خبير نفسي يحذر من صدمات حرب الإبادة على غزة.. تكرار لمأساة سربرنيتسا
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
أكد الخبير النفسي محمد ياسر جبجي، أن الإبادة الجماعية في سربرينيتسا وغزة خلقت صدمات مماثلة، حيث لا يزال الناس في البوسنة يعانون من تبعات الحرب التي شهدتها البلاد قبل 3 عقود وصدماتها.
وقال جبجي وهو منسق مجموعة "أطباء نفسيون من أجل فلسطين" في تركيا، إن "الإبادة الجماعية في سربرنيتسا وقعت ويعتقد أنها انتهت، ومع ذلك لا يزال الناس يعانون من صدمات في البوسنة"، بحسب وكالة الأناضول.
وأضاف "لا يزال هناك أشخاص لا يستطيعون السير في شارع ما لأن قنبلة ضربته عندما كانوا يمرون به، واليوم تحدث نفس الصدمات في غزة، كما حدث مع البوسنيين يحدث لأهل غزة".
وشهدت سربرنيتسا شرق البوسنة والهرسك في 11 تموز/ يوليو 1995 إبادة جماعية على يد القوات الصربية، فيما يشهد قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، هجمات إسرائيلية وجرائم إبادة جماعية.
وأشار إلى أن الأشخاص الذين شهدوا الإبادة الجماعية في سربرنيتسا تعرضوا لصدمة كبيرة، مؤكدا أن معاناة مماثلة لا تزال قائمة تتكرر في غزة اليوم،مضيفا أنه "من الصعب حقا الحديث عن نفسية الأشخاص الذين شهدوا الإبادة الجماعية، أو تعرضوا للتعذيب، أو أجبروا على الهجرة، نحاول فهم هذه المواقف من خلال مراقبتها".
وأكمل: "أجريت دراسات أكاديمية في البوسنة والهرسك، ما شاهدته هناك كطبيب نفسي هو أن الناس لم يتغلبوا بعد على الصدمة التي تعرضوا لها".
وقارن جبجي بين الصدمات العاطفية المفتوحة، وأشار إلى أنها "مثل الجروح الجسدية، يمكن التغلب عليها بالتدخل حسب عمقها وشدتها، وقد تكون هناك جروح يمكن شفاءها بضمادات صغيرة، بالإضافة إلى نزيف داخلي، ولكن الصدمات يمكن أن تستمر لسنوات عديدة".
وكشف أن الصدمات يمكن أن تحدث من خلال مشاهدة الإبادة الجماعية، أو كونك ابنا لشخص شهدها، أو من خلال مشاهدة الإبادة الجماعية في غزة مباشرة، كما هو الحال اليوم.
وذكر بأن الشيء المهم هو ضمان استمرار الحياة حتى مع الألم، وأن هناك حالات انتحار لدى أشخاص لا يستطيعون التغلب فيها على صدمة الإبادة الجماعية.
وأوضح: "سربرينيتسا بالأمس أصبحت غزة اليوم، حتى لو أن الأطفال الذين ولدوا في غزة أو البوسنة لم يشهدوا الإبادة الجماعية، فإنهم يحملون متاعب تاريخية وأعباء الأمس".
وأردف: "الطفل لا يستطيع أن يحلم بالمستقبل لأنه يعتقد أن البيئة الفوضوية والصراع هي السائدة في بلاده، إن حقيقة أن الطفل تحت الحصار في غزة يعيش في ظروف صعبة وحرية محدودة تؤثر بالفعل على نفسيته بشكل سيء بما فيه الكفاية".
ولفت إلى أنه "ينبغي بذل الجهود الدولية لإدارة الصدمات، لأن عبء الصدمة يكون ثقيلا جدا عندما يكون فرديا، وهناك أحمال لا يستطيع الإنسان حملها".
وفيما يتعلق بتأثير الإبادة الجماعية أجاب جبجي: "كانت هناك إبادة في سربرنيتسا ويعتقد أنها انتهت، لا يزال الناس يعانون من الصدمة ولا يستطيعون المشي في الشارع بسبب قنبلة، وتحدث صدمات مماثلة في غزة اليوم".
وأضاف: "مثل البوسنيين يعاني سكان غزة أيضا من صدمة الإبادة، إذا لم يتم اتخاذ التدخلات اللازمة يمكن أن تنتقل الصدمات إلى الأطفال حديثي الولادة"، مشددا على ضرورة استيفاء شروط مختلفة للتغلب على الصدمة.
وفسر بهذا الصدد: "من أجل شفاء صدمة الأم التي قتل طفلها أمام عينيها في سربرنيتسا أو غزة، يجب عليها أولا ألا تشعر بالوحدة، ويجب الوفاء بأبسط الحقوق وهي التغذية والحماية والأمن".
وأكمل: "إذا لم تشعر الأم بالأمان في بيئتها سيكون من الصعب عليها التغلب على الصدمة، ولكي تتكيف مع الحياة مرة أخرى يجب أن تتوفر لها بيئة اجتماعية والدخول في دورة الحياة".
وأفاد أن هناك مشكلة بطالة خاصة في سربرنيتسا واضطر الناس إلى الهجرة إلى أوروبا، مشددا على ضرورة تحسين الأنشطة التجارية والتعليمية والثقافية في البلاد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الإبادة البوسنة سربرنيتسا غزة غزة البوسنة الإبادة سربرنيتسا حرب الابادة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإبادة الجماعیة فی فی سربرنیتسا لا یزال فی غزة
إقرأ أيضاً:
فلسطين: الفيتو الأمريكي تشجيع لإسرائيل على "الإبادة الجماعية"
أدانت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي لمنع اتخاذ قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة.
واعتبرت الرئاسة في بيان صحفي نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن استخدام الإدارة الأمريكية لحق النقض للمرة الرابعة يشجع إسرائيل على الاستمرار في ما وصفته بـ "جرائمها" ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني وفي تحديها لجميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.
استخدام الإدارة الأميركية لحق النقض للمرة الرابعة، يشجّع الاحتلال الإسرائيلي على الاستمرار في جرائمه التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني pic.twitter.com/6FnolqU02z
— Wafa News Agency (@WAFA_PS) November 20, 2024وشدد البيان على أن مطالب دولة فلسطين من مجلس الأمن الدولي ومن المجتمع الدولي كانت واضحة في استصدار قرار تحت الفصل السابع لوقف "العدوان" ووقف إطلاق النار و "جرائم الإبادة" التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
وطالب البيان المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن الدولي ودوله الأعضاء بتحمل مسؤولياتهم تجاه الشعب الفلسطيني بالعمل الفوري على وقف "العدوان" المتواصل والكارثة الإنسانية والمجاعة التي يتعرض لها قطاع غزة.
وأشاد البيان بمواقف الدول الـ10 المنتخبة في مجلس الأمن لمحاولاتها تمرير هذا القرار في مجلس الأمن والشكر موصول للدول دائمة العضوية التي صوتت لصالح القرار.
ودعا مجلس الأمن لتحمل مسؤوليته في حماية الشعب الفلسطيني وصيانة الأمن والسلم الدوليين عبر تطبيق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي على إسرائيل التي تعطلها الإدارة الأمريكية وصولاً لتجسيد قيام دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية.