بوابة الوفد:
2024-07-31@17:43:16 GMT

خانه الجميع (2)

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

لا تزال قضية الظلم الأدبى والنفسى والمادى الذى وقع على كثير من المبدعين على مدى عقود طويلة، فهناك مجموعة كبيرة منهم  اضطروا للانزواء وربما الاختفاء، فنرى شاعرا مهما مثل كيلانى حسن سند، كان رفيق أمل دنقل فى رحلة إبداعه وفى سكنه، نشر «سند» أكثر من ديوان، واهتم به النقاد لكنهم من أجل الانحياز لأيدلوجية الشاعر الكبير أمل دنقل  ركز  الكتاب ووسائل الاعلام علي «دنقل» واختفى تماما كيلانى، ويكفى أن يكتب د.

لويس عوض فى جريدة الأهرام العريقة صفحة  كاملة بعنوان «أمل دنقل أمير شعراء الرفض».
ويموت سند، ومحمد يوسف، ومحمد احمد العزب، ومحمد مهران السيد، وحسن توفيق، أغلبهم تشرد فى العواصم العربية والأوربية، بينما شعراء آخرون أصبحوا نجوما يعملون فى الأهرام والمجلات الشهيرة ومبنى الإذاعة والتليفزيون حيث يزورهم المستشرقون وتترجم قصائدهم إلى أكثر من لغة.
الظلم واحد ولا توجد جهة تدافع عنهم ولا ترد اعتبارهم 
نواصل حكاية او مأساة الاديب محمد حافظ
أصر الأب على بقائه معه، لكن جنون الفن والإبداع كان يحاصره فتزوج ونتج عن الزواج طفلتان، وطلب من أبيه أن يستقل بحياته بعد شجار واستقل بحياته وعمل «فاترينة» فى محطة الرمل لبيع الفستق واللب والسجائر والجرائد والمجلات والكتب، وكانت هذه فرصة لتأتيه الكتب كل يوم مجاناً من دور التوزيع ليقرأ ويستمتع ويتابع، وبدأ ينضم إلى الخلايا الشيوعية فى الإسكندرية، ورفض أن يكمل تعليمه الجامعى واكتفى بشهادة الابتدائية القديمة وهى شهادة تعادل الثانوية العامة الآن، وكان خطه جميلًا جدًا «تخرج فى مدرسة الطائفة الاسرائيلية بشارع شكور» وهى مدرسة للطبقة البرجوازية بالإسكندرية.
وعاش منعزلاً عن الأسرة، وبدأ يراسل المجلات الأدبية والفنية فى القاهرة وكان يذيل القصص بتوقيعه محمد حافظ رجب بائع الفستق واللوز فى محطة الرمل.. ونظرًا لأن الصحافة تحتوى على جزء من الشر الحقير والإثارة الرخيصة فكانت تنبهر وتذهب إليه الكاميرات تصوره وهو يقف يبيع فى الفاترينه بجوار مطعم.
«على كيفك»، كانت قصصه الأولى تميل إلى الواقعية الاشتراكية التى تمجد حياة الفقراء والبسطاء، وتندد بالرأسمالية الفاسدة وبينما صوره تملأ الجرائد والمجلات كان الأب يستشيط غضبا فهو يريده للعمل معه وحدث صدام شديد بين الولد وأبيه وزوجته، فترك أباه وزوجته وهاجر إلى القاهرة الساحرة .. لمَ لا واسمه ينزل فى المجلات «بونت 36» واسم يوسف إدريس الشاب الصاعد معه «بونت 16»، وفى القاهرة وما أدراك ما القاهرة استقبله الكاتب الكبير يوسف السباعى هو والقاص محمد عباس، وسأل محمد حافظ رجب كم يكفيك بالشهر مرتبًا؟ فقال عشرة جنيهات وقال محمد عباس ثلاثون جنيهاً، وتم تعيينهما فى المجلس الأعلى للثقافة (وكان هذا الخطأ الأول فى حياته فى تحديد المبلغ الذى يكفيه.
(تم تعيين رجب فى الأرشيف،  وبدأ سعد أفندى مدير الأرشيف يكلفه بما لا طاقة له به، (كان المجلس الأعلى للثقافة يقع فى 9 شارع حسن صبرى فى الزمالك - حاليًا المركز القومى للمسرح ) ثم فى برنامج تليفزيونى عام 1960 كان يتم اختيار قصة قصيرة له وقام سيد خميس بإعداد السيناريو لها، وقدمت فى سهرة  تمثيلية قصيرة، وناقش العمل الأستاذ فؤاد دوارة مع حافظ رجب.. وفى أثناء الحوار أجاب  حافظ رجب عن سؤال من أستاذك الذى يعجبك فى الأدب؟ فأجاب (نحن جيل بلا أساتذة)، وفى اليوم التالى قامت صحيفة الجمهورية بفتح النار عليه.
وفى مقهى ريش قابل نجيب محفوظ رجب وقال له نحن لنا أساتذة يا أستاذ حافظ، أنا تلميذ سلامة موسى وهو أستاذى وأنت تكتب قصصاً سريالية. من أستاذك؟ فلم يرد وكانت هذه المقولة بمثابة فتح أبواب جهنم.
ونكمل فى المقال القادم
‏[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ندى صلاح صيام وسائل الإعلام حافظ رجب

إقرأ أيضاً:

إنسانية العالم في خطر كبير

Your browser does not support the audio element.

رغم أن القضية الفلسطينية في أساسها قضية عربية إسلامية مرتبطة في كثير من أجزائها بالجوانب الدينية والعقدية، إلا أنها مع الزمن خرجت من إطارها الجغرافي العربي لتكون قضية دولية تُبحث، ولو على استحياء، في المنظمات العالمية. لكن القضية بعد السابع من أكتوبر 2023 أخذت بعدا إنسانيا فوق الجغرافيا وفوق الأطروحات الدينية أو المناظير العقدية التي يُنظر من خلالها إلى القضية.

لا يمكن اليوم فصل ما يحدث في قطاع غزة عن إنسانية الإنسان أينما كان موقعه من الجغرافيا أو أيا ما كان اعتقاده الديني. إن مشهد قتل الأطفال والنساء والمدنيين بالجملة في قطاع غزة مشهد تُعنى به الإنسانية بامتياز، ومساءلة هذا الفعل لا بد أن تكون إنسانية قبل أن تكون سياسية، وهذا يعني أن الجميع مسؤول عن هذه المساءلة وعن تطبيق القانون إن كنا نؤمن أنه وُضع لحماية الإنسانية بشكل فردي أو جماعي؛ فالجُرم الذي نشاهده لا يقع على الفلسطينيين في قطاع غزة فقط، إنما يقع على إنسانيتنا جميعًا، إنسانيتنا في سلطنة عُمان أو في أمريكا أو في بريطانيا أو في السويد أو الصين أو أستراليا أو غيرها من البلدان، وحتى في إسرائيل نفسها، فليس كل سكان الأراضي المحتلة سعداء بما تفعله آلة القتل الخاصة بجيش الاحتلال بما في ذلك «اليهود» أنفسهم الذين يطالب بعضهم بوقف هذه الحرب.

إن قتل الأطفال الخدّج في المستشفيات، وقتل المدنيين في الشوارع وتجويع الشيوخ والنساء بالطريقة التي يشاهدها الجميع في شمال غزة وجنوبها، وقنص الأمهات والآباء الذين خرجوا للبحث عن أي طعام يبقيهم وأطفالهم يومًا آخر على قيد الحياة، كل تلك الأفعال منافية للإنسانية قبل أن تكون منافية لقواعد الحرب وسلوكياتها، أو هو- بمعنى أكثر دقة- وصمة عار في جبين الإنسانية، وهذا السياق أكبر وأهم من أن نقول: إنه تجاوز لقواعد القانون الدولي أو لقواعد الاشتباك في الحروب، وهذا أدعى لأن تنتفض من أجله الإنسانية جمعاء لأنه يضرب في جوهرها وفي كينونتها ووجودها ومنجزها.

إن إسرائيل بهذا المعنى وبهذه الصورة التي بات يعرفها الجميع اليوم تضرب كل قيم الإنسانية، وتقوضها، وتحاربها، بل وتغتالها بدم بارد أمام الجميع، وفي تحدٍ للجميع وليس للفلسطينيين والعرب وحدهم. وردة الفعل على هذه الجرائم لا بد أن تكون إنسانية ومن منطلق إنساني شامل لا من منطلق جغرافي أو أيديولوجي محدود.

وصف نتانياهو أمام الكونجرس الأمريكي الأسبوع الماضي حرب إبادته الجماعية في قطاع غزة بأنها حرب «حضارية» ضد «البربرية»، وسبق أن كررها في كل خطاباته منذ بداية الحرب. ولم يكن غريبا أن يقول نتانياهو ذلك، ولكن المفاجئ أن يقوله أمام أعضاء الكونجرس الأمريكي، وهم كبار المشرعين في أمريكا وعلى مستوى كبير من الوعي السياسي والثقافي والتاريخي. والمفاجئ أكثر أن الجميع صفّق وبشدة مؤيدا لوصف نتانياهو الذي كان فيه الكثير من الاستخفاف بإنسانية الحضور إن لم يكن بإنسانيتنا جميعا. فلا يمكن أن يقول قائل: إن الإبادة الجماعية أو إن قتل الأطفال والنساء فعل حضاري جاء ضد البربرية رغم ما في استخدام هذا المصطلح من تحيّز ثقافي وتاريخي!!

ويعرف المشرعون في الكونجرس الأمريكي وبينهم من هم على مستوى مفكرين أن طرح ثنائية «الحضارة» و«البربرية» هو خطاب سياسي يستخدم منذ الأزل لتسويغ الأعمال العسكرية، وتشكيل سردية يؤمن بها الرأي العام للإمعان في تشويه الآخر وشيطنته وتسويغ العنف وتحفيز الدعم سواء كان شعبيا أو دوليا.

إن العالم أجمع مطالب في هذه اللحظة التاريخية أن يراجع قيم إنسانيته وحساسيته تجاه كل ما يحدث في العالم ليس في قطاع غزة، وإن كانت في المقدمة، ولكن ضد الظلم والطغيان وغياب العدل والعنف والاستبداد في كل مكان.

ما يحدث في غزة هو ذروة كل ذلك، ذروة الظلم والطغيان وغياب العدالة والاستبداد بالقوة والاستبداد بالسرديات، وتوظيف مؤسسات النظام العالمي لصالح المستبد، وتوظيف الكثير من البشر من أجل التصفيق للظلم ونصرته. إن إنسانية العالم في خطر كبير، فلا تتركوها تتلاشى فإن في تلاشيها «الظلام» الذي تحدث عنه نتانياهو.

مقالات مشابهة

  • ضبط لص الهواتف المحمولة بالسلام
  • من هو الدكتور محمد سامي القائم بعمل رئيس جامعة القاهرة؟
  • ضبط 13 ألف قضية سرقة تيار كهربائى
  • ضبط 41 ألف مخالفة مرورية خلال يوم
  • هلع وبلبلة... اتصالات مريبة ترِد إلى مواطنين في صور!
  • بعد ظهورها مع إسعاد يونس.. جميلة عوض تتصدر تريند "جوجل"
  • إنسانية العالم في خطر كبير
  • أولمبياد باريس.. خسارة ندى حافظ على يد بطلة كوريا
  • موقف محمد النني من الانتقال إلى الأهلي
  • ناصر النني يفاجئ الجميع حول انتقال نجله إلى الأهلي