أخبارنا المغربية - محمد اسليم 

بحلولنا بالمشروع السكني الواقع قريبا من منطقة الواحة بسيدي يوسف بن علي بمراكش، ظهرت لنا منذ البداية مؤشرات "تشنج" ووضع "غير عادي" تعيشه بالعملية السكنية والمستفيدون أو بالأحرى المتضررون منها. 

فالإدارة محاطة بسياج حديدي، إلى جانب عدد من حراس الأمن "شداد غلاظ" يمنعون أيا كان من الاقتراب منها، متذرعين بأنهم "يفعلون ما يومرون"، وبأن ولوج هاته الأخيرة أي الإدارة مقصور على العاملين فيها فقط.

..

قريبا من الإدارة وقف شاب يزمجر، تظهر عليه آثار الغضب الشديد، انتقل في وقت وجيز إلى مرحلة أشد وأخطر مطبوعة بالتهديد.. "غادي نجيب طموبيل وندخل فهادشي.. ما يمكنش يديرو لينا هاكذا ولا يردو ليا فلوسي.."، وأمام ارتفاع صوت الشاب تدريجيا وصوت السيدة التي ترافقه، خرج أحد مسؤولي الإدارة والذي ظهر جليا من الوهلة الأولى إنه يعرف الشاب الغاضب وهذا الأخير يعرفه بدوره بل ويتوفر على رقمه الهاتفي، بحيث سارع المسؤول لمخاطبته باسمه لتنتهي دردشتهما السريعة بـ: "جيب داكشي لي خاصك تالفلوس واجي"، وأمام تبرم الشاب رد المسؤول بصرامة: "اوا صافي هادشي لي كاين"...

المشروع المذكور بات يعيش منذ سنوات وضعا غير عادي، فعلى الرغم من تواتر أنباء مؤخرا عن انفراج وشيك، حيث تحدثت العديد من المصادر في الأيام القليلة الماضية عن الشروع في تسليم الشقق لأصحابها على مراحل إلا أن مستفيدين تواصلوا مع أخبارنا المغربية شككوا في الأمر و تحدثوا عن عراقيل تواجه المستفيدين وتحول بينهم وبين حلم "قبر الحياة" الذي انخرطوا فيه منذ سنوات طويلة دون أن يتمكنوا من تحقيقه. العراقيل التي أشار إليها المتضررون تتمثل أساسا في مطالبتهم بمبالغ إضافية وصفوها بالمفاجئة أثقلت كاهلهم وانضافت لمشاكل أخرى يعيشونها منذ سنوات وجسدوها في العديد من الاحتجاجات السابقة.

أمينة (اسم مستعار) موظفة بقطاع التربية الوطنية عبرت لأخبارنا المغربية عن استيائها من تلكؤ الشركة في تسليمها ومن معها من زبناء لشقق دفعوا فيها تسبيقات مهمة (في حالة أمينة 10 مليون سنتيم منذ أكثر من 3 سنوات)، مؤكدة أن هذا التأخر الكبير في التسليم كلفها كثيرا، فبدل أن تشرع في تسديد الأقساط البنكية وهي مستقرة في شقتها، تجد نفسها مجبرة على تسديد أقساط أكبر كمبالغ كراء مهمة شهريا بعد أن دفعت مبلغ الرهن الذي كان بحوزتها كتسبيق للشركة العقارية معتقدة حينها أن مدة الكراء لن تتعدى بضعة أشهر لا غير ارتباطا بالوعود التي قدمت لها من طرف مسؤولي الشركة... وبخصوص استرجاع تسبيقها والتراجع عن عملية الشراء لم تخف أمينة أنها فكرت في هذا الأمر مرارا إلا أنها اصطدمت من جديد بجدار اقتطاع مهم من مبلغ التسبيق الاجمالي حدد في 15 الف درهم في حالة أمينة إلى جانب الانتظار لمدة لا تعرف أمينة مداها... معاناة لم تقف عند هذا الحد، فأمينة تتحدث عن مخالفة مواصفات الشقق المعروضة للتسليم لما تم الاتفاق عليه في البداية الى جانب مطالبة مسؤولي الشركة للزبناء بأداء مبالغ مالية اضافية اعتبرتها المتحدثة مجحفة والمتمثلة في أداء مصاريف شركة السانديك التي قالت عنها المعنية أنها مبالغ فيها وتتجاوز 10 الاف درهم كواجب خاص بثلاث سنوات، وكذا مصاريف الملف (3500 درهما) ومصاربف أخرى قالت المتحدثة لأخبارنا المغربية أنها تتضاعف شهرا بعد شهر... 

وضع مقلق يدخله المستفيدون من هاته العملية من جديد ويفتح الباب أمام توتر علاقاتهم بمسؤولي الشركة صاحبة المشروع أكثر فأكثر، ولربما يدفع في اتجاه تجدد المواجهات بين الطرفين من خلال الوقفات الاحتجاجية، والمطالبة بحل مشكل تسليم الشقق والمفاتيح في أقرب وقت، ووضع حد لمعاناة المئات من الأسر التي تنتظر ما قد يأتي وما قد لا يأتي... وحتى ذاك لا يكف المتضررون عن مطالبة المسؤولين وفي مقدمتهم السيد والي جهة مراكش آسفي بالتدخل إنصافهم ووضع حد لمعاناتهم التي امتدت لسنوات...

للإشارة فأخبارنا المغربية وفي ظل غياب أي رقم هاتفي لإدارة الشركة حاولت التواصل مع مسؤوليها بعين المكان والحصول على توضيحات بشأن ادعاءات زبنائها، إلا أن أحد مسؤولي الشركة اعتبر أنه غير مخول للحديث باسم الشركة وتحَصّل على معطيات اخبارنا للتواصل معها لاحقا وهو ما لم يحصل قط.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: مسؤولی الشرکة

إقرأ أيضاً:

ابن طلال يعود لبناء أطول برج بالعالم في جدة بعد 7 سنوات من التوقف

أعلن الملياردير والأمير السعودي الوليد بن طلال، استئناف العمل في مشروع برج جدة، الذي انطلق عام 2013، ولكنه توقف في عام 2017 بسبب حملة الاعتقالات التي شنها ولي العهد محمد بن سلمان٬ تحت ذريعة "مكافحة الفساد" التي طالت بن طلال، حيث تم احتجازه في فندق "ريتز كارلتون" بالرياض.

ويُعتبر مشروع برج جدة، الذي يُتوقع أن يبلغ ارتفاعه 1000 متر، هو الأعلى في العالم، متفوقا بذلك على برج خليفة في دبي الذي يبلغ ارتفاعه 828 مترًا. ومن المتوقع أن يتم إنجاز هذا المشروع العملاق بحلول عام 2028.

في منشور له على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، الأربعاء الماضي، كتب الوليد بن طلال عبارة "عُدنا"، مع فيديو خاص يُظهر التصميم الافتراضي للبرج، مما يعكس حماسه لاستئناف العمل في هذا المشروع الرائد.
عدنا ????????
We're back ???????? pic.twitter.com/M6WHOFzS51 — الوليد بن طلال (@Alwaleed_Talal) October 2, 2024
ووقعت شركة "جدة الاقتصادية"، اتفاقية مع مجموعة "بن لادن" لاستئناف بناء مشروع برج جدة، بقيمة تتجاوز 8 مليارات ريال سعودي.

وتأتي هذه الاتفاقية بعد أيام قليلة من تأسيس تحالف للاستحواذ على صندوق الإنماء "جدة الاقتصادية"، والذي بلغت قيمته 6.8 مليار ريال. وقد حضر التوقيع الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة شركة "المملكة القابضة"، وعايض القحطاني، رئيس مجلس إدارة شركة "سمو" القابضة.


ويضم التحالف في الصندوق الجديد الذي يمتلك برج جدة، شركة "سمو القابضة" و"المملكة القابضة"، التي تمتلك 40% من أسهمه، بالإضافة إلى شركة "جدة الاقتصادية".

يُعتبر برج جدة أحد أكثر المشاريع طموحاً لبن طلال، الذي بنى ثروته في مجالات العقارات والبنوك، قبل أن يتوسع في استثماراته العالمية التي شملت حصصًا في شركات كبرى مثل "ديزني" و"أبل".

ومع ذلك، توقف المشروع بعد حملة مكافحة الفساد التي أطلقها بن سلمان، والتي طالت الوليد وعددًا من كبار المسؤولين التنفيذيين في مجموعة "بن لادن"، الشريك الرئيسي في مشروع البرج.

وخلال تلك الحملة، تم القبض على مئات من الأمراء ورجال الأعمال وكبار المسؤولين، وتم احتجازهم في فندق "ريتز كارلتون"، دون الكشف عن التهم الموجهة إليهم.

وتم الإفراج عن معظم المحتجزين بعد التوصل إلى تسويات لم تُفصح الحكومة عن تفاصيلها، بينما أعلنت أنها حققت نحو 100 مليار دولار من تلك التسويات.

وأفادت صحيفة "فايننشال تايمز" الأميركية، أمس الأحد، أن إعلان استئناف مشروع برج جدة جاء في إطار سلسلة من المشاريع العقارية الجديدة في السعودية. من بينها، أعلنت سلسلة فنادق "حياة" عن خطط لإقامة فندقين فاخرين في مدينة نيوم المستقبلية، التي تعد جزءاً من "رؤية 2030" التي وضعها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.


كما كشفت سلسلة فنادق "ماريوت" العالمية عن نيتها لبناء منتجع "ريتز كارلتون" في جزيرة أمالا على ساحل البحر الأحمر.

وذكرت الصحيفة، أن هذا الاهتمام بالمشاريع الجاذبة للمستثمرين والزوّار الأجانب يتزامن مع خطط الحكومة السعودية لتقليص الإنفاق في عام 2025، وسط مخاوف من اتساع العجز في الميزانية بسبب انخفاض عائدات النفط.

وفي نهاية سبتمبر الماضي، صرحت وزارة المالية السعودية في البيان التمهيدي للميزانية لعام 2025 أن المملكة تتوقع عجزاً بنسبة 2.3% من الناتج المحلي الإجمالي للسنة المالية 2025.

كما أشارت التوقعات الأولية للوزارة إلى أن معدل التضخم لعام 2024 قد يصل إلى نحو 1.7%، في حين يُتوقع أن يسجل الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي نمواً بنسبة 4.6% في عام 2025.

مقالات مشابهة

  • نظرة على المناطق المحظورة في بيروت التي أظهر تحليل CNN أنها تضم مستشفيات
  • ابن طلال يعود لبناء أطول برج بالعالم في جدة بعد 7 سنوات من التوقف
  • «لوزان للتطوير العمراني LUD» تستعد لتدشين مشروع سكني متكامل شرق القاهرة
  • ما هي المدة التي يسقط خلالها حكم تبديد قائمة المنقولات الزوجية؟
  • بطولة العالم للتايكوندو – شبان (كوريا 2024): المغربية أمينة الدحاوي تحرز ذهبية وزن أقل من 55 كلغ
  • ما الفظائع التي يجب أن ترتكبها إسرائيل ليخرج قادتنا عن صمتهم؟
  • السجن 7 سنوات بحق معاون مدير تقاعد الانبار مدير قسم ضحايا ١لإرهــــاب في الانبار
  • الثقافة تواصل اليوم رحلة مشروع "المواجهة والتجوال" إلى شمال سيناء
  • معلمو اليمن في يومهم العالمي.. معاناة مستمرة وحياة بين المنفى والسجون والمقابر
  • نقابة المعلمين اليمنيين: معاناة المعلمين تجاوزت إلى مئات الآلاف من الأسر التي يعولونها