من أحب الانصار أحب الله ورسوله ومن أبغض الانصار أبغض الله ورسوله وهو ما رواه انس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلي الله عليه وسلم- وروى عدي بن ثابت -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- انه قال الانصار لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق ومن احبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله، وقال -صلي الله عليه وسلم- لولا الهجرة لكنت امرأ من الانصار وفي حديث اخر للنبي -صلي الله عليه وسلم- أن الانصار هم الذين اووا رسول الله وجاهدوا معه فهم علي ما صنعوا مأجورون ودعا لهم وقال اللهم ارحم الانصار وأبناء الانصار وأبناء أبناء الانصار ودعا لهم بالصبر، وقال إن لقائي معكم علي الحوض وتلك المحبة الكبيرة والمكانة العالية والمنزلة الخاصة في قلب ووجدان النبي لنعما هي هنيئا لهم بها فهم أهل مروءة وكرم وجود وعطاء غير محدود وايثار، كل تلك الصفات النبيلة والقلوب الطاهرة كانت سباقة لدخول الإسلام وتطوي صفحة سوداء من النزاع والحروب الطويلة من حرب بعاث التي امتدت أربعين عاما بين الأوس والخزرج والتنافس علي السلطة والنفوس، ويبدأ تاريخ جديد للوئام والمحبة ونبذ الفرقة وذلك بفضل الإسلام والايمان الصادق، فهم اول من آمن بالرسول وصدقوا رسالته وذاقوا الأذى والمشاق في سبيل نصرة الإسلام وآووا المهاجرين في منازلهم وتقاسموا معهم أموالهم وممتلكاتهم دون انتظار مقابل من اخوانهم في الدين وحضروا مع النبي كل الغزوات وكان حب النبي راسخا في قلوب الانصار، يمتثلون لأوامره وهذا من دلائل الإيمان، فهم السابقون الأولون فكانت بيعتا العقبة الأولي والثانية علي الإيمان بالله ورسوله والابتعاد عن الشرك والمحرمات ونصر النبي في العسر واليسر وعدم الخيانة والنكث بالبيعة وظهر معدن الانصار جليا بعد وفاة النبي -صلي الله عليه وسلم- فلم يقدم الانصار مصالحهم الشخصية علي مصلحة الأمة الإسلامية فلقد تصرفوا بحكمة ومسئولية فلقد فضلوا عدم الفرقة علي اي مكسب شخصي أو قبلي وهذا الموقف التاريخي ساهم في وحدة المسلمين ونبذ الفرقة، فبعد ان اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة واختاروا سعد بن عبادة منهم خليفة لرسول الله وبعد تشاور بين المهاجرين والانصار تم الاتفاق علي مبايعة ابى بكر الصديق خليفة للمسلمين، فبايع سعد بن عبادة والانصار أبا بكر الصديق وخرجوا جميعا المهاجرون والانصار من سقيفة بني ساعدة وتوجهوا الي المسجد النبوي لتكتمل المبايعة وكانت تلك البيعة من الانصار مثالا جليا للإيثار واعلاء مصلحة المسلمين فوق كل اعتبارات شخصية وقبلية ونبذا للفرقة واعمالا للشورى، ولهذا فالنسائم الطيبة تجد ريحها في المدينة المنورة، وقال لهم النبي -صلي الله عليه وسلم- يوم حنين المهاجرون يعودون بالتمر والبعير وانتم معكم رسول الله في رحالكم فكانت الجائزة لهم في الدنيا والآخرة علي الحوض وقال -صلي الله عليه وسلم- يكثر الناس ويقل الانصار حتي يكونوا كالملح في الماء.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صدق رسول الله صلی الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية: ميلاد المسيح هو أعظم رسالة رجاء للعالم
ترأس رئيس الأساقفة الدكتور سامي فوزي رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، أمس الثلاثاء، قداس عيد الميلاد المجيد وذلك بكاتدرائية جميع القديسين الأسقفية بالزمالك.
وقال رئيس الأساقفة في عظة القداس: حقيقة الميلاد ونحن نحتفل به هذا العام، هي التي أعلنها السيد المسيح عن ذاته: “أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة، بل يكون له نور الحياة” (يوحنا 8: 12).
وأضاف رئيس الأساقفة: كان شعب الله في القديم يعاني من ظلمة شديدة، مجتمع مليء بالاضطرابات،
وسط هذه الظلمة الحالكة السواد يعلن الله وعدًا عظيمًا: "نور سيأتي ليبدد الظلام، مَلك سيحكم بالسلام والعدل".
وأكد رئيس الأساقفة: في العهد القديم، كانت هناك إشارات إلى النور الإلهي مثل ظهور الله لموسى في العليقة المشتعلة، والنور كان يقود شعب الله في البرية من خلال عمود النار بالليل وسحابه مضيئة في النهار. في بيت لحم، منذ أكثر من ألفي عام، بدأ نور صغير يضيء. هذا النور، هو مولد السيد المسيح، الذي غيّر العالم ولا يزال يغيره حتى اليوم.
واستكمل رئيس الأساقفة: في الميلاد، لم يرسل الله نورًا عابرًا فقط؛ أرسل ابنه الوحيد ليكون نورًا دائمًا، ليكشف حقه وحبه للعالم. فيكون ميلاد المسيح هو أعظم رسالة رجاء للعالم. وإعلان أن النور الإلهي قد أتى ليبدد ظلام الخطية واليأس. فالمسيح هو النور الذي لا ينطفئ، النور الذي يرشدنا ويقودنا إلى الحياة الأبدية.