لا تزال قضية الظلم الأدبى والنفسى والمادى الذى وقع على كثير من المبدعين على مدى عقود طويلة، فهناك مجموعة كبيرة منهم اضطروا للانزواء وربما الاختفاء، فنرى شاعرا مهما مثل كيلانى حسن سند، كان رفيق أمل دنقل فى رحلة إبداعه وفى سكنه، نشر «سند» أكثر من ديوان، واهتم به النقاد لكنهم من أجل الانحياز لأيدلوجية الشاعر الكبير أمل دنقل ركز الكتاب ووسائل الاعلام علي «دنقل» واختفى تماما كيلانى، ويكفى أن يكتب د.
ويموت سند، ومحمد يوسف، ومحمد احمد العزب، ومحمد مهران السيد، وحسن توفيق، أغلبهم تشرد فى العواصم العربية والأوربية، بينما شعراء آخرون أصبحوا نجوما يعملون فى الأهرام والمجلات الشهيرة ومبنى الإذاعة والتليفزيون حيث يزورهم المستشرقون وتترجم قصائدهم إلى أكثر من لغة.
الظلم واحد ولا توجد جهة تدافع عنهم ولا ترد اعتبارهم
نواصل حكاية او مأساة الاديب محمد حافظ
أصر الأب على بقائه معه، لكن جنون الفن والإبداع كان يحاصره فتزوج ونتج عن الزواج طفلتان، وطلب من أبيه أن يستقل بحياته بعد شجار واستقل بحياته وعمل «فاترينة» فى محطة الرمل لبيع الفستق واللب والسجائر والجرائد والمجلات والكتب، وكانت هذه فرصة لتأتيه الكتب كل يوم مجاناً من دور التوزيع ليقرأ ويستمتع ويتابع، وبدأ ينضم إلى الخلايا الشيوعية فى الإسكندرية، ورفض أن يكمل تعليمه الجامعى واكتفى بشهادة الابتدائية القديمة وهى شهادة تعادل الثانوية العامة الآن، وكان خطه جميلًا جدًا «تخرج فى مدرسة الطائفة الاسرائيلية بشارع شكور» وهى مدرسة للطبقة البرجوازية بالإسكندرية.
وعاش منعزلاً عن الأسرة، وبدأ يراسل المجلات الأدبية والفنية فى القاهرة وكان يذيل القصص بتوقيعه محمد حافظ رجب بائع الفستق واللوز فى محطة الرمل.. ونظرًا لأن الصحافة تحتوى على جزء من الشر الحقير والإثارة الرخيصة فكانت تنبهر وتذهب إليه الكاميرات تصوره وهو يقف يبيع فى الفاترينه بجوار مطعم.
«على كيفك»، كانت قصصه الأولى تميل إلى الواقعية الاشتراكية التى تمجد حياة الفقراء والبسطاء، وتندد بالرأسمالية الفاسدة وبينما صوره تملأ الجرائد والمجلات كان الأب يستشيط غضبا فهو يريده للعمل معه وحدث صدام شديد بين الولد وأبيه وزوجته، فترك أباه وزوجته وهاجر إلى القاهرة الساحرة .. لمَ لا واسمه ينزل فى المجلات «بونت 36» واسم يوسف إدريس الشاب الصاعد معه «بونت 16»، وفى القاهرة وما أدراك ما القاهرة استقبله الكاتب الكبير يوسف السباعى هو والقاص محمد عباس، وسأل محمد حافظ رجب كم يكفيك بالشهر مرتبًا؟ فقال عشرة جنيهات وقال محمد عباس ثلاثون جنيهاً، وتم تعيينهما فى المجلس الأعلى للثقافة (وكان هذا الخطأ الأول فى حياته فى تحديد المبلغ الذى يكفيه.
(تم تعيين رجب فى الأرشيف، وبدأ سعد أفندى مدير الأرشيف يكلفه بما لا طاقة له به، (كان المجلس الأعلى للثقافة يقع فى 9 شارع حسن صبرى فى الزمالك - حاليًا المركز القومى للمسرح ) ثم فى برنامج تليفزيونى عام 1960 كان يتم اختيار قصة قصيرة له وقام سيد خميس بإعداد السيناريو لها، وقدمت فى سهرة تمثيلية قصيرة، وناقش العمل الأستاذ فؤاد دوارة مع حافظ رجب.. وفى أثناء الحوار أجاب حافظ رجب عن سؤال من أستاذك الذى يعجبك فى الأدب؟ فأجاب (نحن جيل بلا أساتذة)، وفى اليوم التالى قامت صحيفة الجمهورية بفتح النار عليه.
وفى مقهى ريش قابل نجيب محفوظ رجب وقال له نحن لنا أساتذة يا أستاذ حافظ، أنا تلميذ سلامة موسى وهو أستاذى وأنت تكتب قصصاً سريالية. من أستاذك؟ فلم يرد وكانت هذه المقولة بمثابة فتح أبواب جهنم.
ونكمل فى المقال القادم
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ندى صلاح صيام وسائل الإعلام حافظ رجب
إقرأ أيضاً:
شاهد.. عبد الرحيم علي توقع فوز ترامب بنسبة 100% قبل الجميع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن دونالد ترامب، فوزه برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في خطاب بمقر حملته الانتخابية، اليوم الأربعاء، قائلا: “أشكر الشعب الأمريكي على هذا التفويض الكبير”.
كان الكاتب الصحفي والمفكر السياسي عبد الرحيم علي، رئيس مجلس إدارة مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، قد أكد في 21 أكتوبر الماضي، أن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية مضمون بنسبة 100%.
وأوضح عبد الرحيم علي، خلال لقائه في 21 أكتوبر الماضي، ببرنامج «كلام في السياسة»، المُذاع على قناة «إكسترا نيوز»، من تقديم الإعلامي أحمد الطاهري، أن المزاج الأوروبي والمزاج الأمريكي يميني بامتياز.
لمزيد من التفاصيل عبدالرحيم علي: ترامب هو رئيس أمريكا القادم بنسبة 100%