اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في حديث لـ"إندبندنت عربية"، أن "فتح جبهة الجنوب لم يكن مجرد خطأ، بل خطيئة كبرى بحق الشعب اللبناني، والقضية الفلسطينية أيضا". وتوجه إلى جامعة الدول العربية، سائلا: "لماذا لبنان وحده من ضمن كل هذه الدول المعنية بشكل متساو بما يحصل في غزة راهنا، وفي الوضع الصعب الذي يمر به سياسيا وأمنيا واقتصاديا؟ لماذا هو سيفتح هذه الجبهة؟ لماذا لبنان، الذي هو الأصغر والأقل عددا من ناحية السكان، واقتصاده أصغر اقتصاد بين كل هذه الدول وشهد واحدة من أسوأ الأزمات المالية في التاريخ إضافة إلى شغور رئاسي منذ نحو سنتين، ومع كل أوضاعه الصعبة، هو سيساند غزة؟".


واعتبر أن "فتح جبهة الجنوب لم يكن مجرد خطأ، بل خطيئة كبرى بحق الشعب اللبناني وبحق القضية الفلسطينية أيضا"، متسائلا: "ماذا حققوا بالفعل لغزة؟ وماذا بقي في غزة؟".
وأكد أن "الهدف من فتح هذه الجبهة تثبيت محور إيران أكثر من أي شيء آخر".
وعن انعكاس هذه الجبهة على لبنان، قال: "لا يمكن أن ننتظر كيف ستتطور الأمور في غزة نحو تفاهم أو تصعيد أكثر".
وعن تأثير أحداث الجنوب في وضع "حزب الله" داخليا وصمود لبنان الكبير، قال: "لا يمكن لأي وطن أن يستمر من دون دولة، ليس لبنان وحده، ولكن أي وطن من دون دولة ومؤسسات لا يستمر ولا يبقى ويصبح أرضا سائبة".
وأضاف: "لا يمكن أن تكون هناك دولة فعلية في لبنان بوجود "حزب الله" كما هو موجود اليوم، والمعادلة واضحة. وبالتالي، إن أردنا أن نحافظ على وطننا بالحدود المعترف بها دوليا، لا بد أن تكون هناك دولة، وحتى تصبح هناك دولة لا يمكن للحزب أن يستمر بالشكل الذي هو موجود فيه اليوم".
وعلى صعيد الملف الرئاسي، لا يتوافق جعجع مع القائلين إن "انتخاب الرئيس المقبل سيكون عبر مجلس نواب 2026"، وقال: "نعمل بكل قوانا كي لا يصبح هذا الكلام واقعا وكي لا ترحل معركة انتخاب الرئيس إلى مجلس النواب المقبل".
وأضاف: "إن معركة الرئاسة اليوم ليست بين فريقين بمرشحين متنافسين، بل بين فريق يقول إن هناك انتخابات رئاسية ولدينا مرشح لنذهب إلى الجلسة، ولا نقاطعها، وبين فريق عطل الانتخابات الرئاسية بكل بساطة أمام الجميع خلال 12 جلسة، وهذا حصل أمام عدسات الكاميرات والإعلام كله، وأمام اللبنانيين كلهم الذين رأوا كيف يخرج فريق الممانعة وينسحب ويفقد الجلسة النصاب عندما تنتهي الدورة الأولى، وهنا، نتحدث عن محور الممانعة الذي كان يعطل الانتخابات".
وتابع: "لا أحد يمتلك 86 صوتا من النواب ليأتي برئيس من الدورة الأولى، بالتالي من يحسم كفة مرشح في هذه المعركة هو مجموعة نواب ما بين 25 و30 نائبا، يمكن أن يتكتلوا ويعطوا 86 صوتا لمرشح محدد، وبذلك يكون لدينا رئيس جمهورية في الدورة الأولى".
وعما في يد المعارضة أن تفعل في معركة الرئاسة، قال: "ليس لدينا غير المراهنة على النواب الوسطيين من أجل أن ينتخبوا مرشحا غير محور الممانعة، فمحور الممانعة واضح بموقفه و"فالج لا تعالج"، وسيبقون يعطلون انتخابات الرئاسة حتى يتأكدوا من إيصال مرشحهم وهذا لن يحصل. وبالتالي، سيستمر الفراغ".
وأكد أن "الحل الوحيد يكون عبر النواب الوسطيين الذين هم في المنتصف ويضعون أنفسهم في الوسط، بأن يروا إلى أين وصلت الأوضاع في موقفهم الوسطي، وبألا يكونوا مع أي فريق لا يوصل إلى أي نتيجة، وبالتالي ليس لمصلحة البلاد"، وقال: "نحن نعمل في هذا الاتجاه ونأمل في أن نحدث تقدماً، مع الأخذ في الاعتبار أننا نواجه صعوبات، إذ وبكل صراحة هناك نواب لا يريدون مواجهة حزب الله".
وفي سياق المساعي الدولية القائمة على خط بيروت، من أميركا وفرنسا، وبالأمس ألمانيا وإيطاليا، سأل جعجع: "ماذا يمكن للدول الكبرى أن تفعل وتغير في المشهد اللبناني إن ميدانيا أو رئاسيا؟ في أزمة الفراغ الرئاسي القرار هو محلي بامتياز ولا أحد اليوم يمكنه أن يحدث أي خرق، إلا النواب الذين هم في الوسط لأن نواب المعارضة موقفهم واضح بالدعوة لتطبيق الدستور والذهاب نحو جلسة جدية بدورات متعددة لانتخاب رئيس، فيما جماعة الممانعة وتحت شعار الحوار، رغم أنهم لم يؤمنوا ولا يوم بالحوار، لا يريدون انتخابات رئاسية في الوقت الراهن، لأنهم غير قادرين على إيصال مرشحهم ولا يقبلوا بالمرشح الآخر. ولذلك، في الانتخابات الرئاسية لا أحد في يده أي حل، إلا القوى المحلية، وتحديداً نواب الوسطيين".
وفي ما يتعلق بحرب الجنوب، قال جعجع: "إن الجهة الوحيدة التي تؤثر في هذه المعركة، ويا للأسف، هي إيران من خلال الطلب من "حزب الله" بأن ينسحب كما يجب أن ينسحب وينتشر الجيش اللبناني، فهذه الخطوة وحدها كفيلة بأن توقف أي احتمال للتصعيد. وبعدها ربما، يستتب الوضع في لبنان، ثم ننكب على مشكلاتنا الداخلية لنرى كيف سنحلها... هنا، مفتاح الحل للأزمتين الكبيرتين في لبنان، ونشك بأنه يمكن للدول الكبرى أن تفعل أي شيء".
وختم: "لبنان في زنزانة تحت سابع أرض، ولا نعلم متى سيأتي اليوم الذي سيخرج منها، لكن يجب علينا ألا نغرق باللحظة السودوية التي نمر بها، اللحظة التي نعيشها صعبة جدا ودقيقة وخطرة، ولكن يجب ألا نغرق فيها". (الوكالة الوطنية)  

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله لا یمکن

إقرأ أيضاً:

لبنان يوجّه رسالة إلى إسرائيل: «هذا الوضع لن يستمر طويلاً»

وجه “حزب الله” اللبناني، رسالة قوية إلى إسرائيل، مؤكدا أن “هذا الوضع لن يستمر طويلا”.

وأكد “حزب الله”، أن “المرحلة الآن لها علاقة باتفاق وقف إطلاق النار”، مؤكدا أنه “يريد تطبيق هذا الاتفاق ويتعاطى مع الموضوع من زاوية مسؤوليات الدولة”.

وقال عضو كتلة الوفاء للمقاومة في مجلس النواب اللبناني حسن فضل الله، إن “هذا الوضع لن يستمر والعدو لن يتمكن من أن يحصل بهذه الطرق على ما عجز عنه في الميدان فالشهداء منعوه من التسلل والاحتلال”.

وأضاف فضل الله: “الآن نرى النتيجة من الدعوة التي كانت توجّه إلينا بترك الأمر في الجنوب لليونيفيل وللمؤسسات الرسمية لتقوم بواجباتها”، متابعا: “لن تكون للعدو ضمانة في أرضنا من أحد ولن تكون له حرية التصرف بأرضنا كيفما كان”.

وأكد أن “المقاومة تعرف واجباتها وما عليها فعله”، مشيرا إلى أن “الذين كانوا يطالبوا حزب الله بترك الأمر للدولة وللقرارات الدولية، أمامهم فترة 60 يوماً وهي اختبار لكل هذه المقولات”.

وختم فضل الله، بالقول إن “الحزب سيبقى يحمل قضية الدفاع عن لبنان وعن الجنوب لتحرير الأرض وحماية الشعب وصون الإنجازات التي تحققت بتضحيات الشهداء”.

هذا “ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر ولا يزال ساريًا بشكل عام، على الرغم من اتهام الجانبان بعضهما بعضا بانتهاكات متكررة.

مقالات مشابهة

  • لبنان يوجّه رسالة إلى إسرائيل: «هذا الوضع لن يستمر طويلاً»
  • وزير النفط بحكومة الدبيبة يبحث مع نواب المنطقة الجنوبية مشاريع التنمية المكانية ومصفاة الجنوب
  • ميلانوفيتش وبريموراك إلى جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية الكرواتية
  • عطوة وعياد والقرشي وأمنية..الموت يحصد أراوح 4 نواب في عام 2024
  • دراسة جديدة لـ”تريندز”.. “الذكاء الاصطناعي أصبح واقعاً معاشاً.. ما الذي يمكن فعله؟”
  • ليبيا 2025.. بعد نجاح انتخابات البلدية هل تكتمل العملية الانتخابية الرئاسية؟
  • بعد الجنوب.. هذه معركة الجيش المُقبلة
  • جعجع: أصبح واضحًا أن محور الممانعة لا يريد العماد جوزيف عون
  • موزمبيق: فرار مئات الأسر إثر مظاهرات احتجاجية على نتائج الانتخابات الرئاسية
  • بقرادونيان: لم نحدد اسم المرشح الذي سندعمه وجعجع اسم تحد