جعجع: فتح جبهة الجنوب خطيئة كبرى بحق اللبنانيين وحل أزمة الانتخابات الرئاسية بيد النواب الوسطيين
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في حديث لـ"إندبندنت عربية"، أن "فتح جبهة الجنوب لم يكن مجرد خطأ، بل خطيئة كبرى بحق الشعب اللبناني، والقضية الفلسطينية أيضا". وتوجه إلى جامعة الدول العربية، سائلا: "لماذا لبنان وحده من ضمن كل هذه الدول المعنية بشكل متساو بما يحصل في غزة راهنا، وفي الوضع الصعب الذي يمر به سياسيا وأمنيا واقتصاديا؟ لماذا هو سيفتح هذه الجبهة؟ لماذا لبنان، الذي هو الأصغر والأقل عددا من ناحية السكان، واقتصاده أصغر اقتصاد بين كل هذه الدول وشهد واحدة من أسوأ الأزمات المالية في التاريخ إضافة إلى شغور رئاسي منذ نحو سنتين، ومع كل أوضاعه الصعبة، هو سيساند غزة؟".
واعتبر أن "فتح جبهة الجنوب لم يكن مجرد خطأ، بل خطيئة كبرى بحق الشعب اللبناني وبحق القضية الفلسطينية أيضا"، متسائلا: "ماذا حققوا بالفعل لغزة؟ وماذا بقي في غزة؟".
وأكد أن "الهدف من فتح هذه الجبهة تثبيت محور إيران أكثر من أي شيء آخر".
وعن انعكاس هذه الجبهة على لبنان، قال: "لا يمكن أن ننتظر كيف ستتطور الأمور في غزة نحو تفاهم أو تصعيد أكثر".
وعن تأثير أحداث الجنوب في وضع "حزب الله" داخليا وصمود لبنان الكبير، قال: "لا يمكن لأي وطن أن يستمر من دون دولة، ليس لبنان وحده، ولكن أي وطن من دون دولة ومؤسسات لا يستمر ولا يبقى ويصبح أرضا سائبة".
وأضاف: "لا يمكن أن تكون هناك دولة فعلية في لبنان بوجود "حزب الله" كما هو موجود اليوم، والمعادلة واضحة. وبالتالي، إن أردنا أن نحافظ على وطننا بالحدود المعترف بها دوليا، لا بد أن تكون هناك دولة، وحتى تصبح هناك دولة لا يمكن للحزب أن يستمر بالشكل الذي هو موجود فيه اليوم".
وعلى صعيد الملف الرئاسي، لا يتوافق جعجع مع القائلين إن "انتخاب الرئيس المقبل سيكون عبر مجلس نواب 2026"، وقال: "نعمل بكل قوانا كي لا يصبح هذا الكلام واقعا وكي لا ترحل معركة انتخاب الرئيس إلى مجلس النواب المقبل".
وأضاف: "إن معركة الرئاسة اليوم ليست بين فريقين بمرشحين متنافسين، بل بين فريق يقول إن هناك انتخابات رئاسية ولدينا مرشح لنذهب إلى الجلسة، ولا نقاطعها، وبين فريق عطل الانتخابات الرئاسية بكل بساطة أمام الجميع خلال 12 جلسة، وهذا حصل أمام عدسات الكاميرات والإعلام كله، وأمام اللبنانيين كلهم الذين رأوا كيف يخرج فريق الممانعة وينسحب ويفقد الجلسة النصاب عندما تنتهي الدورة الأولى، وهنا، نتحدث عن محور الممانعة الذي كان يعطل الانتخابات".
وتابع: "لا أحد يمتلك 86 صوتا من النواب ليأتي برئيس من الدورة الأولى، بالتالي من يحسم كفة مرشح في هذه المعركة هو مجموعة نواب ما بين 25 و30 نائبا، يمكن أن يتكتلوا ويعطوا 86 صوتا لمرشح محدد، وبذلك يكون لدينا رئيس جمهورية في الدورة الأولى".
وعما في يد المعارضة أن تفعل في معركة الرئاسة، قال: "ليس لدينا غير المراهنة على النواب الوسطيين من أجل أن ينتخبوا مرشحا غير محور الممانعة، فمحور الممانعة واضح بموقفه و"فالج لا تعالج"، وسيبقون يعطلون انتخابات الرئاسة حتى يتأكدوا من إيصال مرشحهم وهذا لن يحصل. وبالتالي، سيستمر الفراغ".
وأكد أن "الحل الوحيد يكون عبر النواب الوسطيين الذين هم في المنتصف ويضعون أنفسهم في الوسط، بأن يروا إلى أين وصلت الأوضاع في موقفهم الوسطي، وبألا يكونوا مع أي فريق لا يوصل إلى أي نتيجة، وبالتالي ليس لمصلحة البلاد"، وقال: "نحن نعمل في هذا الاتجاه ونأمل في أن نحدث تقدماً، مع الأخذ في الاعتبار أننا نواجه صعوبات، إذ وبكل صراحة هناك نواب لا يريدون مواجهة حزب الله".
وفي سياق المساعي الدولية القائمة على خط بيروت، من أميركا وفرنسا، وبالأمس ألمانيا وإيطاليا، سأل جعجع: "ماذا يمكن للدول الكبرى أن تفعل وتغير في المشهد اللبناني إن ميدانيا أو رئاسيا؟ في أزمة الفراغ الرئاسي القرار هو محلي بامتياز ولا أحد اليوم يمكنه أن يحدث أي خرق، إلا النواب الذين هم في الوسط لأن نواب المعارضة موقفهم واضح بالدعوة لتطبيق الدستور والذهاب نحو جلسة جدية بدورات متعددة لانتخاب رئيس، فيما جماعة الممانعة وتحت شعار الحوار، رغم أنهم لم يؤمنوا ولا يوم بالحوار، لا يريدون انتخابات رئاسية في الوقت الراهن، لأنهم غير قادرين على إيصال مرشحهم ولا يقبلوا بالمرشح الآخر. ولذلك، في الانتخابات الرئاسية لا أحد في يده أي حل، إلا القوى المحلية، وتحديداً نواب الوسطيين".
وفي ما يتعلق بحرب الجنوب، قال جعجع: "إن الجهة الوحيدة التي تؤثر في هذه المعركة، ويا للأسف، هي إيران من خلال الطلب من "حزب الله" بأن ينسحب كما يجب أن ينسحب وينتشر الجيش اللبناني، فهذه الخطوة وحدها كفيلة بأن توقف أي احتمال للتصعيد. وبعدها ربما، يستتب الوضع في لبنان، ثم ننكب على مشكلاتنا الداخلية لنرى كيف سنحلها... هنا، مفتاح الحل للأزمتين الكبيرتين في لبنان، ونشك بأنه يمكن للدول الكبرى أن تفعل أي شيء".
وختم: "لبنان في زنزانة تحت سابع أرض، ولا نعلم متى سيأتي اليوم الذي سيخرج منها، لكن يجب علينا ألا نغرق باللحظة السودوية التي نمر بها، اللحظة التي نعيشها صعبة جدا ودقيقة وخطرة، ولكن يجب ألا نغرق فيها". (الوكالة الوطنية)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله لا یمکن
إقرأ أيضاً:
أزمة الجوع تتفاقم بدولة الجنوب مع استمرار تدفق الفارين من الحرب في السودان
كشف تقرير أممي جديد عن بيانات مثيرة للقلق تفيد بأن 57 في المائة من السكان في جنوب السودان سيعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال موسم الجفاف لعام 2025 مع فرار العائدين من الحرب في السودان، ومواجهة الأطفال الصغار بعضا من أعلى مستويات الجوع وسوء التغذية.
التغيير ــ وكالات
وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان إن أحدث تصنيف متكامل لمراحل الأمن الغذائي الذي صدر اليوم الاثنين، أظهر أن أكثر من 85 في المائة من العائدين الفارين من السودان سيعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال موسم الجفاف القادم، بدءا من أبريل.
ووفقا للتصنيف الجديد، سيشكل هؤلاء ما يقرب من نصف أولئك الذين يواجهون جوعا كارثيا، حيث يكافحون لإعادة بناء حياتهم وسط أزمة اقتصادية غير مسبوقة وفيضانات شديدة وإعطاء الأولوية للموارد حيث تتجاوز الاحتياجات التمويل.
ميشاك مالو، الممثل القُطري لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في جنوب السودان قال إن ظهور الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار المواد الغذائية المرتبطة بها كمحرك رئيسي لانعدام الأمن الغذائي يرسل رسالة قوية مفادها أن “الوقت قد حان لزيادة استثماراتنا بشكل جماعي في دعم مواطني جنوب السودان لإنتاج طعامهم بأنفسهم”.
وأضاف أن هذا لن يقلل من ميزانية الغذاء المنزلية فحسب، بل سيخلق أيضا مزيدا من فرص العمل في قطاع الزراعة ويزيد من دخول الأسر حتى تتمكن من البحث عن أنظمة غذائية أكثر صحة.
استمرار المعاناةوقال برنامج الأغذية العالمي إنه في حين من المتوقع أن يعاني العائدون الفارون من الحرب في السودان من أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي، فإن العديد من المجتمعات في جميع أنحاء جنوب السودان ستستمر في المعاناة مع استمرار الأزمة الاقتصادية والفيضانات الشديدة ونوبات الجفاف المطولة والصراع في تعطيل المكاسب التي تحققت.
ماري إلين ماكغروارتي، المديرة القطرية وممثلة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان شددت على أهمية معالجة الأسباب الجذرية للجوع، مضيفة أن “المجتمعات تحتاج إلى السلام والاستقرار، وتحتاج إلى فرص لبناء أو إعادة بناء سبل العيش ومساعدتها على تحمل الصدمات المستقبلية”.
سوء التغذية يهدد مزيدا من الأطفال
وأظهر التصنيف الجديد كذلك أن ما يقرب من 2.1 مليون طفل معرضون لخطر سوء التغذية، حيث يعود الأطفال إلى مراكز التغذية عدة مرات على مدار العام مع استمرار المعاناة من ضعف الوصول إلى مياه الشرب الآمنة والصرف الصحي.
وأوضح أن المرض يعد عاملا رئيسيا يساهم في سوء التغذية لدى الأطفال، وأن ما يقرب من نصف جميع الأطفال المدرجين في البيانات التي تم جمعها كانوا مرضى في الأسبوعين السابقين.
وقالت حميدة لاسيكو، ممثلة اليونيسف في جنوب السودان إن المنظمة تشعر بقلق عميق من أن عدد الأطفال والأمهات المعرضين لخطر سوء التغذية سيستمر في الارتفاع ما لم يتم تكثيف الجهود لمنع سوء التغذية من خلال معالجة أسبابه الجذرية، إلى جانب توفير الدعم الغذائي الفوري لعلاج سوء التغذية بين الأطفال الأكثر عرضة للوفاة.
الوسومالجوع الحرب الفارين برنامج الأغذية العالمي جنوب السودان