بوابة الوفد:
2025-03-16@23:04:43 GMT

الجمال فى القرآن الكريم

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

الكمال لله (عز وجل) وحده، ولكلامه، ولكتابه العزيز، فهو كتاب الكمال والجمال لغة وأسلوبًا ومعنى، فالجمال اللفظى والمعنوى معًا يتدفقان من كتاب الله (عز وجل) تدفقًا لا حدود له ولا شاطئ له، يقول الإمام عبد القاهر الجرجانى عن القرآن الكريم: هو الكلام الذى يهجم عليك الحسن منه دفعة واحدة، فلا تدرى أجاءك الحسن من جهة لفظه أم من جهة معناه، إذ لا تكاد الألفاظ تصل إلى الأذان حتى تكون المعانى قد وصلت إلى القلوب.


وقد عنى القرآن عناية بالغة بترسيخ كل جوانب الجمال فى حياتنا، فتحدث عن القول الحسن الجميل لكل الناس فى قوله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}، بل دعانا للتى هى أحسن، حيث يقول سبحانه: {وَقُل لِّعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِى هِيَ أَحْسَنُ} فالحديث بالتى والدفع بالتى هى أحسن نعمة عظيمة وهداية وتوفيق من الله (عز وجل)، حيث يقول سبحانه: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} وقد كان الصحابة (رضوان الله تعالى عليهم) دائمًا ما يتخيرون الألفاظ والكلمات الطيبة، حيث مرَّ سيدنا عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) على قوم يوقدون النار بالليل، فقال: «السلام عليكم يا أهل الضوء»، ولم ينادهم (رضى الله عنه) بأهل النار كراهية إدخالهم تحت لفظ أهل النار ولو لفظًا .
وفى الدفع بالتى هى أحسن يقول الحق سبحانه وتعالى: {وَلَا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍ عَظِيمٍ}، ويقول (عز وجل): {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}، ويقول سبحانه: {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ الله كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا}، فالإسلام دين الرقى فى أسمى معانيه والإنسانية فى أسمى معانيها . 
وتحدث القرآن الكريم عن « العطاء الجميل»، وهو الذى لا مَنّ فيه ولا أذى معه، حيث يقول الحق سبحانه :{الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِى سَبِيلِ الله ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}، ويقول سبحانه: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}، وجاءت عجوز إلى الإمام الليث بن سعد (رحمه الله) تطلب كأسًا من العسل، فقال: أعطوها زقًّا (وعاءً كبيرًا) فقالوا: يا إمام إنما طلبت كأسًا، فقال: هى طلبت على قدر حاجتها ونحن نعطى على قدر نعم الله (عز وجل) علينا.
فمن سار على ذلك فى الأدب مع الله  ومع الخلق، وإيثار كل معانى الجمال والكمال والرقى والذوق الإنسانى الرفيع وحرص على كل ما هو جميل فعلى هدى الإسلام سار وبه اهتدى واقتدى، ومن حاد عن ذلك فقد حاد عنّ النهج القويم.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أ د محمد مختار جمعة القران الكريم یقول سبحانه عز وجل

إقرأ أيضاً:

انطلاق مسابقة القرآن الكريم الكبرى في البحيرة.. صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 انطلقت اليوم الأحد، فعاليات مسابقة حفظ وتلاوة القرآن الكريم وذلك بمسجد ناصر بدمنهور، حيث شهد اليوم الأول إقبالًا كثيفًا من المشاركين، مما يعكس مدى الاهتمام الكبير بحفظ كتاب الله وتلاوته، ضمن فاعليات مبادرة قطار الخير وفى إطار الاهتمام بتعزيز روح المنافسة الشريفة بين المواطنين خلال شهر رمضان الكريم.

وبلغ إجمالى عدد المتقدمين لمسابقة اليوم حوالى 150 متسابقًا وذلك في مستوى حفظ القرآن الكريم كاملًا والذى يشمل الفئات العمرية من 15 إلى 20 عامًا، وما فوق 20 عامًا، وجرت المنافسات وسط أجواء روحانية مفعمة بالحماس والتنافس البنّاء والشغف الكبير بحفظ القرآن الكريم وتلاوته.

وتضم لجنة التحكيم نخبة من علماء الأزهر الشريف والأوقاف وقراء القرآن الكريم، لتقييم المتسابقين وفق معايير دقيقة تشمل الحفظ، والتجويد، وحسن الأداء.

من الجدير بالذكر أن هذه المسابقة تتم تحت رعاية الدكتورة جاكلين عازر، محافظ البحيرة وإشراف مديرية أوقاف البحيرة بقيادة الشيخ السيد عبد المجيد الرمادى، وكيل الوزارة، والشيخ عبد المجيد الكرمانى، مدير شئون الإدارات، وتضم اللجنة كلا من: الشيخ عبد الجواد حبيب - مدير الإدارة، الشيخ ابراهيم عبد الكريم مهنا - رئيس قسم شئون القرآن، الشيخ سامى محمود بدر، إمام مسجد ناصر، الشيخ احمد رمضان خليل- شيخ مقرأه مسجد ناصر، الشيخ محمد عثمان عيسى- مفتش دعوة، الشيخ احمد كساب، مسئول الإرشاد الدينى بالإدارة.

كما يذكر أن هذه المسابقه تأتى ضمن فعاليات قطار الخير لنشر القيم الإيمانية وتعزيز روح التكافل بين أفراد المجتمع،  ويعد تنظيم هذه المسابقة إحدى المحطات الهامة، حيث تسهم في تحفيز الناشئة والشباب على حفظ وتلاوة القرآن الكريم، وترسيخ مبادئه السامية في نفوسهم، ليكونوا قدوة صالحة ومصدر إشعاع روحي وأخلاقي في مجتمعهم.

مقالات مشابهة

  • انطلاق مسابقة القرآن الكريم في دبا الحصن
  • انطلاق مسابقة القرآن الكريم الكبرى في البحيرة.. صور
  • محاضرة حول السكينة في القرآن الكريم والسنة النبوية
  • تكريم 15 حافظاً للقرآن الكريم من مدرسة الأنصار في مدينة البيضاء
  • تكريم خمسون حافظاً وحافظة للقرآن الكريم في مدينة البيضاء
  • حكايات شهرزاد|| ويسألونك عن الزُهد (2)
  • الصيام.. مدرسة إيمانية تهذب النفوس وتسمو بالأخلاق
  • أحمد علي سليمان من إندونيسيا: على الأمة التمسك بوحدتها تحت راية القرآن الكريم والسنة النبوية
  • تكريم الفائزين في ختام مسابقة أولاد آدم للقرآن الكريم في نسختها الحادية والعشرين
  • بحضور السيسي.. خطبة الجمعة بمسجد المشير تشيد بشهداء الوطن