يعتقد أفرادها بالانتحار.. حملة أمنية جديدة ضد جماعة القربان بالعراق
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
بغداد- أطلقت القوات الأمنية العراقية نهاية الأسبوع الماضي عملية واسعة لملاحقة أنصار "جماعة القربان" جنوبي مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار جنوبي العراق، وفق وسائل إعلام محلية، وذلك للحيلولة دون تحولها لجماعات مسلحة تضر بالاستقرار الأمني في البلاد.
وتعتقد "جماعة القربان" أو "العلاهية" بألوهية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وأنه لا بد من الانتحار وفق القرعة قربانا له، وتكرر ظهور هذه الحركة بين الحين والآخر، فيما تلاحقهم القوات الأمنية وتعتقل العديد منهم لكونهم يتبعون ديانة مخالفة للدين والدستور والقانون.
ويؤكد مدير العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية اللواء خالد المحنا أن أجهزة الاستخبارات تراقب تحركات وسلوك هذه العقائد المنحرفة بشكل مستمر، حيث تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على عدد منهم وإحالتهم إلى المحاكم بعد التحقيقات واعترافات المتهمين، مشيرا إلى أن الوزارة تتعامل معهم وفق القانون.
حملة ذي قارتأتي العملية الأمنية الواسعة وسط تخوف أمني وقلق مجتمعي بعد انتشار أفكار الجماعة في محافظات الوسط والجنوب في الآونة الأخيرة، حيث أكد المحنا للجزيرة نت وقوع حالات انتحار في ذي قار، إذ أقدم شابان لم تتجاوز أعمارهما 18 عاما على الانتحار بدعوى القربان، بتحريض من أحد قادة هذه الحركة، وقد تم إلقاء القبض عليهما لاحقا.
في منتصف يونيو/حزيران الماضي، أعلنت مديرية الاستخبارات في محافظة الديوانية، في بيان، أن مفارز مديرية الاستخبارات ألقت القبض على مسؤول "حركة العلاهية" في ذي قار لحظة وجوده في الديوانية متوجها إلى كربلاء، وبعد التحقيق معه اعترف صراحة بقيامه بقتل شخصين قربانا لما يعتقده.
كما أكدت وزارة الداخلية في وقت سابق أن الحملة ضد الجماعة أسفرت عن اعتقال 10 أشخاص، مبينة أن أوامر الاعتقال جاءت نتيجة اعترافات أدلى بها رئيس الجماعة، حيث يخضع المعتقلون حاليا لتحقيق مشدد، وقد تطال أوامر الاعتقال أشخاصا آخرين خلال الأيام المقبلة.
امتداد فاسديبين الخبير الأمني فاضل أبو رغيف أن "جماعة القربان" أحد بطون جماعة المغالين، وأنهم ليسوا حركة وليدة اليوم، وإنما هم امتداد تاريخي إلى الكيسانية والأفطحية والإسماعيلية والحرورية، ويمثلون امتدادا عقائديا فاسدا، مشيرا إلى أن هذه الجماعة نشطت في تسعينيات القرن الماضي، وتصدى لهم في حينها المرجع الديني محمد صادق الصدر، وعادت مرة أخرى للظهور لكن تم كبح جماحها.
وعن مخاطر هذه الجماعة أمنيا، يوضح أبو رغيف للجزيرة نت أن الجماعة عادت للظهور عدة مرات في الأعوام 2005 و2011، وخلال الأعوام الثلاثة الماضية أيضا ولكن بشكل طفيف، مؤكدا أن الجماعة خاملة في الوقت الحاضر، حيث أخفقوا في حمل السلاح، وألقي القبض على أبرز قادتهم الروحيين.
ونوه الخبير إلى أن أعدادهم تتراوح ما بين 1500 إلى 2000 شخص، وينشطون في المحافظات الجنوبية مثل ذي قار وواسط وفي أطراف البصرة، كما ينتشرون في أطراف مدينة مشهد الإيرانية.
وعن طبيعة تلك الحركات وأسباب ظهورها يقول الباحث في مجال الأنثروبولوجيا وعضو مجلس إدارة مركز رواق بغداد للسياسات العامة الدكتور علاء حميد، إن مفهوم القربان حاضر في التراث الديني، وله حضور في المرويات الاجتماعية، وإن قضية انحراف هذه الجماعة لم تكن ذات أهمية إلا بعد أن أخذت تمارس طقوسها.
ويوضح حميد للجزيرة نت أن مسألة انحراف الجماعة تكمن فيما تقوم به وليس نابعا من موقف ديني، ولغاية الآن لم يظهر عليها أي توجه سياسي ولم تعبر عن مطالب، لكن تعامل الدولة معها نابع من أثر طقس التضحية بالنفس الذي تقوم به، والتفات المجتمع لمن يضحون بأنفسهم وموقف ذويهم مما يقومون به، وأشار إلى أن موقف المؤسسات الدينية جاء عبر خطاب رجال دين أكدوا أن هذه الجماعة منحرفة عقائديا.
انطلاق عملية كبيرة ضد انصار جماعة القربان جنوبي مدينة الناصرية واعتقال 10 اشخاص بينهم 5 من أصحاب المواكب الحسينية.
جماعة القربان أو العلاهية جماعة دينية غامضة تثير الجدل بالعراق ظهرت في محافظة ذي قار، وتطرح أفكارا وطقوسا غريبة منها الانتحار أو "التضحية بالنفس" بهدف التقرب من… pic.twitter.com/ePQNaWCtoI
— شاهو القرةداغي (@shahokurdy) July 6, 2024
رفض الدولة والمجتمعيرى الباحث في الشأن الإسلامي الشيخ محمد الشويلي أن أي جماعة تدعي "المهدوية" تتلاشى وتضمحل بعد فترة من الزمن، وتبقى جماعة منبوذة داخل المجتمع ولا تؤثر تأثيرا معتدا به، بسبب ما تلاقيه من رفض قاطع من الدولة والمجتمع.
وحول أسباب ظهور تلك الحركات في مناطق جنوب العراق تحديدا، يؤكد الشويلي أن المجتمع فيه غير خارج عن مفهوم أن جميع الأديان السماوية تدعو للإيمان بيوم موعود للبشرية يسود فيه العدل والمساواة، وأن الأمر لا يقتصر على المسلمين أو غيرهم من أتباع الأديان السماوية، بل بجميع البشر حتى ممن لا يؤمن بدين أصلا.
وبصفته أستاذا في الحوزة العلمية الشيعية، يبين الشويلي أن حركة القربان تختلف عن سابقتها بأنها تعتمد مبدأ التضحية المباشرة للوصول إلى الغاية، وأن الموقف الديني لا يمكن إلا أن يقف ضدها، ويعتبر الانتماء لها محرم شرعا وقانونا، ويجب على المرجعيات الدينية اتخاذ موقف حازم منها، لأنها تحولت إلى مرض نفسي مبني على الوهم والخداع.
ومن الجدير بالذكر أن الدستور العراقي يجرّم ظهور مثل تلك الحركات، وتصل عقوبة تأسيسها أو الانتماء لها إلى المؤبد أو الإعدام وفقا لأحكام المادة رقم 372 من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل.
كما تنص المادة السابعة من الدستور على حظر كل كيان أو نهج يتبنى العنصرية أو الإرهاب أو التكفير أو التطهير الطائفي، أو يحرّض أو يمهّد أو يمجد أو يروج أو يبرر له.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات جماعة القربان هذه الجماعة ذی قار إلى أن
إقرأ أيضاً:
حملة قرصنة جديدة تستهدف أنظمة لينكس بأدوات مفتوحة المصدر وبرمجة خبيثة
كشفت شركة Sysdig المتخصصة في أمن المعلومات عن حملة اختراق إلكترونية جديدة نُسبت إلى جهة تهديد مرتبطة بالصين تعرف باسم UNC5174، حيث اعتمدت هذه الحملة على نسخة معدلة من برمجية خبيثة تدعى SNOWLIGHT، إلى جانب أداة جديدة مفتوحة المصدر تعرف باسم VShell لاستهداف أنظمة Linux.
وبحسب الباحثة الأمنية "أليساندرا ريـزو" في تقرير شاركته مع موقع The Hacker News، فإن “المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على أدوات مفتوحة المصدر لخفض التكاليف والتخفي ضمن مجموعة الخصوم غير المرتبطين بدول – مثل المبتدئين في مجال الاختراق – مما يصعّب من عملية تحديد هوية الفاعلين”.
وأضافت أن هذه الاستراتيجية تبدو جلية في أنشطة مجموعة UNC5174، والتي كانت قد خضعت للتدقيق في العام الماضي بعد ارتباطها بالحكومة الصينية.
في وقتٍ سابق، وثقت شركة Mandiant التابعة لـ Google أن مجموعة UNC5174 استغلت ثغرات أمنية في برنامجي Connectwise ScreenConnect وF5 BIG-IP لنشر أداة تحميل خبيثة بلغة C تُدعى SNOWLIGHT، والتي تُستخدم لجلب أداة أنفاق بلغة Golang تعرف باسم GOHEAVY من بنية تحكم وسيطرة (C2) مرتبطة بإطار عمل مفتوح المصدر يسمى SUPERSHELL.
كما شملت الهجمات أيضاً أداة اختراق خلفية تعرف بـ GOREVERSE، وهي عبارة عن "reverse shell" مكتوبة بلغة Golang وتعمل عبر بروتوكول SSH.
وفي تقريرها الأخير حول التهديدات السيبرانية لعام 2024، أشارت الوكالة الوطنية الفرنسية لأمن نظم المعلومات (ANSSI) إلى أنها رصدت مهاجمين يستخدمون تكتيكات مشابهة لمجموعة UNC5174 لاستغلال ثغرات أمنية في أجهزة Ivanti Cloud Service Appliance مثل CVE-2024-8963 وCVE-2024-9380 وCVE-2024-8190.
وأكدت الوكالة أن “هذا التهديد يتسم بقدر معتدل من التعقيد والسرية، ويعتمد على أدوات اختراق متاحة غالبًا كمصادر مفتوحة، بالإضافة إلى استخدامه الموثّق سابقًا لبرمجيات rootkit.”
استهداف أنظمة macOS وخداع باسم Cloudflareتجدر الإشارة إلى أن كلًا من SNOWLIGHT وVShell قادران على استهداف أنظمة Apple macOS، حيث أشارت تحليلات لعناصر برمجية مرفوعة على منصة VirusTotal من الصين في أكتوبر 2024 إلى أن أداة VShell تم توزيعها كـتطبيق مزيّف لـ "التحقق الثنائي من Cloudflare".
وفي سلسلة هجمات رصدتها Sysdig في يناير 2025، تصرفت SNOWLIGHT كـ حامل (dropper) لنشر حمولة خبيثة تُعرف بـ VShell، وهي أداة وصول عن بُعد (RAT) تعمل بدون ملفات وتبقى في الذاكرة فقط، ما يزيد من صعوبة اكتشافها.
وقد استخدمت سكربتات Bash خبيثة مثل download_backd.sh لتفعيل الهجوم، حيث تقوم بتحميل برمجيتين خبيثتين: dnsloger التابعة لـ SNOWLIGHT، وsystem_worker المرتبطة بـ Sliver – وكلاهما يُستخدمان لضمان الاستمرارية والاتصال بخادم C2.
تحكم عن بُعد باستخدام WebSockets وتهديد فعلي للأنظمةفي المرحلة النهائية، يتم إرسال طلب خاص إلى خادم C2 من خلال SNOWLIGHT لتحميل أداة VShell التي تمكّن المهاجمين من تنفيذ أوامر عن بعد وتحميل أو تنزيل الملفات.
ووفقًا لـ "ريزو":"تسمح VShell للمهاجمين بتنفيذ أوامر تعسفية ونقل البيانات، وتشكل مع SNOWLIGHT تهديدًا بالغًا للمؤسسات بفضل تقنياتهم المتقدمة في التخفي، مثل استخدام WebSockets للتحكم عن بُعد ونشر حمولة بدون ملفات."
هجمات أوسع واستغلال ثغرات جديدةوفي سياق متصل، كشفت شركة TeamT5 التايوانية أن مجموعة اختراق صينية أخرى ربما استغلت ثغرات أمنية في أجهزة Ivanti (مثل CVE-2025-0282 وCVE-2025-22457) لاختراق أنظمة ونشر برمجية خبيثة جديدة تُعرف باسم SPAWNCHIMERA.
وقد استهدفت الهجمات قطاعات متنوعة في ما يقرب من 20 دولة حول العالم، من بينها: النمسا، أستراليا، فرنسا، إسبانيا، اليابان، كوريا الجنوبية، هولندا، سنغافورة، تايوان، الإمارات العربية المتحدة، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة.
تبادل للاتهامات بين الصين والولايات المتحدةوتأتي هذه التطورات في خضم تبادل الاتهامات بين بكين وواشنطن، حيث اتهمت وزارة الخارجية الصينية وكالة الأمن القومي الأمريكية NSA بشن هجمات سيبرانية "متقدمة" خلال دورة الألعاب الشتوية الآسيوية الأخيرة، واستهدفت أنظمة معلومات الحدث وكذلك البنية التحتية الحرجة في الصين، بما في ذلك شركة هواوي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية "لين جيان":"نفذت الحكومة الأمريكية هجمات إلكترونية على أنظمة الألعاب الشتوية الآسيوية وعلى البنية التحتية الحيوية في مقاطعة هيلونججيانج، وهو أمر خطير يهدد الأمن القومي والمجتمعي والاقتصادي، ويعرض بيانات المواطنين للخطر".