نجح الحوار الوطنى فى لعب دور مهم خلال العامين الماضيين منذ انطلاق أول اجتماعات مجلس أمنائه، ليعكس نجاح دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إطلاق حوار وطنى يضم كافة تيارات وفئات المجتمع حول أولويات العمل الوطني، فقد تمكن الحوار بمشاركة وطنية وشعبية من رصد القضايا التى تعانى منها مصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وبدء مناقشات حولها فى مناخ من الشفافية والوضوح، حيث أُتيحت الفرصة للجميع للتعبير عن رأيه فى حرية تامة وبشكل علني، وتقديم رؤية للتعامل مع هذه القضايا، وهو ما أفرز قدرا كبيرا من التوصيات وصلت إلى 139 توصية، فضلا عن 97 توصية أفرزها الحوار الاقتصادى، والتى تم رفعها لرئيس الجمهورية، وبدوره أحالها للحكومة لدراستها وإدخالها حيز التنفيذ وفقا للجدول زمنى.
لكن.. مع الإعلان عن استقالة الحكومة وتكليف الرئيس للدكتور مصطفى مدبولى بتشكيل حكومة جديدة، كان السؤال الذى تبادر إلى أذهان الكثيرين، ما مصير توصيات المرحلة الأولى من الحوار الوطنى؟ فكان الرد سريعا من جانب رئيس الحكومة بأن مخرجات الحوار تم إدراجها ضمن برنامج الحكومة الجديد والذى تم عرضه على مجلس النواب، الأمر الذى أاعتبر رسالة طمأنة للقوى الوطنية بأن الدولة تتعامل بجدية تامة مع مخرجات الحوار، وأنه خلال السنوات الثلاث القادمة هى عمر برنامج الحكومة ستدخل جميع المخرجات حيز التنفيذ، ومن المؤكد أن التعامل الجدى من جانب الدولة لا بد أن يكون له انعكاسات على الحوار الوطنى الذى بات أداة مهمة لتوحيد الرؤية الوطنية، وتعزيز مساهمة كافة أطياف المجتمع فى صناعة مستقبل مصر، حيث من المتوقع أن يناقش الحوار خلال الفترة المقبلة عددا من القضايا المهمة التى تمس المواطن المصرى بشكل مباشر.
ويأتى على رأس القضايا التى يُنتظر من الحوار الوطنى فتح حوار حولها، التحول من الدعم العينى إلى النقدى وآليات تحقيق ذلك لضمان وصول الدعم لمستحقيه، وتبرُز أهمية هذه القضية فى كونها تمس أكثر من 60 مليون مواطن يحصلون على الدعم، وهو ما يتطلب التعامل معها وفقا لرؤية متكاملة تعزز حوكمة منظومة الدعم، وهو ما يتطلب تشديد الرقابة وإعداد قاعدة بيانات دقيقة لمستحقى الدعم، والضرب بيد من حديد على الفاسدين، وتفعيل العقوبات الرادعة بالقانون ضد كل من يتلاعب ويغش فى الأسعار، وتشديد الرقابة على الأسواق لضبط الأسعار وتكثيف الحملات الرقابية للتصدى للمتلاعبين فى الأسعار ومنع الاحتكار وتخزين السلع والتصدى لجشع التجار، كذلك تفعيل دور الأجهزة الرقابية وتوفير الإمكانيات اللازمة لها للقيام بدورها من كوادر بشرية وموارد مالية مثل جهاز حماية المستهلك وغيرها، حتى لا يتسبب هذا التحول فى موجة جديدة من ارتفاع الأسعار.
كما يأتى نظام الثانوية العامة الجديد ضمن المهمات العاجلة للحوار الوطنى خلال الفترة المقبلة، وهذا انطلاقا من أن تطوير هذه المرحلة التعليمية المهمة سيساهم فى نجاح خطط الدولة للنهوض بمجال التعليم بصفة عامة، والمرحلة الثانوية بصفة خاصة، وهو ما يتطلب تحقيق النفع للطلاب ورفع المعاناة عن كاهل الأسر، بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل والتنافسية الدولية، لذلك لا بد أن يراعى النظام الجديد أن يتضمن مناهج تتواكب مع التطور العصرى الموجود الآن وتكون مرتبطة بالتحديات العالمية وعلى رأسها التغيرات المناخية والأمن الغذائى والذكاء الاصطناعي، على أن تتاح أكثر من فرصة اختبار للطلاب بدلًا من نظام الفرصة الواحدة الموجودة حاليًا، إلى جانب أنه يتمتع بمزيد من المرونة للتحويل بين المسارات المتعددة، لذلك فالجميع يتطلع إلى التوافق على تطوير نظام الثانوية العامة بما يحقق التوازن المعرفى للطالب فى العديد من النواحى العلمية والإنسانية، ويراعى المتغيرات الموجودة فى سوق العمل وتهيئة الطلاب لهذه المتغيرات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حازم الجندى الحوار الوطني الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية الحوار الوطنى وهو ما
إقرأ أيضاً:
مشكلة كارثية .. آبل في ورطة بسبب ارتفاع الأسعار وتراجع مبيعات الآيفون
واجهت شركة Apple انتقادات حادة بعد تأجيل إطلاق ميزات Siri المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ما أثار مخاوف بشأن تأثير ذلك على مبيعات iPhone وسمعة الشركة.
الناقد التقني الشهير جون جروبر، الذي يعد من أبرز متابعي Apple منذ أكثر من عقدين، لم يتوانَ عن توجيه سهامه للشركة، معتبرًا أن ما حدث لم يكن مجرد خطأ، بل "تبديدٌ للثقة" التي بنتها Apple على مدار سنوات.
وعود كبرى وتأجيل محبطفي يونيو الماضي، خلال مؤتمر WWDC السنوي للمطورين، كشفت Apple عن خططها لإطلاق ميزات ذكاء اصطناعي متقدمة تحت اسم Apple Intelligence، واعدة بجعل Siri أكثر ذكاءً وتفاعلاً.
من بين هذه الميزات، القدرة على فهم السياق بدقة أكبر؛ مثل إضافة عنوان صديق تلقاه المستخدم عبر رسالة نصية مباشرةً إلى جهات الاتصال من خلال أمر صوتي بسيط.
لكن بعد أشهر من الترقب، أعلنت Apple عن تأجيل هذه الميزات، ما دفع جروبر للتساؤل بحدة:
"من قرر التحدث عن هذه الميزات في الكلمة الرئيسية لـ WWDC، مع وعد بوصولها في العام المقبل، في حين أنها كانت غير جاهزة حتى للعرض التجريبي في بيئة محكومة؟"
ما زاد الطين بلة هو أن Apple لم تتوقف عند الإعلان عن هذه الميزات، بل قامت بتسويقها في إعلانات iPhone 16، حيث أظهرت أحد الإعلانات امرأة تطلب من Siri تذكيرها باسم شخص قابلته في مقهى قبل بضعة أشهر K وهي ميزة لا تزال غير متوفرة حتى الآن.
وصف جروبر ذلك بأنه "فيديو مفاهيمي" وليس عرضًا حقيقيًا لمنتج يعمل بالفعل، مؤكدًا أن Apple لم تكن معروفة بهذا الأسلوب من قبل.
تاريخ من المصداقية المهدورة؟أعاد جروبر الذاكرة إلى الوراء، مستشهدًا بمرحلة ما بعد عودة ستيف جوبز إلى الشركة عام 1997، حين كانت Apple على وشك الإفلاس ليس ماليًا فقط، بل من حيث المصداقية أيضًا. جوبز تمكن آنذاك من استعادة ثقة العملاء عبر تقديم وعود صادقة وإنجازات ملموسة.
المقارنة الحاضرة الآن تجعل الموقف أكثر سوءًا، حيث وصف جروبر ما حدث بـ "النكسة في الثقة"، متسائلًا عمّا إذا كانت هناك جلسة "توبيخ" داخل Apple على غرار ما فعله جوبز عندما فشل إطلاق خدمة MobileMe عام 2008.
رد فعل السوقالنتائج لم تكن مجرد جدل على الإنترنت؛ إذ شهدت أسهم Apple تراجعًا حادًا بنسبة 10.7% خلال الأسبوع الذي أعقب الإعلان عن التأجيل، ما جعلها الأسوأ أداءً بين أسهم "السبعة العظماء" في قطاع التكنولوجيا.
أمل في الأفق؟ورغم هذا التراجع، يرى بعض المحللين أن Apple لا تزال في موقع قوة، حيث علق المحلل في Wedbush، دانيال آيفز، قائلًا:"لم تبن روما في يوم واحد، ولن تُبنى استراتيجية Apple للذكاء الاصطناعي بين عشية وضحاها، البذور تُزرع الآن، وستغير هذه الاستراتيجية رواية نمو الشركة خلال السنوات المقبلة."
في النهاية، قد يكون مستقبل Apple مرتبطًا بقدرتها على الوفاء بوعودها واستعادة الثقة التي اهتزت جراء هذا التأجيل.