة نحو واقع أفضل ومن المعلوم أن الرأفة والرحمة هي جوهر رسالته - صلىالله عليه وسلم - وفيها تركزت دعوته - عليه الصلاة والسلام وحياة رسولنا - صل الله عليه وسلم - تعد نبراساً ومنهاجاً لبناء الشخصية المسلمة التي تتسم بالحق والخير والسمو والاعتدال فعظمته - صل الله عليه وسلم - تشرق في جميع جوانب حياته الشريفة .

وأشار وكيل وزارة الأوقاف الي أن الأخلاق تعتبر إحدى مقومات شخصية المسلم فهي تزرع في نفس صاحبها الرحمة والصدق والعدل والأمانة والحياء والعفة والتعاون والتكافل والإخلاص، والتواضع وغيرها من الأخلاق الحميدة، فالأخلاق الحسنة هي اللبنة الأساسية للفلاح والنجاح، قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا .

وأضاف القمص ميخائيل داوود كاهن كنيسة مارى جرجس بأولاد مامن بسوهاج على أن الديانة المسيحية أظهرت عمق الارتباط بين معتقد الإنسان ومنظومة القيم المتبناة بناء عليها ويظهر ذلك كنتيجة في السلوك العملي للإنسان فيكون إنسانا خيرا معطاء كما أراده الله مستدلا بقول السيد المسيح عليه السلام " هكذا كل شجرة جيّدة تصنع أثمارا جيده وأما الشجرة الرَدِيَّة فتصنع أثمارا رَدِيَّة لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثمارا رَدِيَّة ولا شجرة رَدِيَّة أن تصنع أثمارا جيّدة".

وشكر ضياء مكاوي وكيل وزارة الثقافة بسوهاج الحضور مؤكدًا على أن الوطن الذي يكون قادة الفكر فيه على هذا المستوى من الوعي الثقافي والفكري لا يمكن أن يسقط أبدا.

مقالات مشابهة

  • وزير الزراعة ونظيره السوداني يطلعان على عدد من المشاريع النموذجية والبحثية بحماة
  • اغتيال القائد إسماعيل هنية……… دروس وعبر
  • "تعالبم الدين" ندوة تثقيفية مشتركة بين مديرية أوقاف سوهاج وقصر الثقافة
  • بثٌّ مباشر لاستشهاد القادة في عصر النبوّة
  • شذرات عجلونية (56)
  • فأما اليتيم فلا تقهر
  • بعد أحداث مجدل شمس الجولان.. ماذا تعرف عن القرية؟
  • أوقاف الفيوم تواصل تنظيم الندوات الدعوية بالمساجد
  • "البحوث الإسلامية": العبث بالقيم الأخلاقية يدمّر الإنسان
  • أقسام جديدة بفرع المتحف الدولي للسيرة النبوية في الرباط